الثلاثاء , نوفمبر 4 2025
الرئيسية / جامعيون ومواهب / الطّلاق : فَجرٌ جَدِيد أَم غِيابُ الأمَل؟*

الطّلاق : فَجرٌ جَدِيد أَم غِيابُ الأمَل؟*

*الطّلاق : فَجرٌ جَدِيد أَم غِيابُ الأمَل؟*

بقلم الطالبة فاطمة شرارة 

إنّ المجتمع بطبيعته يتشكّل من أفراد، وكلّ فرد له دور في حياته الاجتماعية… ولكلّ إنسان أسرته وحياته الشخصية التي بدورها تضطلع بأموره وذاته لتحثّه على التأقلم مع بيئته، فالأسرة تتكون من أب وأم وأولاد وهذه كينونة الحياة…
فهل يتأثر المجتمع بتفكّك الأسرة؟

يعاني مجتمعنا الحالي العديد من حالات الطّلاق . والطّلاق هو انفصال الأم عن الأب أو العكس ليكون الضّحية هو الطّفل الّذي يعيش في هذه المرحلة حالة من الصّراع والضّياع والتشتّت ط…

فالطّلاق هو من أكثر التجارب القاسية التي قد يمر بها الأفراد. إنه ليس مجرد انفصال مادي بين شخصين، بل هو رحلة من الصّمت الانكسار، حيث تتداخل المشاعر المتضاربة من الحزن والغضب، الخيبة، والخذلان.قد يكون الإنفصال هو القرار النّهائي، لكن الآلام النّفسية تظل ترافق الأشخاص لمدة طويلة، حتى بعد مرور السنوات.

إنّ أسباب الطلاق عديدة وأهمّها الهاتف الذي قد يكون صلة وصل وطيدة لتفكيك الأسرة ، فالهاتف أصبح قرية إلكترونية بيد الصّغير والكبير.
كما أنّ سوء التّفاهم وغِياب التّواصل سبب من أسباب الطّلاق، كونهما يؤديان إلى انعدام الحوار وتراكم المشاكل وسوء الفهم وعدم البوح بما يواجهه كل طرف… فضلا عن العنف الأسري الذي يُفقد جوّ الأمان والطمأنينة ويولّد خوف و تجاهل.
كما أنّ الظّروف الاقتصادية أدت إلى زيادة حالات الانفصال، كالضّغوط المالية من بطالة وديون تولد توتّرًا هائلاً .
إضافة إلى تدخّل الأهل المستمر أو الأطراف الخارجية وعدم احترام الزّوج أو الزّوجة، حيث يحيل مباشرة إلى زعزعة العلاقة .
وهناك الكثير من الأسباب الأخرى التي تخلّ بالعلاقة الزوجية وتسبّب الطّلاق ، كما أنها تؤثّر بشكل مباشر في المجتمع ، فتربية الفرد في منزله تنعكس على المجتمع والبيئة لذلك يجب الحفاظ على الأسرة ، فالأطفال الّذين ينشَأون في بيئات غير مستقرّة قد يتأثرون نفسيًا، وقد تظهر آثار ذلك في سلوكيّاتهم وتفاعلاتهم الاجتماعية في المستقبل.

في المقابل، فإن الأسرة السليمة هي النّواة الأساسية لبناء مجتمع سليم ومتوازن، حيث يساهم الحفاظ على العلاقة الزّوجية القويّة والمبنية على الاحترام والتّفاهم في تربية جيل قادر على مواجهة التّحديات والتفاعل الإيجابي مع محيطه.

في نهاية المطاف يبقى الطلاق حدثًا مؤلمًا تتجاوز آثاره حدود الأفراد لتطال الأسرة والمجتمع بأسره. وبينما قد يكون أحيانًا ضرورة لإنهاء معاناة طويلة، فإن الوقاية منه تبدأ ببناء علاقة قائمة على التفاهم، والاحترام، والحوار الصادق. فالأسرة هي حجر الأساس لأي مجتمع، وحمايتها مسؤولية مشتركة. فهل نستثمر بما يكفي في مشاعرنا وتواصلنا لننقذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان؟