الطالبة: إسراء مأمون بليبل
أحلامٌ طواها الزّمن!
وحدي، أخطّ آلامي بقلم اليأس عند نافذتي الخشبيّة المهترئة الّتي جارت عليها أهوال الزّمان! هناك، حيث يتسلّل نسيم الّليل البارد إلى غرفتي، فيعزِفُ سيمفونيته المعهودة بينما يتراقص مع أطراف نافذتي المهترئة وبعض أجزائها الصّدئة، في رقصةٍ قديمة العهد، يلفّها عبق ذكريات ماضٍ قد رحل وأحلامٍ قد انطوت!
باتت غربان الظّلام تحوم فوق رأسي ونعيقها يخرق الآذان! وفي صدري بات بركانٌ متأجّجٌ على وشك الانفجار! أفكارٌ ومشاعرٌ تكاد تخنقني، تقتلني، تسحبني نحو قعر مستنقعٍ موحلٍ مظلمٍ من اليأس والعجز! “هل بات الأمر حقًّا مجرّد ذكرياتٍ بعد هذه السّنوات؟ هل باتت أحلامي مجرّد سرابٍ في سراب؟” بتّ أتساءل بينما أنظر إلى البدر من بين الغمام علّه يجيب!
“يا لسذاجتي! بعد سنوات التّعب والشّقاء والعذاب، وبعد أن فارقتُ أحلامي وباتت سرابًا، أأسأل القمر؟! بعدما شهدتُ ما شهدتُ وعشتُ ما عشتُ…لو كان من مجيب، لَنطقَ الحجر والشجر، لكن… أَكان ليجيب القمر؟” بعد ما تساءلت باستنكارٍ، داعب النّسيم وجهي، ساحبًا منّي أنفاسي بتنهيدة إرهاقٍ عميقةٍ! بعدها نظرتُ نحو السّماء مجدّدًا بتلك العينين المرهقتين، لا زلتُ أرجو بأملٍ زائفٍ أن يجيب القمر!