الخميس , مايو 2 2024
الرئيسية / ابحاث ودراسات عليا / بحث في المثلية والتربية الجنسية

بحث في المثلية والتربية الجنسية

بقلم د رلى فرحات

خذ نفسا عميقا وفكر مليا بما يجري من حولك في العالم.
وأنظر وتخايل ما هي الخطوة القادمة وأين سيكون أطفالنا!!!
لا أخيفك بل أظهر لك الحقيقة كما هي:
إنتبه لطفلك ولا تغض النظر، المخاوف كبيرة والأخطار أكبر (تحرش جنسي & مثلية جنسية، شذوذ على أنواعه وما خفي أعظم)
لا حياء في العلم والدين، فالتربية واجب قانوني وإجتماعي وديني. والتربية ليست فقط احترام الكبير والحنو على الصغير، والأخلاق والتعامل الحسن. لا تقتصر على حب الوطن وحب الطبيعة والحفاظ على البيئة. التربية هي الحفاط على الجسد وعلى كيان الشخص واحترامه لهذا الجسد وتقديره والتعامل معه بأخلاق، ما قصدته هو التربية الجنسية، كل حسب عمره وادراكه وبدون استخدام أي من الألفاظ الفاضحة او الخادشة للحياء… ليكون لدينا طفل عارف فاهم يستطيع أن يدافع عن نفسه على الأقل بكسر حاجز الصمت والكلام، والشكوى، وكم من حالة لكنا قد استطعنا تداركها والحد من تدهورها لو كنا فقط قد مكّنا أطفالنا من الكلام!!!
انتبه لكل حركة ولكل تصرف، خذ الأمور على محمل الجد، لا تستهن بأي ملاحظة وبأي سلوك!!
أطلب الإستشارة والمساعدة.
غدا لا ينفع الندم!!
مسؤوليتك كأب ومسؤوليتك كأم تتخطى حدود المأكل والمشرب والملبس وحتى التعليم….
هذه الأمور كلها تصبح ثانوية وبدون أي قيمة حين ترى ولدك منسحب على ذاته ويسلك مسلكيات لا تمت للمنطق بصلة وتكسر قوانين الطبيعة التي خلقها الله ووضعها منذ آلاف السنين وإن فسرها بما فسرها العلماء من نظريات لنشأة الكون وتشكل الكواكب والمحيطات والبراكين والنجوم والنيازك وغيرها، فالتعداد يطول….
كلها لا تنفي وجود الخالق سبحانه وتعالى بل كلها تصب في خانة تمجيده وتعظيمه سبحانه الله أحسن الخالقين..
القادم خطير وإن لم تتداركوه سيقع ما ليس بالحسبان والذي لا يخطر حتى بأذهانكم. تظنون أنّه بعيد، بل هو قريب وقريب جدا
انتبهوا أيها الآباء إلى ماذا يدور حولكم، صادقوا أولادكم، اجلسوا معهم، استمعوا اليهم، تحدثوا معهم، اعرفوا أخبارهم وقصصهم وأنتم اقرؤوا ما بين السطور…علموهم واشرحوا لهم عن خلق الله (من كل كائن حي زوج الذكر والأنثى) وربوهم على قاعدة لا تكن لينا فتُعصر أو قاسيًا فتُكسر. قووهم وعززوا ثقتهم بأنفسهم حتى يفاخروا بجنسهم ويحترموا الجنس الآخر.
مسؤولية إنشاء طفل سوي هي مسؤوليتك أيها الأب وليست حكرا على الأم. وأنت سيدتي الأم، طفلك ليس دمية تحركينها كما شئتي بل هو يعيش وسط غابة من الوحوش الالكترونية والاعلانية والبشرية. إن لم تكوني كالملاك الحارس وتقومي بدورك بدقة عالية وكما يقتضيه هذا الزمن… تخسرينه!!!
أيها الإنسان لا تثق بأي شخص قريب كان أو بعيد، الكل مسؤول والكل له نواياه، ويتحرك وفق غرائزه وميوله أو أخلاقه وتربيته، وا أكثر المغريات في هذا الزمن.!!
