الثلاثاء , يونيو 3 2025
الرئيسية / ابحاث ودراسات عليا / مخطط رسالة ماستر إعداد سعدى حمية بإشراف د أنور الموسى 

مخطط رسالة ماستر إعداد سعدى حمية بإشراف د أنور الموسى 

مخطط رسالة ماستر إعداد سعدى حمية بإشراف د أنور الموسى 

الجامعة اللبنانية 

– العمادة –
قسم اللّغة العربيّة و آدابها

دور النّرجسيّة في تشكيل التناص التّراثي عند الشّاعر رامز الدّقدوقي
ديوان خذ قطرة من دمائي أنموذجا))
مخطّط لنيل شهادة الماستر البحثي
مسار أدبي ))
إعداد
الطّالبة سعدى أحمد حميّة
إشراف
أ. د. أنور الموسى
بيروت
2025-2024

التّعريف بالموضوع :
تعدّ النّرجسيّة سببًا لإبداع الشّاعر الدّقدوقي الّذي اهتمّ أيضا بالتّراث والشّخصيّة التّراثيّة الّتي عمد من خلالها إلى بلورة أفكاره وإيصال المعنى بدقّة إلى القارئ.
فالنّرجسيّة في الآونة الأخيرة لاقت اهتمامًا واسعًا من قبل علماء النّفس، وخلال مراحل نمو الفرد تندرج عمليّات النّضج التي يصاحبها تغيّرات فسيولوجيّة وعضويّة واجتماعيّة بين كل مرحلة وأخرى، فهي أي النّرجسيّة تظهر جليًّا في مرحلة المراهقة، وتؤثر بشكل كبير في تكوين شخصيّة الفرد، فخلال تكوين هويّة الفرد، يتشكّل لديه نوعان من النّرجسيّة: كالنّرجسيّة السّويّة التي يبدأ فيها الفرد بحبّه لنفسه ولذاته، ولكنّه قد يحدث نوع من أنواع اضطرابات الشّخصيّة، وتتحوّل النّرجسيّة السّويّة إلى نرجسيّة مرضيّة تتميّز بالشّعور بالعظمة ونقص في العاطفة (سعد، 2022، ص115).
وتعدّ الشّخصيّة النّرجسيّة أحد التّصنيفات الكلينيكيّة التي تقوم على مفاهيم التّحليل النفسي، وبصفة عامّة، فإنّ تصنيفات الشّخصيّة تخدم أغراضا عديدة، من بينها دراسة أسباب أنماط الشّخصيّة المختلفة، والتّنبّؤ بالأسلوب العام لنمو الفرد في المستقبل وتصرّفاته في المواقف المعطاة، وكذلك اختيار مهنة معيّنة تناسبه. (البحتري،1987،ص31).
من هذا المنطلق، تسعى الدّراسة إلى تسليط الضّوء على النّرجسيّة المنبثقة من التّناص التّراثي؛ فالنّرجسية تعني حبّ الذّات، وأيضا تعدّ تجسيدًا للفرد نفسه، أو ما كان عليه في الماضي، أو ما يرغب به في المستقبل.
والتّناص التّراثي والشّخصيّة التّراثيّة بدا ظاهرين بشكل كبير في هذا الدّيوان، فقد لجأ الشّاعر إلى توظيف شخصيّات شتّى، على شكل اقتباس، أو إحالة أو إيحاء، عبر توظيف بعض أقوالها أو متعلّقاتها، أو حادثة اشتهرت بها حتّى يصل من خلالها إلى رؤاه الخاصّة ومواقفه من الحاضر والعالم، ومن الماضي والمستقبل، يقول على سبيل التمثيل لا الحصر في قصيدة “تمّوز”(ديوان خذ قطرة من دمائي، ص22-23):
و قلاع بغداد تهاوت حين أدركها الماغول
ويقول أيضًا في القصيدة ذاتها:
أمصدّقٌ يا شعب بابل ما يُلفقُه الضّليل

ويقول أيضًا في قصيدة “سمراء”(ديوان خذ قطرة من دمائي، ص85):
عشتار أنت بجنّتي و رؤى تلاوين الخضاب
ومصطلح “التّراث” هو الموروث الثّقافي والفكري والدّيني والأدبي والفنّي، وهو المضمون الّذي تحمله هذه الكلمة داخل خطابنا العربي المعاصر، ملفوفًا في بطانة وجدانيّة أيديولوجيّة. (البحتري،1991، ص23).
