الثلاثاء , نوفمبر 4 2025
الرئيسية / ابحاث ودراسات عليا / الوظيفة العلاجية لأدب الأطفال.. أساطير العالم لكامل الكيلاني أنموذجا

الوظيفة العلاجية لأدب الأطفال.. أساطير العالم لكامل الكيلاني أنموذجا

مخطط إعداد الأستاذة خديجة حيدورة

مشروع رسالة ماستر في الجامعة اللبنانية، لغة عربية

إشراف ا. د أنور الموسى

التّعريف بالموضوع ومسوِّغاتُ اختياره:
لا يختلف اثنان على مبدأ أنَّ الطِّفلَ قبلَ أن يخرجَ إلى الحياة، ما هو إلاَّ صفحةً بيضاءَ يتولّى المجتمعُ والبيئةُ المحيطةُ به مهمّةَ الكتابةِ عليها، بأناملَ، تارةً تكونُ بنّاءةً، وأخرى هدّامة بِما تحمِلُهُ من موروثاتٍ ثقافيّةٍ وتربويّةٍ وفكريّةٍ، فتتشكّلُ المفاهيمُ والقيمُ في فكرِ الطّفلِ ونفسِهِ.
وفي هذا السّياق، نتناولُ ما يُطلقُ عليهِ “أدبُ الأطفالِ”، وهو “الأدب الموجّه للصّغار بالتّعبير الإصطلاحي، فهو يتوجّه بصورة عامّة إلى مرحلة الطّفولة المحدّدة الّتي يكتب لها، من دون أيّ اختلاف في روح الأدب نفسه”. ثمّ إنَّ هذا الأدبَ بمفهومِهِ العامّ يسعى إلى بلورةِ شخصيّةِ الطّفل، وبناءِ فكرِهِ وغرسِ القيمِ في نفسِهِ. ومن يكتبْ لهُ لا يكونُ كاتِبًا كسائرِ الكتّابِ، بل هو مبدعٌ، خطَّ بأناملِهِ ما فاضَتْ بهِ نفسُهُ من إبداعٍ وابتكارٍ وموهِبةٍ، صبَّها في قالَبٍ أدبيٍّ جذّابٍ يحملُ في مضامينِهِ جملةً من القيمِ والمبادئِ الّتي يجبُ أن ينشأَ الطّفلُ عليها، ليصيرَ إنسانًا هو أقربُ إلى الكمالِ العاطفيّ والفكريّ والاجتماعيّ.
وهنا تبرزُ أهمّيّةُ ما قدّمَهُ لنا الأديبُ المتميّزُ ورائدُ أدبِ الأطفالِ في العالمِ العربيّ “كامل الكيلاني”، من قيمةٍ أدبيّةٍ وتراثٍ تربويٍّ، شكّلا كنزًا ثمينًا في تنشِئةِ الطّفلِ وتربيتِهِ على القيمِ… هو من خلالِ كتاباتِهِ خصوصًا للأطفال، امتطى صهوةَ الإبداعِ القصصيِّ والخيالِ الموظّفِ في خدمةِ الأهدافِ السّلوكيّةِ والتّربويّةِ؛ فابتكرَ أجملَ القصصِ، وترجَمَ أساطيرَ عالميّةً، جمعَتْ بينَ الفضائلِ العظيمةِ والقيمِ الجليلة؛ ولذا، فإنَّ كتاباتِهِ لمْ تأتِ عبثيّةً بلا هدفٍ يُذكر، وإنّما جاءَتْ مصبوبةً في خدمةِ الإنسانيّةِ وبناءِ البشر. كما وأنَّهُ قدْ تميّزَ وعددٌ قليلٌ من روّادِ أدبِ الأطفالِ، بتفسيرِ مشاعرِ الطّفلِ ومعالجةِ بعضِ الأمراضِ، ولا سيَّما حينَ يتماهى الأخيرُ مع الشّخصيّاتِ، ويُقلّدُ أفعالَها الحسنةَ، ويبتعدُ منَ السّيّئةِ منها. إنَّهُ في النّهايةِ يستحقُّ ما قالَهُ عنهُ “أحمد شوقي”: “…الأستاذ الكيلاني كعقرب الثّواني، قصير ولكنّه سريع الخطى، منتجٌ يأتي بدقائقِ الأمور”.
وبناءً على ما سبق، تتناول هذهِ الدّراسةُ موضوعَ “الوظيفةِ العلاجيّةِ” في قصصِ كامل الكيلاني للأطفال، ضمن طيّاتِ مجموعتهِ “أساطير العالم” –أنموذجًا-، وهي وظيفة أهملَتْها الدّراساتُ في الأدبِ العربيّ؛ خصوصًا إذا ما أُخِذَ في الحِسبانِ أنَّ هذهِ الوظيفةَ تنحو منحًى علاجيًّا من بعضِ الأمراضِ الّتي يُعاني منها الطّفل، أو سيعاني منها –إن أهملَتْ- في المستقبل؛ عبرَ طرحِ مجموعةٍ من المفاهيمِ بتوجيهٍ مباشرٍ أو غيرِ مباشرٍ، وربطِها بالمعاييرِ النّفسيّةِ، أو بعاداتٍ يمارسُها الطّفل، والعودة إلى منشئِها النّفسيّ؛ فكلُّ سلوكٍ يؤدّيهِ الطّفلُ ما هو إلّا انعكاسٌ لحالةٍ أو كبتٍ ما… أو عقدةٍ سيطرَتْ على كيانِ الطّفلِ الدّاخليّ.
