الثلاثاء , يونيو 3 2025
الرئيسية / ابحاث ودراسات عليا / الصراع النفسيّ ودوره في بناء الأسطورة الشخصيّة لنورا ناجي من خلال رواية “الجدار”

الصراع النفسيّ ودوره في بناء الأسطورة الشخصيّة لنورا ناجي من خلال رواية “الجدار”

مخطط لرسالة ماستر إعظاد الطالب ابراهيم عوكل 

قسم اللغة العربية وآدابها
العمادة

الصراع النفسيّ ودوره في بناء الأسطورة الشخصيّة لنورا ناجي من خلال رواية “الجدار”
(دراسة في التحليل النفسيّ الأدبيّ)

رسالة أعدّت لنيل شهادة الماستر البحثيّ
في اللغة العربيّة وآدابها

إعداد
الطالب إبراهيم حسّان عوكل
إشراف
الدكتور أنور عبد الحميد الموسى
(أستاذ)
بيروت
العام الجامعي 2024-2025

المقدمه
تحاول هذه الدراسة معالجة الصراع النفسيّ ودوره في بناء الأسطورة الشخصيّة لنورا ناجي في رواية “الجدار”، من خلال تصوير الكاتبة لشخصيّات الرواية وما تعانيه الشخصية الرئيسة من قلق وصراعات نفسية متنوعة، مما يعكس حالة مشتركة في العديد من المجتمعات، ما يفتح المجال لفهم الحالة النفسية المضطربة التي يعاني منها العديد من الأفراد بسبب الظروف الاجتماعية والسياسية المحيطة ( ناجى ، 2016، ص . 137).
تكتسب هذه الدراسة أهميتها من تركيزها على الصراع النفسي بوصفه موضوعًا محوريًا في الأدب العربي الحديث، حيث تُبرز كيف يمكن أن تعكس النصوص الأدبية التحديات النفسية والاجتماعية التي تواجه الأفراد في ظل الظروف المحيطة. كما أن هذه الرواية تقدم نموذجًا غنيًا لفهم تأثيرهذه الصراعات النفسية في بناء الشخصية وتطورها داخل النص الأدبي (فرويد، 1982، ص . 67 ؛ يونغ، د.ت ، ص. 112 ؛ إدلر، 1987 ،ص .53).
تنبع دوافع هذه الدراسه من مجموعة عوامل علمية وموضوعية، من أبرزها ندرة الدراسات التي تجمع بين التحليل النفسي والأدب العربي الحديث، وخصوصًا تلك التي تتناول بناء الأسطورة الشخصية ، الرغبة في الكشف عن العمق النفسي لشخصيات الرواية ودورها في إبراز القضايا الاجتماعية والسياسية المعاصرة (ناجي، 2016 ، ص. 137)، وتقديم دراسة تحليلية تجمع بين الأدب وعلم النفس من خلال تطبيق منهجيات حديثة على نصوص عربية معاصرة.
الجدة الأساسية للدراسة تكمن في الربط بين العمل الأدبي والنظريات النفسية بشكل لم يُتناول من قبل بشكل موسع في الدراسات السابقة. يتميز البحث باعتماده على نظريات التحليل النفسي الرئيسية لفرويد التي تتناول دور اللاوعي والصراعات الداخلية، ونظريات يونغ حول الأسطورة الشخصية واللاشعور الجمعي، بالإضافة إلى نظريات إدلر (1987 ، ص. 120) التي تركز على الدوافع البشرية والسعي نحو التفوق.

