تنبيه الأخيار إلى جواز
العطف على الضمير المجرور من دون إعادة الجار*
اختلف النحاةُ في العطفِ على الضمير المجرورِ على ثلاثةِ مذاهبَ[1]:
الأول: وهو مذهبُ جمهور البصريين[2]:
وجوبُ إعادةِ الجار إلا في ضرورةٍ[3].
الثاني: وهو مذهبُ الكوفيين، وتَبِعهم أبو الحسن الأخفش[4]، ويونس، والأستاذُ أَبو عَلِيٍّ الشَّلَوْبِينُ.
أنه يجوزُ ذلك في السَّعَة مطلقًا.
والثالث: وهو قولُ الجَرْميّ، والزّياديّ[5].
التفصيلُ، وهو إنْ أُكّد الضميرُ جاز العطفُ من غير إعادة الخافض؛ نحو: “مررتُ بكَ أنْتَ وزيدٍ”، وإلا فلا يجوزُ إلا ضرورةً.
أمَّا الكوفيون فاحتجوا بأن قالوا: الدَّليل على أنه يجوز، أنه قد جاء ذلك نثْرًا ونظْمًا، فمن الأول قوله تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَسَاءَلُونَ به وَالْأَرْحَام ﴾ [النساء: 1] بالخفض، وهي قراءة أحد القراء السبعة، وهو حمزة الزَّيَّات، وقراءة إبراهيم النخعي، وقتادة، ويحيى بن وثاب، وطلحة بن مصرف، والأعمش، ورواية الأصفهاني والحلبي عن عبد الوارث[6].
وقوله تعالى: ﴿ وَيَسْتَفْتُونَكَ في النّسَاء قُل اللَّهُ يُفْتيكُمْ فيهنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ ﴾ [النساء: 127] فـ “ما” في موضع خفض؛ لأنه عطف على الضمير المخفوض في فيهن[7]، وقوله تعالى: ﴿ لَكن الرَّاسخُونَ في الْعلْم منْهُمْ وَالْمُؤْمنُونَ يُؤْمنُونَ بمَا أُنْزلَ إلَيْكَ وَمَا أُنْزلَ منْ قَبْلكَ وَالْمُقيمينَ الصَّلَاةَ﴾ [النساء: 162] فـ “المقيمين” في موضع خفض بالعطف على الكاف في “إليك”، والتقدير فيه: يؤمنون بما أُنْزلَ إليك، وإلى المقيمين الصلاة، يعني: من الأنبياء عليهم السلام، ويجوز أيضًا أن يكون عطفًا على الكاف في “قَبْلك”[8]، والتقدير فيه: ومن قَبْل المقيمين الصلاةَ، يعني: من أُمَّتكَ، وقوله تعالى: ﴿ وَصَدٌّ عَنْ سَبيل اللَّه وَكُفْرٌ به وَالْمَسْجد الْحَرَام ﴾ [البقرة: 217] فعطف “المسجد الحرام” على الهاء في “به”[9]، وقوله تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فيهَا مَعَايشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ برَازقينَ ﴾ [الحجر: 20] فـ “مَن” في موضع خفض بالعطف على الضمير المخفوض في “لكم”[10].
ومنها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما مَثَلُكُمْ واليهود والنصارى كرجُلٍ استعمل عُمَّالاً))[11]، بخَفْض الْيهود عَطْفًا على الضمير المجرور بغير إعادة الْجَارّ؛ قَالَه ابن التّين[12].
ومن الثاني قول الشاعر:
فاليومَ قَرَّبْتَ تهجونا وَتَشْتمُنَا
فاذْهَبْ فما بكَ والأيام من عَجَب[13]
|
فالأيام مخفوضة؛ لأنها عُطفَت على الضمير في “بك”، والتقدير: بك وبالأيام[14].
ومنه قول عباس بن مرداس:
أَكُرُّ على الكتيبة لا أُبالي
أفيها كان حَتْفي أم سواها[15]
|
فسواها في موضع خفض بالعطف على الضمير المخفوض في “فيها”، والتقدير: “أم في سواها”.
