الجمعة , مايو 17 2024
الرئيسية / علم نفس وادب اطفال / “قدموسو” والأميرة “أورابا”!

“قدموسو” والأميرة “أورابا”!

بقلم أ د أنور الموسى

“قدموسو” والأميرة “أورابا”!

كان يا ما كان.. في قديم الزمان..
كان للأمير “قدموسو” أخت فائقة الجمال… يحبها حبا جما، ويسهر على حمايتها من الأشرار والأضرار! وكان والده ملك صور وصيدا جبتور يقول له دائما: لا تترك أختك أورابا وحيدة، فهي لا تزال طرية العود.. والأخ سند الفتاة!
في ذات يوم، استيقظت اورابا باكرا على أنغام العصافير وهمسات فراشات الربيع! قالت في نفسها: سوف أمشي بين الأزهار لأصل إلى عتبة شاطئ صور الأخاذ! يا له من بحر صاف تعشقه القلوب وتشكره الكائنات!
ما إن اقتربت أورابا من الشاطئ، من دون صحبة أخيها هذه المرة، حتى شعرت بإحساس غريب!
رباه، ما هذا..؟ ما لي أرى المرجان والزمرد والحرير؟ من هنا يا ترى؟
تقدمت من صخور لامعة كالذهب، إذ بسفينة فينيقية مصنوعة من أرز لبنان.. يا إلهي! ما هذا القصر المنحوت في مياه البحر؟ حقا، أأنا في الواقع ام الحلم؟
اقتربت رويدا رويدا من السفينة.. فبدأت تشم رائحة العطور! رباه، ما هذا؟..
وبينما كانت أورابا تتأمل المشاهد الفاتنة.. إذ بشاب غريب يربت على كتفها!
أصيبت بالذعر والاغماء. حملها هذا الشاب المسمى اسيو إلى السفينة.. وقادها إلى مكان مجهول!
بدأ قدموسو يبحث عن أخته.. فيما دخل ابوه الملك في مرض عضال وهو يقول: ابنتي، احضروا لي ابنتي!
بدأ قدموسو يتحرى.. فقادته التحقيقات إلى أن مملكة الجمدان هي التي تصنع السفن التي خطفت أخته..
جمع إخوته وابناء عمومته الذين رددوا وراءه القسم: والله، لن نعود إلا مع أورابا!
وفي تلك الأثناء استيقظت أورابا.. ووجدت أمامها الشاب جالسا تحت قدمها.. للوهلة الأولى ظنته كائنا غريبا عن البشر،لكنه بدأ يهدئ من روعها: لا تخافي، انا أمير هذه البلدان! لم اقصد اذيتك! لكني أعجبت بك لما رأيتك كالساحرة في شاطئ صور!
_كلا، كلامك مرفوض.. لقد خطفتني، اعدني إلى أبي ومدينتي صور!
… بدأ الشاب اسيو يتقرب منها: لك ما تشاءين، سوف اعيدك في أقرب وقت!
وفي هذه الأثناء بدأ اسيو يقدم لها الطعام والرعاية والاهتمام.. فخفق له قلبها.. وبعد مدة طلب يدها فوافقت شريطة أن تقام الأعراس في مسقط رأسها صور.. فوافق!
وصل قدموسو واقرباؤه إلى حيث يقيم اسيو.. وكاد يقع بين الفريقين النزال..
وصلت أورابا في الوقت المناسب: اخي قدموسو انا هنا بخير! هذا الشاب لا يريد لي المكروه.. هو حبيبي!
بات الفريقان في وفاق وانسجام. وكانت لحظة حمل قدموسو اخته مؤثرة..
بعد يومين، انطلقت سفن الفريقين لترسو في ميناء مملكة صور.. وهناك أقيمت الأعراس.. وتماثل الملك للشفاء…!
ومنذ ذاك الزمن.. لا تزال شواطئ صور تشع بالجمال والحب والأمان!