لا أريد أن أخيفكم بل حقيقة ما أردته هو أن أوقظ فيكم جانبا عاطفيا سواء أكان لينا أو قاسيا… وأن أريكم نتيجة غض النظر والتهاون بما يجري… النتيجة واحدة:
الندم حيث لا ينفع حينها كلمة: ياريت سألت وياريت تكلمت وليتني سمعت وأخذت التوعية على محمل الجد!!!!
ليس عيبا أن لا تعرف، العار هو أن تغض الطرف وتتجاهل ولا تسأل، وهذا يٌثبت عليك تهمة الإهمال والتقاعص بتربية طفلك أكثر فأكثر…

ما معنى مثليّة؟
الإنجذاب العاطفي من قبل شخص لشخص آخر من نفس الجنس، أي الذكر للذكر والأنثى للأنثى. إن المثلية الجنسية (بالإنجليزية: Homosexuality) هي أحد أشكال الشذوذ الجنسي والانجذاب الجنسي الخاطئ الذي يتضمن وجود المشاعر الرومانسية لأفراد من نفس الجنس والرغبة بإقامة علاقة معهم سواء كانت عاطفيّة أو جسديّة. وتُعتبر المثلية هويّة يشعر بها ذاك الإنسان بناءً على هذه الميول والتصرفات المصاحبة لها، بالإضافة إلى شعوره بالإنتماء إلى جماعة تُشاركه تلك الميول والرغبات والّتي بالطبع هي عكس المسار الطبيعي والمنطقي للإنسان السوي.
تميل معظم الأبحاث إلى الدمج بين العوامل الوراثية أو البيلوجية والعوامل الاجتماعية أو البيئية كمحاولة لتفسير هذه الظاهرة. وهنالك من يقول أن المثلية الجنسية هي حالة طبيعية ولا حاجة لتفسيرها والبحث عن اسباب لها. بل أنهم يذهبون أبعد من ذلك فيقولون بأنّه في العلم والطب لا يُعْتَبَر التوجه الجنسي اختياراً، وإنما تفاعلاً معقداً لعوامل بيولوجية وبيئية. ورغم وجود اعتقاد شائع بأنَّ السلوك المثلي هو شذوذ أو اختلال، فقد أظهرت الأبحاث أنَّ المثلية الجنسية هي إحدى التنوعات الطبيعية في الميول الجنسية الإنسانية. وأنها بذاتها لا تشكل مصدراً للمؤثرات النفسية السلبية على الفرد المثلي. ولقد لوحظ ووُثِّق السلوك الجنسي المثلي أيضاً لدى أنواع مختلفة من الحيوانات.
إنّ ملاحظة السلوك المثلي في حيوانات غير الإنسان قد تُستعمل بنفس الوقت كحجة تعارض أو تدعم تقبل المثلية الجنسية في الإنسان، وكثيراً ما استُعمِلت كحجة لدحض ادعاء أن المثلية الجنسية «مخالفة للطبيعة».
. كذلك هناك بعض الادعاءات بأن الأشخاص الذين يعانون من شذوذ جنسي لديهم جين يحدد لهم هذا التوجه الجنسي الشاذ، ولكن إن وجود هذا الجين هو أمر غير موثق وغير مثبت علمياً إلى الآن.
وهنا تكمن الخطورة الكبيرة في استخدام التسميات والمسميات في وصف الشذوذ بالأمر الطبيعي والموثق (وهمًا) علميًّا وطبيّا. ليس هذا فحسب، بل لقد تبنت الجمعية الأمريكية للطب النفسي هذا المصطلح الشاذ فقوننته وشرعنته في دليلها بنسخته الخامسة الصادرة عام 2015 وهي التي كانت قد اعتبرت سابقا المثلية الجنسية مرضًا نفسيًا. لكنها عادت وأزالته من قائمة الأمراض النفسيّة بدون اتباع البروتكول النظامي لتغيير تصنيفات الأمراض والاضطرابات والذي يتضمن تقديم مئات بل آلآف الأبحاث من علماء مختصّين في المجال النفسي من كل العالم، مُظهرين الحجج والبراهين الخاضعة للفرضيات وللدراسات العديدة والمتعمقة والقائمة على معايير صارمة.