وتبرزُ أهمّيّةُ هذا الموضوع أيضًا، من خلالِ طرحِهِ العلاقةَ بينَ الأدبِ وعلمِ النّفسِ، وتأكيد ما جاءَ بهِ فرويد أنّ اللّاوعي أساسُ الحياةِ النفسيّة، لأنَّهُ يختزِنُ جميعَ الدَّوافعِ والرّغباتِ المكبوتةِ منذُ الطُّفولةِ، وفيهِ صراعاتٌ بين هذهِ الرّغبات المقموعة وسلطة الأنا الأعلى، ما يثيرُ الانفعالات والاضطرابات الدّاخليّة الّتي سرعانَ ما ستطفو على سطحِ الشّخصيّةِ الإنسانيّةِ، وستحاولُ الظّهورَ بأشكالٍ مختلفةٍ في منطقةِ الشّعورِ؛ وتتبلور عبر الرّموزِ والأقنعةِ، فتأتي تارةً على شكلِ حلم وتارةً أخرى على شكلِ إبداعٍ نثريٍّ أو شعريٍّ… أو لوحةٍ فنّيّةٍ، أو مقطوعةٍ موسيقيّة.
ولِذا، من خلالِ نماذجَ معيّنةٍ من قصصِ كامل الكيلاني المتنوّعة، يمكنُ تسليطُ الضّوءِ على عددٍ من القضايا التّربويّةِ والسّلوكيّةِ العلاجيّةِ، حيثُ نستخلصُ مفاهيمَ نفسيّةً معيّنةً كعلاقةِ الطّفلِ بأمِّهِ، و”عقدةِ أوديب”، وأنموذجِ الأمّ التسلّطيّةِ المتملّكة، وغيرِها ممّا ظهرَ أو خفِيَ من منظوماتٍ نفسيّةٍ شتّى، كدورِ الأب، وسيكولوجيّة القيادة، والتّفاهمِ الاسريِّ وأثرُهُ في الأطفالِ سلوكيًّا ونفسيًّا.
وهذهِ القصصُ الّتي كتبَها “كامل الكيلاني”، لمْ يصُغْها للتّرفيهِ وحسب، إنَّما تشتملُ على مضامينَ تربويّةٍ وسيكولوجيّةٍ تساهمُ في تكوينِ الأبعادِ العقليّةِ والنّفسيّةِ للأطفالِ، وكذلِكَ الشّبابِ، عبرَ تنميةِ الحسِّ الجماليّ والذّوقيّ الفنِّيِّ عندَ الاحتكاكِ معَ المادّةِ الأدبيَّةِ.
تسويغُ الاختيارِ:
لقد لمسْنا في الآوِنةِ الاخيرةِ اهتِمامًا خجولًا بأدبِ الأطفالِ من خلالِ إجراءِ البحوثِ حولَهُ، ونقدِ دراستِهِ، وهذا إنْ دلَّ على شيءٍ، فإنَّما يدلُّ على وعيِ شريحةِ المثقَّفين قيمةَ هذا الأدب، وأهمّيَّتَهُ في تنميةِ سلوكِ الطّفلِ وتقويمِ أدائِهِ.
وبالطّبع، فإنَّ دراسةَ الأدبِ من النّاحيةِ النّفسيّةِ تشوبُها عوائقُ كثيرةٌ، أبرزُها ضرورةُ الاختصاصِ والإلمامِ في المجالِ المرادِ تحليلُه، وهذهِ الزّاويةُ بالتّحديدِ –على أهمّيّتِها- لمْ تلْقَ العنايةَ الكافيةَ منَ الباقين؛ فأدبُ الأطفالِ هو فنُّ المستقبلِ حقًّا، بهِ نستشرِفُ ما ستؤولُ إليهِ مجتمعاتُنا من حضارةٍ ورقيٍّ وبناءٍ للإنسانِ الكاملِ خلقيًّا ونفسيًّا وسلوكيًّا.
