الأربعاء , أبريل 30 2025
الرئيسية / مقابلات وتحقيقات / تسبى وتباع وتهدى بالحروب: المرأة العربية في ميزان حقوقها

تسبى وتباع وتهدى بالحروب: المرأة العربية في ميزان حقوقها

تحقيق د. أنور الموسى

لا تزال تسبى وتباع وتهدى في قذارة حروب عبثية
المرأة العربية بين مطرقة التقاليد وسندان التهجير

نعيمة ز. لا تزال تتذكر مشاهد الاغتصاب الجماعي في حروب بلادها القذرة قبل تمكنها من الفرار، تقول: أية حقوق نالتها المرأة في ظل سبي واغتصاب وتهجير وقتل مجاني؟!ّ…
…زهرة زوجها أهلها صغيرة، لم يؤخذ برأيها قبل الزواج، تقول: فجأة، قالت لي أمي ستتزوجين، ووجدت نفسي زوجة مع رجل عجوز! فيما اختارت ندين شريك حياتها، وصارحته فوافق، في حين تتبوأ عبير مركزا مرموقا في شركة للاتصالات، وتدير قسما جله رجال، مع تنويه دائم من المسؤولين…وتردد: غالبية العربيات عريقات عفيفات قياسا بغيرهن، فربة المنزل تقود أمة، فكيف إن عملت خارجه؟! أما نعمات، فلم تجد عملا سوى عرض جسدها في الإعلانات والأزياء، لأنها كما تقول: تجذب جنسيا، وتتابع: وجدت هذه المهنة أفضل من عمل أخريات في الدعارة! 

نماذج تري حجم التناقض في وضع المرأة في المجتمعات العربية… ما يطرح الإشكالية الآتية: هل الحقوق المسلوبة تقتصر على النساء؟
ولمناسبة يوم المرأة العالمي، طرحت مجلة إشكاليات فكرية أسئلة على عينة من العرب، تحت شعار: معا نصنع تحقيقا…
ومن تلك الأسئلة:

*ماذا تعني لك المرأة في عيدها؟
*وهل لا تزال المرأة مهضومة الحقوق؟ وكيف…؟
وطلبت المجلة ممن يرغب في المشاركة، التعليق، لنشر التحقيق في المجلة المذكورة… مع ذكر الاسم الحقيقي لا المستعار…

*أين حقوقي؟
غالبية الآراء تؤكد أن حق المرأة مهدور… في ظلام الحروب العبثية أو التقاليد… فسميرة سعد، ترى أن المرأة بمجتمعها في طبقة دنيا، وهي ملك الرجل… حتى لو تعلمت، وتؤيدها انتصار عادل، فترى أن السلطة للرجل، فالفتاة تحت رحمته وهو يأمر بلا منطق… أما راغدة، فتسرد قصص نساء يعنفن، ويضربن أمام اولادهن… أو يعاملن بقسوة، أو يستغلهن ذوو النفوذ…
وتعيد مايا الضرب إلى القمع والسخرية وغياب العدالة الاجتماعية.. فرب العمل يقسو على الرجل والأخير يقسو على أسرته…

*المرأة رائدة
في مقابل الآراء السابقة، تؤكد ندى مازح أن المرأة تتمتع بالحرية، وهي حين تتعلم تتغلب على العبودية… وتسأل: ألم يضرب الرجل من زوجته أحيانا…؟!
تؤيدها عبير علي الرأي: انظر حولك، أليست المرأة رائدة في الكثير من الوظائف والميادين والجامعات؟ وتعدد: منا المدرسة والام والزوجة والعالمة…؟ فلم تشعر المرأة أحيانا كثيرة بالدونية؟ تردف: إنها الأقوى ان شغلت تفكيرها؟
وتطالب عطاف رشيد بسن قوانين تسعف المراة وتزيد مشاركتها في الحياة العامة كي تتولي الأمور في الشأن العام…
أما نسرين علي فتطالب باعطاء جنسية المرأة لابنها…وتقول: لم يمنح الأب اسمه لزوجته؟

رأي معتدل ومتطرف
في مقابل الآراء السابقة، نعثر على رأي معتدل يرى أصحابه ان الأمر نسبي… فجورج مخايل يؤكد أن الظلم قد يقع عربيا على الرجل وعلى المرأة… فيما يطالب عامر مصري باستعادة حق الرجل… لأن النساء ينافسن الرجل على كل شيء في العمل والترقي.. ويأخذن طريق الرجل في الوظيفة.. فيما تردد ميسون عطية: التعالي من الرجال يجعلهم ذوي سلطة وقسوة في تعاملهم مع النساء…
أما رائدة حسن، فتلقي اللوم على الفتاة التي تسترخص نفسها، وتسهب في الكلام على أثر التكنولوجيا في سلوك النساء، وتسرد: هناك امراة تركت زوجها واولادها لتلحق غريزتها حين تعرف عليها رجل عبر الفابسبوك!