تطور مسمّى المثليّة الجنسيّة بين اول نسخة من الدليل للصحة النفسي DSM I وآخر نسخة (حتى الان) عام 2013 DSM V
5
4
3
2
1

تنوّع جنسي طبيعي. (دون سند بحثي علمي، بل بالتصويت)
المثلية غير المنسجمة مع الأنا
اضطراب التوجّه الجنسي
اضطراب عقلي من اضطرابات الشذوذ الجنسي
المثلية الجنسية

للأسف لقد خضعت الجمعية الأمريكيّة إلى الخطة العالميّة الممنهجة في إطلاق المثلية بقوة بل كانت شريك بإعطائهم الصك الشرعي لوجودهم فبدؤوا النشطاء المثليين والمثليات بالتظاهر وانطلقوا يدعون إلى المثلية ويصورنها للجيل الصاعد من أطفال ومراهقين ومراهقات بأنّ الجندريّة حق مكتسب لهم وعليهم بالمطالبة به وبالمجاهرة بمثليتهم. كذلك هم يعتقدون أن النظريات النفسية هي مساهم رئيسي في الوصمة الاجتماعية المناهضة للمثليين جنسياً، وقد قاموا بتعطيل الاجتماعات السنوية لجمعية علم النفس الأمريكية لعام 1970 و1971.
إنّ موضوع المثلية في العالم العربي محظور وشبه محّرم، تتردّد وسائل الإعلام بتناوله ومناقشته بموضوعيّة وبخانة علميّة هادفة. أمّأ السينيما والتلفزيون فلا تقرب من هذا الموضوع ولا تتجرأ حتى على بث قصة تُحاكي الواقع الحقيقي فتشرح الأسباب والدوافع وتُشير إلى الأهداف!!! كذلك هم رجال الدّين يستنكرونه ويعتبرونه خطيئة، والندرة منهم من يأخذ على عاتقه نهج التوعيّة على المنابر وفي المجالس. أمّا في المدارس فهو أمر شبه معدوم إلّا ما ندر، بل للأسف هنا بعض البلاد العربية ومنها الأردن ولبنان وغيرها قد تعرضت مدارسها الحكومية إلى حيل ناعمة لإدخال التعاليم المثلية في المنهج التربوي المخصص للأطفال في سنواتهم الدراسيّة الأولى، حيث تنص إحدى الصفحا حرفيًّا:
البعض يُخلق ذكور والبعض يُخلق إناث، والبعض يُخلق لا هذا ولا ذاك والبعض الآخر يُخلق الإثنين معًا!!!!
من ناحية ثانية فالحكومات في العالم العربي غالباً ينفون وجود المثلية في كنفهم بل يتجاهلونها، أو يعتبرونها خياراً شاذا ومنحرفاً ودلالة على اضطراب نفسي مرضي يستحق العلاج. كذلك الشعوب العربيّة بأغلبها تنكر المثليّة وتتنصل منها وتسعى العائلات التي تضم بين أعضائها (مثلي) إلى عرضه على المعالج النفسي المختص ليُشخص حالته ويُتابعه ليعود إنسانًا سويًّا…
أمّا في العالم الغربي، فمنظمات حقوق الإنسان لا تعتبر المثلية الجنسية مرضا بل تنوع طبيعي جداً وتُشير إلى أنّها موجودة في تاريخ البشرية منذ القدم.
إنَّ نسبة تقبل الميول المثلية قليلة في الدول الآسيوية والأفريقية، بينما النّسبة عالية في أوروبا، وأستراليا والأمريكيتين في العقود الأخيرة، وازداد تقبل المثلية الجنسية في المجتمع الغربي. إنّ نسبة المثليّة عالية في كلٍّ من الولايات المتحدة وبريطانيا. وهناك دول شرّعت زواج المثليين من بعضهم البعض ضمن إطار قانوني ومنحتهم حق تبني الأولاد إذا كان الزوجين ذكرين والاستعانة بالنّضف (الحيوانات المنوية) من بنكٍ يحمل اسمها أوعبر بعض المتبرّعين لتتم عملية الحمل في حال كان الزوجين أنثيين!!!