إضافة إلى ذلك، تقدم الدراسة منظورًا جديدًا لفهم الشخصيات الأدبية في “الجدار”، وذلك من خلال تحليلها النفسي المتعمق وتسليط الضوء على الطريقة التي تُبنى بها الأسطورة الشخصية عبر التفاعلات بين الفرد وبيئته.
تدور أحداث الرواية حول شخصية رئيسة تُدعى “حياة”، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات التي تشاركها في الأحداث والمشكلات، لكن “حياة” هي الشخصية المحورية التي تؤدّي الدور الأبرز في تطور الأحداث. يبرز القلق الذي يرافق سلوكها والصراع النفسيّ الذي تعيشه بين ماضيها وحاضرها، بين ذكريات حبّها الأول والحبّ الجديد، وبين شوقها إلى وطنها وهروبها إلى بلدان بعيدة. وكما لاحظت الكاتبة في قول “حياة” في أثناءوجودها في سيول: “أشتاق للقاهرة، أشتاق لكل شخص فيها” (ناجي، 2016، ص. 137 )، رغم أن قرارها كان الهروب من القاهرة.
“حياة” عاشت حياة مليئة بالتحديات، بدءًا من نشأتها مع والدتها بعيدًا عن والدها الذي يسكن في دبي بعد الطلاق، وصولاً إلى تجربة حبّ فاشلة لم تُسفر عن نهاية سعيدة. هربت من القاهرة إلى دبي لتبتعد عن حبيبها، لكنها لم تستطع نسيانه، ثم انتقلت إلى سيول في كوريا الجنوبية في محاولة للهروب من ذكرياتها، إلا أنها لم تتمكن من ذلك، لتعيش في حالة من صراع داخلي مستمر (ناجي، 2016، ص. 142)، ويتفاقم الصراع النفسيّ عند “حياة” نتيجة لتأثير الأحداث العالمية المحزنة مثل الحروب وقتل الأطفال في سوريا واليمن وفلسطين ومصر.
الصراع النفسيّ الذي تعيشه “حياة” يتجسد في الصراع بين حبيبها الأول “خالد” الذي لا يستطيع أن يكون معها بسبب ارتباطه بفتاة أخرى، وبين “تيو” الذي يحبها ويريد الزواج منها. هذا الصراع يزداد تعقيدًا بسبب مشاعرها المتناقضة بين حبّها القديم وحبّ “تيو” الجديد. كما تظهر صراعات أخرى بين “حياة” ومدينة القاهرة، فهي على الرغم من هربها إلى سيول، إلا أنها لا تستطيع التوقف عن الاشتياق إلى وطنها وتصف سيول بالبرودة والقسوة (ناجي، 2016، ص. 158).
تسعى هذه الدراسة إلى تقديم منظور جديد حول كيفية تأثير الصراعات النفسية والاجتماعية في تشكيل الشخصيات وصياغة الأحداث في الرواية، من خلال تطبيق نظريات التحليل النفسي مثل فرويد ويونغ وإدلر. كما تهدف إلى تعميق الفهم حول العلاقة بين النص الأدبي والنفس البشرية، ما يساعد الباحثين والمتخصصين في علم النفس على فهم أعمق للقضايا الإنسانية والاجتماعية من خلال الأدب. وتساهم الدراسة في تعزيز الروابط بين الأدب وعلم النفس، ما يفتح آفاقًا جديدة أمام الباحثين في مجال الدراسات الأدبية والنفسية. بالإضافة إلى ذلك، تسلط الضوء على الرواية كعمل أدبي متميز يتيح دراسات نقدية متعددة الزوايا، ما يجعلها مادة بحثية غنية لطلاب الأدب وعلم النفس، ويسهم في تطوير رؤية أوسع لفهم التحديات النفسية التي تواجه المجتمعات العربية في الأدب المعاصر، وإثراء المكتبة الأدبية والنفسية العربية.
أهداف الدراسه: تهدف هذه الدراسه الى:-
تحليل مظاهر الصراع النفسي:
التعرف على أنواع الصراعات النفسية التي تعاني منه الشخصية الرئيسة في رواية “الجدار” لنورا ناجي. يسعى الباحث إلى التعرف إلى أنواع الصراعات النفسية وتجلياتها داخل النص السردي، لفهم كيفية تأثير تلك الصراعات في الشخصية الروائية وسير الأحداث .
تفسير أثر الصراع النفسي على تكوين الأسطورة الشخصية:
دراسة أثر هذه الصراعات النفسية في تشكيل ما يُعرف بـ “الأسطورة الشخصية” للشخصية الرئيسة، حيث يتم تتبع عملية التحول النفسي التي تجعل من التجربة الذاتية مصدرًا لرؤية فلسفية أو سردية ذات دلالات رمزية عميقة .
تطبيق منهج التحليل النفسي الأدبي:
يستخدم الباحث منهج التحليل النفسي الأدبي لفهم الدوافع والمواقف النفسية للشخصية وربطها بالتحولات السردية في الرواية.
استنتاج النماذج النفسية المتكررة:
تحديد الأنماط النفسية التي تسهم في تشكيل أساطير شخصية ضمن السرد الروائي ، مما يساعد على وضع إطار تحليلي يمكن تعميمه على نصوص أخرى مشابهة .
إبراز الأبعاد النفسية والإبداعية في الأدب النسوي العربى:
تحليل كيف تعكس الرواية تجربة المرأة وتعبيراتها عن الصراع النفسي في سياق اجتماعي وثقافي. يأمل الباحث أن يُسهم هذا التحليل في تطوير الدراسات الأدبية والنفسية، وإلقاء الضوء على كيفية توظيف الكاتبات العربيات للصراع النفسي في بناء شخصيات ذات أبعاد إنسانية وإبداعية عميقة .
اضافه الى ذلك، تساهم هذه الدراسه في تطوير الدراسات الأدبية النفسية من خلال تطبيق منهج التحليل النفسي على الأدب العربي المعاصر. كما يُمكن أن يوفر مرجعًا علميًا للدراسات المستقبلية التي تسعى إلى الربط بين الأدب وعلم النفس، خصوصًا في الأدب النسوي ويساعد البحث أيضًا في فهم أعمق للتجربة النفسية للسرد الروائي النسوي العربي ودوره في تشكيل الوعي الأدبي والثقافي .
مسوّغات الاختيار
ما دفعني لاختيار هذه الدراسة هو ندرة الدراسات الأدبية النفسية التي تناولت رواية “الجدار” لنورا ناجي، خصوصًا من منظور التحليل النفسي الأدبي. على الرغم من اهتمام الأبحاث الحديثة بالتحليل النفسي للأدب، فإن الدراسات التي تربط هذا النهج بالنصوص النسوية في الأدب العربي تظل قليلة ومحدودة.
تهدف هذه الدراسة إلى المساهمة في سد هذه الفجوة المعرفية وتقديم قراءة جديدة تستند إلى التحليل النفسي الأدبي لفهم شخصية البطلة وتحليل صراعاتها النفسية.
تنبع أهمية هذا البحث أيضًا من قدرته على الجمع بين التحليل النفسي بوصفها أداة علمية لفهم الشخصيات الأدبية وبين الأدب النسوي كمنصة للتعبير عن قضايا اجتماعية ونفسية عميقة وتسعى الدراسة إلى تسليط الضوء على تجربة المرأة العربية كما تقدمها الكاتبة نورا ناجي، ومناقشة كيفية تأثير الصراعات النفسية في بناء الأسطورة الشخصية داخل السرد الروائي.