أما مصطلح التّناص، فقد صاغته جوليا كريستيفا للإشارة إلى العلاقات المتبادلة بين نص معيّن ونصوص أخرى، وهي لا تعني تأثير نص في آخر، أو تتبع المصادر التي استقى منها نص تضميناته من نصوص سابقة، بل تعني تفاعل أنظمة أسلوبيّة.
ومن هنا ندرك أن الشّاعر من روّاد المدرسة الرّمزيّة الّتي تعد إحدى المدارس الأدبية التي شكّلت ثورة في تاريخ الأدب من حيث الشّكل والمضمون والغاية، واستلهمت من أعمال الفلاسفة الأوروبيين في العصر الحديث، وكان لها صدًى كبير على الشّعراء العرب المعاصرين، وأحدثت تحوّلًا كبيرًا في مفهوم القصيدة الشّعريّة العربيّة، فمن المعروف أنّ القصائد الشّعريّة العربيّة تعتمد على الجانب الوجداني للشّاعر، لكن أصبحت القصائد الشّعريّة أكثر تعقيدًا لاعتمادها على الرّموز.
أصبحت هذه الرّموز لاحقًا تعبّر عن تجربة الشّاعر التي تبدو غامضة، بسبب كثرة الإيحاءات والصّور والدّلالات المبهمة الّتي يتركها الشّاعر من دون أي توضيح للمتلقّي.
تسويغ العنوان:
هناك الكثير من الدّراسات التي جاءت تحت عنوان التناص التّراثي، ومع ذلك نلاحظ أنّه قلّما جمعت بين التّناص التّراثي وعلاقته بالنّرجسيّة. فالشّاعر في ديوانه سلّط الضّوء من خلال الرّموز والشّخصيات التّراثيّة على “الأنا المثاليّة” بشكل لافت، ما دفعني إلى اختيار هذا العنوان، يقول على سبيل التّمثيل لا الحصر في قصيدة “رقصت على جرحي”(ديوان خذ قطرة من دمائي، ص24):
تغاوت بسيفي ومضة و فوارسا و ضجّت إباء في صهيل جوادي

والتّناص موجود بشكل أو بآخر في النّصوص العربيّة، ويؤكّد ذلك مفتاح علي بالقول “أنّ التناص لا مناص منه:”لا فكاك للإنسان من شروطه الزمانية والمكانية ومحتوياتها، ومن تاريخه الشّخصي أي من ذاكرته”.(مفتاح، 1985، ص 123 ).
أمّا التراث والعادات والتّقاليد فنراها موجودة في الكثير من النّصوص الشعريّة، خصوصًا عند الشّعراء المتمسّكين بالجذور أمثال رامز الدقدوقي، فتوظيف التراث هو عمليّة مزج بين الماضي والحاضر في محاولة لتأسيس زمن ثالث منفلت من التحديد هو زمن الحقيقة في فضاء لا يطوله التّغيير. ( المساوي ،العدد412).
فالنّرجسيّة ولّدها اللاوعي الجمعي الذي هو نتاج خبرة بشريّة راكمتها الحياة الإنسانيّة خلال آلاف السّنين، و فيه تختزن الخبرات المتراكمة عبر الأجيال … تلك التي مرت بالأسلاف القدامى، وتظهر هذه الخبرة في المعتقدات والأساطير والفنون والتّقاليد والعادات .( الموسى، 2016، ص 48 ).
واللاوعي الجمعي الذي أدّى إلى ولادة الأنا الأعلى عند الشّاعر، دفعه إلى الإبداع في شعره من خلال إضفاء المثاليّة واستعانته برموز تراثيّة ودينيّة مهمّة شبّه نفسه بها، وتفاخر بنفسه وشجاعته التي ربّما قد تكون نابعة من بواعث نفسيّة مدفونة في اللاوعي، يقول في قصيدة “تموز”(ديوان خذ قطرة من دمائي، ص22):
يا سيف حمزة و المثنّى شاقني منك الصليل
وما يدلّ على نرجسيّته أيضًا قوله في قصيدة “نار شرفتي”(ديوان خذ قطرة من دمائي، ص90):
لولاي ما زيّن الهوى حلا ولا استكان المحار في الصّدف
هذا الموضوع بكر و لم يدرس من ذي قبل و هو يمزج بين النرجسيّة و التّراث، و كيف اعتمد الشّاعر علر الشّخصيّات و الرّموز التّراثيّة لبلورة الأنا المثاليّة عنده، و جعل نفسه في مرتبة القدوة للآخرين.
