الجمعة , مايو 17 2024
الرئيسية / مقالات / الفلسطيني بين سندان الهوية و مطرقة الجنسية

الفلسطيني بين سندان الهوية و مطرقة الجنسية

كتب الاستاذ رائد حمادة

الفلسطيني بين سندان الهوية و مطرقة الجنسية

عند كل إستحقاق إنتخابي، يتذكر سياسيو لبنان أن هناك فئة فلسطينية مجنسة لا بد من إستغلال اصواتها ليرتفع منسوب لوائحهم، فتعمل ماكيناتهم الإنتخابية جولاتهم المكوكية و تدور مراوح إتصالاتهم بالعائلات المجنسة لتذكيرهم من جديد بأنهم يحملون بطاقات هوية تتيح لهم إستخدامها في الأماكن التي تتناسب مع لوائحهم متناسين هموم هؤلاء الناس الذين لا يزالون يعانون من إهمال النسيج السياسي القائم بكل المجالات الإجتماعية و التشغيلية. إن هذه الفئة المجنسة لا تزال تعاني من عدم إندماجها بالكيان اللبناني و الحقيقة تقال، إن هذه المعاناة ناتجة عن عدم سعي الكيانات السياسية و الشخصيات النافذة على التفاعل الإجتماعي مع المجنسين مما أدى إلى فجوى بآليات الإتصال و التواصل و الاحتكاك و قد تلعب جغرافيا السكن دوراً هاماً بهذا الصدد، إذ أن معظم المجنسين من سكان المخيمات الفلسطينية الغير معتبرة من قبل الدولة اللبنانية و البلديات و بالتالي لا يستفيد المجنس من اي خدمات من الدولة أو البلدية. لقد حصل المجنسون الفلسطينيون على الهوية اللبنانية منذ أكثر من 28 عاماً و مع ذلك لم نتذكر أحداُ منهم قد أصبح ضابط بالجيش و بأي مؤسسة عسكرية، و لم يعمل اي منهم بأي دائرة حكومية أو بلدية أو رسمية الا قلة قليلة نذكر منهم الأستاذ الدكتور أ.م المحاضر بالجامعة اللبنانية، وكذلك الدكتور لطفي حمادة استاذ الأدب الإنكليزي بالجامعة اللبنانية، و قد تم تعيينهم لقلة ناظريهم بمجال عملهم وإبداعهم الفريد. فهل على المجنس أن يكون نابغة أو اسطورة أو من حملة شهادة الدكتوراة ليعامل كلبناني؟
و رغم كل هذا لا يزال المجنس الفلسطيني يحمل لبنان كفلسطين في قلبه و كيانه و وجدانه، و يرى لبنان وطناً و موطناً يستحق منه الإخلاص و التضحية لان هذا البلد قدم لفلسطين و شعبها و مقاومتها العديد من أسباب الصمود و التحدي و الكبرياء، و لا يزال هذا المجنس متمسكاً بوطنه الأم فلسطين و يسعى بكل جوارحه نحو العودة لديار أجداده. المجنس الفلسطيني رغم تغييبه لبنانياً سيكون حاضراً بضميره و كيانه بهذا الاستحقاق الانتخابي و سينتخب من أجل لبنان و شعب لبنان و لن يكون أداة بيد احد بل سيكون رأس حربة لبنانية لتحسين الوضع اللبناني نحو الأفضل.