وهنا السؤال الكبير: كيف لطفل أن ينشأ في أسرة قطبيها ذكرين أو أنثيين؟!!! كيف له أن يُميّز الخلق الطبيعي من زوجين ذكرين أوأنثيين؟! وكيف له أن يستوعب عمليّة التكاثر؟! وكيف وكيف والأسئلة تطول…
والسؤال الأكبر: هل نحن فعلا أمام تنفيذ مشروع “المليار الذهبي”؟! حيث الهدف هو القضاء على 6 مليار إنسان والإبقاء على مليار واحد فقط، وذلك من خلال الحروب وإنتشار الأوبئة والأمراض والمجاعات.. وبالطبع تعزيز المثليّة التي تقضي رويدًا رويدًا على الطبيعة البشريّة الصحيحة وتنتهك كل القوانين المجتمعيّة والتربويّة والنفسيّة وترمي بالقيم الأخلاقيّة والدينيّة في القعر، فيتحرر هذا الجيل من القيود التي تضبط أصول التربيّة ومفاهيم التنشئة لنكون أمام جيلًا فاسداً معدمًا يتحرك كالآلات أو من الممكن ن يحل محله الرجل الآلي ولِما لا؟!! الذكاء الاصطناعي يُهدّد أبوابنا وأرزاقنا، وليس من آذان تُصغي أو أفواه تتكلم!!
أسباب المثليّة الجنسيّة:
إنّ أسباب المثلية الجنسية عديدة وتتوزع بين البيولوجية – الهرمونية، والإجتماعيّة – التربويّة، والنفسيّة – العاطفيّة.
الأسباب البيولوجيّة – الهرمونيّة:
هناك بعض الإدعاءات بأن الأشخاص الذين يعانون من الشذوذ الجنسي لديهم جين (Gene) (يحدد لهم هذا التوجه الجنسي الشاذ على حسب قولهم)، ولكن إن وجود هذا الجين هو أمر غير موثّق وغير مثبت علمياً إلى الآن.
وإن كان الكثيرون مِنْ مَنْ يرغبون بنشر ظاهرة المثليّة تحت غطاء الطب والعلم ونوع الخلق فينشرون ما مفاده أنّه بعد إجراء الأبحاث على تأثير الغدد الصماء والهرمونات على الحالة الجنسية، ثبت علمياً أنه خلال الحياة الجنينية بين الشهرين الرابع والسابع أن الوطاء- تحت المهاد- (The Hypothalamus) يتكون حسب الجنس المحدد جينياً وحسب نسبة الأندروجينات، فنقص الأندروجين في الجنين الذكري يؤدي مثلاً إلى تأنيث دماغ الجنين في المرحلة المذكورة، وزيادة الأندروجين في الجنين الأنثوي يؤدي إلى ذكورة الجنين، ولاحقاً إلى الجنسوية المثلية. وهذا الأمر فيه الكثير من المغالطات البيولوجيّة العلميّة ونسبة المولودين بخلل بيولوجي يُؤدي إلى المثليّة ضئيلة جداً لا تتعدّى الواحد في المئة من عدد سكان الكرة الأرضيّة.

الأسباب الإجتماعيّة والتربويّة والنّفسيّة:
إنّ للتريبة دوراً أساسياً في خلق المثلية الجنسية، وفي تطويرها أو تخفيفها أو إلغائها. وذلك يتمثّل في دور الأهل في تنمية هذه الظاهرة أو في الحدّ منها. إنّ المشاكل الكثيرة الموجودة في التركيبة العائلية والأسريّة وطريقة تعامل الأهل فيما بينهم ومع أولادهم وأسلوب تربيتهم وتنشئتهم، وغدق العاطفة أو الإجحاف فيها والعنف المعنوي واللّفظي والجسدي، بالإضافة الى إهمال الأهل لأولادهم خاصّة في ظل زمن التطور والتكنولوجيا وموضة وسائل التّواصل الإجتماعي والنّرجيلة والسّهرات الزائفة العامرة بكل شيء إلّا الوعي والثقافة والفكر… كل هذا وأكثر كالكبت، والقسوة، والّسلطة الوالديّة المبالغ بها أو نقصها وفقدانها كلها أسباب قد تولّد الشذوذ وتُؤثّر في التربيّة وتنعكس سلباً في البيئة الإجتماعيّة وتُنتج مشاكل نفسية تكون إحدى نتائجها المثليّة الجنسيّة.