أسباب اختيار الموضوع :
قليلة هي الدّراسات التي جمعت بين التناص التّراثي والنّرجسيّة، فالشّخصيّة التّراثيّة البارزة في شعر الدّقدوقي اختبأت خلفها شخصيّة نرجسيّة محبّة للأنا.
جاءت أهميّة هذا الموضوع من ندرة دراسة شعره ، خصوصًا في ما يتعلّق بإلقاء الضّوء على البواعث النّفسيّة، وعلاقته الأسريّة التي قد تكون سببًا في تشكّل هذه الشّخصيّة والرّموز التّراثيّة التي ظهرت بوضوح في شعره.
كما أنّ الشّاعر الدّقدوقي خاض معارك، وكان في جبهة القتال في شبابه، وتربّى وترعرع في بيئة بسيطة مع والديه و إخوته، ما دفعه إلى أن يكون ثائرًا على كلّ ما حوله، و رافضًا لواقع مرير، متمنّيًا لو كان أفضل من ذلك من النّاحية الماديّة، و ما لفتني أيضا علاقته المتينة بوالديه ووالده الّذي زرع فيه روح القتال والثّورة والعنفوان، وكان يميّزه بعض الشّيء عن باقي إخوته، ما جعل الأنا تكبر عنده منذ صغره.
وقليلة هي الدّراسات التي تطرّقت إلى دواوين هذا الشاعر، خصوصًا ديوان “خذ قطرة من دمائي “، على الرّغم من كثرة الإشكاليات الموجودة وغزارة الرّموز النّفسيّة والتّراثيّة التي تتضمّنها. وقد اقتصرت المراجع على مقابلات أجريتها شخصيًّا مع الشّاعر للوقوف على جوانب حياته وثقافته؛ والعوامل الّتي أثّرت في عمله الأدبي، فضلًا عن دراسة أعدّت سابقة للطّالبة ريما نعيم تحت عنوان” جماليّات المكان في شعر رامز الدّقدوقي “، بالإضافة إلى كلمة رئيس النادي الثّقافي في برجا الأستاذ حسن كحّول حول ديوان “خذ قطرة من دمائي “.
أهداف الدّراسة :
تعنى الدّراسة بتسليط الضّوء على النّرجسيّة والأنا المثاليّة في ديوان “خذ قطرة من دمائي”، حيث إنّ الشّاعر الدقدوقي كثيرًا ما وضع نفسه في مكان مثاليّ، وأعطى لنفسه صفات عديدة؛ كالشّهامة والنّبل، مستخدما ضمائر المتكلّم المتّصل والمنفصل، فيقول في قصيدته “إذا قرأت جنوني”(ديوان خذ قطرة من دمائي، ص 7):
أنا ربيب الجباه السمر يسكنني زهو يلامس في عليائه الشّهبا
– الإضاءة على الموضوعات ذات العلاقة بقضايا الأمّة، حيث وضع نفسه بمرتبة عالية ورفيعة من خلالها برزت الأنا المثاليّة، حيث يقول في قصيدة “رقصت على جرحي”(ديوان خذ قطرة من دمائي، ص24):
وقفت على أسوارها سيّدًا أبى بأن تتخطّاها رياح العوادي
– بلورة فكرة وجود شخصيّة تراثيّة عند الشّاعر لتعزيز بروز الذّات والتّفاخر بنفسه، كما فعل عندما هجا المتقاعسين عن خدمة بلادهم، مستعينًا بفكرته “التّناص التّراثي والشّخصيّة التّراثيّة والأنا المثاليّة”حيث ذكر في قصيدة “تمّوز”(ديوان خذ قطرة من دمائي، ص22):
يا سيف حمزة و المثنّى شاقني منك الصّليل
فعروبتي ابتليت بأقزام و غادرها الفحول
– إظهار الأنا المتعالية الموجودة عند الشّاعر، تلك التي عمد بقصد أو من دون قصد، إلى إخفائها خلف المثاليّة والقيم والتّضحية في قصائد هذا الدّيوان، كقوله ( ديوان خذ قطرة من دمائي، ص 66):
يا أيّها المتخفّي وراء جدران بعدك
خذ قطرة من دمائي وامسح بها كلّ جلدك
– إلقاء الضّوء على مدى تعلّق الشّاعر ببلده وتراثه و جذوره وتشجيعه، و إلحاحه على أهميّة حبّ الوطن والدّفاع عنه والتّضحية في سبيله و ربط هذا التعلّق بالنّرجسيّة الدّفينة عنده.