وأنشد الفرَّاءُ:
نُعلّق في مثل السَّواري سيوفَنا
وما بينها والْكَعب غُوطٌ نفانفُ[16]
|
فالكعب مخفوض عطفًا على الضمير المخفوض في “بينها”[17]، والتقدير: ما بينها وبين الكعب غوط نفانف، وغير ذلك من الشواهد الشعرية[18].
أما البصريون فقالوا: هو ممتنع لبُعْده عن القياس، وقلَّته في الاستعمال[19].
وما كان كذلك فتَرْكُ الأخذ به أولى[20]، ومما عللوا به لذلك:
أنَّ الجار والمجرور بمنزلة شيء واحد، فإذا عطفْتَ على الضمير المجرور – والضمير المجرور متصل بالجار ولم ينفصل عنه – فكأنك قد عطفت الاسم على الحرف الجارّ، وعطْفُ الاسم على الحرف لا يجوز[21].
وقال بعضهم: إنه كما لا يجوز أن تقول: “مررت بزيد وَكَ”، فكذلك ينبغي ألا يجوز عطف المُظْهَر المجرور على المضْمَر المجرور، فلا يقال: مررْتُ بك وزيدٍ؛ لأن الأسماء مشتركة في العطف، فكما لا يجوز أن يكون معطوفًا، فلا يجوز أن يكون معطوفًا عليه [22].
وَرَدَّ البصريون أدلة الكوفيين بما يأتي:
أولاً: أن “الأرحام” مجرورة بالواو التي للقَسَم، وجواب القسم قوله: ﴿ إنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقيبًا ﴾ [النساء: 1]، أو بحرفٍ مقدَّر غير المذكور، وتقديرُهُ: وبالأرحام، فحُذفَت لدلالة الأولى عليها [23]، ومنهم من غالى فَلَمْ يُجز القراءةَ بها، يقول الْمُبَرّدُ: ” وقرأ حمزة ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَسَاءَلُونَ به وَالْأَرْحَام ﴾ [النساء: 1]، وهذا مما لا يجوز عندنا إلا أن يُضْطَّر إليه شاعرٌ[24]، وردَّ عليه ابن جنّي بقوله: “ليست هذه القراءة عندنا من الإبعاد والفحش والشناعة والضعف على ما رآه وذهب إليه أبو العباس [الْمُبَرّد] بل الأمر فيها دون ذلك وأخفُّ وألطف”.[25]
ثانيًا: أن “ما” في قوله تعالى: ﴿وَيَسْتَفْتُونَكَ في النّسَاء قُل اللَّهُ يُفْتيكُمْ فيهنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ ﴾ [النساء: 127] معطوفة على لفظ الجلالة، وبه تكون في محل رفع، والتقدير فيه: “الله يُفتيكم فيهن، ويُفتيكم فيهن ما يُتْلَى عليكم”، وهو القرآن، وهو أوجَهُ الوجهين، أو معطوفة على النساء، وتكون في محل جر، ولكن ليست بالعطف على الضمير المجرورفي “فيهن”.[26]
ثالثًا: أن “المقيمين” ليست معطوفة على الضمير، وإنما هي منصوبة على المدح[27]، أو مجرورة بالعطف على “ما” في “بما أُنزل إليك”[28].
رابعًا: أن “المسجد الحرام” مجرورة بالعطف على “سبيل الله”، وليس على الضمير في “به” [29]، والتقدير فيه: “وصَدٌّ عن سبيل الله وعن المسجد الحرام”.
خامسًا: أن “مَنْ” في ﴿ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فيهَا مَعَايشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ برَازقينَ ﴾ [الحجْر: 20] في موضع نصب بالعطف على “معايش” [30]؛ أي: جعلْنَا لكم فيها المعايشَ والعبيدَ والإماءَ.
سادسًا: أن “الأيام” في البيت الأول مجرورة على القَسَم، لا بالعطف على الكاف في “بك”.
سابعًا: أن “سواها” في البيت الثاني منصوب على الظرف؛ لأنها لا تقع إلا منصوبة على الظرف [31].
