الخميس , مايو 2 2024
الرئيسية / مقابلات وتحقيقات / أ. د. عبد المجيد زراقط:”بيروت أبكتني”. /حاورته أ. فاطمة قبيسي.

أ. د. عبد المجيد زراقط:”بيروت أبكتني”. /حاورته أ. فاطمة قبيسي.

الأستاذ الدكتور عبد المجيد زراقط لمجلة إشكاليات فكرية “انفجار المرفأ أبكاني وأدب الأطفال اختارني”

“اتجاهي إلى النقد  مادي أما الأدب فهو تعبير عن مكنوناتي الروحية”

حاورته الأستاذة فاطمة قبيسي

الأستاذ الدكتور عبد المجيد زراقط ناقدٌ ومتمرسٌ في ميادين اللغة والنقد والأدب، متابع للحركة الثقافية العربية، ولديه أكثر من عشرين مؤلف في تاريخ الأدب ونقده، وفي كتب الراوية العربية وأدب الأطفال… نراه نشيطا في ميادين الثقافة والأعمال الاكاديمية… حيث يشرف على الماستر والدكتوراه… بلا كلل او ملل… توجه بداية للقص لطفله الصغير.. ثم حاك ما حكاه قصصا تدخل قلوب كل اطفال العالم كما تصنع الأم لمولودها الجديد….

فما جديده…؟ ولم اتجه قلمه للطفل؟وما دوره النقدي وأثره في أدب الأطفال؟ وماذا تعني له بيروت الجربحة؟

اسئلة نقدية جمة طرحتها عليه مجلة إشكاليات فكرية وكان له هذه الأجوبة الصريحة…

س١. مولودكم الجديد بعنوان “نسمات وحمامات بيض”… عنوان جذاب وجميل، لكن ما هي دلالته؟ وإلام ترمز الحمامات البيض..  مع أن الكتاب موجّه إلى الأطفال؟

– صدرت لي عن مركز ليفانت ، في الإسكندرية، ثلاث مجموعات قصصية هي: الريح والقندل وأغاريد من الجنوب والحمامات البيض. وهذه هي الدفعة الأولى التي تصدر من سلسلة ” نسمات” .

تنطق قصص كل مجموعة   بقيم  تربوية وطنية وانسانية في مناخ المتعة الأدبية الجمالية . فعلى سبيل المثال ، تهب الريح في قصة الريح والقنديل لتطفئ شعلة القنديل ، لكن هذه تقوى مع كل هبة من هبات الريح التي تنحسر ، وتغدو نسمات لطيفة ، وهذه هي دلالة عنوان السلسلة.

تتميز المجموعتان : أغاريد من الجنوب والحمامات البيض بأن الحدث في كل قصة من قصصهما يصدر عن مرجع واقعي جنوبي، حدث ابان مقاومة المحتل الاسرائيلي، ففي هذا الزمن كان الجنوب يغرد مقاومة.

س٢:  الناقدُ تختلف رؤيته عن الأديب، حتى كتّاب الأدب على اختلاف أنواعه(قصة، شعر، مسرح، رواية..) رؤاهم  للواقع تأخذ زاوية مختلفة للموضوع نفسه، هل من الصعب أن يكون الناقد في الوقت نفسه هو الأديب؟

– أنا أكتب الرواية والقصة القصيرة وأدب الأطفال ، كما أكتب البحث والمقالة في تاريخ الأدب ونقده. هاتان كتابتان مختلفتان . كتابة النص الأدبي حدسية وكتابة البحث ذهنية. وأنا أعرف أن الناقد فيَّ جنى على المبدع وقمعه ، وذلك يعود الى أن النقد لديَّ كان مهنة توفر لي المال اللازم لأحيا أنا وأسرتي حياة كريمة ، في حين أن الأدب لا يدر مالا ، وقديما قيل عن الأديب المحتاج : أدركته حرفة الأدب للدلالة على فقره وارتهانه، وأنا أردت أن لا تدركني مشكلات هذه الحرفة، فكانت كتابة النصوص الأدبية هواية وكتابة النقد الأدبي مهنة ، وان كنت قد أجدت فيهما او في أي منهما، فهذا ما لا أستطيع أنا تقريره ، وانما القارئ هو من يفعل ذلك.