المنهج المتّبع :
نظرًا إلى طبيعة الموضوع الّذي يحمل أبعادًا إنسانية، ارتأينا أن تعتمد الدّراسة على المنهج التّحليلي النّفسي، فمع هذا المنهج غدت الذّات الدّاخليّة للنّفس البشريّة هي التي تحدّد مصير الفرد، بدلًا من القوى الميتافيزيقيّة، وأصبحت القوى الدّاخليّة النّفسيّة هي العامل الأساس في حركة الإنسان، ومع فرويد ( 1856 – 1939 ) أصبح اللّاشعور هو الدّافع الأساس في إنتاج الأدب.(جرجور، مهى، وجوزيف لبّس، ص 42 ).
وما دفعني أيضًا إلى اختيار هذا المنهج أنّ للعامل النّفسي دورًا بارزًا في العمل الأدبي في كلّ مراحله، فهو صورة من صور التّعبير عن النّفس، والتّحليل النّفسي في العمل الأدبي يسعى إلى الكشف عن الأسباب والدّوافع الخفيّة عند المؤلّف، وأيضًا وجود بنية نفسيّة متجذّرة في لاوعي المبدع، تتجلّى بشكل رمزي على سطح النّص، وفي أثناء التّحليل لا بدّ من استحضار هذه البنية.
وتسعى الدّراسة هذه إلى تحليل النّرجسيّة عند الشّاعر التي اختبأت خلف الشّخصيّة التراثيّة، والنّرجسيّة في التّحليل النّفسي هي عقدة مرضيّة تبتدئ في طفولة كل طفل، حيث يمر بالمراحل الثّلاث: الفمية، والشّرجيّة، والقضيبية. وهذه العقدة (النّرجسيّة) تتطوّر عند الشّاعر ليصبح انطوائيًّا، وساديًّا، ومازوشيًّا، وأوديبيًّا، ودون جوانًا (الموسى، 2017، ص 134-135 ).
وقد ظهرت في شعر الدّقدوقي ثقة في النفس عالية، جعلته يتباهى بنفسه، جاعلًا من نفسه قدوة لغيره، واضعًا نفسه في مقام حمزة والمثنّى.
وقد اخترت هذا المنهج، من دون الإلتزام بمدرسة تحليليّة واحدة، مستعينة بالمسار انتقائي الّذي يجمع ما بين المدارس المتنوّعة… (كما هي الحال في دراسة خريستو نجم حول نزار و دراسة أنور الموسى حول ملوك بني أيوب ).
فالعلاقة بين الأدب وعلم النّفس علاقة قديمة قدم المادّة الأدبيّة نفسها؛ و ليس أبلغ من قدرة الآداب القديمة على سبر غور النّفس البشريّة، (الموسى، 2016، ص 24 ).
ولأنّ هناك علاقة بين الأدب وعلم النفس، كان هذا المنهج سبيلي لتحليل نرجسيّة الشّاعر الدّقدوقي، فبواسطة التّسامي أفرغ الشّاعر شحنته، مستبدلًا الهدف الدّنيء بهدف رفيع (الفنّ و الأدب) ففرويد يرى أن الأدباء و الفنّانين مرضى يخفون عقدهم في إبداعهم، ومهمّة الناقد هي البحث في التحوّلات التي أجراها المبدع لتغطية مكبوتة بمكتوبه. ( ص42).
الإشكاليّة :
تتركّز الإشكاليّة في تأثّر الكاتب بالتّراث والشّخصيّته النرجسيّة البارزة من خلال التّناص التراثي؛ ومن هذا المنطلق تطرح أسئلة كثيرة منها:
– أكانت النّرجسيّة عند الشّاعر عاملًا مؤثّرًا في تقديم صور شعريّة جديدة، أم كانت مرضيّة و لم تساعده؟
– هل النّرجسيّة عند الشّاعر ظهرت بشكل مباشر أم كانت موجودة خلف رموز؟
– أم كانت نرجسيّته نابعة من كونه يعتقد أنّه قائد جيّد؟!
