الجمعة , مايو 17 2024
الرئيسية / مقالات / لماذا لا يملأ أساتذة الجامعة اللبنانية الساحات وينصبون الخيم بعد اليوم؟!

لماذا لا يملأ أساتذة الجامعة اللبنانية الساحات وينصبون الخيم بعد اليوم؟!

بقلم أ د أنور الموسى

روي أن ثعلبا نصب ملكا على الطيور والفراخ.. واعتقد الجميع بأنه سيدافع عنهم، ويصون حقوقهم.. فناموا هانئين.. لكنهم في كل يوم كانوا يفاجأون بسرقة فراخهم وأولادهم! فاشتكوا إلى ملكهم الثعلب الذي طالب باجتماع طارئ لمجلس الثعالب! تداولوا في الأمر! واتفق معهم الثعلب الملك على أنه بدلا من سرقة الفراخ ليلا، يقدم له الآباء والأمهات الأبناء نهارا…!
احتج المتضررين في ما بينهم على القرار الجائر! وابلغوا ملكهم الرفض والاحتجاج…فوعدهم بدراسة الأمر.. إذ تفاجأوا بعد أسبوع بقرار جديد يدعوهم إلى تقديم بيضهم مع كمية الفراخ المعتادة يوميا! فاحتجوا مرة ثالثة بالسر من دون أن يواجهوا الملك! إلى أن أكل كل أبنائهم وصوب أسنانه نحوهم جميعا!

مناسبة كلامي السابق وصول أساتذة الجامعة اللبنانية مع السلطة إلى حائط مسدود، بعدما أعلنت أمام الرأي العام أن لا مساس بالراتب في وقت شفطت غالبية مكتسباتهم!
فالمنح بعثرت، وضرببة الدخل “ثلثت” (زيد عليها ثلاث درجات) ، وسن التقاعد “خمس” (بات ٢٥سنة خدمة..) ، والمعاشات قشرت، والمكتسبات طُفشت، وموازنة الجامعة بُلعت..! كل هذا في ظل الإضراب المفتوح الذي تجاوز أسبوعه الثالث!
وفي هذا الوقت، كان الأساتذة حضاريين جدا مع سلطة عرف العسكريون المتقاعدون جيدا سر تراجعها، حين هبوا هبة رجل واحد، وشاهدناهم على التلفاز يقتحمون السراي ويلعنون ويشتمون ويفضحون الفساد ويذكرون ويتوعدون.. حتى إني سمعت كلمة حذاء ومشتقاتها تتواتر في غير حديث لهم! وواكب ذلك عبارات من نوع: “طالعين ندعس ع رؤوس…!”
والنتيجة التي حصدها العسكريون التفاوض مع بو صعب وتراجع السلطة عن نهش حقوقهم! طبعا رصدي هنا ردات فعل العسكريين المتقاعدين الغاضبة لا أقصد منه إهانتهم، فهم أصحاب حق!
وفي أثناء ذلك، بقى الأساتذة في الجامعة اللبنانية متحضرين يرفعون راية السلام، والكلمة الطيبة.. مكتفبن بالإضراب المفتوح والجمعيات العمومية والظهور الخجول على الإعلام بسبب تحيزة عامة، ومواكبة تحركات الطلاب المتعاطفة ومناقشة الطلاب لتفهم الإضراب، إلخ!
لكن السؤال الذي يسأله عدد من الدكاترة الذين فوجئوا بنهش كبير لحقوقهم وإهانات مكررة.. ومحاولة إذلال واضح: لماذا عدم اللجوء إلى تصعيد شامل كما فعل العسكريون أو أقل بقليل؟ بمعنى آخر لماذا لا تنصب الخيم ويكون هناك احتجاج مركزي ساخط أمام السراي أو الوزارات المعنية بعد اليوم؟ وهل تسمع السلطة سوى الصرخة المدوية؟!
علما أن النفوس مهيأة للنزول ورفع الصوت عاليا في ساحات صون حقوق الجامعة اللبنانية والوطن!
وقديما قيل: ما حك جلدك إلا ظفرك!