بالإضافة إلى الجانب النظري، يأمل الباحث أن يُسهم هذا البحث في تطوير الدراسات الأدبية التي تستند إلى علم النفس الأدبي، ما يعزز من أدوات التحليل المستخدمة في الأدب النسوي ويكشف عن نماذج نفسية متكررة يمكن تطبيقها على نصوص مشابهة.
الإشكالية البحثيه
تُعد رواية الجدار لنورا ناجي إحدى الأعمال الأدبية التي تعكس جوانب نفسية واجتماعية عميقة من خلال شخصيات متعددة تواجه صراعات داخلية وخارجية معقدة. تدور هذه الرواية حول حياة شخصية تعاني من اضطرابات نفسية تعكس تحديات واقع المرأة العربية في ظل التغيرات الاجتماعية والسياسية المعاصرة، ومع تعدد الدراسات الأدبية التي تناولت قضايا المرأة والصراعات النفسية في الأدب العربي، إلا أن هذه الرواية لم تحظَ بالاهتمام الكافي من منظور التحليل النفسي الأدبي، ولذا تظهر أهمية هذا البحث في كونه يسعى إلى فهم كيفية تأثير الصراع النفسي في بناء الأسطورة الشخصية للشخصيات النسائية في الرواية، مع التركيز على العوامل النفسية والاجتماعية التي ساهمت في تأزّم حالة البطلة (حياة).
من هنا ياتى السؤال الرئيس: كيف يعكس الصراع النفسي في رواية الجدار لنورا ناجي بناء الأسطورة الشخصية للبطلة (حياة)؟
وهنا تُطرح الأسئلة الآتية:
– كيف أسهمت الظروف الأسرية، مثل انفصال الأب عن الأم، في تشكيل الصراع النفسي لدى (حياة)؟
– إلى أى مدى ساهمت التجارب العاطفيه ووعود الشبان في تفاقم مشكلات (حياة) النفسية؟
– كيف أثرت الدراسة الأكاديمية المفروضه على (حياة) في تأزّم حالتها النفسية؟
– ما دور الصراع بين الأنا الأعلى والهو فى تشكيل مواقف وسلوكيات حياة ؟
– كيف ساهم اللاوعي الجمعي في تحديد مواقف وأزمات (حياة) النفسية؟
– ما مدى فعالية السفر والهروب كوسيلة للتعامل مع الصراعات النفسية ؟
– الى اى درجه يمكن عدّ شخصية حياة انعكاسا لصراعات الكاتبه نورا ناجى النفسية؟
تنبع أهمية هذه الإشكالية من قدرتها على تقديم قراءة جديدة لرواية “الجدار” باستخدام منهج التحليل النفسي الأدبي لفهم التأثير المتبادل بين العوامل النفسية والاجتماعية وأثرها في بناء الأسطورة الشخصية، يسهم البحث في تعزيز الدراسات التي تربط بين الأدب وعلم النفس ويطرح رؤية جديدة لتحليل الأدب النسوي العربي .
الفرضيّات
تسهم رواية الجدار لنورا ناجي في إبراز الأبعاد النفسية والصراعات الداخلية للشخصية الرئيسة (حياة)، ما يؤدي إلى بناء أسطورة شخصية تتجلى من خلال مظاهر الصراع النفسي وتأثيراته المختلفة.
الفرضيات الفرعية:
– قد يكون الوضع الأسري لـ (حياة) خصوصًا انفصال الأب عن الأم سببًا رئيسا في تأزّم وضعها النفسي وتشكيل صراعاتها الداخلية.
– يُرجَّح أن يكون الصراع بين الأنا الأعلى والهو عاملاً مؤثرًا في تدهور الحالة النفسية لشخصية (حياة).
– من الممكن أن يكون تحكّم الغرائز والدوافع اللاواعية أسهم في تفاقم الصراع النفسي لدى (حياة).
– قد يكون اللاوعي الجمعي قد أسهم في تكوين عادات مكتسبة لدى الشخصية، ما عمّق أزمتها النفسية.
– يُحتمل أن يكون السفر والبعد عن البيئة المحيطة وسيلة للهروب من الواقع وتقديم علاج نفسي مؤقت.
– من المرجح أن يكون عدم توجيه النصح والإرشاد عاملاً ساهم في تأزّم وضع (حياة) النفسي.
– قد تعكس تصرفات الشخصيات الأخرى في الرواية محاولة الكاتبة التعبير عن صراعاتها النفسية الذاتية.