ثامنًا: أن “الكعب” في البيت الثالث ليس مجرورًا على ما ذكروا، وإنما هو مجرور على تقدير تكرير “بين” مرة أخرى، فكأنه قال: ما بينها وبين الكعب، فحذف الثانية لدلالة الأولى عليها[32].
وقد تابع بعض النحويين وجهة البصريين؛ أمثال: الفرَّاء،[33] والزَّجَّاج،[34]والنَّحَّاس،[35] والزمخشري[36]، وابن عطية[37]، وابن هشام[38]، وغيرهم.
أما الكوفيون: فقد رجَّح مذهبهم جماعة من المتأخرين، منهم ابن مالك، وأبو حيان، والسمين الحلبي، وابن تيمية، وابن القيم، وابن عقيل، والزبيدي، والسيوطي؛ لكثرة الوارد من ذلك[39].
أما ابن مالك، فأشار إلى ذلك بقوله:
وَعَوْدُ خَافضٍ لَدَى عَطْفٍ على
ضَمير خَفْضٍ لازمًا قَدْ جُعلاَ
وليس عندي لاَزمًا إذْ قَدْ أَتَى
في النَّظْم وَالنَّثْر الصَّحيح مُثْبَتَا[40]
|
وردَّ قولَ البصريين بقوله:
وللملتزمين إعادةَ الجارّ حُجَّتان:
إحداهما: أن ضمير الجر شبيه بالتنوين، ومعاقب له، فلم يَجُز العطف عليه، كما لم يجُز العطف على التنوين.
الثانية: أن حق المعطوف والمعطوف عليه أن يصلحا لحلول كل واحد منهما محل الآخر، وضمير الجر غير صالح لحلوله محلَّ ما يُعطَف عليه، فامتنع العطف إلا مع الجارّ، وكلتا الحجتين ضعيفة:
أما الأولى: فيدل على ضعفها أن شبه ضمير الجر بالتنوين، لو منع من العطف عليه لمنع من توكيده والإبدال منه؛ لأن التنوين لا يؤكَّدُ، ولا يُبدَلُ منه، وضمير الجر يؤكَّد، ويبدَل منه بإجماع، فللعطف أُسوة بهما.
وأما الثانية: فيدل على ضعفها أنه لو كان حلول كل واحد من المعطوف، والمعطوف عليه – يعني في محل الآخر- شرطًا في صحة العطف، لم يجز “رُبَّ رجلٍ وأخيه”[41]، ولا:
وأيُّ فَتى هَيْجَاءَ أنْتَ وَجَارها
………………….[42]
|
ولا “كُلُّ شاةٍ وَسَخْلَتها بدرهمٍ”[43]
وأمثال ذلك من المعطوفات الممتنع تقديمها وتأخير ما عُطفَت عليه، كثيرةٌ[44].
فكما لم يمتنع فيها العطف، لا يمتنع في نحو “مررت بكَ وزيدٍ”.
وإذا بطل كون ما تعللوا به مانعًا، وجب الاعتراف بصحة الجواز[45].
وقال أيضًا: والجواز أصح من المنع؛ لضعف احتجاج المانعين، وصحة استعماله نثراً ونظمًا[46].
وأما أبو حيان فقال: “بل الصحيح مذهب الكوفيين في ذَلكَ، وأنه يجوز[47].
وقال في موطن آخر: “والذي نختاره أنه يجوز ذلك في الكلام مطلقًا؛ لأَنَّ السَّمَاعَ يُعَضّدُهُ، وَالْقيَاسَ يُقَوّيه”[48].
وأما السمين الحلبي فقال: وأمَّا ضَعْفُ الدليل: فهو أنهم منعوا ذلك؛ لأنَّ الضميرَ كالتنوين، فكما لا يُعْطف على التنوين لا يُعْطَفُ عليه إلا بإعادة الجار، ووجهُ ضعفه أنه كان بمقتضى هذه العلة ألاَّ يُعْطَفَ على الضمير مطلقًا، أعني: سواء كان مرفوعَ الموضع، أو منصوبَه، أو مجرورَه، وسواءٌ أُعيدَ معه الخافضُ أم لا كالتنوين.