– أكانت إنجازاته سببًا في ظهور نرجسيّته؟
– هل كان هدف الكاتب من الاستعانة بالأنا المثاليّة حثّ القارئ على النّهوض من سباته والدّفاع عن الأرض،
أم هدفها التّفاخر والاستعراض؟
– هل لجأ إلى التّراث كونه يتمسّك بجذوره و أصله، أم استخدمه للهجاء والسّخرية و للمدح والتّفاخر؟
– كيف أثر اللاوعي الجمعي في كتابات الدّقدوقي؟
– هل كان لطفولته دور في خلق النّرجسيّة عنده؟
الفرضيّات :
من فرضيّات الدّراسة:
– قد تكون الأنا المثاليّة عند الشّاعر نابعة من تمسّكه بالأرض الأم وحبّه للوطن الأم.
– لعلّ الاستعانة بالرّمز التّراثي هدفه التّأثير في القارئ المعاصر.
– قد يكون شعور الشّاعر بعظمته نابعًا من نرجسيّة مدفونة في أعماقه تعود إلى اللاوعي.
– ربّما النّرجسيّة تهدف إلى إلقاء الضّوء على الأنا الأعلى والتظاهر بالابتعاد عن الهو.
– لعلّ اللاوعي الجمعي له دور كبير في بلورة شخصيّة الشّاعر النّرجسيّة.
– قد تكون طفولة الشّاعر أثّرت من ساديّته وجعلته قوّاما على غيره.
– لعلّ وراء فخر الشّاعر المبالغ بذاته عقدة نقص وثورة على عادات أو ذكريات قديمة محفورة في الذّاكرة.
نقد المدوّنة وتقييمها :
الأنموذج موضوع الدّراسة هو ديوان الشّاعر رامز الدّقدوقي “خذ قطرة من دمائي” الّذي يحتوي على ستّ وأربعين قصيدة ضمن مئة وأربعين صفحة، يتناول فيها الشّاعر جملة من الموضوعات ذات العلاقة بقضايا الأمّة، حيث تبرز عنده “الأنا المثاليّة” وتظهر أيضًا عقدة النّقص التي تبرز من خلال تفاخره بمجده وكل هذا نابع من اللاوعي الجمعي عنده، حيث تؤدّي الطّفولة دورًا بارزًا في بناء شخصيّته، ويستعين أيضا بالشّخصيّة التراثيّة والتّناص التّراثي لبلورة أفكاره، كما يحتوي الدّيوان أيضا على بعض القصائد التي أهداها الشّاعر إلى من يحبّ.
صدر الدّيوان للمرّة الأولى العام 2017، وطبع في بيروت في مؤسّسة الرّحاب الحديثة للطّباعة والنّشر والتّوزيع. والدّيوان للشّاعر رامز الدّقدوقي المقيم في برجا، له سبع دواوين هي: “لن تهون داري”، “وأعرف مهر العشق”، “وقوافي الضّوء”، “ووجه المرايا”، “وبنت أحيرام”، “وقلت للرّبيع”، “وخذ قطرة من دمائي”.
أشار الشّاعر في ديوان “خذ قطرة من دمائي” إلى قضيّة مهمّة وهي الدّفاع عن الوطن والتّمسّك بأرضه، فهو شاعر وطني وسبق وأن كانت له مشاركة في الحروب، إذًا هو شاعر ولد من رحم النّضال.
وأهميّة الموضوع تتبلور في إظهار الجوانب النّفسيّة عند الشّاعر، وتسليط الضّوء على اللّاوعي الجمعي عنده الّذي أدّى إلى وجود عقد نفسيّة منها النّرجسيّة والسّاديّة، عدا كونه كان ثائرًا على عادات قديمة وعلى مجتمع استسلم بشكل أو بآخر في الحرب.
ومن خلال هذه الدّراسة يمكن تسليط الضّوء على اللاوعي الجمعي الّذي بلورة شخصيّة الشّاعر، وعلى الأنا المثاليّة الّتي ولّدت عنده الإبداع في الشّعر.

– نقد المصادر والمراجع :
بعض المصادر والمراجع :
– جماليات المكان في شعر رامز الدّقدوقي، رسالة أعدّت لنيل شهادة الماستر، إعداد ريما أحمد نعيم/ بيروت 2015-2016 . تعرّفت من خلالها على جانب آخر من شعر رامز الدّقدوقي ساعدني في فهم شخصيّة الشّاعر أكثر من أجل الوصول إلى أسباب شخصيّته النرجسيّة. وهي دراسة أجريت لنيل شهادة الماستر وتتألّف من مقدّمة ومدخل وأربعة فصول وخاتمة وقائمة المراجع.
