الجمعة , مايو 17 2024
الرئيسية / نقد وفلسفات / الكتَابةُ فنٌّ والإبدَاع شجاعةٌ!

الكتَابةُ فنٌّ والإبدَاع شجاعةٌ!

بقَلم الأستاذ محمّد مرعي .

بمناسبة يوم الإبداع اللبناني لا يسعني إلا ان أضيء على اهميّة الكتابة والإبداع في حياتنا .
كم نحنُ بحاجَة الى ان نعبّرَ حول ما يجولُ في خاطرنا، كم نحنُ بحاجَة الى إبداعنا، كم نحنُ بحاجَة الى الالتقاءِ معاً، والتّفاهُمِ سويّا، من أجلِ انْ نَبنيَ وطناً جَميلاً، ونُخطّطَ لمستقبلٍ جميل ونضعَ أسُسَاً لمجتَمعٍ افضلٍ وراقي .
لقد اسّسنا منذ سنوات عدّة مجلة إشكاليات فكرية، لتكونَ لنا منبراً نصلُ من خلالهِ الى العالم .
نكتبُ الشّعرَ، والنثرَ، والمقالةَ، نكتبُ قصّةً قصيرةً لنُلوِّنَ العَالمَ بكتَابَاتِنا …
بحُرُوفِنَا نُزيّنُ مُجتَمَعِنا ..
وبكلماتِنا نُزخرفُ مُستقبَلنا …
وبإبدَاعنا نرسمُ حياتنا ..
‏يُولدُ المَرء شاعرًا، أو مغنيًا، أو حتى رسّامًا، لكن لا أحدَ يُولدُ كاتبًا، وحدُها الكتَابةُ تخرجُ منكَ بقدرِ ما مررتَ به في حَياتكَ ..!
‏ هي نوعٌ من التّعبيرِ عنِ المشَاعرِ على الوَرق ..
أحياناً لا نكتبُ ليقرأ أحَدهُم
إنّما لنقرأَ نحنُ ما كتبناه بعدَ حينٍ
لنعرفَ ما كُنا عليه .. وما وصلنا إليهِ

إنّ الكتابةَ عِلاجٌ … فكثيراً ما يمرُّ الشخصُ بأيامٍ لا تَسَعه الدنيا، ويكونُ البوحُ صَعباً عليه أيضاً، لذلكَ أجدُ المخْرجَ في الكتابةِ.
للكتابةٍ دورٌ في ترتيبِ أفكارِ الشخصِ، والخروجِ من دوّامةِ الأفكارِ . فإذا واجهتني مُشكِلة، وصعُبَ عليّ حلُّها، ألجأُ للكتابةٍ بجوٍ هادىءٍ لأرتبَ أفكاري.
كذلك إن كان الشخصُ يعاني من حالةٍ سيئة، وموقفٍ سيّء مرّ به، أنصحهُ بكتابة جميع الأشياء السلبية، وحرقها أمامه، فهي نفسياً ستساعده، وكذلك كتابة الأهداف، والخطط المستقبلية، ذاتُ أهمية بالغة وفائدةٍ تنعكس على حياة الشخصِ إذا التزم بها.

إنّ الكتابة فنٌّ عميق، تحملُ أفكاراً متعددة، وعلى الكاتبِ أن يكونَ أميناً فيما يكتب، ويَنقلَ ويُعطي لكل ذي حقٍ حقه، ولكي نرتقي بما نكتب، علينا أن نرقى بما نقرأ، ولمن نقرأ، وماذا نقرأ، وأيضا لا ننسى أن نتجنّب الأخطاء اللغوية، والنحوية، التي هي عمود اللغة وأساسها .

الكتابَة مُتنفّسٌ، بها يُعبِّرُ الإنسانُ عن مشاعره، وما يدورُ في ذِهنه من أفكار، فالكتابةُ أسلوبُ حياة، القراءة منهاجُ حياة .
الكتابة شجاعةٌ تَدفعكَ لمصارحة نفسك، تجعلكَ قادراً على نسجِ الكلمات، فتدركُ ما تشعرُ به،
يجبُ ألا تخاف، ألا تكبحُ نفسك، ألا تكون بخيلاً مع أفكاركَ ومشاعرك. إنها حقيقة بأن الخَلق والإبداع لا يأتي إلّا من فيض. لذلك يجبُ عليكَ أن تتعلمَ استيعابَ نفسك، أن تتشربها، أن تكونَ قادراً على تغذيتها، ألا تكون خائفاً من الامتلاء. إنّ شعورَ الامتلاء كالموجة العارمة، ذاك الذي يحملكَ، ويدفع بكَ بقوة نحو التجربة، ونحو الكتابة. اسمح لنفسكَ أن تتدفق، أن تفيضَ، اسمح لحرارَتك أن ترتفع، بكلّ الامتدادَاتِ والقوى. شيءٌ ما يُولدُ دوماٌ من الفيض .
قد تكونُ ممّن تستهويكَ الكتابة . فنحنُ في مجلة إشكاليات فكرية معكَ، ندفعكَ، ونحفّزكَ . بقلمكَ عبّرُ عن ذاتكَ، وما يجولُ بخاطركَ، وما يُحاطُ بكَ.
من هنا ومن على هذا المنبر، أعلنُ انّ مجلة إشكاليات فكرية تسعدُ بمشاركَتِكُم معها في خاطرة ؛ رسالة ؛ نصّ نثري ؛ قصة قصيرة ، او مقالٌ ؛ ستُعبّرُ عن رأيك .
كونوا بالقرب منّا.. ضَعوا بصَماتكُم، وبقلمكم أبدعوا .
شاركونا بجمالِ ما تَخُطَّه أقلامكم، وبقلمكم_أبدعوا ..
لكم منّا جزيلَ الشّكرِ، وعظيمَ الامتنان، على ما تُقدّمَه أناملكُم الذّهبية، وحروفكُم المُضيئة وأفكاركُم المُبدعة ..
قبلاتنا على جبينِ كلّ منكم .

محمّد مرعي