مجتمع بلا أدب: هل نحن أمام مستقبل بلا خيال؟
بقلم ريان الفقير
يُعدّ الأدب أحد الألوان التّعبيريّة والإنسانيّة المترجمة لأفكار الإنسان، فهو يستخدم اللغة وسيلة للتعبير عن الأفكار والمشاعر والتجارب.
ففي كوكب تُعد التكنولوجيا فيه جزءا لا يتجزأ من وجوده، ومع التغيرات الجذرية في وسائل الاتصال والمعرفة، ومع تقنية الذكاء الاصطناعي، يبرز سؤال جوهري: هل يمكن لمجتمع ما أن يستمر في النمو الثقافي والفكري من دون وجود أدب؟ وإذا فقدت المجتمعات الأدب، فهل سيؤثر ذلك في وعي الأفراد، وقدرتهم على التفكير النقدي، وإبداعهم الفني؟
الأدب هو الهوية والوسيلة التي تمكننا من إظهار إبداعاتنا سواء من خلال كتابة روايات، أو مسرحيات، وأشعار… أيضاً الأدب ينقل تاريخ المجتمع ويعكس ثقافته، فإذا اختفى الأدب ستفقد المجتمعات وسيلة أساسية لفهم ذاتها ومن حولها.
الأدب هو بمنزلة المعلم الذي يُشكل لغتنا ويطور قدرتنا على التعبير عن أفكارنا المعقدة، فمن دون أدب ستصبح اللغة سطحية ويقل الاهتمام بتعلم مفردات وتراكيب عميقة، كما أن الأدب يؤدي دوراً أساسياً في تغذية الخيال والتفكير النقدي، وها هو يتضاءل رويداً رويداً في مجتمعات تخلو من قراءة الكتب والروايات وتشغل أوقات فراغها بالهواتف الذكية وما تحمله من ملهيات، فمن وجهة نظري، فإن الهاتف الذكي هو قاتل الإبداع ومولد الأفكار المبتذلة ومساهم أساسي في كسل العقول البشرية ومغذي الخمول والاتكال.. من دون تشغيل افكارنا و خيالنا.
إذا كان الأدب ضرورة لتشكيل الهوية الفكرية والثقافية، فهل يمكن لمجتمع أن يتطور من دون وجوده؟ ربما يمكن للمعلومات والعلوم أن تستمر في الانتشار، ولكن غياب الأدب سيؤدي إلى ضعف الخيال، ونقص في العمق الإنساني والتعبير العاطفي.
الأدب ليس مجرد كلمات مكتوبة، بل هو تجربة إنسانية تعزز الفهم والتواصل، ومن دونه قد يصبح العالم أكثر برودًا، وأقل قدرة على إدراك تنوعه وتعقيداته.
ريّان مصطفى الفقير