أمّا بالنّسبةِ إلى اختيارِ النّاحيةِ النّفسيّةِ العلاجيّةِ في هذهِ الدّراسة، والاعتمادِ على التّحليلِ النّفسيِّ في معالجةِ حيثيّاتِ الموضوعِ، وتحديدِ الأسبابِ النّفسيّةِ والأطرِ العلاجيّةِ المناسبةِ لها، فتِلْكَ قضايا تكادُ أن تكونَ مغيَّبَةً من الدّراساتِ الأكاديميّةِ، ولا سيَّما من النّواحي السّلوكيّةِ والتربويّةِ والنّفسيّةِ…
وهذا الموضوعُ، وإنْ رصَدَتْهُ بعضُ المقالاتِ الحديثةِ، لكِنَّها كانَتْ خجولةً، لمْ تعُدْ كونَها سطحيَّةً، ولمْ تغُصْ كما يجبُ في علمِ النّفسِ السّيكولوجيّ والتّربويِّ للطّفلِ وسلوكِهِ؛ ولِذا تسعى هذِهِ الدِّراسةُ إلى رفدِ المكتباتِ العربيّةِ بدراسةٍ تتناولُ الجانبَ النّفسيَّ العلاجيَّ لقصصِ أديبٍ من روّادِ أدبِ الأطفالِ المميّزين في العصرِ الحديثِ؛ آيةَ ذلك أنَّ هذِهِ الدّراسةَ لا تكتفي بالجانبِ النّظريِّ، إنَّما تتناولُ نماذجَ تطبيقيّة، عبرَ دراسةٍ ميدانيّةٍ تُظهِرُ الأثرَ النّفسيَّ والعلاجيَّ لتلكَ القصصِ في المتلقّي/ الطّفل او التّلميذ، كونَها ستعتمدُ على ما يُسمّى في الاتّجاهاتِ النّفسيّةِ، “بسيكولوجيا المتلقّي”، أو أثر العملِ الأدبيِّ في الجمهورِ (الأطفال)، ولعلَّ ذلك سيتّضِحُ من خلالِ الاختِباراتِ والاستماراتِ في مدارسِ المصطفى “ص” في لبنان ( متعلّمي نادي المسرح ).
تسويغُ العنوانِ:
لقدْ زَخرَتْ قصصُ مجموعةِ أساطيرِ العالمِ بالقضايا النّفسيّةِ العلاجيّةِ الّتي من شأنِها تسليطُ الضّوءِ على السّلوكيّاتِ الخاطِئةِ أو الصّحيحةِ، من خلالِ الشّخصيّاتِ ومواقِفِها؛ لِذا، فإنَّ القارئَ أو الطّفلَ المتلقّي سيحاولُ التّقليدَ والتّماهي بِها، والتّمييزِ بينَ الخيرِ والشّرِّ، وستنحلُّ بعضُ عقدِهِ وأمراضِهِ كالتّأتأةِ والتّلعثُمِ، والتّبوّلِ اللّاإراديّ… من هنا كانَ العنوان “الوظيفةُ العلاجيَّةُ لأدبِ الأطفالِ…”. وهي وظيفةٌ لَمْ تَلْقَ عنايةَ الدّارسين الّذينَ ركَّزوا على العديدِ من الوظائفِ مستفيدينَ من نصاعةِ تفكيرِ الطّفلِ واتّساعِ أفقِهِ، ورحابةِ خيالِهِ، إلى جانبِ رهافةِ حسِّهِ ورِقَّةِ مشاعرِهِ، ولا سيّما أنَّ قصصَ الكيلاني “تلامس الطّرافةَ والتّشويق”، ناهيك عن أنّ أهميّة أدب الأطفال تكمن “في الأهداف والوظائف المتعدّدة الّتي يمكن تحقيقها من طريقه”.
لقد استطاعَ الأديبُ الكيلاني المزجَ بينَ عالَميْنِ اثنَيْن: العالم المحسوس الّذي يعيشُهُ الطّفلُ في بيئَتِهِ، وعالمِ الخيالِ والأحلام. وبينَ هذا وذاك خبايا وأسرار نفسيّة انطلقَ الكاتبُ من خلالِها، لِنقلَ تجربَتَهُ الخاصّة لعالمِ الطّفولةِ، فسكَبَ إبداعَهُ في قوالِبَ فنّيّة اختلَفَتْ بِاختِلافِ غاياتِهِ. ومن بينِ الغايات محاولةُ الغوصِ في نفسِ الطّفلِ وحلِّ مشاكلِهِ السّلوكيّة والنّفسيّة.