س٣ من خلال تجربتك الأدبية… لماذا تتجه إلى الأطفال؟

– لم أختر كتابة أدب الأطفال ، وإنما هو الذي اختارني . كنت أسكن في قريتي . وكانت ليالي الشتاء طويلة. وكان ابني الأول يحتاج الى حكايات . بدأت أحكي له ما كنت أعرفه . ثم صرت أؤلف له. وعندما هُجِّرت الى بيروت كتبت ما حكيته، وهو مجموعة عنوانها : حكايات مخدتي ، وقدمته لمجلة سامر . نُشرت المجموعة ، وطلب رئيس التحرير قصصا أخرى ، فكتبت مذكرات دوري وحكايات الكروم وحكايات من قريتنا. وواصلت الكتابة والنشر في دوريات لبنانية وعربية ، منها: ماجد  في الامارات، وحمد وسحر في قطر ،والعربي الصغير في الكويت، وقطر الندى في مصر . ومما أعتز بكتابته مسلسل ” صلاح وانتصار” ،الذي يروي وقائع الانتفاضة الفلسطينية ، وكانت تنشره مجلة ماجد الاماراتية، وهي مجلة حكومية، اسبوعيا ، واني لأعجب اليوم كيف تغير الزمن، وتغيرت الامارات. وقد أسهمت في تأسيس مجلات أدب أطفال، منها مجلة أحمد. ومازلت أكتب للأحبة الصغار ، وأشعر بمتعتتين : متعة الابداع الأدبي ومتعة الاحساس بالاسهام في امتاع أبنائنا وتربيتهم.

س٤*ما هي رسالة التي تريد أن توجهها للاطفال في كتابك الجديد؟

– ليس من رسالة مباشرة للأدب، وخصوصا أدب الأطفال. النص الأدبي ينطق بالدلالة في فضاء المتعة الجمالية الأدبية، وفي أدب الأطفال تنتظم الدلالة في منظومة القيم الوطنية والقومية والانسانية، وهي ترشح من النص كما يرشح العطر من الزهرة.

س٥ في ظل هذه الأوضاع التي يعيشها وطننا لبنان،  كثرت المعاناة وازداد التوجه إلى الشعر على قاعدة أن الكتابة هي إسقاط المكبوتات والعقد والأحزان على الورق، كيف ترى صورة الشعر بعد هذا التخبط؟ وهل سينتج عن ذلك غرض جديد من الشعر؟

– الشعر الجديد متنوع . يتعايش، في هذه الأيام، شعر الشطرين والتفعيلة وما يسميه كتابه قصيدة نثر والمتحرر من كل قيد.

تلاحظ غزارة في الانتاج وكثرة في الكتَّاب وعدم قيام النقد بواجبه كما ينبغي. كما تلاحظ هيمنة ثقافة التبجيل والمجاملة واستسهال اطلاق الألقاب الكبيرة وعدم قبول النقد الموضوعي من كثير ممن يكتبون ، ويلقون في منابر ما زالت تتوالد بكثرة. هذا جيد ، وحبذا لو أُرفق بنقد يصف ويتبين الخصائص ويبلورها …

س٦ انفجار مدينة بيروت كان له أثر سلبي في الشعب اللبناني، وهو ما  أدّى إلى حدوث صدمة جماعية، هل هذه الصدمة ستؤثر في العقل الآدبي ومنظوره؟  هل سينعكس ذلك على بناء الوطن؟

– انفجار المرفأ أبكاني . من المرات القليلة التي بكيت فيها هي هذه المرة . شهداء ، جرحى ، مفقودون، دمار… وهذا كله سببه الفساد الذي خرب البلاد. أسئلة كثيرة تُطرح وقد طرحت بعضها على صفحتي على الفيس ، ولا بد من الاجابة عنها. والسؤال : من يجيب عن هذه الأسئلة وسواها،  في هذا الزمن ؟ والسؤال أيضا: من يغير هذا الزمن السيىء البشع الذي صنعه الفاسدون لوطننا الحبيب الجميل.

س٧ *كيف تبنى الأوطان برأيك دكتور؟ وكيف تجلّى الوطن في كتاباتك؟

– أمّا كيف يُبنى الوطن فهذا السؤال الأهم . الوطن يُبنى بعقول أبنائه المنتمين له ولهمومه وزنودهم. لا بد من مشروع وطني يكون فيه اللبناني مواطنا ينتمي للوطن، لا للطائفة ولا لزعيمها ، وتكون لكل مواطن الحقوق نفسها وعليه الواجبات نفسها…

س٨ ماذا تعني لكم بيروت يوصفك باحثا وناقدا وأديبا؟

– بيروت هي المدينة الأبهى  بين مدن  العالم  ،  بموقعها وتاريخها وتنوعها وحيويتها وتجددها الدائم وحريتها…

زرت بلادا كثيرة، ودائما كان القول يتردد : ماأحلاك يا بيروت… وأقول الاَن ، وفي كل اَن : حماك الله، سبحانه وتعالى، يابيروت من أعدائك ومن الفاسدين من أبنائك..

أسرة إشكاليات فكرية تبارك للأستاذ الدكتور عبد المجيد زراقط مولوده الجديد وتتمنى له كل الحبّ والتقدير..

شاهد أيضاً

عن العلمانية وأزمة العقل العربي

كتب د.محمد عبد العزيز يوسف يظن كثيرون أن العلمانية هي فصل الدين عن الدولة وحسب، …