– التّناص التّراثي في الشّعر العربي المعاصر – عصام حفظ الله واصل / الطّبعة الأولى 1431 ه – 2011 م، يتألّف الكتاب من مقدّمة وأربعة فصول وكل فصل يتشعّب لثلاثة محاور. أفادني في الإطّلاع على أنواع التّناص كون دراستي تحت عنوان ” التّناص التّراثي بين النّرجسيّة والإبداع في ديوان خذ قطرة من دمائي”.
– التّناص دراسة نقديّة في التّأصيل لنشأة المصطلح ومقاربته ببعض القضايا النّقدية القديمة ” دراسة وصفيّة تحليليّة، د. عبد الفتّاح دود كاك 2015 م، و يتألّف من مقدّمة و ثلاثة فصول، الفصلين الأوّل والثّالث يتشعّب كل منهما إلى أربعة مباحث، أمّا الفصل الثّاني فيتشعّب إلى ثلاثة مباحث.
ساعدني هذا المرجع في تحديد أنواع التّناص الموجودة في ديوان “خذ قطرة من دمائي”.
– تحليل الخطاب الشّعري (إستراتيجية التّناص) – د.محمد مفتاح.
– حسن أحمد عيسى – الإبداع في الفن و العلم-مجلّة عالم المعرفة-العدد24 ديسمبر1979. و تحتوي على تسعة فصول أفادني في التعرّف على دوافع الإبداع و شخصيّة المبدعين و الإبداع في الشّعر.
– خريستو نجم – النّرجسيّة في أدب نزار قباني – بيروت – دار البرائد العربي –ط1،1985.
– علم النّفس الأدبي منهج سيكولوجي في قراءة الأعماق، أ.د. أنور عبد الحميد الموسى. طبعة 3، ويتألّف الكتاب من مقدّمة وستّة فصول وخاتمة وقائمة المصادر والمراجع، وكل فصل يتشعّب إلى مباحث لا تقل عن عشرة، في منهج التّحليل النّفسي ومن ثمّ علاقة علم النّفس الأدبي بالنّقد الأسطوري والاجتماعي.
مرجع مهم ساعدني في التعرّف أكثر على البواعث النّفسيّة عند الشّاعر وأيضًا فهم الرّموز النّرجسية وكيفيّة التحليل النّفسي مستعينة باللاوعي الجمعي.
– مبادئ الإبداع – د. طارق السويدان – د. محمد أكرم العدلوني / الطّبعة الثّالثة 1425 ه – 2004 م. ويتألّف من مدخل وتمهيد وأربعة فصول يتشعّب كل منها على عدّة مباحث، وهذا المرجع كان له دور في جعلي أفهم أكثر مفهوم الإبداع وأنواعه و مستوياته ليكون بإمكاني تقدير الإبداع الموجود في ديوان ” خذ قطرة من دمائي”.
– المجلّة العلميّة – كليّة التّربية – جامعة الوادي الجديد – العدد 42 يوليو 2022 ص115
– النّرجسيّة، د. بيلا غرانبرغر . العنوان الأصلي للكتاب:
Collection science de l`home dirigee par Gerard mendel
Dr bela grunberger le narcissisme essays de psychanalyse
ويتألّف من توطئة ومدخل وأحد عشر فصل تلخّص محاولة في الوضع التّحليلي وصيرورة الشّفاء مرورًا بموقع النّرجسيّة في بنية الجهاز النّفسي والملاحظات عن الانفصال بين النّرجسيّة والنّضج الدّافعي وصولًا إلى الأوديب والنّرجسيّة. تعرّفت من خلال هذا المرجع على موقع النّرجسيّة في بنية الجهاز النّفسي، وأيضًا النّرجسيّة وعقدة أوديب.
– قراءات في الشّخصيّة النّرجسيّة – أ.د. نجوى أحمد عبد الله واعر – د. أحمد رشدي عبد الرّحيم / المجلّة العلميّة – كليّة التّربية – جامعة الوادي الجديد العدد الثّاني والأربعون (42) يوليو 2022. وهي مقالة تظهر مفهوم الشّخصيّة النّرجسيّة وتاريخ استخدام مصطلح النّرجسيّة، والعوامل الّتي تسهم في نشأة الشّخصيّة النّرجسيّة وأنماط هذه الشّخصيّة من حيث طبيعتها ومن حيث التّعبير، والنّظريّات المفسّرة للشّخصيّة النّرجسيّة ، وأخيرًا المراجع التي ساعدت في كتابة هذا المقال.