وأمَّا القياسُ فلأنه تابعٌ من التوابع الخمسة، فكما يُؤَكَّدُ الضميرُ المجرورُ ويُبْدَلُ منه، فكذلك يُعْطَفُ عليه[49].
وأما شيخ الإسلام “ابن تيمية” فقال:
قال تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَسَاءَلُونَ به وَالْأَرْحَام ﴾ [النساء: 1] على قراءة حمزة وغيره ممن خَفَضَ الأرحام، وقال: تفسيرها؛ أي: تساءلون به والأرحام، كما يقال: سألْتُكَ بالله وبالرَّحم.
ومن زعم من النحاة أنه لا يجوز العطف على الضمير المجرور إلا بإعادة الجار، فإنما قاله لَمَّا رأى غالب الكلام بإعادة الجار، وإلا فقد سُمعَ من الكلام العربي نثره ونظْمه العطفُ بدون ذلك، كما حكى سيبويه: “ما فيها غيرُهُ وفرَسه”، ولا ضرورة هنا كما يُدَعَّى مثلُ ذلك في الشعر[50].
ولكنه – من محمل الأمانة – مع تجويزه لهذه المسألة، قد حكم بقلة ورودها عن العرب، وذكر أن الأفصح والأفضل، أن يعاد الجارُّ؛ إذ قال ما نصه:
فلما أضيف لم يحسن العطف عليه إلا بإعادة الجار، فإن العطف بدون ذلك، وإن كان جائزًا في أصح القولين، فَهُوَ قَليلٌ، وَإعَادَةُ الْجَارّ أَحْسَنُ وَأَفْصَحُ. [51]
وأما تلميذه العلاَّمة ابن القيم فقال عند توجيهه إعراب ” مَنْ ” في قوله تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا النَّبيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَن اتَّبَعَكَ منَ الْمُؤْمنينَ ﴾ [الأنفال: 64]؛ أي: الله وحْدَهُ كافيك وكافي أتباعكَ، فلا يحتاجون معه إلى أحد، وهاهنا تقديران:
أحدهما: أن تكون الواو عاطفةً “مَنْ” على الكاف المجرورة، ويجوز العطف على الضمير المجرور بدون إعادة الجار على المذهب المختار، وشواهده كثيرة وشُبَهُ المنع منه واهيةٌ.
والثاني: أن تكون الواو واو المعية، وتكون “مَنْ” في محل نصبٍ عطفًا على الموضع، فإنَّ “حَسْبَكَ” في معنى كافيك؛ أي: الله يكفيك ويكفي من اتَّبَعَك، كما تقول العرب: حسْبُك وزيدًا درْهَمٌ[52].
والذى نراه راجحًا – والله أعلم – هو رأي الكوفيين:
وهو جواز العطف على الضمير المجرور دون إعادة الجار؛ وذلك للأمور الآتية:
1- كثرة الشواهد الواردة فيه كما تقدم ذكرها، فليس صحيحاً أنه إنما جاء في بيتين أو ثلاثة بل ورد ذلك نثرًا ونظمًا؛ مما يصعب معه أن يُجعَل شاذًّا أو ضرورةً.
2- ضعف حجج المانعين، وذلك أنه يمكن نقضُها بمثلها، أو بما هو أقوى منها، ويكفي في ردّها أنها أقيسة عقلية، وَرَدَ السماعُ بخلافها، والقياسُ يتضاءل عند السماع، لاسيما بمثل هذه الأقيسة التي هي أوهن من بيت العنكبوت[53].
3- أن أخويْ ضمير الجر – أعني ضميرَي النصب والرفع – يُعطَف عليهما على تفصيل في ضمير الرفع[54]، وليس ثمة مانعٌ قوي يمنع من أن يُحمَل عليهما ضمير الجر في أصل الجواز، وإن كان الأكثر الأفضل فيه أن يُعادَ مع المعطوف الجارُّ، كما أن الأكثر الأفضل في العطف على ضمير الرفع توكيدُهُ، أو الفصلُ بينه وبين المعطوف.