من ناحية ثانيّة، هناك أهل يُنجبون طفلًا من جنس ما وهم يرغبون بطفل من جنس آخر فيتعاملون مع المولود على هذا الأساس، فيُلبسون الذكر ملابس أنثى وبالعكس، وهذا ما يساعد في تنمية هذه الظاهرة في نفس الطفل ويكبر وهوي ضمن هالة هذا التأثير التربوي الخاطئ والتصرّف الأبوي الطائش والأناني والغير مسؤول..
وبالعودة إلى الأب الرّوحي لعلم النفس البروفسير سيجموند فرويد، لا يسعنا إلّا أنّ نُشير إلى العامل الأبرز في خلق ظاهرة المثلية لدى الأطفال وفي تطويرها، إذ يرتبط إرتباطًا مباشر “بعقدة أوديب” أو “عقدة الكترا”، حيث تبدأ الفتاة البالغة من العمر 6-3 سنوات بالإنجذاب الى أبيها، فيما يبدأ الولد بالإنجذاب الى أمه” بعكس التماهي الصّحي السّوي حيث على الطفل أنّ يتماهى بأبيه إذا كان ذكرًا وبأمّه إذا كان أنثى.
عوامل إضافيّة مساهمة في تفشّي ظاهرة المثليّة:
وسائل الاعلام ومواقع التّواصل الإجتماعي:
ساهمت وسائل الإعلام المتنوعة والعالميّة وكذلك إنتشار الفيديوهات على صفحات وسائل التّواصل الإجتماعي في تعزيز قناعات بعض الأشخاص بأنّهم ولدوا شاذين وينجذبون عاطفياً إلى شخص من نفس جنسهم فيعشقونه ويرغبون به. وممّا يزيد في اقتناعهم أكثر فأكثر بهذا الأمر تأكيد وسائل الإعلام من خلال برامجها الممنهجة والمنظّمة أنّ الشذوذ يرتبط بالهورمونات، وإيجاد تحليلاً علمياً ومنطقياً لها. بالرغم (وكما ذكرنا سابقًا) أنّ العلماء والباحثين والأطباء قد رفضوا هذه الفرضيّة وأكدوا بدورهم عدم توصلهم لأيّ علاقة بين خلل الهورمونات والشذوذ الجنسي وهذا يقينٌ حتّى الّلحظة.
خبرات وتجارب الماضي القاسيّة في مرحلتي الطّفولة والمراهقة:
حين يعيش الطفل تجارب مُخيفة ويختبر القلق والتوتر والألم الجسدي والرّوحي نتيجة تعرضه للتحرش الجنسي أو الإغتصاب المتكرر، وحين لا يجد من يُدافع عنه ويحميه بل يلقى تعنيفًا وتأنيبًا من الأهل والمحيط، ويُصبح عرضة لشتّى أنواع التنمر والتّجريح والخذلان سواء تكلّم وشكى أو خاف وصمت … كلّها أمور تنمو على شكل عقدة تظهر لاحقاً من خلال تصرفات الطفل الشاذة.