المنهج المتّبع
تعتمد هذه الدراسة على المنهج التحليلي النفسي الذي يهدف إلى الغوص في أعماق النفس البشرية وتحليل العوامل النفسية التي تؤثر في سلوك الشخصيات في الأدب. يتميّز هذا المنهج بقدرته على تفسير تلك الصراعات النفسية التي قد تطرأ على الفرد نتيجة لمجموعة من التجارب الداخلية والخارجية، حيث يُساهم هذا التحليل في تقديم فهم أعمق للمشكلات النفسية والاجتماعية التي قد تؤدي إلى تدهور حالة الأفراد في المجتمع (ابراهيم ، 1988،ص.45 ؛ فرويد ، 1982 ،ص.15) . هذا المنهج يساعد على كشف التوترات والصراعات التي تعيشها الشخصيات الأدبية، وتحديد الأسباب النفسية التي أدّت إلى ظهور هذه التوترات ومن خلال استخدام هذا المنهج، يمكن دراسة الأسباب النفسية وراء تذبذب الشخصيات واختلاف تصرفاتها، كما يساعد على فهم مواقفهم الداخلية وتعقيداتهم النفسية المرتبطة بالماضي والحاضر، ويُعدّ الأداة المثلى لفهم طبيعة هذه الشخصيات في الرواية (عيسي، 2003 ، ص. 42).
إن المنهج التحليلي النفسي في الأدب لا يقتصر فقط على معالجة التغيرات النفسية الداخلية للشخصيات، بل يمتد ليشمل دراسات تفسيريّة للرموز والعناصر الخفية في النصوص الأدبية (يونغ، د.ت ،ص. 280) ،فالرواية الأدبية هي مرآة للمجتمع، من خلالها يمكن تحليل شخصيات الرواية وتفسير مواقفهم وسلوكياتهم، ويُعدّ التحليل النفسي حجر الأساس لفهم العمليات النفسية المعقدة التي تحكم تصرفات الأفراد، فالإنسان، وفقًا لهذا المنهج، ليس مجرد كائن يواجه المواقف الحياتية بشكل بسيط، بل هو كائن معقد يحمل بداخله صراعات قد تكون غير واعية، تؤثر في قراراته وتصرفاته.
يتم تحليل النص الأدبي باستخدام نظريات التحليل النفسي الشهيرة، حيث تُفكك الأحداث والصراعات النفسية، يُربط بالمفاهيم النفسية مثل: الهو، والأنا، والأنا الأعلى، واللاشعور الجمعي، والأسطورة الشخصية ، يتم عرض البيانات المستخلصة من الرواية بطريقة تسلط الضوء على تطور شخصية “حياة” عبر مراحلها النفسية المختلفة .
يُبنى هذا المنهج على أفكار مجموعة من أعلام التحليل النفسي الذين ساهموا في تطويره، ومن أبرزهم; سيغموند فرويد، كارل يونغ، وألفريد إدلر. إذ يُعدّ فرويد رائدًا في هذا المجال، حيث قدّم مفهوم اللاشعور وأوضح تأثيره العميق في حياتنا اليومية، كما ركز على دور الطفولة في تشكيل شخصيات الأفراد ( فرويد، د.ت ،ص.45). هذه الأفكار تُعدّ محورية في فحص الرواية وتحليل الشخصيات، لا سيما الشخصية الرئيسة في رواية “الجدار” التي تنتمي إلى هذه الفئة المعقدة (بيش، د.ت ،ص.102 ).
النظريات النفسية المؤثرة في المنهج المتبع
نظرية فرويد (التحليل النفسي).
يعتمد هذا المنهج في المقام الأول على نظرية فرويد التي ترتكز على فكرة أن الإنسان يتكون من ثلاثة أجزاء نفسية رئيسة هي: الهو، والأنا، والأنا الأعلى (فرويد ،1982 ،ص.45).
الهو “وهو الجزء الغريزي والبدائي من النفس، حيث يسعى الإنسان إلى إشباع رغباته من دون مراعاة للواقع أو للمعايير الاجتماعية “، والأنا “هو الجزء الذي يعمل على موازنة رغبات الهو مع الواقع والمعايير الاجتماعية، ويسعى إلى تحقيق التوازن بين هذه القوى المتضادة” والأنا الأعلى “وهو الجزء الذي يمثل المعايير الأخلاقية والدينية، ويعكس ما يُعدّ صحيحًا أو خاطئًا في الثقافة والمجتمع” (فرويد، د.ت ،ص.120).
من خلال هذا التحليل، يمكننا فهم الصراع الداخلي الذي تعيشه شخصية “حياة” في الرواية وهي تتعرض لصراع بين رغباتها الداخلية (الهو) والمجتمع الذي تتفاعل معه (الأنا الأعلى)، بينما تحاول الأنا تحقيق التوازن بين هاتين القوتين (ناجى، 2016،ص.150 ).
فضلاً عن ذلك، اهتم فرويد أيضًا بالتحليل النفسي للطفولة، وعدّ الصراعات النفسية والتوترات التي تعيشها الشخصية بين رغباتها الداخلية والمعايير الخارجية التي يمر بها الشخص في مراحل حياته الأولى تؤثر بشكل عميق في سلوكياته وأفعاله في مراحل متقدمة من حياته (العيسوى ،2000، ص. 80 ؛ فرويد ، 1982 ،ص.45) ، وتُظهر الرواية بوضوح تأثير فقدان الأب والانشغال العاطفي للأم في شخصية حياة، ما يشير إلى الأثر البالغ لفترة الطفولة في تكوين شخصيتها (الموسى، 2011، ص، 66).

