الأربعاء , أبريل 30 2025
الرئيسية / ابحاث ودراسات عليا / بين الفراهيدي والشاعر العراقي عبد الله عباس خضير

بين الفراهيدي والشاعر العراقي عبد الله عباس خضير

بقلم الأستاذ النّاقد عبد الهادي الزّعر / *

—————————————————————
الشّاعرالبصري ّ عبد الله عبّاس خضيّر
—————————————————
من سيرة البحر :
لا تركبى البحر وأمواجه – – – إن كنت من ثورته خائفه
فالبحر لايضمن ركابه – – – إذا دهت ركابه عاصفه
فكيف بالقلب وقد أصبحت – -حروفه من حبهم نازفه
فقرري من قبل أن تقدمي – – لا تقفي مذهولة راجفه
لاوقت قوليها ولا تحجمي – -إن خفت يوما إنني اّسفه

يقال عن النسيب فى تراثنا الزاخر بأنه غزل عفيف ومن طرف اّّخر فهو تشبب وعشق جامح ولو انهما مختلفان قليلا في المعنى .
وقد يكون التّناص نصا ًمكثّفا ًيأخذه الشّاعر الواثق من نفسه أخذ مستغن ٍعنه لا أخذ فقير ٍإليه على حد ّتعبير ابن المعتز ّولهذا بنى مقطوعته على روي ّ مائز وبحر راقص .
يبدو أن شاعرنا لايفارق مرتع صبواته وأحلام شبابه ولا يحيد عنهما البتة ! ولهذا رسم لوحاته العاطفية بخطى وئيدة- – – خطى الواثق من نفسه ، لا يكاد يستكين على منجز ما ؛ حتى يتحول لاّخر أجمل منه وهذا ديدن الموهوبين .

أعزو تنوعه المتفرد ذاك الى ( ذاته ) التى لاتعرف القنوط والاستكانة فقد عودها أن تركب الاصعب دائما ًفهو على علم مسبق بأن بيدره ممتليء عن اّخره – – شعرا ًوقريضا ًولكن طموحه لايحد ّ.

لمست منه أنه ذات طبع شفيف قد (( يجلدها )) أحيانا بدفقات بوح دافئة ، وكلما أحس ّمنها ركودا ًأو خدرا ًأمطرها بوابل من البديع والجناس وحثّها بنفثات من بلاغة وبيان اّملا ًأن يجد بين ثناياها بلسما ًشافيا ًلذلك اللغز المحيّر الذى لازمه كظلّه منذ مطلع شبابه ولحد الساعة ألا وهو الشعر …
فالشّعر همّه وشجونه وحين يلمس منها تباطؤا ً عن الاجابة يحاول أن يجد له مرفأ يتكأ فيه لالتقاط أنفاسه ليعاود الكرّة مرّة أخرى .

خطاباته التى أطلعت عليها هى صور ذاته المحلقة دائما فى سماوات الجمال المتناهي – – – كأنه يقول لقارئه :
لا تبتئس ولا يعترِك َالكدر فما زال الفراهيدي ّ حيا ًها هو يتخذ مسجد البصرة مدرسةً له يحيط به طلابه ومريدوه ! وما زلت أنا عبد الله بن عباس أحد تابعيه ولكن بعصرنة وحداثية

رق الشباب فاغرانى وأغراها – – – وأنبت الحب فى دنياى دنياها
حسناء أعرفها من قبل رؤيتها – – – قد أرسلت طيفها نحوى لألقاها
ورحت أبحث عنها وهى ماثلة – – فى غور قلبى وفى الاحداق سكناها
حتى ألتقيت بها ماكنت أنكرها – – -قالت أحبك قبل النطق — عيناها

لافض فوك دمت منهل أبداع .
مع حبّي ومودّتي .

—————————-
* في كتابه النّقدي ّالذي سيصدر قريبا ً .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.