الجمعة , مايو 17 2024
الرئيسية / واحة الشعر والخواطر / أرواح في شتاء لبنان

أرواح في شتاء لبنان

بقلم الكاتب الطفل حسين محمد هاشم

أرواح في شتاء لبنان
في بلدي لبنان، مهد الأرز والسنديان.. وواجهة الشرق الكئيب شتاء جامح وفتي…
ثلاثة أشهر من الشتاء ناءت على كتف خزنة جهنم،  والأمطار طلقات بنادق الحرب التي تنهمر على الارض كما تهوي فأس الحطاب على افنان الشجرة اليابسة…
والارض ضحية الاسد الذي بللها بدمائها. . والشمس اسيرة الغيم لسجان مجهول والرياح سيمفونية ابواق تعلو حينا وتنخفض اخر وكأنها تئن تحت سياط جلاد لعين…

وبتفنن شديد يحزن الاولاد ويبتهج الفلاحون ويفكرون بالاناشيد، ينظمونها أثناء الحصاد وتشاركهم السنونو والحمام واليمام…
اما الغربان فيحتقرون وجود الفزاعات اللقيطة..
والبرق غضب الله على العصبة الكافرة ودم الذبيحة المؤمنة يسيل على الارض فيطهر نجسها…
والارصاد الجوية تتكرر وشجرتنا المسكينة تصارع الريح يقلعها حينا وتشتمه اخر..
ولكن الربيع عاد وحطم اقفال الظلم الذي سجن شمس العدل واشرقت لتنتصر على غائلة العاصفة…
وفاز الاولاد بالحرية…
وتفتحت الازهار ولبست الطبيعة الوان قوس قزح .
عاد الربيع لتأنس به روحي ولتنسيني تلك الاصوات المخيفة في صحن الدار، فكانت غرة الشمس في الخارج كابتسامة ملائكة النور .