نظرية يونغ (اللاشعور الجمعي).
قدّم يونغ مفهوم اللاشعور الجمعي، “الذي يشير إلى أن الإنسان يحمل في داخله ذاكرة جماعية تحتوي على تجارب البشرية عبر العصور”. يشمل هذا اللاوعي الجمعي أساطير ورموزاً ومفاهيم موجودة في مختلف الثقافات والتاريخ الإنساني. هذا اللاوعي الجمعي يمكن أن يُفسر العديد من السلوكيات والأفكار التي قد تكون بعيدة عن الوعي الفردي للشخص (المهدى، 2002، ص. 67) في حالة حياة، يمكن أن نجد تأثيرات اللاوعي الجمعي في اختيارها لهويات متعددة والتقلبات النفسية التي ترافق حياتها العاطفية والمهنية (يونغ، د. ت ،ص.295).
نظرية إدلر (الغرائز والغايات).
ألفريد إدلر جاء بنظرية تركز على الدوافع الغريزية والأهداف الشخصية التي يسعى الأفراد لتحقيقها. قد تكون هذه الغايات هي المحرك الأساسي للسلوك البشري، خصوصًا في مراحل معينة من حياة الفرد. فإدلر يركز على شعور الفرد بالنقص وكيف يمكن أن يكون له تأثير في حياة الشخص، وهذا ما قد نراه في شخصية حياة، حيث يبدو أنها تحاول سد نقص عاطفي من خلال علاقاتها العاطفية والهروب المستمر (إدلر، 1987 ،ص. 30-33).
نظرية مورون (الأسطورة الشخصية).
شارل مورون أضاف بعدًا جديدًا في المنهج التحليلي النفسي من خلال التركيز على مفهوم الأسطورة الشخصية التي هي “سرد ذاتي يعكس رؤية الفرد لحياته وطموحاته “وفقًا لهذا المفهوم، ينشئ الأفراد “أساطير شخصية” تمثل آمالهم وطموحاتهم وأحلامهم في الحياة. في حالة حياة، نجد أن الأسطورة الشخصية تتجسد في رغبتها في الهروب من الواقع، وسعيها المتكرر لتحقق علاقة عاطفية تُعوضها عن فقدان الأب وعلاقاتها المتعثرة (مورون، د.ت ،ص.10-15).
تعتمد هذه الدراسة على تطبيق هذه النظريات النفسية على شخصية “حياة” في رواية “الجدار” لنورا ناجي. فمن خلال التحليل النفسي لهذه الشخصية، سنتمكن من فهم الصراعات النفسية التي تمر بها حياة على مدار الرواية. بداية من تأثّرها بتجربة الطفولة التي أسهمت في تشكيل شخصيتها، مرورًا بتجاربها العاطفية والقرارات التي اتخذتها في حياتها. وستساعد هذه الدراسات النفسية على فك شيفرة سلوكها وإيجاد تفسير منطقي للأحداث التي مرت بها (ناجى، 2016 ،ص.155). إن الشخصيات في هذه الرواية ليست مجرد شخصيات خيالية، بل هي تجسيد لتوترات وصراعات نفسية يعاني منها الكثير من الأفراد في العالم الحقيقي، ما يجعل المنهج التحليلي النفسي المنهج الأمثل لدراسة هذه الرواية ( كارتر،2001 ،ص.72).
من خلال هذا المنهج، تسعى الدراسة إلى استكشاف طبقات الشخصيات، من خلال تسليط الضوء على الجوانب النفسية التي قد تكون غامضة أو غير مرئية للوهلة الأولى. هذا التحليل لا يقتصر فقط على فهم الشخصيات ولكن يسعى أيضًا إلى فهم العالم الداخلي للمبدعين الذين يطرحون هذه الشخصيات ومن خلال استخدام هذا المنهج، نأمل أن نتمكن من تفسير الصراعات النفسية في رواية “الجدار” بشكل شامل ومتعمق (يونغ، د. ت ،ص.98).
نقد المدونة:
هذه الرواية التي اختارت مؤلفتها لها عنوان “الجدار”، تتألف من مائتين وسبع وأربعين صفحة، من الأوراق متوسطة الحجم، وغلافها ملون، عليه رسم للجدار، واسم الكاتبة.
صدرت هذه الرواية عن دار الرواق عام 2016، وهي الرواية الثانية للكاتبة نورا ناجي بعد روايتها الأولى “بانا” (ناجى، 2016،ص. 5).
بينت (نورا) في هذه الرواية الحالة التي عاشتها الشخصية الرئيسة في هذه الرواية (حياة)، وما مرت به من أحوال عاطفية، واجتماعية.
كأن الكاتبة أرادت أن تبوح بما في داخلها على لسان (حياة)، فجعلت منها منبرًا صاحت من خلاله برفضها لما يحصل حولها، من قتل وحروب ودمار. بالإضافة إلى بيان ما تودي به العلاقات العاطفية في بعض الأحيان (زين، 2023، ص.45).
ويبدو في نهاية الرواية أن (حياة)، أوصلها تعلقها الشديد بـ(خالد) من دون تفكير إلى حالة متقدمة من الصراع والقلق، ما أدى إلى حالة من الوسواس القهري.
فالرواية ليست غاية في التعقيد، ودراسة شخصياتها وأحداثها ممكنة، إلا أنه لا بد من الانتباه إلى ترابط الأحداث وتعلقها بالشخصيات، وهذا ما يساعد في كشف المخبآت في نفوس الشخصيات إن اعتمدنا على المنهج النفسي (صالحى وخيزلى، 2024 ، ص. 78).
نقد المصادر:
الكاتبة نورا ناجي، صحافية وروائية مصرية، من مواليد العام 1987 في مدينة طنطا شمال القاهرة. تخرجت من كلية الفنون الجميلة قسم هندسة الديكور قي العام 2008 وصدر لها العديد من الروايات منها:
1-رواية بانا عن دار ليلى عام 2014 والتي تتناول حكاية فتاة في عمر الست سنوات تصنع عالما سحريا باسم عالم بانا وتهرب إليه عندما تتعرض للخذلان .
2-رواية الجدار عن دار الرواق عام 2016 وهي الرواية محوردراستي والتي تتناول قصة حياة الفتاة التي تعاني الاضطرابات والصراعات بسبب المشكلات التي واجهتها وبسبب عملها في مهنة الصحافة ومتبعتها لأخبار العالم المؤلمة والموجعة (ناجى، 2016 ،ص.45 ).
3-رواية بنات الباشا عن دار أجيال عام 2017 والتي تسرد واقع مجتمعاتنا العربية كما تكشف المستور في حبكة شفّافة ومثيرة للفضول في نفس الوقت.
4-رواية الكاتبات والوحدة عن دار الشروق عام 2020 والتي تحكي فيها ناجي عن عشر كاتبات عشن حياة قاسية، إذ لم يمنحهن المجتمع فرصة للتنقس والانطلاق وحاصرهن بكثير من الخطوط الحادة.
5–رواية أطياف كاميليا عن دار الشروق عام 2020 التي فازت بجائزة يحيى حقي للعام 2020 والتي تعرض فيها ناجي نظرة المجتمع لأي امرأة قد تتصف تصرفاتها ببعض الجرأة والتحرّر، وسلطة ذلك المجتمع في فرض القيود على حياتها. (ناجى، 2016 ، ص.144 ).

نقد المراجع:
1-آليات تطبيق المنهج النفسي من خلال ديوان بحر الأحزان للشاعر التركي “أميد ياشار أوغوزجان”:هذه الدراسة عبارة عن دراسة أجراها الدكتور محمد كمال سيد أحمد محمد والتي تناول فيها العلاقة بين علم النفس والأعمال الفنية عامة، والأدبية خاصة مستخدما منهج التحليل النفسي لتحديد نقاط الخلل السلوكي وشرح مواقف نفسية له.إذ نجد أن التحليل النفسي للأدب يسعى نحو التطرق إلى أغوار النفس الأدبية لتتبع الحالة النفسية للفنان أو الكاتب وانعكاسها على العمل الذي ينتجه فالأديب تبعا لفرويد شخصا عصابيا لديه من الدوافع داخل عقله الباطن ما يسعى لتجاوزهامن خلال انتاجه الفني بعدما فشل في قمع تلك الدوافع والرغبات (فرويد، د ت ، ص.56 ).
2-المنهج النفسي في النقد الروائي العربي وهو عنوان رسالة ماجستير في قسم اللغة العربية في جامعة محمد بوضياف بالمسيلة للطالبة سهام بروبي والتي تتناولت ملامح المنهج النفسي في الروايات والنقد الأدبي الحديث مشرحة اياها إلى عناوين كثيرة متناولة شخصية البطل الروائي من المنظور النفسي والعقد النفسية وأنواعها وتعريفها معتمدة في دراستها على ثلاثة من أشهر علماء النفس فرويد ويونغ وادلر (يونغ، د.ت،ص.60 ؛ فرويد، د.ت، ص.75).
3-كتاب دراسات في علم النفس الأدبي وهو كتاب للدكتور حامد عبد القادر يتناول فيه تطور المباحث النفسية معرفا علم النفس وعلاقته بالأدب مفصلا في ذلك بين وجهة نظر فرويد ووجهة نظر تلميذه ادلر مستخلصا العمليات العقلية الهامة المؤثرة في الانتاج والتقدير الأدبي.هذا الكتاب دراسة كبيرة غنية بالمعلومات النفسية التي يعتبر مرجعا هاما لكل باحث يتناول المنهج التحليلي النفسي في دراساته (فرويد، 1982 ،ص.112).

