بين الجذور والحدود: النزوح في مواجهة الثقافة

بقلم هادي حسن غندور

بين الجذور والحدود: النزوح في مواجهة الثقافة
يشكل النزوح لحظة فاصلة في حياة الإنسان،لا تنقله فقط من مكان إلى آخر،بل تهز جذوره الثقافية وتضع هويته في مهب التغيير… ففي خضم الرحيل القسري،تُحمَلُ الثقافة كأمتعة خفية؛ في الذاكرة،في اللغة،وفي تفاصيل الحياة اليومية.وبينما يحاول النازح التمسك بما تبقى من ملامح انتمائه،يجد نفسه في مواجهة ثقافات جديدة،قد يندمج معها أو يصطدم بها…هذا التلاقي أو التصادم، لا يمر من دون أثر،إذ يعيد تشكيل المفاهيم والقيم،ويخلق فسيفساء ثقافية هجينة،تجمع بين الأصالة والتحول.. .هكذا يصبح النزوح، مع قسوته،محركا خفيا لإعادة إنتاج الثقافة،لا بوصفه نسخة مكررة من الماضي،بل بمنزلة حكاية جديدة تُكتَبُ على حدود الذاكرة والمنفى.

:هادي حسن غندور