تشعب الآراء…

* جود منصور
تقول جود: المرأة هي اﻷم، واﻷخت، والزوجة، والابنة.
المرأة هي نصف المجتمع والنصف اﻵخر ربته امرأة…

*علي عبد الرحمن

يقول علي: كل الاحترام والتقدير للمرأه في عيدها، خصوصا الفلسطينية التي ربت، وأنجبت جيل الانتفاضة والمقاومين الابطال…

* كوثر محمد علي

تقول كوثر: المرأة هي إنسان بالدرجة الأولى، هي تلك الابنة والأخت والزوجة والأم والجدة…
هي تلك الشجرة التي تعطي الظل أينما حلت، في عائلتها أو مجتمعها، هي نصف المجتمع، هي المقاومة المتحملة كل عثرات زمانها…
ولكن ليس أية مرأة بغض النظر عن بعض الشواذ،
ولكن ما يؤسف في الأمر أنه ما زالت بعض المجتمعات متخلفة، تنظر إليها نظرة استهزاء وسخرية، وتقلل من قيمتها، ولا تعطها كل حقوقها، بل لا تعطيعا شيئا من حقوقها، أو أقل حق يجب أن تمتلكه، فتحرمها مثلا من إعطاء الجنسية لاولادها كما الحال-للاسف- في وطننا الحبيب لبنان…

*رجاء ضو باز

تقول رجاء: المرأة في عيدها يجب ان تتخفز من أجل الأفضل والعمل لنهضة ذاتية، تخلق منها كائنا فعالا يتطور مع الأحداث، وللاسف الشديد المرأة ما زالت تحت وطأة الخوف والمجتمع والجهل وعدم الثقة بالنفس، ما زالت تعاني من التعنيف الجسدي والنفسي والمعنوي. ومرارا هي تستهين بنفسها وبقدراتها، وتترك ذاتها تهوي في قعر الياس والاحباط..
هي الثورة الذاتية فقط وثقافتها وفكرها المتطور حبل النجاة لتبدأ خطوة الألف الميل..

* أبو بلال

يقول أبو بلال: المرأة هي الحياة وهي الأمل…
وعلى كاهلها يبنى مستقبل أي شعب…لأنها ضمان الأسرة وصمام أمانها، إن صلحت بنت وأثمر البناء،
وإن طلحت ضاعت وضاعت معها أجيال…
اما بالنسبة إلى الحقوق فأين حق الانسان بشكل عام؟ يجيب: انه مهضوم ومسلوب…
ويتابع: عندما يسود السلام ويعم الأمان، عند ذلك نتحدث عن ظلم المرأة او أخذها حقها كما وصى به نبينا محمد عليه السلام…
لها الامن لها السلام لها المحبة لها الاحترام أما كانت أو أختا أو زوجة أو عمة أو خالة..

*إيلي أنطون

يقول: المرأة ببساطة هي إنسان ينبغي أن تحترم إنسانيته، من خلال الاعتراف بأنه مساو للرجل في الحقوق والواجبات، وتجسيد ذلك في القوانين والنصوص، وينبغي السعي الى ذلك بدءا من المرأة ذاتها ، لأنها مظلومة تاريخيا، ظلمتها بعض الأديان والمجتمع الذكوري، والرجل، وهي نفسها. لذلك لا بد لها من الانتفاض على جلاديها عبر الوعي أولا .
*ميراي مودي

تقول: الأهم ان تكرس قوانين وضعية تحمي المرأة وتضمن أن تكون هي الحاضنه لأطفالها بكل الأحوال..
*فاطمة قبيسي
تقول:
المرأة هي الوطن، عندما خلق الله آدم خلق له حواء لتكون وطنه و عالمه.
فتستغرب أفعال الذكر احيانا! حين يمسك السلاح ليقاتل العدو وعلى يساره خنجر يهدد به زوجته!أليست المرأة هي الكرامة؟
ولكن هل الرجل هو السبب الكامن وراء عدم تمتع بعض النساء بحقوقهن؟ ولماذا بعض النساء اتكاليات وغبيات؟
تضيف: إن النساء في وطني هن السبب الرئيس وراء عدم تمتعهن بحقوقهن، ذلك يعود إلى أن هناك بعض النساء يربين أطفالهن على العادات والتقاليد التي تمنع المرأة من التمتع بحقوقها.وفي المقابل نجدهن على نزاع دائم مع الرجل… ما هو سبب هذه المقارنة و هذه العلاقة الجدلية التي تنتفض المرأة لاجلها عبر العصور؟ان النساء يتزوجن لكي ينتقمن لأسلافهن، يتعلمن لكي ينتصر نعلى الرجل، لماذا كل هذا القتال والتنافس غير المبرر؟!
لو اقتنعت النساء بأنهن الأفضل لما رأيتهن على شاشات التلفزة يهاجمن الرجل الذي تربى على يد امرأة!
الرجل يعامل المرأة، كما عامل والده أمه، و يعاملها بقسوة و يقتلها باسم الدين و الشرف.
ما هو المعنى الحقيقي للشرف؟ ولماذا لا نحاسب الرجل على أخلاقه وقيمه و شرفه، كما نحاسب المرأة؟
أقول للمرأة في عيدها: أنت المجتمع كله، والعقل كله، لا تدعيهم يحطمون أواني الاخلاق على جسدك،لأنك طبيعة متنقلة..وروحك الجمال والطيبة والأنوثة..