الدراسات السابقه الاجنبيه
Jaddi, E. K., & Saloum, E. D. (2024). Psychological Motives for Crying in Umayyad Love Poetry.
تناولت دراسه ((Jaddi & Saloum, 2024 الدوافع النفسية للبكاء في شعر الحب الأموي، من خلال تحليل مشاعر الشاعر الأموي ضمن سياق الحب والمأساة النفسية. وتهدف إلى تحليل الأسباب النفسية وراء البكاء في هذا النوع من الشعر ، دراسة تأثير التجارب النفسية للشعراء على التعبير الأدبي . تبرز اهميه الدراسة فى تسليط الضوء على العلاقة بين النفس البشرية والفن الأدبي في العصر الأموي ، تبرز الوعي النفسي في شعر الحب الأموي، خاصةً فيما يتعلق بالعجز العاطفي والتعلق المفرط. اعتمدت الدراسة على المنهج النفسي التحليلي لفهم المشاعر والدوافع النفسية في النصوص الأدبية، مع استخدام التحليل النصي لمجموعة مختارة من القصائد التي ركزت على البكاء كأداة تعبيرية عن الصراع النفسي.
اكدت الدراسة ان البكاء يعكس صراعات نفسية عميقة مثل الفقدان، التعلق المفرط، الوحدة، والقلق ،كان البكاء وسيلة للتأمل في التجارب النفسية والتعبير عن الضعف النفسي وفقدان السيطرة على. اوصت الدراسه بإجراء دراسات أوسع حول الصراعات النفسية في الأدب العربي القديم ، ربط التحليل الأدبي التقليدي بالنظريات النفسية المعاصرة لفهم أعمق للروح البشرية في الأدب العربي .
Koritar, E. (2025). Libido, Culture, and Consciousness: Revisiting Freud’s Totem and Taboo, by Daniel S. Benveniste,
تناولت دراسة ( Koritar (2025 ، تأثير الليبدو على الثقافة والوعي الجماعي وفقًا لنظرية فرويد في “التوتيم والمحرم”، مع تحليل دور التحليل النفسي في فهم الأساطير والرموز الثقافية. هدفت الدراسة الى مراجعة نظرية فرويد المتعلقة بـ “التوتيم والمحرم” وتحليل آثارها على الثقافات المختلفة ، استكشاف العلاقة بين الليبدو، الثقافة، والوعي في تشكيل المجتمعات والعادات . تتمثل اهميه الدراسه فى تقديم رؤية شاملة عن كيفية تأثير نظريات فرويد النفسية على الثقافة الإنسانية وكيفية تطبيق هذه النظريات في فهم السلوك الاجتماعي . الدراسة تعتمد على التحليل النفسي والمقاربة الثقافية لفحص تأثير نظريات فرويد على الثقافة والوعي.
اظهرت الدراسهة ان الليبدو يؤثر في تشكيل الوعي الثقافي والأساطير ، الصراعات النفسية تبني الرموز والأساطير الشخصية والاجتماعية. اوصت الدراسة بتعزيز الربط بين التحليل النفسي والثقافة لفهم أعمق للسلوك البشري ، دراسة تأثير الصراعات النفسية على الرموز والأساطير.
Elbaz, S., & Wiseman, H. (2025). Retelling the past: Narrative construction and reconstruction using personal photographs and the elicitation of nostalgia.
تناولت دراسة ( Elbaz & Wiseman (2025 دور الصور الشخصية في استثارة الحنين وإعادة بناء السرد الذاتي والأسطورة الشخصية، موضحةً كيفية تأثير الذكريات في تشكيل الهوية. ، وهدفت الى دراسة تأثير الصور الشخصية في إعادة بناء السرد الذاتي، وكيف يمكن أن تُساعد في إعادة بناء الأساطير الشخصية ، فحص العلاقة بين الحنين والصور وكيف يمكن لهذه الصور أن تساهم في عملية استحضار الماضي وتشكيل الهوية الشخصية. تسهم الدراسة في فهم أعمق لتأثير الحنين في العملية النفسية التي تؤثر في بناء الأساطير الشخصية ، تساعد في توضيح دور الصور الشخصية كأداة لفهم السرد الذاتي وكيفية تأثيرها في تشكيل الهوية عبر الزمن. اعتمدت الدراسة على المنهج النوعي من خلال استخدام الصور الشخصية كأداة لجمع البيانات وتحليل كيف تساهم في إعادة بناء السرد الشخصي.
اكدت الدراسه ان الصور تحفز الحنين وتساهم في إعادة بناء الهوية الشخصية ، الذكريات المرتبطة بالصور تُعزز استقرار الهوية والسرد الذاتي. اوصت الدراسة باستخدام الصور كأداة تعليمية أو علاجية لإعادة بناء الهوية وتشجيع أبحاث تربط بين الحنين والسرد الذاتي باستخدام الأدوات النفسية والثقافية.