– الشّخصيّة النّرجسيّة دراسة في ضوء التّحليل النّفسي – دكتور عبد الرّقيب أحمد البحتري – كليّة التّربية – جامعة أسيوط / الطّبعة الأولى 1987 دار المعارف.
ويتألّف من بابين، الباب الأوّل: الدّراسة النّظريّة والّتي تشعّبت على خمسة فصول كلّ منها تشعّب علة عدّة مباحث.
أمّا الباب الثّاني فتحت عنوان: الدّراسة التّحليليّة والتّي تشعّبت على ثلاثة فصول تشعّبت كلّ منها على عدّة مباحث ومن ثمّ الملاحق وقائمة المراجع.
في هذا المرجع استفدت من الفصل بين الشّخصيّة النّرجسيّة الصحيّة مقابل المرضيّة ومفهوم النرجسيّة عند فرويد وبعد فرويد وكيف تنمو الشّخصيّة النّرجسيّة.
– البلاغة العربيّة والتحليل النفسي – د. أنور عبد الحميد الموسى ويتألّف من خمسة فصول وقد أفادني في التحليل النفسي و علاقته بالأدب
مخطّط البحث:
مقدّمة:
تطرح حدود الموضوع وأهميّته وأسباب اختياره والمنهج المتّبع، الخ.
الفصل الأوّل: التّأطير النّظري و الدّراسات سابقة
تمهيد
أوّلاً: الشّخصيّة النرجسيّة دراسة في ضوء التحليل النفسي
1- تعريف النّرجسيّة
1-1 النرجسية عند فرويد
1-2 النّرجسيّة ما بعد فرويد
2- الشّخصية النرجسيّة
2-1 تعريف الشّخصيّة النرجسيّة و سماتها
2-2 العوامل التي تسهم في نشأة الشّخصيّة النّرجسيّة
ثانيًا: التّناص و التنّاص التّراثي
1- التّراث و الحادثة دراسات .. ومناقشات
1-1 أنواع التّناص
1-2 التّناص التّراثي في الشّعر العربي المعاصر
3- الدّراسات السّابقة و تحليلها
3-1 الدّراسات المرتبطة بالنّرجسيّة و الشّخصيّة النّرجسيّة
3-2 نقد الدّراسات المتعلّقة بالتّناص و التّناص التّراثي
محصّلة واستنتاج
الفصل الثّاني: النّرجسيّة عند الشّاعر رامز الدّقدوقي و اللّاوعي الجمعي
تمهيد
أوّلًا: البواعث النّفسيّة
1- بواعث الأنا المثاليّة عند الشّاعر الدّقدوقي
1-1 المؤثّرات الاجتماعية والأسريّة
1-2 أثر العروبة والنّكوص إلى رحم الأم
2- مظاهر الأنا المثاليّة
2-1 تجلّيات الأنا المثاليّة و النّرجسيّة عند الدّقدوقي
2-2 دور بنية الشّخصيّة (الأنا، الهو، الأنا الأعلى) في شعر الدقدوقي
ثانيًا: اللّاوعي الجمعي و علاقته بالنرجسيّة عند الدّقدوقي
1- جدليّة الأنا و اللّاوعي عند الدّقدوقي
1-1 أثر اللّاوعي الجمعي في الأنا عند الدّقدوقي
1-2 النّزعة النّرجسيّة النابعة من اللّاوعي الجمعي
الفصل الثّالث: التّناص التّراثي وعلاقته بالنرجسيّة
تمهيد
أوّلًا: التّناص التراثي في لاوعي الشّاعر الجمعي
1- الرّمز و الشّخصية التّراثيّة
1-1 الرّموز التّراثيّة و أنواع التّناص التّراثيّة في “خذ قطرة من دمائي”
1-2 الشّخصيّة التراثيّة في “خذ قطرة من دمائي”
2- الشّخصيّة النّرجسيّة
2-1 تجلّيات الشّخصيّة النّرجسيّة عند الشّاعر
2-2 نرجسيّة الشّاعر بين المرض والتّعافي
ثانيًا: التّناص التراثي وليد النّرجسيّة
1 – علاقة الشّخصيّة التّراثيّة بالأنا عند الشّاعر
1-1 ظهور الشّخصيّة النرجسيّة من خلال الشّخصيّة التراثيّة
2-2 التناص التّراثي سبيل لإعلاء الأنا المثاليّة
محصّلة واستنتاج
الخاتمة
تلخّص ما توصّل إليه البحث من نتائج و توصيات

المصادر والمراجع العربيّة المبدئيّة :
– إبراهيم، ريكان (1989). نقد الشعر في المنظور النّفسي،(ط1). بغداد: وزارة الثقافة و الإعلام، دار الشّؤون الثقافية العامة.
