الأحد , مايو 25 2025
الرئيسية / جامعيون ومواهب / دَوْرُ الأَدَبِ العَرَبِيِّ فِي الحِفَاظِ عَلَى الهُوِيَّةِ الثَّقَافِيَّةِ

دَوْرُ الأَدَبِ العَرَبِيِّ فِي الحِفَاظِ عَلَى الهُوِيَّةِ الثَّقَافِيَّةِ

ملاك أيمن العثمان

دَوْرُ الأَدَبِ العَرَبِيِّ فِي الحِفَاظِ عَلَى الهُوِيَّةِ الثَّقَافِيَّةِ

يُعَدُّ الأَدَبُ العَرَبِيُّ مِن أَهَمِّ العَناصِرِ الَّتِي تُساهِمُ فِي الحِفَاظِ عَلَى الهُوِيَّةِ الثَّقَافِيَّةِ لِلأُمَّةِ العَرَبِيَّةِ فَهُو تَعبِيرٌ صَادِقٌ عَن أَفْكَارِ الأَفْرَادِ، وَمَشَاعِرِهِم، وَتَارِيخِهِم، وَقِيَمِهِم، وَهُو مِرْآةٌ تَعْكِسُ الحَيَاةَ الثَّقَافِيَّةَ وَالاجْتِمَاعِيَّةَ وَالدِّينِيَّةَ لِلشُّعُوبِ العَرَبِيَّةِ.

لَقَد أدى الأَدَبُ العَرَبِيُّ، فِي كل أَشْكَالِهِ، دَوْرًا كَبِيرًا فِي تَثْبِيتِ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ وَنَشْرِهَا، وَفِي نَقْلِ القِيَمِ وَالعَادَاتِ وَالتَّقَالِيدِ مِن جِيلٍ إِلَى جِيلٍ. فَالشِّعْرُ الجَاهِلِيُّ، عَلَى سَبِيلِ المِثَالِ، صَوَّرَ الحَيَاةَ البَدَوِيَّةَ بِكُلِّ مَا فِيهَا مِن مَجْدٍ وَكَرَمٍ وَفُروسية. وَفِي العُصُورِ اللَّاحِقَةِ، كَانَ لِلأَدَبِ العَرَبِيِّ دَوْرٌ فِي نَقْلِ المَعَارِفِ وَالعُلُومِ وَالتَّفَاعُلِ مَعَ الثَّقَافَاتِ الأُخْرَى مَعَ الحِفَاظِ عَلَى الطَّابِعِ العَرَبِيِّ.

فِي الوَاقِعِ، تُعَدُّ اللُّغَةُ العَرَبِيَّةُ العُنْصُرَ الأَسَاسِيَّ فِي تَشْكِيلِ الهُوِيَّةِ، وَالأَدَبُ هُو الحَامِلُ الأَسَاسِيُّ لِهَذِهِ اللُّغَةِ. وَبِقَدْرِ مَا نُقْبِلُ عَلَى قِرَاءَةِ الأَدَبِ وَالإِنْتَاجِ الأَدَبِيِّ، نُساهِمُ فِي تَعْزِيزِ وُجُودِنَا الثَّقَافِيِّ وَحِمَايَةِ تُرَاثِنَا مِن الذَّوَبَانِ فِي ثَقَافَاتٍ أُخْرَى.

فِي الخِتَامِ، يُمْكِنُنَا القَوْلُ إِنَّ الأَدَبَ العَرَبِيَّ لَيْسَ مُجَرَّدَ كَلِمَاتٍ تُكْتَبُ، بَل هُو وَعْيٌ وَتَارِيخٌ وَمَسْؤُولِيَّةٌ. وَعَلَيْنَا، بوصفها طُلَّاب أَدَبٍ عَرَبِيٍّ، أَنْ نُساهِمَ فِي تَجْدِيدِهِ وَتَوْصِيلِهِ لِلأَجْيَالِ، لِتَظَلَّ هُوِيَّتُنَا العَرَبِيَّةُ نَابِضَةً بِالحَيَاةِ وَالأَصَالَةِ