الجمعة , مايو 17 2024
الرئيسية / قصة وسرد / فانوس علاء الدين والبيانو

فانوس علاء الدين والبيانو

بقلم سمية بيطار

◾لقد كبرت بسرعة فائقة!!
لم أكن أعلم بأنّني سأصبح كبيرة إلى هذا الحد!فقد فارقت بيت أهلي متّجهة إلى بيتٍ سأصبح أنا أهله وعائلته وحياته .
بدأت الحياة ترسم خطوطها بشكل مختلف ، غريب أحيانًا ، ومليء بالجنون في أحيان أخرى !

◾ولكن مازلت أذكر تلك اللحظات الّتي سهرت بها متمسّكةً بحقّي في استكمال تعليمي الّذي نشأت على أهميّة الإصرار عليه ، ولكنّني لم أغفل لحظة عن دوري المهم كأمّ وزوجة مسؤولة عن منزلها..

◾كنت أتعارك مع ذاتي في الكثير من الأوقات وأبكي في أغلب اللحظات ، ولكن مازادني ذلك إلّا قوّة ، فالشجرة لايقوّيها إلا تمسّكها بالأرض رغم الأعاصير والعواصف التي تواجهها…

◾كان هناك في زاوية بيتي حلم صغير قابع خجول ، لطالما حلمت بتحقيقه وبالوصول إليه ، ولكنّني كنت أكتفي بالإستماع إلى موسيقاه من التلفاز أو الهاتف.

◾لم أكن أعلم بأنّه سيأتي ذلك اليوم الّذي سأنهض فيه من نومي فأرى ذلك الحلم قد أصبح حقيقة!!

◾نعم! حقيقة ملموسة وواقعية ، كانت لحظات مؤثّرة ومليئة بالمشاعر المتخبّطة المجنونة المغمورة بالسعادة اللامتناهية ، كانت دقات قلبي تتسارع كقطار لايستطيع التوقف!!

◾لقد تحقّق حلمي أخيرًا !
ولكن كيف؟!!
إنّها الحياة التي تضع في دربك أناسا لايقدّمون لدنياهم أيّ أمر ، كلّ مايقدمونه هو القرب من الله وإسعاد الناس بشتى الوسائل.

◾كان ” فانوس علاء الدين” ينتظرني حينها لأنطق بأمنيتي ، فنطقتها وسرعان ماتحوّل الحلم إلى حقيقة.

◾دقّ الباب في اليوم التالي وإذا ب”آلة البيانو” قد أتت إلى منزلي!!

◾لاأستطيع في بضع كلمات أن أصف تلك اللحظات التي أردت للزمن أن يسجّلها كما سجّل لحظة إكتشاف كولومبوس لأميركا!

◾بدأتُ لمس تلك الآلة والتّدقيق في تفاصيلها، لم أكن أصدّق أنّ ذلك الحلم سيصبح بين يديّ وسأكتب عنه في دفتر يومياتي!

◾والأجمل أنّ ذلك الفانوس قد أصرّ على أن أبدأ بالعزف مباشرة ، فأرسل إليّ من يعلّمني العزف ، وهنا بدأت رحلتي في الدّخول إلى عالم الموسيقى الخيالي والأكثر من رائع ، بدأت بمباشرة الحصص التعليمية إلى أن أصبح المفهوم واضحًا أمامي ، وبعد ذلك اكتفيت باستكمال التعلم وحدي عبر (اليوتيوب) ولو لربع ساعة يوميًّا…

◾ذلك الحلم كان كقمّة عالية مليئة بالصعاب فباتت كالمستحيل ، ولكنّي بنوتة ال do وإيقاع ال ré وأخواتهما تحوّل المستحيل إلى معزوفة رنّانة تُطرب لها الآذان.