الجمعة , مايو 17 2024
الرئيسية / جامعيون ومواهب / الحضانة ودور الأم

الحضانة ودور الأم

رهام محمد جواد
طالبة في الماجستير ادب عربي

أصبح للحضانة في حياتنا دور مهم، فقد أصبحت واقعا” لا بديل له في مجتمعاتنا نظرا” الى الاوقات الصعبة والاوضاع الاقتصادية وغلاء المعيشة التي تمر البلاد بها… فأصبحت المرأة باحثة ايضا عن لقمة العيش مساوية للرجل” فيدٌ واحدة لا تصفق”، لكن العائق الوحيد الذي يقف بوجه المرأة والذي هو من اساسيات الحياة هو تقديم الوقت الكافي لطفلها، فكيف لها ان تتركه وهو كائنٌ صغيرٌ كل ما يريده في هذه اللحظات هو رعاية أمه له وتشبيعه بالحنان والعطف والغذاء…، لكن الاولويات الحياتية جعلتها تتخلى حتى عن هذه اللحظات الاولى والجميلة في حياتها من اجل ان تؤمن له ملاذ عيشٍ لائق لينمو ويترعرع بشكلٍ جيد يفتح له الطريق لحياةٍ سعيدة ملؤها الاطمئنان والشبع والمستقبل المشرق.
فتقدم الام المهام الى دور الحضانة والتي اصبحت من ضروريات الحياة في المجتمع الحديث، ومهما بلغ هذا الدور صداه يبقى للام الدور الاهم، ولا يخرج دور الحضانة عن انه احد العوامل المساعدة للاهل. فتعتبر الحضانة من الوسائل الفعالة التي تفسح للطفل التعبير عن حاجاته المتعددة، وليست هي سوى جسر عبور يمد الطفل بكل الوسائل الجسدية والمعنوية التي تطور قدراته لتدخله الى عالم اخر وهو المدرسه.
السنوات الاولى في حياه الطفل هي اهم مراحل نموه وتكوينه الجسماني، العقلي، النفسي، والتربوي وكذلك الاجتماعي، فللحضانة الدور في تقديمها بشتى الوسائل،فيتم وضع برامج يومية تتقيد بها الحادقات بالاعتماد على وسائل اساسية ايضا كالالعاب التربوية المحفزة للدماغ… بحسب اعمار الطفل الجسمانية والعقلية…

وهذه الالعاب لا تكن مجرد العاب عابرة لتمضية الوقت فقط، انما تبلغ مسارها في تحقيق اهداف تربوية، وتشبيع حاجته الفكرية والنفسية والحركية ايضا.
كما قلت ان للام ضرورة فعلية جعلتها تتخلى عن وقتها الذي هو من حق طفلها عليها الا ان للضرورة احكاما، فيجب عليها تهيئته قبل الذهاب به الى الحضانة كي يحبها ويقبلها بدون خوف، وتحاول كذلك ان تذهب في الفترات الاولى معه وتشعره انه بامان هناك ولا شئ سيتغير سوى انفصالها عنه.
ويمكن للطفل في بادئ الامر ان يتعلق بحادقة تجعل من مهامها جسر عبور للطفل بإعطائه الامان وبأن هذا العالم الثاني الذي سيدخل اليه هو منزله ايضا، هو عالمٌ من الحب والعطف والتقديم، كحديقة مليئة بالازهار الملونة، اصدقاء، العاب، اهداف، وسائل بصرية، حسية، حركية، نفسية، والحضانة هي من تنمي رغبات الطفل وميوله وحاجاته وتمديده بالمناهج التي تناسب مداركه وتستكمل عملية التنشئة التي تقوم بها الاسرة، فيصبح الطفل وكانه جليس منزله بالاعتماد على نفسه. فالطفل في هذه اللحظات الاولى هو ذاكرة فارغة والاهل والحادقة هما من سيقومان بعملية التخزين، وتعريفه على بيئته ومساعدته على فهمها عن طريق الملاحظات والمشاهدات فهو لا يعرف شيئا عن الحياة في بادئ الامر.
والسؤال هنا هل الحضانة هي مرحلة الغاء دور الام؟ ام هي متساوية له لكن بأساليب اخرى؟
اذاً واخيرا الحضانة هي مساحة ثانيه لدور الاسرة الذي يبقى الاول للطفل وهي المأوى المشبع لرغباته الحياتيه والفكرية ،هي مكانٌ وفكرٌ وتنمية قدرات وتعلم لمختلف المهارات التعليمية والايجابية.
فلا تخافي ايتها الام فطفلك بأمان وذلك بفعل اختيارك للحضانة التي تريْنها مناسبة له وتليق به.