الجمعة , مايو 17 2024
الرئيسية / نقد وفلسفات / في المنهجين النفسي والاجتماعي

في المنهجين النفسي والاجتماعي

3 – الـمـنـهــج الـنـفــســي :
—————————
أسس فرويد – 1856 / 1939 – مرتكزات علم النفس الحديث بطرقه ومناهجه التجريبية التي ضمنها كتابه : ” تفسير الأحلام ” أما علاقته بالأدب فتتمثل في دراسته لبعض النصوص والأدباء على أساس نفسي , فدرس شخصية أوديب في مسرحية سوفوكليبس الإغريقي , وهاملت من مسرحية شكسبير وغيرهم , مبينا أن الإبداع الأدبي نشاط بشري شبيه بالنشاطات الثلاث : اللعب , التخيل , الحلم.

وإذا كانت الغريزة، الجنس › ليبيدو ‹ هي الأساس الذي ينبني عليه تحليله النفسي، فإن التسامي يلعب دورا مهما في العمل الإبداعي , من حيث قدرة المبدع على تحويل العقد والاحباطات إلى إبداع ذي قيمة كبيرة , لكنه يترك آثارا نستطيع تتبعها لمعرفة نفسيته وأصل إبداعه.

إن اكتشاف اللاشعور الفردي والجماعي كان له أثر كبير في التحليل النفسي للأدباء في نتاجهم , كما أن الكشف عن صدى اللاشعور في اختيارالموضوعات الأدبية والصور يدلنا على شخصية الأديب .

أما كارل غوستاف يونغ – 1874 / 1961 – فقد انتقد فرويد في كتابه : ” أشكال ورموز الليبيدو ولم يوافقه على أن العامل الجنسي هو المؤثر الوحيد , ولا على تفسير الأحلام بالرغبات المكبوتة , وإنما يرجع ذلك إلى غريزة التفوق والقوة , وفي نفس الوقت

أعطى قيمة كبرى للاوعي , فلا يتم فهم الشخصية إلا عن طريق اللاوعي الفردي والجماعي معا.

وقد جاء باشلار – 1884 / 1962 – ليصوغ قراءة شعرية لبواطن اللاوعي على ضوء الحلم والخيال , فرد الاعتبار للخيال مركزا على كون الخيال واللاشعور يلعبان دورا رئيسيا في عملية الخلق الأدبي .

أما جاك لاكان – 1901 / 1981 – فيكون معه التحليل النفسي أكثر علمية ومرتبطا باللغة أكثر مما سبق , ويجعل النقد النفسي نظرية علمية حقيقية مستفيدا من المنهج البنيوي ومن دروس دوسوسير . فاللاوعي نفسه لغة يجب تفكيكها والوقوف عند مستوياتها المختلفة , ولذلك سميت نظريته ب ” البنيوية النفسية ” .

لقد تعامل النقاد العرب مع المنهج النفسي , لكن بشكل مختلف , حسب قدرة كل واحد على تمثل النظريات النفسية ومدى اقتناعهم باتجاهاتها , فجاءت بعضها بسيطة وبعضها لا بأس به , من هؤلاء أمين الخولي في : ” البلاغة وعلم النفس ” – 1939 – , محمد خلف الله في : ” من الوجهة النفسية في الأدب ” – 1947 – ومحمد النويهي في : ” ثقافة الناقد الأدبي ” – 1949 – .

إن المنهج النفسي , عموما , خارج اجتهادات لاكان؛ هو منهج لتحليل المضمون , بل إنه أحيانا منهج يفسر حياة المبدع بالمضمون . وإذا تجاوز ذلك إلى شيء من الموضوعية فإنه يفسر المضمون بحياة المبدع , أما الحقيقة المنهجية فيجب أن ترتكز على تحليل › نفسية النص ‹ لا غير.
—————————————-

 

4 – المنهج الاجتماعي :
———————–
يمكن أن نقسم المنهج الاجتماعي بالمراحل التالية :

* المرحلة الأولى:
—————–
تبدأ بكتاب مدام دوستايل : ” الأدب وعلاقته بالمؤسسات الإجتماعية ” – 1800 – .

* المرحلة الثانية:
—————
هي مرحلة الواقعية الاشتراكية والتي انطلقت من المادية التاريخية الجدلية ومفهوم الالتزام التي تمكنت من أن تبني لنفسها أدوات منهجية خاصة على يد لوكاتش .

* المرحلة الثالثة:
—————-
مرحلة علم اجتماع الأدب والتي تتفرع إلى ثلاث اتجاهات :

أ – السوسيولوجيا الوضعية .

ب – اتجاه تحليل النصوص .

ج – خصوصية الإبداع الداخلية › منهج علم الإجتماع الأدبي.

لقد ظهرت مقولات فلسفية في علم الإجتماع على يد أوغست كونت – 1798 / 1857 – وهو المسمى عنده بقانون الحالات الثلاث : › اللاهوتية / الميتافيزيقية / العلمية ‹ .

وقد تطور هذا المنظور الفلسفي إلى أن وجد فيه النقاد الاجتماعيون ضالتهم , ومنهم لوكاتش الذي بلور الواقعية الاشتراكية كمذهب في الأدب والفن في كتابه : ” التاريخ والوعي الطبقي ” حين تحدث عن البطل المأزقي .

وستظهر نظريات أكثر علمية وأقل ايديولوجية خاصة مع “أرنست فيشر” و “لوتمان” وهو رائد البنيوية الاجتماعية .

أما النقاد العرب , فبسبب سيطرة الأنظمة الاشتراكية على أغلب البلدان العربية ذات الإنتاج الأدبي الغزير , فقد كان اعتناق هذا المذهب ضرورة قد تؤدي بالمخالف لها إلى الاعتقال السياسي , ومن هؤلاء سلامة موسى ” الأدب والشعب ” – 1956 – , محمد مندور ” الأدب ومذاهبه ” – 1955 – ومحمود أمين العالم ” في الثقافة المصرية ” – 1955 – .

ما يعاب على هذا المنهج أنه منهجُ مضمون, مضمون إيديولوجي – يساري بالذات – وحين تلقفه المثقفون الماركسيون جعلوه سيفا مسلطا على الأدباء والنقاد , واعتبروا كل خارج عن نهجه سارقا عدوا للشعب؛ وفي أحسن الأحوال بورجوازيا صغيرا يتسلق الطبقات ويسحقها تحت قدميه.
—————————-