الجمعة , مايو 17 2024
الرئيسية / اللغة واسرارها / أركان الجملة… مسند ومسند إليه

أركان الجملة… مسند ومسند إليه

إعداد د أنور الموسى

الجملة في علم المعاني تتألف من ركنين رئيسين؛ هما: المسند: ويسمى محكوما به، أو مخبرا به، والمسند إليه: يسمى محكوما عليه أو مخبرا عنه. وما زاد على المسند والمسند إليه من مفعول، وحال، وتمييز، وأدوات الشرط والنفي[1]، والتوابع[2]، وكان وأخواتها، وإن وأخواتها، وظن وأخواتها، وشبه جملة، وضمير الفصل؛ فهو قيد زائد في تكوينها؛ إلا صلة الموصول والمضاف إليه.

والإسناد انضمام كلمة المسند إلى أخرى المسند إليه على وجه يقيد الحكم بإحداهما على الأخرى؛ ثبوتا أو نفيا؛ نحو: الله واحد لا شريك له.

الجملة في علم المعاني تتألف من ركنين رئيسين؛ هما: المسند: ويسمى محكوما به، أو مخبرا به، والمسند إليه: يسمى محكوما عليه أو مخبرا عنه. وما زاد على المسند والمسند إليه من مفعول، وحال، وتمييز، وأدوات الشرط والنفي[3]، والتوابع[4]، وكان وأخواتها، وإن وأخواتها، وظن وأخواتها، وشبه جملة، وضمير الفصل…؛ فهو قيد زائد في تكوينها؛ إلا صلة الموصول والمضاف إليه.

 

والإسناد انضمام كلمة المسند إلى أخرى المسند إليه على وجه يقيد الحكم بإحداهما على الأخرى؛ ثبوتا أو نفيا؛ نحو: الله واحد لا شريك له.

 

[1]  لا وما ولات وإنْ ولن ولم ولما.

[2] البدل وعطف النسق وعطف البيان والتوكيد والنعت.

[3]  لا وما ولات وإنْ ولن ولم ولما.

[4] البدل وعطف النسق وعطف البيان والتوكيد والنعت.

 

المسند في البلاغة العربية

 

المسند إليه مدار الحدث والإسناد؛ لكن الفائدة لا تتم به وحده؛ فلا بد من مسند. فالمسند هو الذي يحقق مبدأ تثبيت العناصر الفنية بالمسند إليه، ويكسبه الصورة الجمالية الموحية…  فالمسند يحتوي على الأجزاء الزمانية والدلالية اللاحقة بالمسند إليه؛  ومن ثم يرتب أجزاء الجملة كلها من اللواحق… وربما الأدوات، وإن كانت الأدوات تقع مسنداً إليه… فالمسند مع المسند إليه، يحققان تجربة شعورية وفكرية مختزنة عند المتكلم يريد التعبير عنها… بمعنى آخر؛ يحققان لطائف لغوية وبلاغية متنوعة… وليسا حالة سكونية جامدة…

فالمسند هو المخبر به عن المسند إليه؛ أو المحكوم به، لأنه صفة في المعنى، وبه تتعلق الفائدة والتحولات لترتيب الأحداث الزمني، وفق التغير التركيبي في مفهوم البلاغيين الغربيين.

 

  • مواضع المسند ثمانية:
  • خبر المبتدأ؛ نحو: عظيم في قولك: الله عظيم، وقادر في قولك: الله قادر.
  • الفعل التام لا الناقص، نحو: غاب، في قولك: غاب الكسول…
  • اسم الفعل: نحو: شتان، وهيهات، وآمين…
  • المبتدأ الوصف المستغني عن الخبر بمرفوعه (أي: المبتدأ المكتفي بمرفوعه): نحو: عارف في قولك: أعارف أخوك قدر الإنصاف؟
  • أخبار الناسخ؛ أي ما كان أصله خبر: يقصد بالنواسخ كان وأخواتها وإن وأخواتها…
  • المفعول الثاني لظن وأخواتها.
  • المفعول الثالث لأرى وأخواتها.
  • المصدر النائب عن فعل الأمر: سعيا في الخير…

 

ويتعرض المسند إلى عدة أحوال؛ منها الحذف والذكر، والتقديم والتأخير، والفعلية والاسمية، والتنكير والتعريف… فمن دواعي حذفه: ضيق المقام بسبب توجع، والمحافظة على الوزن، والاحتراز من العبث في ذكره، نحو: إن الله بريء من المشركين ورسوله…، واتباع الاستعمال الوارد عند العرب: لولا زيد لهلك عمر…، وبعد جواب استفهام، نحو: من أمير الشعراء؟ نقول: شوقي؛ أي: شوقي أمير…، وإن دلت عليه قرينة: ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض، يقولن الله؛ أي: خلقهن الله… ومن دواعي ذكره: ضعف اعتماد القرينة، وزيادة التقرير والوضوح، والرد على المخاطب…

 

-تقديم المسند

يتقدم المسند لأغراض عديدة؛ منها:

1-قصر المسند إليه على المسند؛ نحو: عربي أنا؛ فكلمة عربي مسند مقدم؛ لأنها خبر مقدم… فقد قصرنا المسند إليه “أنا” على المسند “عربي”، وهذا النوع من القصر يسمى “تقديم ما حقه التأخير”…

2-التفاؤل أو التشاؤم: أي بسماع ما يسر المخاطب أو يسيء إليه: في عافية أنت، وفي وضع سيء أنت، طاب صباحك، وساء فعلك…

3- التشويق إلى المسند:

ثلاثة تشرق الدنيا ببهجتها    شمس الضحى وأبو إسحاق والقمر

4-للتعظيم: رحيم أنت يا الله…. عفيفة النفس أنت يا دعد…

5-التنبيه من أول الأمر على أنه خبر لا نعت:

له راحة لو أن معشار جودها     على البر كان البر أندى من البحر

6-التخصيص بالمسند إليه: لله ملك السماوات والأرض…

 

المسند إليه في البلاغة العربية

المسند إليه هو أحد ركني الجملة الفعلية أو الاسمية؛ وهو أكثر أهمية من المسند؛ لأنه يمثل الركن الثابت في الجملة…فهو المُخْبَر عنه؛ أو المحكوم عليه؛ وهو الأصل في المعنى، وعليه دوران الحدث، وعنه يصدر؛ سواء وقع اسم ذات، أو معنىً، أو مصدراً، وهو معلوم من قبل السامع…

وقد يمر المسند إليه بحالات جمة؛ منها: الحذف، والذكر، والتعريف، والتنكير، والتقديم والتأخير…

 

– مواضع المسند إليه:

– الفاعل للفعل التام أو شبهه، نحو: اقترب الفرج، أقبل الطفل المنتصر أبوه.

  • نائب الفاعل، نحو: قتل المجرم.
  • المبتدأ الذي له خبر: الشمس ساطعة..
  • مرفوع المبتدأ المشتق: أقائم أخوك؟
  • أسماء النواسخ: إن الحياة جميلة، وكانت الحرية مشرقة…
  • المفعول الأول للأفعال التي تنصب مفعولين (ظن وأخواها): ظنت المسألة سهلة…
  • المفعول الثاني للأفعال التي تنصب ثلاثة مفاعيل: (أرى وأخواتها)…
 
نشير إلى أن المسند إليه وكذلك المسند الذي سنعرض لمواضعه… قد يتكرر، أو يعطف عليه… أو يحذف، أو يذكر، أو يتعرض للتقديم والتأخير… فأياً كان الأسلوب الذي يَرِد ذكره فيه؛ فإنه يستكمل معاني الجملة في عملية الإسناد؛ ويؤكدها، ليصبح الكلام بحق جسداً وروحاً متناسبين.

 

مرتبة المسند إليه التقديم؛ لأن مدلوله هو الذي يخطر أولا في الذهن؛ لأنه المحكوم عليه… واستحق التقديم وجوبا في مواضع عديدة؛ منها:

  • تعجيل المسرة: العفو عنك صدر به أمر…
  • تعجيل المساءة: القصاص حكم به القاضي.
  • التشويق إلى المتأخر إذا كان المتقدم مشعرا بغرابة، كقول المعري من الخفيف:

والذي حارث البرية فيه    حيوان مستحدث من جماد

  • التلذذ: ليلى وصلت، ودعد هجرت…
  • التبرك: اسم الله اهتديت به.
  • كون المتقدم محط الإنكار والغرابة…:

أبعد المشيب المنقضي في الذوائب     تحاول وصل الغانيات الكواعب

  • إفادة التخصيص قطعا إذا كان المسند إليه مسبوقا بنفي، والمسند فعلا، نحو: ما أنا قلت هذا ولا غيري: أي: لم أقله، وهو مقول لغيري…

وإذا لم يسبق المسند إليه بنفي، كان تقديمه محتملا لتخصيص الحكم به أو تقويته، إذا كان المسند فعلا: أنت لا تبخل.

  • مراعاة الترتيب الوجودي: ﴿لا تأخذه سنة ولا نوم﴾ (البقرة: 255)…

 

-في تنكير المسند إليه:

يؤتى بالمسند إليه نكرة، لأغراض عديدة، منها: التكثير، كقوله تعالى: ﴿إن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك﴾، أي رسل كثيرون… والتقليل، كقوله تعالى: “﴿لو كان لنا من الأمر شيء﴾… والتعظيم والتحقير: له حاجب عن كل أمر يشينه… وإخفاء الأمر: قال رجل: إنك انحرفت عن الصواب… وقصد الإفراد: ويل أهون من ويلين، وقصد النوعية: لكل داء دواء، أي لكل نوع…

 

-في الإطلاق والتقييد

الإطلاق هو أن تقتصر في الجملة على ذكر (المسند والمسند إليه)، حيث لا غرض يدعو إلى حصر الحكم ضمن نطاق معين بوجه من الوجوه، نحو: الوطن عزيز…

أما التقييد، فهو أن تزيد على المسند والمسند إليه شيء يتعلق بهما، أو بأحدهما، مما لو أغفل لفاتت الفائدة المقصودة، أو كان الحكم كاذبا، نحو: الولد النجيب يسر أهله… وآية ذلك، أن الحكم كلما كثرت قيوده، ازداد إيضاحا وتخصيصا، فتكون فائدته أتم وأكمل…

ومن الأمثلة على التقييد قوله تعالى: ﴿يكاد زيتها يضيء﴾؛ إذ لو حذف فعل “يكاد”، لفات الغرض المقصود، وهو إفادة المقاربة…

يذكر أن التقييد يكون بالتوابع، وضمير الفصل، والنواسخ، وأدوات الشرط، والنفي، والمفاعيل الخمسة، والحال، والتمييز، وفي هذا الباب جملة مباحث؛ منها:

 

-التقييد بضمير الفصل

يؤتى بضمير الفصل لأغراض كثيرة؛ منها: التخصيص، نحو قوله تعالى: ﴿ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده﴾، ومنها تأكيد التخصيص إذا كان في التركيب مخصص آخر: “إن الله هو التواب الرحيم”، ومنها تمييز الخبر عن الصفة: العالم هو العامل بعلمه…