2 – الإشكاليّة:
يهدفُ هذا البحث إلى معالجةِ إشكاليّةٍ محدّدة تتبلورُ منها مجموعةٌ من الإشكاليّاتِ الثانويّة؛ حيثُ تشهدُ القصصُ أحداثًا متتالية، تصارعَتْ فيها شخصيّاتٌ، وامتازَتْ بسلوكيّاتٍ متناقضةٍ، ما يطرحُ الأسئلةَ الآتيةَ:
كيفَ تجلَّتِ الوظيفةُ العلاجيّةُ في أساطيرِ العالمِ عندَ “الكيلاني”؟
وإلى أيِّ مدى يمكنُها السّيطرةُ على السّلوكيّاتِ الخاطِئةِ عندَ التّلامذة داخلَ الصّفوفِ وخارجَها؟
وكيفَ تقوّم هذهِ الوظيفة مبادِئَ وأفكارًا تشرَّبَها الطّفلُ من بيئتِهِ المحيطةِ عبرَ أواليّاتِ التّماهي والإسقاطِ والتّسامي”؟
وإلى أيِّ مدًى يمكنُ أن تساهمَ الخططُ العلاجيّةُ في المدارسِ في علاجِ السّلوكيّاتِ الشّاذّة عندَ الاطفالِ، فضلًا عن أمراضَ نفسيّةٍ متعدّدةٍ؟
3 – الفرضيّات:
لعلّ وراءَ بعضِ الاضطراباتِ والصّراعات والعللِ عوامل نفسيّة ترتبطُ بمعايشةِ الطّفلِ اليوميّةِ لبيئةٍ غيرِ سليمة (سلطة الأب والأنا الأعلى، الأمّ المتملّكة، صراعُ الأبوين، سلطة المعلّم (ممثّل الأب)، عقدة أوديب… وغيابُ التماهي الملائم.
قد تساهمُ أساطيرُ العالمِ في حلِّ مشكلاتٍ سلوكيّةٍ ومدرسيّةٍ غيرِ سليمة (التّأتأة- التّبوّل اللّاإرادي- الأرق- الرّسوب- العنف ضدَّ الأتراب- الحركة الزّائدة…)
قد يساعد سرد القصص الخياليّة في أساطيرِ العالمِ الّتي يتصدّرُ بطولَتَها حيواناتٌ محبّبةٌ للأطفالِ، في تمريرِ المفاهيمِ التّربويّةِ والسّلوكيّةِ المرادُ ترسيخُها لغاياتٍ علاجيّةٍ.
قد تُحقِّقُ قصصُ أساطيرِ العالمِ توازُنًا بينَ “الهو” و”الأنا” و”الأنا الأعلى”، ما يساهمُ في السّيطرةِ على الإخفاقاتِ والاضطِراباتِ النّفسيّةِ.
وللتّأكّدِ من صحّةِ هذهِ الفرضيّاتِ، اِرتأيْنا الاعتمادَ على المنهجِ التّحليلي النّفسي في دراسةِ الموضوعِ وحيثيّاتِهِ.

4 – المنهج المتّبَع:
إنّ النّصَّ الأدبيَّ ما هو إلّا نتاجٌ لحالةٍ إنسانيّةٍ معيّنةٍ، عاشَها الشّاعرُ بكلِّ جوارحِهِ، وهو استجابةٌ لمؤثّراتٍ خاصّةٍ، تعكسُ حالةً نفسيّةً، ويعدُّ فعلًا سيكولوجيًّا أدّى إلى نتاجٍ فنّيٍّ وأدبيٍّ، ومن طريقِهِ نتعرّفُ إلى نفسيّةِ الكاتبِ ومشاعرِهِ المكبوتةِ، تلكَ المشاعرُ الّتي تنتقلُ إلى المتلقّي/الطّفل، من طريقِ العدوى والتّماهي…
وكلماتُ الأديبِ كيلاني والعباراتُ الّتي تُطلِقُها شخصيّاتُ قصصِهِ، تشكِّلُ أنموذَجًا غنيًّا للغوصِ في نفسيّةِ الطّفلِ المضطربِ، وهيَ تحملُ بينَ طيّاتِ صفَحاتِها رموزًا وإشاراتٍ تثيرُ خبايا نفسيّةً يحملُها الطِّفلُ معه طيلَةَ حياتِهِ، وتترجَمُ عبرَ الانفعالاتِ في القصِّ، والتّماهي معَ الشّخصيّاتِ، ما يوفِّرُ بُعْدًا علاجيًّا…
لذا، فإنَّ المنهجَ التّحليلي النّفسيّ هو أنسبُ المناهجِ في هذهِ الدِّراسةِ، نظرًا إلى ما يتميّزُ بهِ منْ “تتبّعَ حياةَ الأديبِ وإيجادِ العلاقةِ بينَ هذِهِ الحياةِ في أدقِّ تفاصيلِها وبينَ ما يُبدِعُهُ من أدبٍ، فهوَ يعتمِدُ على التّحليلِ، وتهمُّهُ الإشاراتُ والألفاظُ الموحِيَةُ بالعُقَدِ الدَّفينةِ وتفسيرُ النّصِّ وِفقَ هذِهِ المكتشَفاتِ”.
كما أنّ هذا المنهج يسلّط الضّوء على أثر الطّفولة في بلورة حياة الإنسان… فالطّفولة هي منبع السّلوكيّات والانفعالات، ونتاج الخبرات ما هو إلّا فنّ أو لوحة أو نصّ مكتوب… “ويكون اكتشاف صور هذه الخيالات الّتي تظهر رموزها في العمل الإبداعي واسطة لتحليل العمل وفهمه”.
