الخميس , مايو 2 2024
الرئيسية / قضايا مجتمع ومناسبات / أساتذة الجامعة اللبنانية… “يعدمون” بلا دواء وعلاج!

أساتذة الجامعة اللبنانية… “يعدمون” بلا دواء وعلاج!

أساتذة الجامعة اللبنانية… “يعدمون” بلا دواء وعلاج!

كتب د. أنور الموسى رئيس قسم اللغة العربية ف٥

“كشفنا صحيا، وبتنا نموت بسبب عدم قدرتنا على العلاج”!
خلاصة مرة بات يدركها أساتذة الجامعة اللبنانية بعد وفاة زميلهم الدكتور البرت بركات بعد انقطاعه عن العلاج بسبب عجزه عن تأمين ثمن الدواء…
الكلام السابق حتى الآن قد يبدو للناس العاديين عاديا، لكن أساتذة الجامعة اللبنانية وحدهم يدركون خطورته وإجرام متسببيه. فهم الآن كمن ينازع ويقتل عمدا على مذبح اللامبالاة والفساد والخذلان والسحق والتجاهل المقصود من المعنيين كافة.
نتيجة الموت الحتمي بمرض أو جلطة أو ربما انتحار… بات يرددها قسم كبير من الأساتذة، وأدركها الغيورون منهم مسبقا حين طعنوا مرات عديدة في إضراباتهم ومطالبهم ومن رابطتهم التي ربطتهم وخذلتهم في محطات عديدة!
تيقن حقيقة الإعدام للجامعة وأهلها كل أستاذ حر  غيور… حين بات صندوق التعاضد عاجزا عن تقديم ثمن علاج بسيط.. فكيف بالمستعصي الخطير؟ لدرجة أن أستاذ الجامعة بات يردد: ما فائدة تقديم الفواتير للصندوق ما دام ثمن البنزين أو المشوار يفوق ما قد أتقاضاه.
فلو كان الراتب يكفي لشراء الدواء لما “استشهد” الدكتور المظلوم بركات، فالفتات الذي يتقاضاه المتفرغ أو المتعاقد أو المتقاعد… جعل من وضع الأستاذ الجامعي هشا لدرجة إمكانية الموت عند أي عارض صحي. 
ومؤسف حقا ما فعله المعنيون بالأستاذ من ذل ما بعده ذل، حين بات بعض الأساتذة الجامعيين يستجدون ثمن دواء من جمعية خيرية إن وجدت أو متبرع قد يضمر اللؤم أو الشفقة.
نتيجة موت أستاذ الجامعة أو بالأحرى إعدامه ونحره، بات يدركها كل أهل الجامعة، ما عدا من يصم عينه قبل أذنه، ويغطي لسانه الا للتزلف للمسؤولين أو الأحزاب أو ذوي النفوذ!
نعم، أعدم الأستاذ الجامعي بركات وهو رئيس قسم سابق أمام أعين أهله وأولاده وطلابه ومن خرجهم وعلمهم وسهر على أبحاثهم ورسائلهم ومشاريعهم. قتل بدم بارد من دون أن تحرك الوزارات المعنية ساكنا… ومن دون أن يعلن حتى الحداد العام، ومن دون إصدار بيان للنقابات أو الرابطة. ومن دون أن ترف للقاتل عين.
نتيجة توقعها أهل الجامعة حين التف عبيد الأحزاب المتسلطة على مطالب الأستاذ، وحين أفشلوا الإضراب لدرجة أنه بات محرما على الأستاذ القول: أنا جائع..  وبات من الخطايا القول: أنا مريض. وبات من أكبر الكبائر القول: معاشي لا يكفيني للانتقال يوم واحد إلى الجامعة، ببساطة لأن معاشي لا يكفي بضعة ليترات بنزين وتكلفة سيارة!
وفي المقابل، يصمت من يفترض أن يذود أو يدافع عن الاستاذ كصمت أهل الكهف، بل يتجرأ ليزايد على الموجوعين بالقول: اصبروا وستعالج الأمور قريبا، وسط تأكيدات أن أموالا تصرف لمن يطعن بالأستاذ من خلال تغطية تكلفة النقل أو مساعدات.. والكلام هنا يطول.
نعم، يا لها من حقيقة مرة … بات نخبة المجتمع من أساتذة الجامعة اللبنانية في مرمى الموت، وها هم المسؤولون يقولون لهم: موتوا أو انتحروا أو ارحلوا، سواء للقبر أو بلاد المجهول! او بيعوا بيوتكم لتعلموا الطلاب لأن الأولوية للطلاب حتى الرمق الأخير!
فهل يدق نبأ “اغتيال” الأستاذ الدكتور رئيس قسم الفنون الاعلانية والتواصل البصري الأسبق  في كلية الفنون الجميلة والعمارة ٣ الدكتور البرت بركات، هل سيدق جرس الإنذار الأخير، قبل دفن الجامعة كلها مع أهلها؟!
.

شاهد أيضاً

أساتذة اللبنانية: عاجزون عن الحضوري باللحم الحي!

أساتذة اللبنانية يرفضون التعليم الحضوري بلا مقومات رفض عشرات من أساتذة الجامعة اللبنانية (129أستاذا) العودة …