الجمعة , مايو 17 2024
الرئيسية / علم نفس وادب اطفال / ابنة صيدون والطبيب أشمون!

ابنة صيدون والطبيب أشمون!

بقلم أ د. أنور الموسى

ابنة صيدون والطبيب أشمون!

كان يا ما كان.. في سالف العصر والأزمان.. أوان اكتشاف الحرف والأرجوان!
كان هناك ملك كبير، حسن الذكاء والتدبير.. اسمه صيدون القدير، ناشر الحرف والتعبير! رزقه الله ثلاث بنات، كن في الجمال آيات..! حماهن حتى الممات!
وفيما هو عليل، قبل الممات بقليل، جمعهن قرب السرير، ووزع عليهن “المصير”.. فقال: مملكتي بأيديكن “حرير”… لا تسلمنها لمارق حقير! وكن لمدينتكن كالسفير! دافعن عنها بكل ضمير! حاربن كل معتد شرير!
تبوأت العرش الكبرى عبير، تلتها الوسطى سهير، ثم الصغيرة بدير!
وبات من عرف تلك المدينة، أن تديرها أنثى خبيرة! فعم بالنسوة الإصلاح، ولاح فيهن الفلاح، وانصرف الناس إلى الكفاح..!
واكتشف الصباغ الأرجواني، وتباهت به الصبايا والأواني، صنع من مخلوق بحري لبناني، ذات جمال وأهداف، من حيوان “الموريكس” والأصداف! وبات يصبغ القطن والأكتاف! وتتباهي به الأرواح، وتعشقه الحوربة والملاح!
وصنعت الأواني الخزفية، وباتت فيها القلاع محمية، وصنع الزجاج الشفاف، والسفن ذات الأطراف..!
وفي ليلة مظلمة، حوصرت المدينة المقمرة، هاجمها شذاذ كالوحوش! فاغلقت أبوابها وأسوارها، وقاومت بكل قواها، حتى نفذت المونة والسهام.. وأصيبت الملكة بجروح من الإجرام، لكنها لم تسقط الأعلام!
اجتمعت الملكة مع شعبها وأعوانها، ورفضت الاستسلام لأعدائها… وقارعت نيتهم في الاغتصاب! وقذارتهم في الاغتراب!
علمت أن قرب نهر الأولي شبابا طبيبا، يدعي أشمون الحكيم، يتربع على مقعد حليم…
وصلت إليه مرهقة، من الدماء المحرقة.. يحملها الاعوان والخلان، وترفعها الأكف والأبدان… وكاد دمها الصافي، يصبغ النهر “الدافي”! وغدا في العطاء الكافي..!
قائد الحرس: أشمون أشمون.. افتح باب المعبد! الملكة تحتاج إليك يا مبعد!
أسرع أشمون في نجدة الملكة، طالبا إمهاله بضع دقائق جمع خلالها الأعشاب والمياه من المحيط، وقرأ حكمته على الخليط.. وقال للجمع المحيط: باسم رب الربيع، وجمال المدينة البديع، سنتغلب على المصاب الفظيع!
تعافت الملكة الجليلة، وأعدت الخطط البديلة، واحرقت السفن المغيرة…!
ولأول مرة في التاريخ، انتقل الملك المنصور، من الإناث إلى الذكور! إذ تزوجت الملكة أشمون المشهور! وهو الطبيب المسرور..!
أقيمت في صيدا الأفراح، وتباهت بمحاربتها الملاح! ورفع رأسه الفقير والفلاح.. بمدينة الصيد والملاح!