فالمنهج النّفسيّ هو “عمليّة تفكيكيّة، وذلك يقتضي وجود كليّة تأليفيّة يعمل الباحث على ردّها إلى أجزائها، وهو تاليًا عمليّة إرتداديّة غايتها أن يعقل الباحث سبب ظهور كلّ عنصر أو فعل من عناصر الظّاهرة المكوّنة للكلّيّة “. ففرويد مثلاً، رأى أنّ المبدع عليه أن يتجاوز تجربته الذّاتيّة ليقدّم تجربة عامّة، يجد فيها القارئ ما يحقّق له المتعة من دون الشّعور بالحياء أو الذّنب، أي “يجد رغباته وخيالاته مجسّدة في تلك التّجربة”.
إنّ الأساس الذي يقسّم عليه فرويد التّحليل النّفسي هو تقسيم الحياة النفسيّة إلى ما هو واعٍ وما هو غير واعٍ. ويرتبط مفهوم “الأنا” عند فرويد بالوعي، ” فالأنا يدرك، يخاف، يقاوم، يخضع، يمثّل مجمل الشخصيّة، والجانب المتصارع مع الحياة الجنسيّة المهدّدة لمصالحه… يقوم بمهمّة حفظ الذّات ويقبض على زمام الرّغبات الغريزية التي تنبعث من “الهو”، فيسمح بإشباع ما يشاء منها ويكبت ما يرى ضرورة كبته”.
كما أنّ للأسرة دورًا مهمًّا في عمليّة التّنشئة الفكريّة والعاطفيّة والسّلوكيّة ، وهي متلازمة مع العمليّة التعليميّة في المدرسة، وللطّرفين دورًا مهمّا في تكوين الذّات الإنسانيّة من خلال الإسقاطات المتبادلة بين الكبار، وتماهي الصّغار معها .
وتعتمد هذه الدّراسة على الاتّجاهات النّفسيّة الثّلاثة: الفرويديّة، واليونغيّة، والإدلريّة، ومتفرّعاتها، من دون أن تهمل سيكولوجيّة المتلقّي، وهو اتّجاه قلّما طبّقه الدّارسون، ولا سيّما في المدارس، ودراسة استجابة الأطفال للقصص وشخصيّاتها وأساطيرها، لأهدافٍ علاجيّة…
5 – أدوات البحث :
تعتمد الدّراسة على مجموعة من الاختبارات النّفسيّة والمدرسيّة، فضلًا عن استمارة توزّع على الطلاّب والمعلّمين في مدارس المصطفى”ص” في لبنان، وإحصاءات للأطفال في مرحلة الطّفولة المتأخّرة (من عمر 11 سنة حتى 12 سنة).
ويتألّف الاختبار من أسئلة تحاكي القيمة العلاجيّة “لأساطير العالم”، مثلا:
1 – هل استطاع الطّفل أن يتخلّص من التأتأة بعد مطالعة القصص أو الإصغاء إليها؟
2 – كيف ضبطت القصص حركته الزّائدة داخل الصّفّ ؟
3 – بعض القصص تسلّط الضّوء على المثابرة لتحقيق الهدف ، هل تماهى الطّفل مع شخصيّاتها؟
4 – هل ساهمت القصص في السّيطرة على الاضطرابات النّفسيّة؟ وكيف…؟
وتتناول الاستمارة عدّة بنود، توزّع خلال السّنة على المعلّمين والمتعلّمين وذويهم على مرحلتين: قبل الاختبارات وبعدها. ويتلخّص الهدف من تلك الأدوات قياس سيكولوجية المتلقّي، واستجابته للعلاج من خلال سرد قصص “أساطير العالم”.
6- الكلمات المفاتيح :
من الكلمات المفاتيح في هذه الدّراسة: الطّفولة – التّماهي – العيّنة – سيكولوجية المتلقّي – الاختبار القبلي والبعدي – عقدة أوديب – الكبت – المنافسة الأخويّة (عقدة قابيل وهابيل) – التّأتأة – التّأخّر الدّراسي – الرّسوب…
7 – تعريف بعض المفاهيم والمصطلحات:
أواليّات الدّفاع: وهي عبارة عن آليّة الدّفاع عن الذّات، وردّ فعل للحفاظ على توازن الأنا.
الكبت: عمليّة نفسيّة لاواعية، تطرد بواسطتها نزوات معيّنة، وكلّ ما يرتبط بها من انفعالات وخبرات.
النّكوص: وهو الرّجوع إلى سلوك أكثر بدائيّة، والعودة إلى أساليب سابقة في التّصرّف مرتبطة بمرحلة من العمر قد تجاوزناها.
التّسامي: من أواليّات الدّفاع ضدّ النّزوات؛ إذ تسمح بتحريف الطّاقة الجنسيّة أو العدوانيّة نحو أهداف سامية، تتّسم بطابع فنّيّ أو أدبيّ أو رياضيّ…
التماهي: وهي أواليّة، تدفعنا إلى التّمثّل بشكل غير واعٍ بنموذج نتماهى به من أجل تشكيل الشّخصيّة ونموّها.