– إسماعيل عزّ الدّين (1981). التفسير النفسي للأدب (ط4). بيروت: دار العودة.
– البحتري عبد الرّقيب (1987). الشّخصيّة النّرجسيّة دراسة في ضوء التّحيل النّفسي (ط1). كليّة التّربية – جامعة أسيوط : دار المعارف.
– الجابري، محمد(1991). التّراث و الحداثة (ط1). بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية.
– دالبيير،رولان (1983). طريقة التحليل النّفسي و العقيدة الفرويدية، تر. حافظ جمالي(ط1) .المؤسسة العربية للدراسات و النشر.
– الدروبي، سامي (1981). علم النفس والأدب (ط2). القاهرة: دار المعارف.
– دود كاك، عبد الفتّاح (2015). التّناص
– ديتش، ديفد (1967). مناهج النقد الأدبي بين النّظريّة و التطبيق-تر.محمد يوسف نجم وإحسان عباس(ط1). بيروت: دار صادر
– غرانبرغ، بيلا (2000). النّرجسيّة . تر. وجيه أسعد . دمشق: وزارة الثّقافة.
– فرويد سيجموند، الموجز في التحليل النفسي – تر.سامي محمود علي وعبد السلام القفاش. مصر: دار المعارف.
– —(1979)، علم النفس الجمعي و تحليل الأنا، تر.جورج طرابيشي (ط1). بيروت: دار الطليعة.
– المجلّة العلميّة – كليّة التّربية – جامعة الوادي الجديد – العدد 42 يوليو 2022 ص115
– المختاري،زين الدين (1998). المدخل إلى نظرية النقد النّفسي سيكولوجية الصّورة الشعرية في نقد العقّاد (نموذجا)، دمشق: منشورات اتحاد الكتاب العرب.
– مفتاح، محمد (1985). تحليل الخطاب الّشعري (إستراتيجية التناص) (ط1). بيروت: المركز الثّقافي العربي.
– الموسى، أنور (2017). منهج النّفس الأدبي منهج سيكولوجي في قراءة الأعماق (ط3). بيروت: دار النّهضة العربيّة.
——(2016). البلاغة العربيّة و التّحليل النّفسي (ط1). بيروت: دار النّهضة العربيّة.
– نجم، خريستو (1985). النرجسية في أدب نزار قباني (ط1). بيروت: دار الرائد العربي .
– —– (1991). في النقد الأدبي و التحليل النفسي (ط1). بيروت: دار الجليل.
– واصل، عصام (2011). التّناص التّراثي في الشّعر العربي المعاصر (ط1). شارع المملكة: دار غيداء للنشر و التوزيع.
– واعر، نجوى وأحمد عبد الرّحيم (2022). قراءات في الشّخصيّة النّرجسيّة. المجلّة العلميّة – كليّة التّربية – جامعة الوادي الجديد العدد الثّاني والأربعون (42) .
– يونغ, ك.غ. (1997). جدليّة الأنا و اللّاوعي (ط1)، تر. نبيل محسن. اللاذقية-سوريا: دار الحوار للنّشر و التّوزيع.
– المصادر و المراجع الأجنبيّة المبدئيّة:
– Bagache. Daniel. L.(1949). Unite de la psychologie. P.U.F. paris
– freud, Anna Le moi et les mecanismes de defense.(1946). paru.(1936) New York. International university press.
– Roback (A.A):(1958). the Pschology of literature: cf. Present-day Psychology. Ed Roback. Peter Owen. London
– Yong.(1976). Problems de I. Ame moderne. Edition Buchet-Chastel. Paris.

الرّسائل و الأطاريح :
– نعيم، ريما (2015-2016). جماليات المكان في شعر رامز الدّقدوقي، رسالة أعدّت لنيل شهادة الماستر بإشراف د. سالم المعوش. الجامعة اللّبنانيّة، لبنان.