الوضع المجتمعي:
إنّ الوضع المجتمعي المبني على الفصل الخاطئ بين الجنسين والقائم على منع الإختلاط ضمن الأسرة الواحدة وفي المدرسة وخلال الأنشطة الإجتماعيّة والتطوعيّة، بالإضافة إلى عامل الترهيب والتخويف من الجنس الآخر، بدل أن يكون هناك التربيّة الصّحيحة والتوعيّة وتمكين الذّات وتعزيز الثّقة بالنّفس… كلّها أمور تدفع بالمراهق إلى إختبار السلوكيات الجنسيّة الجانحة ومن ثمّ إلى الشذوذ الجنسي خاصة حين يتلقى الدّعم والتّشجيع من أقرانه ومن بيئته الخصبة وإن لم تقصد ذلك وبالطبع حين يُتابع أخبار المثليين وأنشطتهم ويرقب عن كثب مشاهير من العالم في شتّى الميادين يتباهون بمثليتهم… لماذا لأنّه يشعر بالخواء العاطفي ونقص الثقة والإنطوائيّة على جنسه وخوفه من الجنس الآخر….
وأخيراً وهو العامل الأخطر (الرّغبة):
إنّ العامل الأخطر في تفشّي ظاهرة المثليّة يعود إلى رغبة الشّخص باختيار مسار الشذوذ لما لناشري هذه الظّاهرة من تأثير مجتمعي وسياسي وتربوي ولما ما يملكون من قوة دبلوماسيّة تمتلك مركز القرار وبيدها تمرير المراسيم والقوانين الّتي تتناسب مع رؤيتها وتخدم أهدافها.
هذا كلّه يخلق أمام الفرد الضّعيف نفسيًّا، والخاوي روحيًّا، والعاجز مجتمعيًّا رونقًا كاذبًا وعامل جذبٍ خطيرٍ فيكون له الملاذ الآمن لإثبات وجوده على الملأ، فيختار هذا الطّريق بإرادته ويتخذه وسيلة للتعبير عن رغباته وعواطفه، وكما قلنا يُشجّعه على ذلك وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الإجتماعي فيُصبح رويدًا رويدًا جزءاً منها، يغره بُهرجها ويدفعه عدد المشاهدات وكبسات “اللايك” إلى الإنجرار أكثر فأكثر حد الوقاحة والإنحلال العلني.
فالشاذ ليس ضحية ظروف وبيئة وتربيّة وتنشئة فحسب، بل انّ خياراته الخاصة تقوده الى هذا الطريق.
أعراض المثلية الجنسية:
للمثليّة الجنسيّة أعراض عديدة قد تظهر ب:
الإنجذاب والميل الواضح لأحد الأفراد من نفس الجنس.
التصرفات والسّلوكيات مثل طريقة الكلام والمشي واللباس مثل تفضيل الأطفال الذكور لارتداء ثياب الفتيات بصورة مستمرة والعكس صحيح.
العلاقة الجنسية مع الجنس الأخر قد لا تبدأ أو تتراجع إلى الخلف مع مرور الوقت ويحل محلها الرغبة في العلاقة مع نفس الجنس.
اختيار الشريك من نفس نوع الجنس وهذا عكس ما هو معتاد.
التفضيل الدائم للعب أدوار الجنس المقابل، كأن يمثل الولد أنه بنت في أحد ألعاب الأطفال والعكس صحيح.
بمرور الوقت من المحتمل ألا تبدأ العلاقة الجنسية برفقة نوع الجنس الآخر من الأساس أو تتراجع للخلف.
كيف يتم تشخيص المثلية الجنسية؟
فحص مستوى الهرمونات الجنسية في الدم مثل (الاستروجين، البروجسترون، والأندروجين).
وجود أحد أعراض المثلية الجنسية المذكورة سابقاً.
الفحص السريري، بحيث يكشف عن وجود أحد علامات الشذوذ الجنسي
مخاطر الشذوذ الجنسي:
هناك مجموعة كبيرة من المخاطر الناتجة عن الشذوذ الجنسي، تتمثل في ما يلي:
إدمان تعاطي المواد المخدرة والممنوعة والكحوليات.
إرتفاع إحتمالية الإصابة بأنواع محددة من مرض السرطان، على سبيل المثال: سرطان الشرج.
الإصابة بمرض الإيدز.
الإصابة بالاكتئاب الشديد.
الإصابة باضطرابات القلق.
الإصابة باضطراب الوسواس القهري.
الإصابة بالتهاب الكبد.
التعرض لاضطرابات الأكل مما يؤدي إلى الإصابة بالسمنة المفرطة على المدى البعيد.