الهو: منبع الطّاقة الحيويّة والنّفسيّة الّتي يولد الفرد مزوّدًا بها، ويضمّ الغرائز والدّوافع الفطريّة: الجنسيّة والعدوانيّة ويسيطر على نشاطه مبدأ اللّذة والألم.
الأنا: مركز الشّعور والإدراك الحسّي الخارجي والدّاخلي والعمليّات العقليّة، وهو من يتكفّل بالدّفاع عن الشّخصيّة.
الأنا الأعلى: هو آخر منظّمات الجهاز النّفسي تكوّنا، حيث يتمثّل الطّفل عبر علاقته بوالديه اللّذين يعاقبانه عندما يخالف القوانين، فالأنا الأعلى يعبّر عن الوعي الأخلاقي والإجتماعي للفرد.
الإسقاط: حيلة دفاعيّة، بإخراج الأفكار أو الرّغبات أو المشاعر أو الدّوافع غير المرغوب فيها وإلصاقها بالآخرين.
8 – نقد المدوّنة :
مدوّنة هذه الدّراسة هي مجموعة أساطير العالم لكامل الكيلاني: “القصر الهندي” و”الفيل الأبيض” و”قصّاص الأثر” و”الملك ميداس” و”في بلاد العجائب”، صدرت عن دار المعارف في القاهرة، وهي جزء بسيط من مدوّنته الكاملة الشّاملة الّتي تساير المتعلّم في نحو مئة وخمسين قصّة، رائعة الصّور، بديعة الإخراج، متدرّجة به من رياض الأطفال إلى ختام التّعليم الثّانويّ.
وهذه المجموعة “أساطير العالم” موجّهة لفئة الطّفولة المتأخّرة، تقوّم الخلق، وتربّي الذّهن، وتعلّم الأدب، عبر تشويق القارئ وتحبيبه بالكتاب. وكامل الكيلاني هو الّذي أنشأ أوّل مكتبة عربيّة، عُنيت بتربية الطّفل على أسس سليمة، فلا يكاد بيت عربيّ يخلو منها. وقد ترجمت إلى أكثر اللّغات الشّرقيّة وبعض اللّغات الغربيّة.
وفي هذه القصص يوضح الكيلاني نفسه غايته منها بالقول:” أيّها الطّفل العزيز.. هذه مجموعة قبستها لك.. تبتهج به نفسك.. ويهشّ لها خاطرك… وفيها خلاصة رائعة لحقائق الحياة، ومعرصٌ جميل تتجلّى فيه النّزعات الإنسانيّة، وتظهر رغباتها في الإساءة والإحسان”. والكاتب لم يكتب القصص من باب التسلية وتضييع الوقت، وإنّما لغايات إنسانيّة سامية، ترقى برقيّ الكائن البشريّ.
وتضمّ مجموعته هذه، ستّ قصصٍ ممتعة، “فمن يقرأ قصة الملك ميداس يجد مثالا على “الوظيفة العلاجيّة”، فميداس هذا في الميثولوجيا الإغريقية هو ملك كان له قدرة على تحويل أي شيء يلمسه إلى ذهب، والاسم موجود لدى العديد من الملوك… ويقال إنه كان ابن غورديوس والربة كوبيلي. كان أبوه أول كهنتها وبنى معبد بيسينوس على شرفها، وكان قد ظهر لأول مرة في التاريخ بإهدائه عرشًا لدلفي نحو 700 ق. م، والكتابات اللاحقة تقول إنه تزوج ابنة أجاممنون ملك كيمي الأيولية وتاجر مع الأقوام البعيدة… ويظهر اسمه على وجهة إحدى أعظم النصب التذكارية المنحوتة في الصخر في إقليم شاكاريا، وقبل 700 ق. م قال الآشوريون إنّهم حاربوا ملك قبائل الموشكي ويدعى ميتا وآخر ميداس انتحر عندما هاجم مملكته الغزاة السيمريون”.
وقصّة “قصّاص الأثر” تحكي قصة السعلاة التي حبست الدرويش الهندي، وتزوّجت به رغمًا عنه، وأنجبا طفلًا، استطاع عند كبره أن يفكّ أباه من أسر السعلاة، ويهرب به، لكنّه في أثناء هروبه وعندما عجزت أمّه السعلاة عن الإمساك به وبأبيه، نادته يائسة لتلقي له طلسما يعينه على اقتفاء الأثر فأخذه الولد منها، واستعان به في حلّ مشاكله، والوصول إلى أهدافه.
وفي قصّة “بلاد العجائب” كلام على البلاد الّتي خلت من النّاس في الماضي، ولا يعيش فيها سوى بطلي القصّة، وقد أطلق القصّاصون على تلك البقعة البعيدة من الأرض اسم: « بلاد العجائب»، لأنّ كلّ ما فيها لا يصدّقه عقل، كما تحدّثنا بذلك الأساطير والأخبار الخياليّة القديمة.