4- أنهم حكموا بالعطف على الضمير المجرور من غير إعادة الخافض الاسمي (المضاف) في مواضع منها:
أ- العطف على الضمير المجرور باسم الفاعل؛ نحو: هذا ضاربه وزيدٍ، يقول الشَّلَوْبينُ:
“ولك في العطف على المجرور باسم الفاعل الحمل على اللفظ على الإطلاق، وإن لم يُعطَفْ على المضمر المخفوض بعد إعادة الخافض؛ نحو: هذا ضاربُهُ وزيدٍ[55].
ب- إذا أوقع عود الخافض في لبسٍ[56]، نحو: جاءني غلامُك وغلامُ زيدٍ، وأنت تريد غلامًا واحداً مشتركًا بينهما، فلا يجوز ذلك، بل تقول: جاءني غلامك وزيدٍ.
فهذا يقرب القول بجواز العطف على الضمير المجرور من غير إعادة الخافض الاسمي والحرفي؛ إذ البابُ واحدٌ[57].
5- يضاف إلى ذلك أن ما ذهب إليه الكوفيون له وجه في القياس، وهو أنه كما يجوز أن يُبدَلَ من الضمير ويُؤَكَّد دون إعادة الجار، فكذلك يجوز أن يُعطَف عليه دون إعادة الجارّ أيضًا.
المراجع والمصادر
*دراسة إعداد: أحمد بن إسحاق
المرجع: موقع الألوكة
تاريخ الإضافة: 16/1/2014 ميلادي – 14/3/1435 هجري
تاريخ الولوج أو الزيارة 14-3-2017
القرآن الكريم
[1] الدر المصون في علوم الكتاب المكنون (2/ 394).
[2] إلا يونسَ وقطربًا.
[3] فمثال إعادة الخافض حرفًا كان، نحو قوله تعالى: ﴿ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ﴾ [فصلت: 11]، أو اسمًا؛ نحو: قوله تعالى: ﴿ قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ ﴾ [البقرة: 133] فـ “للأرض” معطوف على الهاء في “لها” المجرورة باللام، وأعيدت مع المعطوف، و”آبائك” معطوف على الكاف المجرورة بإضافة “إله”، وقد أعيد المضاف مع المعطوف.
[4] ظاهر كلام الأخفش في معاني القرآن: 1/430-431 خلافُه، ينظر في نسبة هذا القول: معاني القرآن للفراء: 1/252، 2/86، وشواهد التوضيح والتصحيح: 53، والبحر المحيط: 6/473، وخزانة الأدب: 5/122.
[5] وردَّهُ الرضي في شرح الكافية بقوله: “وليس بشيء؛ لأنه لم يُسْمَع ذلك، مع أن تأكيد المجرور بالمرفوع خلاف القياس، وإعادة الجار أقرب وأخف” (2/336).
[6] ينظر: السبعة لابن مجاهد 226، والإقناع 2/ 627، والعنوان لأبى طاهر 83، والمبسوط 154، والإنصاف في مسائل الخلاف (2/ 463).
[7] ينظر: إعراب القرآن للزجاج 3/ 825، والإنصاف 2/ 463، والبحر المحيط 2/ 147.
[8] الإنصاف 2/ 463.
[9] الحجة للفارسي 3/ 126، والبسيط لابن أبي الربيع 1/ 345،346، وإعراب القرآن للزَّجَّاج 3/ 825 والإنصاف 2/464.
[10] قراءات الصحابة دراسة نحوية صرفية 302.
[11] صحيح البخاري 3/ 112.
[12] قَالَ ابن مَالِكٍ: “ويجوز الرَّفْعُ على تقدير: “وَمَثَلُ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى” عَلَى حذف المضاف وإِعطاء المضاف إليه إِعْرَابَهُ، قُلْتُ (ابن حجر): وَوَجَدْتُهُ مَضْبُوطًا في أصل أبي ذرٍّ بِالنَّصْبِ، وَهُوَ مُوَجَّهٌ على إرادة المَعِيَّةِ، ويُرجِّح تَوْجِيه ابن مَالِكٍ، مَا سَيَأْتِي فِي أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ من طريق الليث عن نافع بلفظ: ((وَإِنَّمَا مَثَلُكُمْ وَمَثَلُ الْيَهُودِ والنصارى))؛ فتح الباري لابن حجر (4/ 447).
