بقلم أ.د. أنور الموسى رئيس تحرير موقع مجلة إشكاليات فكرية
…مند الانطلاقة الأولى لمجلة إشكاليات فكرية، كان هدفنا الرئيس الوصول إلى الطلاب والمبتدئين في الكتابة، ونشر نصوصهم وأحلامهم، وإن كانت كتاباتهم بسيطة أو بدائية… ولعل هذا الأمر هو الذي دفع المنتقدين يوجهون سهامهم تجاه هذا الموقع، مقدمين لنا نصائح بالتوجه للعمالقة والمفلقين.. علما أننا نشرنا لمئات المبدعين العرب في الأقسام كافة… قسم المقالات والأشعار والتحقيقات والقصص والأخبار والدراسات…
ومع ذلك، بقيت عين المجلة متجهة نحو المبتدئين.. وهذا بالتأكيد مقصود، ينبع بداية من إيمان عميق بقدرة المبتدئين والطلاب والشباب على تطوير أقلامهم وقيادة المجتمعات نحو التغيير… فضلا عن الرغبة الإنسانية في احتضان مواهبهم التعبيرية والكتابية، وكسر احتكار الساحة الكتابية والأدبية… ذلك الاحتكار الذي يعلي من شأن كتاب معينين، وقد يكون بعضهم مغرورا متملقا.
وبما أن موقعنا قائم على جهد شخصي يواكبه أحيانا متطوعون، فإن الوقوع في الخطأ وارد.. ولذا نسعى إلى تلافي أي خلل، مرحبين في الوقت نفسه بالانقادات الهادفة التي تصوب المسار والنشر والمجلة… عملا بمقولة إن الكمال لله وحده، وجل من لا يخطئ.
واجهتنا عراقيل جمة، كادت توقف الموقع وتلغيه، لولا جهود طلاب مخلصين وقفوا منذ اللحظة الأولى مع المجلة، لكن ظروفهم أبعدتهم من النشر والتدقيق لدواع خاصة وتتعلق بمستقلهم، لكنهم حتى الآن ينشلون الموقع حين يشعرون بأن ضائقة مالية تحول دون تجديده. فلهؤلاء جميعا شكر خاص مشفوع بالدعاء لهم بالتوفيق…
إدارة مثل هذه المواقع الثقافية عمل شاق، سواء في التنضيد أو التدقيق أو الإخراج والنشر وتنسيق الصور ورفعها إلى الموقع… لكني مع ذلك، أشعر بفرحة عارمة حين أرسم بسمة في وجه طالب او كاتب مبتدئ.
كتاب مبتدئون كثر وشعراء طلاب، أخذ الموقع بيدهم، ونجحوا في الوصول إلى الاحتراف الكتابي… والفضل في ذلك بعد الله، يعود إلى الموقع الذي نطمح إلى استمراره وجعله أنموذجا يحتذى في النشر للمبتدئين وتشجيعهم على الكتابة والتعبير، بعيدا من سياسة كم الأفواه أو الهيمنة الفكرية والسياسية لقوى سياسية ترفع من قدر المتملق وتلغي حرية الفكر والرأي الحر.
قد يكون الموقع أخفق في الانتشار الكبير في الدول العربية والعالم، لكنه نجح بجدارة في الوصول إلى قلوب الطلاب والكتاب المبتدئين… وبعد هذا كله، أيعقل أن نلام…؟!