الخميس , مايو 2 2024
الرئيسية / قضايا مجتمع ومناسبات / علاج الإعلام المتخاذل والناقم على حقوق أساتذة الجامعة اللبنانية!

علاج الإعلام المتخاذل والناقم على حقوق أساتذة الجامعة اللبنانية!

بقلم أ د أنور الموسى

علاج الإعلام المتخاذل والناقم على حقوق أساتذة الجامعة اللبنانية!

روي أن الثعالب هاجمت يوما مملكة الحمام! واستطاعت الانقضاض على عدد كبير منها، ولا سيما الفراخ التي لم تستطع الطيران! فاجتمعت الحمامات بعد مصابها الجلل! وكان محور النقاش.. كيف نخبر بقية حمامات الغابة وملكها بما فعلت الثعالب!
اقترحت الحمامة الجريحة تكليف الأرانب بهذه المهمة، وقاطعتها الحمامة النازفة بالقول: فلنكلف الكلاب الوفية! وتدخل ملك الثعالب وقال: فلنكلف الغزلان بنقل الرسالة! فيما اقترح آخرون الاستعانة بالعصافير!
رفرف عصفور فوق الحمامات وهو يصغي للحديث وقال: اعتمدوا على أنفسكن في نشر قصتكن، ولا يحك جلدك إلا ظفرك! فلم لا تطرن أيتها الحمامات بأنفسكن وتبلعن رسالتكن المحقة؟!

مناسبة هذه القصة “شكاوى” عدد من الزملاء الأساتذة في الجامعة اللبنانية مفادها أن وسائل الإعلام متحيزة ضد حق الأستاذ في إضرابه المفتوح، أو أنها تغطي على الإضراب ولا تواكبه أو تشوهه أو تنتقص من مطالب الأساتذة وحقوقهم أو تسخر منها أو…
الواقع أن تلك الشكاوى مسوغة ومفهومة.. لكن نحن اليوم لسنا في عصر الإعلام المقيد، ولسنا في عصر الجريدة الورقية أو التلفاز!
صحيح أن الإعلام التقليدي المتمثل بالراديو والتلفاز والجزيرة مهم في المعارك المطلبية، لكنه أيضا ليس الوحيد.. إذ تساويه بل تتفوق عليه وسائل الإعلام الحديثة.. ووسائل التواصل الاجتماعي!
فكل دكتور أو أستاذ يمكنه أن يكون كادرا إعلاميا في معركته ضد السلطة وألاعيبها وفبركاتها في الموازنة وقضم حقوق الأساتذة! وكل طالب متعاطف أو أو كل إنسان حر يمكن أن ينشر آراءه في تلك الوسائل ويصل صوته إلى كل أنحاء المعمورة!
ناهيك بأن المواقع الإلكترونية باتت في متناول الجميع، بحيث يمكن مراسلتها ونشر المواقف والآراء فيها!
وكأني بعدد من الزملاء الذين يتعتبون على إعلام السلطة التقليدي، يكبرون رؤوس الإعلاميين المنتفعين المرتشين.. الذين دخلوا المؤسسات إجمالا بواسطة حزبية أو من أحد أركان السلطة! وطبعا لا نعمم…!
والواقع أن من يشن حربا على حقوق أساتذة الجامعة اللبنانية وعى مسبقا هذه المسألة.. فهو نجح في إيصال صوته إجمالا ليس من خلال التلفاز أو الجريدة، بل من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام غير تقليدية…!
فأيها الزملاء المتلاعب بأعصابكم ومصيركم ولقمة عيشكم.. التفتوا حولكم.. إلى هواتفكم وحواسيبكم وأولادكم وأصدقائكم.. وانشروا آراءكم بين كل هؤلاء.. كتابة ومشافهة وتوجيها وتحريضا…!
الرأي العام يعرف تماما من هو الفاسد.. ويعلم أحقية مطالبكم إجمالا.. ويعلم الاعيب السلطة.. ولذا لا تسمعوا أصوات الشواذ الذين يتوزعون بين حاقد على الدكتور أو يعاني من عقدة نقص أو فاشل أو مغرور أو مرتش وجاهل…!
فليكن كل واحد منا إعلاميا وهو كذلك في هذا العصر.. ولنكن أولا واثقين بأنفسنا.. وما ضاع حق وراءه مطالب!

 

شاهد أيضاً

هل ستعدم الاونروا مرضى اللاجئين الفلسطينيين بسبب جنسية؟ بيان يوضح…

المثقفون المستقلون ينددون بعنصرية الأونروا وتمييزها الاستشفائي بحق اللاجئين الفلسطينيي استنكر تجمع المثقفين المستقلين في …