9 – نقد المصادر والمراجع:
لقد حظِيَت قصص كامل الكيلاني بالكثير من الدّراسات استنادًا إلى مناهج متعدّدة، إلاّ أنّ الزّوايا العلاجيّة لم تكن ذات حظٍّ وافرٍ فيها. على الرّغم ممّا تتمتّع به من أهمّيّة تربويّة وغايات سلوكيّة سليمة تنمّي قدرات الطفل الذّهنيّة وومداركه العقليّة.
ومن الدّراسات الّتي تناولت تلك القصص :
” قصص الكيلاني وأساطيره تعالج الأطفال”، مقال للأستاذ د. أنور الموسى، نشره في مجلّة إشكاليّات فكريّة، متناولًا الوظيفة العلاجيّة لأساطير العالم ، من دون تحليل، أو عرض نماذج، أو اتّباع منهج … ودراسته لم تكن وافية ، ولم تؤدّي المطلوب في أساليب وطرق العلاج من خلال أساطير العالم تحديدًا، فهو تناول إشارات علاجيّة، بيد أنّه لا يعدو أن يكون مقالا موجزًا ، كرّم فيه الكاتب الكيلاني، كونه رائد أدب أطفال .
“بصمات كامل كيلاني في إثراء القصص الشعريّة”، من إعداد: عبد القادر سعد محمد طالب الدكتوراه في جامعة آسام، سيلتشار، في الهند. وفيها يتناول الباحث المزايا الشّعريّة من خلال السّجع الكثير في قصصه ، ما يجعله طائرًا محلّقا في سماء الخلود والعبقريّة ، وحيث جمع بين نموّ خيال الطّفل وأسلوب التعامل الخاصّ معه . كما سلّط الضّوء على المقدّمات الّتي أفصح من خلالها عن غايته من الكتابة وكان يؤكّد أهمّيّة الجانب النفسي معتبرًا بعض مجموعاته القصصيّة: “خلاصة رائعة لحقائق الحياة، ومعرضاً جميلاً تتجلى فيه نزعات النفس الإنسانية، وتظهر أخلاقها ورغباتها في الإساءة والإحسان”.. وبالتالي أشار إلى دور بعض قصصه في التركيز على الآثار النفسية ، وتثبيت الفضائل.
أطروحة دكتوراه بعنوان ” دور قصص كامل كيلاني في تنمية القيم الثقافية للأطفال” من سن (12- 15) سنة (دراسة تطبيقية) من إعداد محمود محمد محمود خليل، قسم الإعلام وثقافة الأطفال بإشراف أ.د. اعتماد خلف معبد أستاذ الإعلام وثقافة الأطفال المتفرغ في معهد الدراسات العليا للطفولة جامعة عين شمس، 2008 وقد عدّ الدّارس كامل كيلاني الرائد العربي لأدب الأطفال، حيث يُجمِع أكثر الباحثين على أنّه الأب الشرعي لأدب الأطفال في اللغة العربية وزعيم مدرسة الكاتبين الناشئة في البلاد العربية كلّها.
دراسة معمّقة بعنوان “قصّة الطّفل – كامل كيلاني نموذجًا” للدّكتور يحيى خاطر، في كلّيّة الآداب في جامعة بنها، عام 2011م. وقد توسّعَ نحوَ مئةٍ وستّةٍ وعشرينَ صفحة؛ حيث اختصّت هذه الدّراسة بالقصِّ العام عند كامل كيلاني، واستهدفَت إبرازَ الخصائصِ الفنّيّة والأدبيّة، ومدى مناسبَتِها للطّفل، وتأصيلًا لريادتِهِ في كتابةِ القصّةِ النّثريّةِ المخصّصةِ له. وهي من الدّراساتِ الّتي تعدّ هامّةً ومفيدة للباحثينَ؛ فقد تحقَّقَتْ من خلالِها الكثيرَ من الأهدافِ الّتي أسهمَتْ في بناءِ الأطُرِ العامّةِ لخصائصِ اللّغةِ المناسبةِ لقصصِ الأطفالِ.
وباستعراضنا للدراسات والبحوث التي تناولت النتاج القصصي الضخم لهذا الرائد الكبير، نجد أنها قد دارَتْ حول المضامِين الأدبية والتربوية والأشكال الفنية، وهذا من شأنه أن يقف بالطفل عند حدود التذوُّق الأوليِّ للعمل الأدبي. لذا كان حريًّا بنا التطرّق إلى الجانب النفسي، والوظيفة العلاجيّة لأدب الأطفال الّتي لم تتناولها الدّراسات إلى حدّ الآن.
ومن المراجع الّتي ستعتمد عليها الدّراسة :
علم النفس الأدبي، للأستاذ د. أنور عبد الحميد الموسى، يقع الكتاب في 352 صفحة، وهو صادر عن دار النهضة العربية، ينطلق من فكرة عدّ علم النفس الأدبي بمنزلة منهج سيكولوجي في قراءة الأعماق، وفيه يعرض الكاتب نظريات مختلفة للعديد من علماء النفس.