الدراسات السابقه العربيه
زين، ح. (2023). الأبعاد النفسية للشخصيات في رواية “أرض زيكولا” لعمرو عبد الحميد.
تناولت دراسة زين (2023) بعنوان الأبعاد النفسية للشخصيات في رواية “أرض زيكولا” (2023)- لعمرو عبد الحميد تناولت دراسة الأبعاد النفسية للشخصيات في رواية “أرض زيكولا” تحليل الصراعات النفسية للشخصيات الرئيسية وانعكاسها على تطور الحبكة والأحداث. هدفت إلى دراسة تأثير هذه الصراعات على تصرفات الشخصيات وتوظيف الكاتب للبعد النفسي لتطوير النصوص السردية. تبرز الدراسه اهميتها فى تسليط الضوء على دور البعد النفسي في بناء الشخصيات وتعزيز فهم الأدب العربي للقضايا النفسية والاجتماعية.
اعتمدت الدراسه على التحليل النفسي للشخصيات والنصوص السردية باستخدام نظريات علم النفس ، كشفت أن الشخصيات تعاني من صراعات نفسية داخلية تؤثر على مسار الأحداث، حيث استُخدم البعد النفسي لإبراز القضايا الاجتماعية والسياسية وتعميق تفاعل القارئ مع النص ودعت الدراسه لتعزيز الدراسات التي تجمع بين الأدب والتحليل النفسي، ودراسة تأثير الأبعاد النفسية على النصوص السردية في الأدب العربي الحديث.
هلالي، م. ف. (2023). الظاهر مقابل الواقع: قراءة نفسية يونجية لثلاثية نجيب محفوظ.
فى دراسه هلالى (2023) بعنوان” الظاهر مقابل الواقع: قراءة نفسية يونغية لثلاثية نجيب محفوظ” (2023) – محمد فؤاد هلالي. تناولت الدراسة تحليلًا نفسيًا لشخصيات ثلاثية نجيب محفوظ (بين القصرين، قصر الشوق، السكرية) باستخدام منهج يونغ، مركزة على الصراع بين الظاهر والواقع وتجسيد النزاعات الداخلية واللاشعور الجمعي في الرواية وهدفت الى تقديم تفسير نفسي لشخصيات الرواية وفقًا لنظرية يونغ، وتحليل الصراعات النفسية والهوية في النصوص وتبرز اهميتها فى تسليط الضوء على الجوانب النفسية لشخصيات نجيب محفوظ، وتطوّر النقد الأدبي العربي باستخدام الأدوات النفسية. اعتمدت على نظرية يونغ في التحليل النفسي لفهم اللاشعور الجمعي والأنماط النفسية للأفراد في الروايات.

أكدت أن الصراع بين الظاهر والواقع عنصر أساسي في تكوين الهوية، حيث تعكس الشخصيات غربة نفسية وصراعات عميقة تمثل واقع المجتمع المصري في فترة ما بعد الاستعمار واوصت بتشجيع دراسة الأدب العربي باستخدام منهج يونغ لفهم الصراعات النفسية والاجتماعية، وتوسيع التحليل ليشمل أعمالًا أدبية عربية معاصرة أخرى.
صالحي، ب.، وخيزلي، م. (2024). التحليل النفسي لرواية يونس الخطاط هنا الوردة وفق نظرية فرويد.
تناولت دراسة صالحى وخيزلى (2024) بعنوان “التحليل النفسي ليونس الخطّات، رواية هنا الورد وفقًا لنظرية فرويد”. صالحي، وخيزلي – (2024) ، تناولت الدراسه إحدى الشخصيات الأدبية في الرواية العربية باستخدام نظرية التحليل النفسي لفرويد وتركز على التحليل النفسي لشخصية يونس الخطّات في رواية “هُنا الورد” وفقًا لنظريات سيغموند فرويد وقد هدفت الى تحليل شخصية يونس الخطّات في الرواية باستخدام نظرية فرويد ، فهم الصراعات النفسية التي يعاني منها بطل الرواية وكيف تؤثر في سلوكه . تبرز هذه الدراسة أهمية تحليل الشخصيات الأدبية من منظور نفسي، خصوصًا في الأدب العربي ، تكمن الأهمية في استخدام نظرية التحليل النفسي لفرويد لفهم عميق للإنسانية والصراعات النفسية في الأدب العربي.
اعتمدت الدراسة على نظرية فرويد في التحليل النفسي، باستخدام أدوات التحليل مثل اللاوعي ، الآليات الدفاعية والصراع الداخلي ، اوضحت الدراسه ان شخصية يونس الخطّات تتأثر بشدة بـ الصراعات النفسية المرتبطة بماضيه، سواء كان ذلك من خلال تجربته مع العائلة أو البيئة المحيطة ويونس يظهر تناقضات شديدة في سلوكه، ويرتبط هذا الصراع النفسي بـ آليات دفاعية مثل الإنكار أو التبرير. اوصت الدراسه بالاستمرار في استخدام نظريات التحليل النفسي لفرويد لتحليل الأدب العربي ، توسيع الدراسات النفسية الأدبية على شخصيات عربية أخرى لفهم أعمق للأسطورة الشخصية وكيفية تأثير الظروف النفسية والاجتماعية على تطور الشخصيات.