إرتفاع إحتمالية الإصابة بالأوبئة المنقولة من خلال التواصل الجنسي، على سبيل المثال: مرض السيلان، ومرض الزهري ووداء الكلاميديا (أو داء المتدثرة وهو عدوى شائعة منقولة جنسيًا (STI)، تُعرف أيضًا باسم المرض المنقول جنسيًا (STD)، وينتج داء المتدثرة عن بكتيريا المتدثرة الحثرية وغالبا ما يُصيب الفتيات الصّغيرات….)
علاج المثلية الجنسية:
ينقسم مرضى المثلية الجنسية إلى قسمين: منهم من هو متقبل حالته ولا يريد التغيير، ومنهم من هو غير راضٍ عن حاله ويعلم أنه في خطأ سلوكي قد يؤدي به إلى الإكتئاب وربما الإنتحار فيطلب المساعدة ويبحث عن أي وسيلة للعلاج.
وتنقسم دوافع العلاج إلى:
الدافع الديني: حيث أن الفرد يعلم بأنّ المثلية الجنسية محرمة في كل الأديان السماوية الّتي بدورها أخبرت قصّة قوم النّبي لوط الّذي أنزل الله بهم أشد أنواع العذاب لأنهم انجروا وراء المثليّة الجنسيّة والسلوكيات الجنسيّة الشّاذة. فالوازع الديني له دور كبير في وقاية المجتمع من انتشار تلك الأفكار المنافيّة للفطرة .
الدافع الأخلاقي: ويتمثل في الضمير الداخلي والإحساس بالإشمئزاز والنفور من هذا السلوك الشاذ عن الفطرة الطبيعيّة، وهذا ما يُسبّب للمُصاب باضطراب المثليّة الجنسيّة أن يعتريه القلق والتوتر والخوف وكذلك يُصاب باضطراب الوسواس القهري.
يتطلب العلاج للمريض (المثلي) أو الشاذ جنسياً الذي لديه رغبة حقيقية في العلاج من هذا السلوك الشاذ والتخلص من الشذوذ والعيش حياة طبيعية سويّة
وعليه فتتمثل مراحل العلاج على النحو التالي:

تحديد سبب هذا السلوك الشاذ والظروف البيئية والاجتماعية والأسريّة المحيطة ومحاولة تعديل تلك الظروف من أجل تقويم هذا السلوك عبر استخدام العلاج السلزكي المعرفي لتقويم الأفكار التي ينتج عنها تغيير بالمشاعر وانعكاس ذلك على السلوك.
البعد عن كل المثيرات التي قد تؤدي إلى كل السلوكيات الشاذة والمحفزة للمثلية الجنسية مثل مشاهدة مواقع الشذوذ الجنسي وغيرها.
تقوية شخصية المريض وتعزيز ثقته بنفسه وإخراجها من دائرة تأنيب الضمير ولوم الذّات وجلدها خاصّة إذا كان مِن مَنْ قد تعرض للتحرّش والاغتصاب، وذلك عن طريق تنميتها وتقويّة عزيمته على العلاج .
التحول إلى السلوك الجنسي الطبيعي وتعزيزه عن طريق استبدال المشاعر الغير طبيعية بالمشاعر الطبيعية، ويتم فيه التركيز على الجنس الآخر (ذكر مع أنثى ) بعلاقات من الحب والارتباط ومن ثم الزواج. ويحتاج ذلك إلى الإصرار والمثابرة والجهد والدعم والإرشاد النّفسي لأنّ هذه المرحلة صعبة جداً وتحتاج إلى إرادة صلبة.