“أدب الأطفال فنّ المستقبل” للأستاذ د. أنور عبد الحميد الموسى، وهو كتاب ضخم يقع في 688 صفحة، صادر عن دار النهضة العربية، ويتحدّث فيه الكاتب عن مفهوم أدب الأطفال وعلاقته بالثقافة، وتطور هذا الفن عالميًّا وعربيّا، كذلك توقّف عند موضوع الطفل من منظور علم النفس التربوي والاجتماع، ووظائف هذا الأدب، مع الإشارة إلى الأجناس والأنواع الأدبية في أدب الأطفال، ليخلص إلى تبسيط هذا الأدب وعرض نماذج منه.
ويعدّ هذا الكتاب مرجعاً مفيدا جدّا للدراسة، لما يحويه من معلومات واسعة عن علاقة الطفل بالثقافة والمجتمع ورأي علم النفس في تكوين شخصية الطفل.
خطّةُ البحث:
وزّعت موادّ البحث على ثلاثة فصول بعد المقدّمة الّـتي طرحَتْ أهمّيّة الموضوع وأسباب اختياره وإشكاليّته وفرضيّاته ومنهجه، وكلماته المفاتيح، وصعوباته…
يتحدّثُ الفصلُ الأوّلُ عن علاج المظاهر السّادومازوشيّة في “أساطير العالم”، حيثُ تناولَ ثلاثةَ مباحث سلّطَ فيها الضّوءَ على الشّخصيّة السّاديّة عند السّعلاة وحلّ المآزم الأوديبيّة عند الأطفال، وتأكيدِ الذّاتِ والصّراع بين “الهو” و”الأنا الأعلى” في قصّة “القصر الهندي” وأثرها العلاجي، وأخيرًا النّكوص وتعويضُ النّقصِ في قصّةِ “بلادِ العجائبِ” أثرُها في المتلقّي.
وفي الفصلِ الثّاني تناولَتِ الباحثةُ الثّنائيّة الضّديّة في “أساطيرِ العالم” وأثرُها في المتلقّي، حيثُ سلّطَتِ الضّوءَ على الصّراع النفسي “للأنا” الدّاخلي عند الملك “ميداس” وأثرُهُ في سلوكِ الطّفل، وثنائيّةِ السّعادةِ والشّقاءِ في قصّةِ “بلادِ العجائبِ” وانعكاسُهُ على سلوكيّاتِ الطّفلِ، وأخيرًا ركّز المبحث الثّالث على ثنائيّةِ الحياةِ والموتِ في قصّةِ “القصرِ الهنديِّ” وأثر التّسامي في نفس الطّفلِ.
أمّا في الفصلِ الثّالثِ الّذي جاءَ بعنوانِ: دور القصص في معالجة القصور الدّراسي والإحباط، فقد توزّعَ على ثلاثةِ مباحث، تفرّعَت بدورِها إلى عناوينَ فرعيّة. وقد تحدّثَ وِفقَ الاستبيانِ حول قصّةِ الفيلِ الأبيضِ عن “المراحل العلاجيّة الأربعة في أساطير العالم” ضمنَ العناوينِ: أثر التعاطف في أساطير العالم ، ودور الإنعكاس في حلّ الإحباطات، وأثر تفجّر المشاعر المكبوتة في سيكولوجيا التلامذة، ودور الإدراك والوعي في حلّ الصّراعات والإخفاقات
وفي العنوانِ الفرعيِّ الثّاني ركّزَتِ الباحثةُ على فكرةِ تأثيرُ الموسيقى الدّاخليّةِ والتّكرارِ اللّفظيِّ ومظاهرِ السّجعِ في الوظيفةِ السيكولوجيّةِ العلاجيّةِ في قصّةِ “القصر الهندي”، وذلكَ عبر دراسةِ التّكرارِ والسّجعِ.
أمّا في المبحثِ الثّالثِ والأخيرِ الّذي تناولَ تحليل نتائج الاختبارات ( القبليّة والبعديّة )؛ فسلّطَتِ الباحثةُ الضّوءَ على تحليل أثر الاضطرابات الأسريّة في سيكولوجيا التلامذة أوّلًا، وأثر التّماهيات الأسريّة والإسقاطات المدرسيّة ثانيًا، ليصارَ إلى تقديمِ إنتاجٍ فنّيٍّ توصّلَتْ إليْهِ الدّراسةُ من خلالِ دورِ القصّ والتّمثيل المسرحيّ في العلاج النّفسيّ في أساطيرِ العالم (دراسة تطبيقيّة في الأنشطةِ والوسائلِ التّعليميّةِ).
وفي الخاتمة، لخّصت الباحثةُ ما توصّل إليه البحث من نتائج، وتوصيات …

المصادر والمراجع

……….