هيكليه الرساله المقترحه:
وزّعت هيكليه الرساله على ثلاثة فصول كالآتي:
الفصل الأول: التأطير النظري وعرض الدراسات السابقة
أولًا: الصراع النفسي وأبعاده النظرية
1- مفهوم الصراع النفسي ومكوناته
1.1 تعريف الصراع النفسي ومكوناته
1.2 أنواع الصراع النفسي وفق الأدبيات النفسية
1.3 نظريات التحليل النفسي المتعلقه بالصراع النفسي
2- التحليل النفسي للأدب
2.1 مفهوم التحليل النفسي الأدبي
2.2 مناهج التحليل النفسي في الدراسات الأدبية
2.3 العلاقة بين الأدب والأسطورة الشخصية
3- الدراسات السابقة وتحليلها
3.1 الدراسات المرتبطة بالصراع النفسي والأدب
3.2 نقد الدراسات السابقة وتحديد الفجوات البحثية
الفصل الثاني: بواعث الصّراع النّفسي في رواية الجدار وتجلياته
تمهيد
أولًا: أثر العلاقات الأسريّة في بناء الأسطورة الشخصيّة للشخصيّة الرئيسة
1- تحليل الشخصيات الرئيسية من منظور الصراع النفسي
1.1. أثر غياب الوالدين في تأزم حالة “حياة”
1.2. أثر المنافسة الأخوية وعقدة الخصاء
1.3. دور عقدة النقص وتبلور الصراع عند الشخصيّة الرئيسة
2- بناء الأسطورة الشخصية في الرواية
2.1 مفهوم الأسطورة الشخصية وعلاقتها بالسرد
2.2 دور الاسطورة الشخصيه في تشكيل الشخصيات الروائيه
ثانيًا:أثر الدافع الجنسي في بناء الأسطورة الشخصيّة
1-الصراع بين متطلبات الهو والأنا
1.1. الرموز الجنسيّة بوصفها موشرًا إلى الأسطورة الشخصية لحياة
1.2. مظاهر القلق والصراع والمعاناة عند حياة
1.3. أثر قلق حياة بعلاقتها بالرجال
2- الدافع الجنسي كأداة لتشكيل الهوية
2.1 الدافع الجنسي وتأثيره في بناء الهوية الشخصية
2.2 التأثير الثقافي والاجتماعي على الرغبات الجنسيّة
2.3 تأثير الدوافع الجنسية في تشكيل الهوية الثقافية والنفسية للشخصيّات الأدبي
الفصل الثالث: تجليّات الصّراع النّفسي في بناء الأسطورة الشخصية لحياة
تمهيد:
أولًا: مظاهر الصراع النفسي في علاقة حياة مع الذات(الاستعارات الهاجسية)
1-الصراع الداخلي وتداخل الهويات.
1.1 الاستعارات الهاجسية:تعريفها وتوظيفها في الأدب
1.2 الاستعارات الهاجسيّة وتفكيك الواقع الذاتي في الأدب المعاصر
1.3 الاستعارات الهاجسية ودورها في انكسار الذات.
ثانيًا: تجليّات الصراع النفسي ونتائجه في علاقة حياة مع الآخر
1- علاقة حياة مع الآخر.
1.1 سلوك نرجسي انسحاب وهروب
1.2 الآخر كمرآة للصراع النّفسي
1.3 عوامل الصراع النفسي بين الشخصيّات وتكوين الهويّات في الأدب الروائي

ثالثًا: الاقتراحات
1. توصيات للابحاث المستقبليه حول تاثير التحليل النفسي الادبى على الادب.
2. اقتراحات لتطوير التحليل النفسي الأدبي فى الدراسات الادبيه
الخاتمه
1. تلخيص لاهم النتائج التى توصلت اليها الدراسه
2. المصادر والمراجع

المراجع العربيه:-
إبراهيم، ع.س. (1988). أسس علم النفس.الرياض: دار المريخ للنشر.
إدلر، أ. (1951). الدوافع النفسيه (ترجمة: م. فهمي). القاهرة : مكتبة مصر.
بيش، إ. (د.ت). فكر فرويد (ترجمة: ع . جوزيف). بيروت: المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع.
زين، ح. (2023). الأبعاد النفسية للشخصيات في رواية “أرض زيكولا” لعمرو عبد الحميد. مجلة الدراسات الناميبية: التاريخ والسياسة والثقافة، 36،(1)، 1066-1085.
صالحي، ب.، وخيزلي، م. (2024). التحليل النفسي لرواية يونس الخطاط هنا الوردة وفق نظرية فرويد. دراسات في اللغة والأدب العربي، 15(39)، 278-309.
عيسى، م. (2003). القراءة النفسية للنص الأدبي. مجلة جامعة دمشق، 19(1–2).
العيسوي، ع .ر. (2000). اضطرابات الطفولة والمراهقة وعلاجها (ط1). بيروت: دار الراتب الجامعية.
فرويد، س. (1982). الأنا والهو (ترجمة: م. نجاتي). القاهرة: دار الشروق.
فرويد، س. (د.ت). حياتي والتحليل النفسي (ترجمة: م. زيور، ع. المليجي). القاهره: دار المعارف.
فرويد، س. (د.ت). الطوطم والحرام (ترجمة: ج. طرابيشي). بيروت: دار الطليعة.
كارتر، ف. ، & راسل، ك. (2001). اختبارات القياس النفسي. الرياض: مكتبة جرير.
مورون، ش. (د.ت). التحليل النفسي للأدب (ترجمة: أ. خليل). بيروت: دار الفكر الثقافي.
الموسى، أ. (2011). علم الاجتماع الأدبي (ط1). بيروت: دار النهضة.
المهدي، م. ع. ف. (2002). مستويات النفس (ط1). القاهرة: الملتقى المصري للإبداع والتنمية.
ناجي، ن. (2016). الجدار (ط1). مصر: دار الرواق.
هلالي، م. ف. (2023). المظهر مقابل الواقع: قراءة نفسية يونجية لثلاثية نجيب محفوظ.
يونغ، (د.ت). البنية النفسية عند الإنسان (ترجمة: ن. خياطة). دار الحوار.
المراجع الاجنبيه
Elbaz, S., & Wiseman, H. (2025). Retelling the past: Narrative construction and reconstruction using personal photographs and the elicitation of nostalgia. Culture & Psychology, 13)5(, 206-441.
Jaddi, E. K., & Saloum, E. D. (2024). Psychological Motives for Crying in Umayyad Love Poetry. Journal of Ecohumanism, 3(8), 4381-4392.
Koritar, E. (2025). Libido, Culture, and Consciousness: Revisiting Freud’s Totem and Taboo, by Daniel S. Benveniste, International Psychoanalytic Books, New York, 2022, 473 pp.

23