[13] البيت من شواهد سيبويه التي لم يُعلَم لها قائل، وهو من البسيط؛ ينظر: كتاب سيبويه: 2/383، والكامل: 3/931، واللمع: 157، والإنصاف: 2/4، وشرح المفَصَّل: 3/78، وشرح الجمل لابن عصفور: 1/247، وشرح الكافية الشافية: 3/1250، وإيضاح شواهد الإيضاح: 1/385، وخزانة الأدب: 5/121، والدرر: 2/81.
المعنى: شرعْتَ اليوم في شتمنا والنيل منا، فإن فعلت ذلك فاذهب، فليس غريبًا منك؛ لأنك أهل له، وليس عجيبًا من هذا الزمان الذي فسد كل من فيه.
الإعراب: “قربْتَ” فعل ماض دال على الشروع، والتاء اسمه، “تهجونا” فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه، و”نا” مفعول به، والجملة في محل نصب خبر قربت، “تشتمنا” عطف على تهجونا، “فاذهب” الفاء واقعة في جواب شرط مقدر، أي: إن تفعل ذلك فاذهب، واذهب فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه، “فما” الفاء للتعليل، “ما” نافية، “بك” متعلق بمحذوف خبر مقدم، “والأيام” معطوف على الكاف المجرورة بالباء، “مِن” زائدة، “عجب” مبتدأ مؤخر.
الشاهد فيه: “بك والأيام” حيث عطف “الأيام” على الضمير المجرور في “بك” من غير إعادة الجار؛ توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك (2/ 1026).
[14] ينظر الإنصاف (1/ 464).
[15] البيت من الوافر وهو للعباس بن مرداس؛ ينظر البيت في: الإنصاف 2/ 464، وشرح التسهيل لابن مالك 3/ 377.
[16] البيت من الطويل لمسكين الدارمي.
والمعنى: أن السيف على الرجل منهم كأنه على سارية طويلة؛ لأن بين السيف والكعب مسافة طويلة؛
ينظر البيت في معاني القرآن للفرَّاء 1/ 252، 253، وإبراز المعاني لأبي شامة140، 411، والإنصاف 2/ 465، والغَوْط جمع غائط، وهو المطمئن من الأرض، والنفانف: المفازة والهواء الشديد؛ ينظر العيني 4/164، وشرح المفصل 3/ 79، وشرح التسهيل لابن مالك 377.
[17] معاني القرآن للفرَّاء 1/ 252، 253، والإنصاف 2/ 465، وإبراز المعاني لأبي شامة 140،411.
[18] ينظر شرح التسهيل لابن مالك 3/ 377، والدر المصون للسمين الحلبي2/394وما بعدها.
[19] الحجة للفارسي 3/ 125، والكشف 1/ 375، 376، وإعراب القراءات السبع لابن خالويه 1/ 127.
[20] مجمع البيان للطبرسي 4/ 7،8.
[21] المحرر الوجيز 2/ 5، والكشاف 1/ 493، والقرطبي 5/ 3، والإنصاف 2/ 466.
[22] ينظر تفصيل ذلك في: كتاب سيبويه: 2/381، والتعليقة: 1/162، وشرح المقدمة المحسبة: 2/430 والمقتصد: 2/959، والإفصاح: 125، وأمالي ابن الشجري: 2/103، والإنصاف: 2/6-7، وشرح المفصل: 3/76، والإيضاح في شرح المفصل: 1/455.
[23] ينظر الإنصاف 2/ 467.
[24] الكامل: 2/931، وينظر: جامع البيان: 7/523، ومعاني القرآن وإعرابه: 2/6-7، وإعراب القرآن: 1/430-432، والمقتصد: 2/960.