وأخيراً وليس آخرا وإذ لا نرغب بأن نتطرأ إلى آراء الديانات في المثلية الجنسية وتعاملها معها والتي تختلف بين ديانة وأخرى وكذلك تختلف باختلاف طوافئها في تحديد أنواعها وتوصيف إزدواجيّة الميول الجنسيّة. ولكن ما يؤسفنا قوله أنّه قد نجحت المخططات بهدم الأسرة وتفكيكها وقطع روابطها عن طريق سن المراسيم وقوننة الشّواذ بما يخدم مصالح الشركات الكبرى والتيّارات المُتاجرة بالعرق البشري والذّي لا يهمها إلّا الكسب المادي واحتكار كوكب الأرض وخيراته على نخبة ضئيلة تتجلى برقعة الشطرنج ومن يحكمها ويستفيد من مصادر الطّاقة ويغزو الفضاء لا بل يغزو الأدمغة ويبرمجها فيُنظمها بحسب رؤيته السلطويّة الجشعة فيكفل تحقيق الأهداف البعيدة وعلى رأسها المليار الذّهبي والقريبة والّتي تتمثّل بفتح الأسواق لسلع غريبة وباهظة الثمن يُدمن عليها الشخص وهي أخطر من إدمان الكحول والمخدرات وصولًا إلى إقتحام المناهج التعليمية وضربها بالصميم عن طريق فرض واقع تربوي جديد يُفضي للإنحلال الخُلقي والسلوكي، عن طريق تأسيس مرحلة تربوية جديدة تبدأ من الأجيال الأولى وتعليمها أبجدية لغة (المثلية) وثقافة ( قبول الآخر – الشّأذ) واعتباره تنوع بيولوجي طبيعي يحكم حتّى تعامل الأهل مع أولادهم والأستاذ مع تلامذته حيث يمنعون التّصنيف الطبيعي منذ إذ قامت البشريّة بين ذكر وأنثى بل يفرضون واقعًا تربويّأ جديدًا بالتخاطب المضطرب حيث يسقط الضمير هو و هي ويحل محلهما الآخر، فيُترك لذاك الآخر حريّة اختيار جنسه حين يكبر لاحقا ليكون أنثى أو ذكرا أو كليهما أو ..
ليس هذا فحسب، بل إنّ النّاشطون يتبجحون في الشوارع ويدعون إلى مسيرات ويُعلّقون اليافطات ويُوزعون المناشير ويدعون إلى الالتحاق بركب التطور الزّائف ولللأسف تنمو هذه الظاهرة في مجتمعاتنا العربيّة. نحن نشاهد تحركات رجال الدّين وأولياء الأمور في المجتمعات الغربيّة والّتي تستبسل لمنع هذه الظاهرة من منهجية مدارسهم حفاظًا على أطفالهم من رؤيّة الصّور الخادشة للحياء وسماع جملًا مُنافيّة للأخلاق والأعراف. أمّا نحن فننظر بتقصير تجاه أطفالنا وتعترينا حالة من الإرباك والضياع، فنقفُ عاجزين لأنّه في منظورنا التربيّة الجنسيّة مُحرّمة ولا تجوز!!!
الحرام هو أن نترك أطفالنا فريسة لوحش التطور الزّائف، ونحن نبقى أسرى التقاليد الباليّة ونتحلى بقيود الجهل، أرجوكم أفيقوا قبل فوات الأوان…

ملاحظة:
التربيّة الجنسيّة أو التّثقيف الجنسي هو تعليم الأطفال والشباب المعلومات الصّحيحة علميّاً عن الجسد وأجهزته وتطورأعضائه ونمو غدده بما يتماشى مع القيم والمعتقدات المجتمعية المتعلقة بهذه المواضيع، لتمكين الشباب من المهارات اللازمة للتحكم بقراراتهم بشأن علاقاتهم وصحتهم الجنسية والحفاظ على جسدهم وامتلاك الجرأة لقول (لا) وللشكوى بصوت عالٍ حين تجب الضرورة وكذلك اختيار الشريك المناسب فيما بعد. وليس كما يدّعي الجهلاء بأنّ التربيّة الجنسيّة هي طريق وردي نحو الإنحلال الأخلاقي.
(سوف نُخصّص مقالًا مفصّلًا عن التربيّة الجنسيّة في وقت لاحق)

شاهد أيضاً

اضراب اللبنانية مستمر وفضيحة مزلزلة مدمرة بطلها حلواني…..

فضيحة تعري حلواني وللتآمر على الجامعة اللبنانية والاضراب مستمر لو كنت مكان رئيس الهيئة التنفيذية …