الجمعة , مايو 17 2024
الرئيسية / قصة وسرد / بين مدن الملح والحراك النسوي في مدن الرجال

بين مدن الملح والحراك النسوي في مدن الرجال

بقلم الكاتبة مهى هسي

“الحراك النسوي في مدن الرجال”

عندما قرأت العنوان ذكرني بخماسية مدن الملح، بدأت أبحث عن الرابط الذي جعلني اتذكرها وهل يوجد أصلاً رابط. وجدت جوابا لعبد الرحمن منيف عن سؤال لما سمى روايته مدن الملح وليس مدن النفط الذي هو أقرب إلى موضوعها، بل هو موضوعها الأساس؟

“عندما يفكر الإنسان للوهلة الأولى لاختيار عنوان لهذه الرواية فسيقع اختياره على مدن النفط، لكني قصدت بمدن الملح، المدن التي نشأت في برهة من الزمن بشكل غير طبيعي واستثنائي. بمعنى ليست نتيجة تراكم تاريخي طويل أدى إلى قيامها ونموها واتساعها، إنما هي عبارة عن نوع من الانفجارات نتيجة الثروة الطارئة.

هذه الثروة (النفط) أدت إلى قيام مدن متضخمة أصبحت مثل بالونات يمكن أن تنفجر، أن تنتهي، بمجرد أن يلمسها شيء حاد. الشيء ذاته ينطبق على الملح. فبالرغم من أنه ضروري للحياة والإنسان والطبيعة وكل المخلوقات، إلا أن أي زيادة في كميته، أي عندما تزيد الملوحة، سواء في الأرض أو في المياه تصبح الحياة غير قابلة للاستمرار. هذا ما هو متوقع لمدن الملح التي أصبحت مدناً استثنائية بحجومها، بطبيعة علاقاتها، بتكوينها الداخلي الذي لا يتلاءم وكأنها مدن اصطناعية مستعارة من أماكن أخرى.

وكما قلت مراراً، عندما يأتيها الماء، عندما تنقطع منها الكهرباء أو تواجه مصاعب حقيقية من نوع أو آخر سوف نكتشف أنّ هذه المدن هشة وغير قادرة على الاحتمال وليست مكاناً طبيعياً لقيام حضارات أو حواضن حديثة تستطيع أن تستوعب البشر وأن تغير طبيعة الحياة نحو الأفضل”

قرأت عنوان “الحراك النسوي في مدن الرجال” ، والآن أشعر كيف هي المدن نفسها كما وصفها منيف غير قادرة أن تستوعب البشر وتغير طبيعة الحياة نحو الأفضل وأظن أنه من المستحيل الا تكون الا مدن للرجال مهمِشة للمرأة بماضيها وحاضرها وتعيش فيها على كفافٍ من الحقوق يمنّ بها أصحاب القرار من الرجال.