*ليلى سيد
تقول:
هو يوم تواجه فيه المرأه..امرأه متمارضه داخلها…
نهضة من سبات المازوخيه…
حرب على أوجاعها دون مسكنات…
هو يوم.. تحاول به المسترجلة قسرا”.. نفض انثاها..
هو يوم رفض الخنوع للظلم…للاستبداد السلطوي بكل أشكال عنفه…
هو يوم نهضة…من جهل جمعي يساكن..كل امرأه مهمشه.. معنفة.. ساكته خوفا” وقهرا”…وغالبا” باتت هي ذاتها.. عدوة نفسها…
هو يوم تقول به “لا” لرجل يطمسها بتطرفه.. بحجة الدين..وبرفقة أحاديث جعلت منه فرعونا”ذكوريا يحكم بالقوه والظلم…
وهو يوم تقول به “شكرا” للرجل.. الرجل.. الذي عرف قدرها ووفاها حقها وصادق عقلها وقلبها وروحها…?

*مروان إبراهيم
يقول:
بكل بساطة – قبل المناداة بحقوق المراة وجب المطالبة بحقوق الإنسان، ومن لا يحترم حق الإنسان كيف له أن يحترم حق الشيخوخة أو الطفولة أو المرأة او—الوطن-الإنسان والانسانية؟ احترامها هو احترام للجميع.

*رنا ضاهر

تقول رنا: كل يوم لا تظلم فيه المرأة هو عيد … وحقوقها أمر بديهي وليست منّة من الرجل…

*مي شحيمي
تقول:
ما زال مجتمعنا ينظر إلى المرأة على أنها كائن ضعيف ويستهزئ بقدراتها على الرغم من أنها وبأرادته جل جلاله تنجب وتتحمل الاما يعجز عن تحملها أي كائن أخر..أصبحت تنافس الرجال في ساحات العمل ..فهي التي تستيقظ صباحا مسرعة تاركة سريرها الدافئ لتجهيز أولادها متوجهة الى عملها وتعود منتصف النهار لتتولى أعمال المنزل… تحادث أطفالها ..تعمل على تدريسهم ..عند المساء تنتظر زوجها وتتظاهر بأنها قوية مع أنها خائرة القوى..هذا نموذج مختصر عنها ..أخبروني لم صفة ضعيفة ملتصقة في عقولكم؟..
تصدرون عليها حكما بأن عقلها ناقص فقط، لأن قلبها ينبض حبا..ولكنها تملك عقلا ينير دروب أجيال وأجيال.. احترمها ..شجعها ..أهتم بها ..أعطها حق أبداء الرأي ..معا تبنيا الإنسان…!

فرح غزال

تقول: المرأة هي الحب.. هي الجمال.. هي الوطن.. والكمال.. المرأة روح صافية من تشوهات كلام المجتمع عليها.. فهي الأمان.. وهي السند.. وهي العظمة والقوة والقدوة لكل رجل ناجح.. هي الدعم والمستقبل لأجيال واعدة بغد أفضل.. المرأة كنز وطهارة.. وبحبها تضوي أصابعها العشرة أمل وإنارة.. المرأة قوة و صلابة.. عقل وإرادة.. قلب وحب وعطف وشجاعة.. بها كبرياء يهز الكون.. وفي غموض عينيها أسرار كثيرة…. وفي الحنان.. تكون أنثى بكل ما للكلمة من معنى..!

باختصار هي مرآة شفافة..
لا يهم إن كانت تخفي الكثير داخلها.. هذا لأنها سر ذاتها وجبروتها..
المرأة في بكائها قوية، وفي ضعفها قوية، وفي الشجاعة والدفاع عن حقها أقوى بكثير..
المرأة هي الدين و نصف الرجل..
وباختصار هي الحياة..!

وباتت المرأة اليوم بمستوى أهمية الرجل وربما أهم في أمور كثيرة.. من عمل وتدبير وتنظيم و غيره..
نعم لم تأخذ كامل حقوقها بعد.. لكنها باتت أفضل بكثير من العصور السابقة.. فكانت مهدورة الحق تماما.. و ستظل تسعى حتى تنال كل ما تريد.. فالنساء لا يستسلمن بسهولة…!