[25] الخصائص: 1/285.
[26] الإنصاف 2/ 467.
[27] السابق 2/ 468.
[28] السابق 2/ 471.
[29] الإرشاد إلى علم الإعراب 402، والإنصاف 2/ 471.
[30] الإنصاف 2/ 472.
[31] الإنصاف 2/ 472.
[32] البيان للأنباري 240،241، والإنصاف 2/ 472.
[33] ينظر معاني القرآن للفرَّاء 1/ 252، 253، 2/ 86.
[34] معاني القرآن للزَّجَّاج 2/ 6.
[35] إعراب القرآن للنحاس 1/432.
[36] الكشاف 1/462 .
[37] المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز 2/5.
[38] مغني اللبيب 1/700، 753.
[39] ينظر: التسهيل: 177، وشواهد التوضيح والتصحيح: 53، وشرح الكافية الشافية: 3/1254، والبحر المحيط: 2/387، 3/500، وزاد المعاد: 1/37، والمساعد: 470-471، وائتلاف النصرة: 62، ومعترك الأقران: 3/621، وهمع الهوامع: 3/189، والتأويل النحوي: 1/715.
[40] والمعنى: أن عود الخافض – عند العطف على الضمير- أمر لازم عند النحاة؛ ولكنه ليس بلازم عند ابن مالك؛ لأن عدم إعادته قد ورد مثبتًا في النظم وفي النثر معًا، الوارِدَيْنِ عن العرب؛ أي: إنه أمْرٌ تؤيده الأمثلة الصحيحة نظمًا ونثرًا، وتُثْبِتُ أن إعادته ليست باللازمة.
[41] لأنه لا يصح حلول أخيه محل رجل؛ إذ إن “رُبَّ” تختص بالدخول على النكرات، فلما جاز: رُبَّ رجلٍ وأخيه؛ دلَّ على أن حلول كل واحد من المعطوف والمعطوف عليه ليس شرطًا.
[42] هذا صدر بيت عجزه: (إذا ما رجَالٌ بالرِّجَالِ استقَّلتِ)، من شواهد سيبويه 1/ 244، على عطف “جارها” على “فتى”؛ والتقدير: أيُّ فتى هيجاء أنت، فجارها نكرة؛ لأن أيًّا إذا أضيفت إلى واحد لم يكن إلا نكرة؛ لأنه فرد الجنس.
[43] انظر الكتاب 1/ 244، وشرح الرماني 2/ 45، والخزانة 2/ 181.
[44] قال ابن هشام في “مغني اللبيب”: الْقَاعِدَة الثَّامِنَة: “كثيرًا مَا يُغْتَفر فِي الثواني مَا لاَ يُغْتَفر فِي الْأَوَائِل”
فَمن ذَلِك: “كُلُّ شَاةٍ وسخلتها بدرهم” و “وَأيُّ فَتًى هيجاء أَنْت وجارِها…”، وَ “رُبَّ رجلٍ وأخيه”، وَلَا يجوز كُلُّ سخلتها، وَلاَ أَيُّ جارها، وَلَا رُبَّ أَخِيه (1/908).
[45] شرح الكافية الشافية 1/62،63.
[46] شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح ص: 107.
[47] البحر المحيط 3/499.
[48] البحر المحيط 2/387.
[49] الدر المصون في علوم الكتاب المكنون 2/ 396.
[50] اقتضاء الصراط المستقيم – ص: 408.
[51] منهاج السنة النبوية 7/ 202.
[52] التفسير القيم “تفسير القرآن الكريم لابن القيم” ص: 302، وزاد المعاد في هدي خير العباد 1/ 37.
[53] تفسير الفخر الرازي: 5/171.
[54] ينظر: كتاب سيبويه: 1/278، 298، وشرح المفصل: 3/76، وشرح الكافية: 2/355-356.
[55] التوطئة: 262.
[56] ينظر: شرح الكافية: 2/358، وحاشية الصبان: 3/114.
[57] نزع الخافض في الدرس النحوي (ص: 344).