بقلم د.أنور الموسى
هكذا هزمت إيران الكيان الصهيوني في الحرب النفسية
تسجل وقائع الحرب الشاملة بين الكيان الغاصب وإيران، مواجهة من نوع آخر، لا تقل أهمية عن مواجهات الطائرات والصواريخ البالستية… إنها الحرب المعنوية والنفسية وحرب الشائعات.
فإذا كانت الدفة في بداية المعركة لصالح الصهاينة، فإن الرد الإيراني على تل أبيب وكل الكيان، قد قلب الموازين، وأعاد رفع معنويات شعوب كادت مجازر غزة ولبنان تحبطها وتدفعها إلى الاعتقاد بأن إسرائيل قوة خارقة متزعمة التكنولوجيا المتطورة ومتربعة على عرش الذكاء الاصطناعي.
ففي الاستهداف الأول للقيادات الإيرانية والمفاعل النووي… بدأ بعض المحللين يطلقون خيالهم بالقول: إن المعركة حسمت وباتت السيادة الجوية فيها للصهاينة، وشطح بعضهم بخياله بالقول إن إيران هزمت ولا قدرة لها على إيلام العدو أو الرد المناسب عليه.
فما هي إلا ساعات، ورغم أن الصهاينة فتحوا الكاميرات أمام العالم، حتى انهالت الصواريخ على قلب الكيان الغاصب، وبثت مشاهد قدرة إيران التدميرية الهائلة على الهواء… ما أرغم الرقابة العسكرية الصهيونية على التضييق على الإعلاميين ومنع التصوير أو بث أي صورة للأماكن المستهدفة… ومع ذلك، استمرت التسريبات التي تؤكد فداحة الدمار واستهداف أماكن استراتيجية…
وكان لتلك المشاهد عظيم الأثر في رفع معنويات شعوب كوتها صور مجازر غزة ولبنان، إذ نهضت هاتفة وسعيدة… وكأنها قد تحررت من كذبة أن الصهاينة قدر محتم لا يمكن ردعه…
وفي المقلب الآخر، بدا مشهد الصهاينة مذلا، بعدما لجأ الملايين منهم إلى الملاجئ، وبعضهم الآخر دخل في دوامة الاكتئاب والتوتر والخوف والرعب… لدرجة أن قسما منهم بات يتمنى الرحيل والعودة إلى موطنه الأصلي…
إنها حرب معنويات إذا، تدور بين طرفين، وما سيزيد من حدتها الرد الإيراني المقبل بعد استهداف الأطفال بطهران والأماكن الحيوية ومنشآت إيرانية مدنية…
ومعلوم أن الكيان الغاصب لا يقوى على حروب طويلة تبقي أفراده في الملاجئ… وهذا ما سيرجح الدفة أكثر لصالح إيران التي انتشر أبناؤها في أثناء الحرب الجوية، في الشوارع محتفين بالرد… وكذلك فعل أهل غزة وفلسطين، حيث اعتقلت القوات الصهيونية العشرات من المحتفلين هناك.
صفوة القول إن الحرب النفسية دفتها تميل حتى الآن لصالح إيران والشعوب المضطهدة… وسترينا الساعات المقبلة المزيد من الاحتفالات والشماتة بمن يستقوون فقط على الأطفال والنساء.. فهل ستؤدي تلك الحرب إلى إصابة المجرم نتبياهو بمرض الرهاب وإدخاله في مصح عقلي؟!