الجمعة , مايو 17 2024
الرئيسية / مقابلات وتحقيقات / .هكذا يدمر الرؤساء والمسؤولون لغتهم العربية!

.هكذا يدمر الرؤساء والمسؤولون لغتهم العربية!

هكذا يدمر الرؤساء والمسؤولون لغتهم العربية
المثقفون والنقاد: الركاكة انعكاس لغياب الهوية والديموقراطية

تحقيق بقلم د. أنور الموسى

لمَ يخطئ السياسيون والرؤساء والزعماء باللغة العربية؟ ولم لا يتعلمون من أخطائهم؟ ألم يدركوا أنهم باتوا سخرية اللغويين؟ ولمَ يفتخرون باللغات الأجنبية؟ ولم لا يحترمون لغتهم الرسمية؟
أسئلة جمة تطرح في هذا الزمن في وجه القيادات العربية التي تسيء إلى لغتها وتراثها وحضارتها وشعوبها… حتى بلاغتها وتربيتها…
فتحت عنوان: «القيادات واللغة»… طرحت على بساط البحث قضية ضعف المسؤولين والرؤساء والزعماء العرب عامة باللغة العربية مع أنها الرسمية!… وتناول التحقيق الأسئلة الآتية:
1-كيف تقيم أداء غالبية المسؤولين والرؤساء العرب في اللغة العربية؟
2-ما بواعث ركاكتهم وضعفهم في الضاد؟
3-علام تدل تلك الكارثة/ الفضيحة؟

*اجماع على الركاكة والضعف

تجمع آراء المثقفين والنقاد على ضعف القيادات باللغة العربية، فرامي أشقر (تربوي) يصر على أن الضعف عام، وهو فضيحة.. وتعزو سليمة أحمد (مدرسة) سبب الضعف إلى التشبيح والتكبر وغياب الديموقراطيات… فيما يصر ناجي سعيد (شاعر) على الربط بين الضعف الفاضح والديكتاتوريات…

*مظاهر الضعف

يصر نبيل فهد (مدقق لغوي) على أن الضعف يشمل كل مظاهر اللغة، ويجمل الأخطاء في مخارج الحروف، والركاكة والإملاء والنحو والقراءة والتراكيب والصياغة و…

*البواعث
تشير زهراء خضر (مشرفة لغوية) إلى بواعث جمة وراء التدني الخطير… منها: عدم الإيمان بالعروبة أو الإسلام، وطمس الهوية، والتباهي بلغات أخرى، وغياب الحس الوطني، والفساد، والتخلف… وتسأل: أين المستشارون؟ ولم هذا الاستخفاف بعقول العرب؟

* آراء ومواقف
د. محمد ضناوي (لغة عربية)
يقول:

الأمّة التي تستمسك بلغتها يتماسك أبناؤها، من هذا المنطلق نجد أن لغة الزعماء العرب تعكس تواطؤهم على شعوبهم. باستثناء <الرئيس…>، فلغته جيدة وأداؤه راق ويختار ألفاظه. أمّا البقيّة الباقية فحدّث ولا حرج، ففي كلامهم وخطاباتهم من الأخطاء ما لا يعد ولا يُحصى، ومن أخطائهم ما يندى لها الجبين.

أمّا في خصوص ركاكتهم بنطق الضاد، فإن العربية اللغة الوحيدة في العالم التي فيها هذا الحرف، ولنطقه أصول لا العامة ولا الخاصّة يعرفونها، وسامحني إذا تجرأت وقلت: إنّها مشكلة معلّم قبل أن تكون مشكلة أيّ عربيّ آخر. فكم وكم من المعلّمين والمعلّمات لا يفرقون نطقًا بين الضاد والدال، والسين والثاء و…

أمّا علامَ يدلّ ذلك… فأخشى ما أخشاه أننا أمّة زائلة. سامحني لأنّي بدوتُ متشائمًا إلى هذا الحد، فليس في الأفق ما يبشّر بالخير.
ملحوظة: لا تنسَ لغة مواقع التواصل الاجتماعيّ ومصطلحاتها الدخيلة من ترميز للحروف بالحرف اللاتيني الذي نستعمله جميعًا لكي نتواصل مع هذا الكم الهائل من البشر.

*الشاعر العراقي عبد الله عباس خضير
يقول:
من يحب ّ تاريخ أمته ومنجزها الحضاري ّ يجد نفسه عاشقا ً للغتها وأدبها وثقافتها، لذلك كان الخليفة أو الأمير العربي ّ حتى سقوط بغداد عام ٦٥٦ هج، ظليعا ً في أدب العرب ولغتهم وأخبارهم وأنسابهم، وكانت مجالس الخلفاء بغض ّ النّظر عن توجّهاتهم السياسيّة تدل، على أنّهم كانوا معنيّين بالحياة الأدبيّة والثقافيّة، متمكنين من العربيّة خطابة ووعيا نظريّا لنحوها وصرفها وغريبها ودخيلها وأصيلها، وبعد حقبة الانقطاع الحضاري والثقافي والهيمنة الاستعماريّة… جاء إلى السّلطة حكام لا يفقهون العمق الحضاري للأمّة عموما، وغالبيتهم غير معني بلغتها وأدبها وثقافتها وشخصيتها الحضاريّة.
أمّا جهلهم بلغة الضّاد فيكاد يدركه السّامع من أوّل وهلة، والذي أريد أن أركّز عليه هو أن المسؤول العربي لا يكاد يتقن لغة أجنبيّة حتى يهرول للتّحدّث بها في مقابلاته الرّسميّة، مستهينا بكونه يمثّل أمة وثقافة وحضارة… وأنّه يتحدّث نيابة عن أمته وبلغتها، وهو ليس في سفرة شخصيّة يتحدّث فيها ما شاء من لغات، أمّا أخطاء المسؤولين العرب اللغويّة فكثيرة لعل ّ ما يحضرني منها قولهم ( الأكِفّاء ) يقصدون (الأكْفَاء) جمع (كفء) وليس جمع (كفيف)…

*رولا يزبك (كاتبة جامعية)
تقول رولا:
إن الزعماء والمسوؤلين العرب يفاجؤوننا يوما بعد يوم، بأساليبهم الرديئة في التعبير، يتحفوننا بسخفهم، وبألفاظهم السوقية… وأتحدث هنا عن عينة منهم، تلك التي تمثل أولئك الذين يبهروننا دائما في خطاباتهم السياسية المبتذلة التي لا تمت للبلاغة بصلة، وإن اظهروا لنا العكس، فإنهم يقولون ما كتبه آخرون لهم، ولا يخلو الحال من التأتأة والارتباك وأخطاء اللفظ…
والمشكلة الحقيقية تكمن في تأثر الجماهير الشعبية بأولئك الزعماء، فإذا كان أعيان البلاد وحكماؤهم يجهلون قيمة اللغة العربية، و يتعاملون معها باستلشاء واهمال، فكيف يمكن للشعب أن يعي ماهية لغتنا وأثرها الجليل بسمو الثقافة العربية إقليميا وعالميا؟!
والفاجعة الكبرى، أن نجد هذا الكم من الجهل، والركاكة يشغر المناصب العليا في البلاد، فكيف تمكن أولئك من الوصول إلى هذه المراتب المهمة، وهم لا يتمتعون بالكفاءات المناسبة، و هم غير قادرين حتى على صياغة جمل فصيحة بناءة؟!
هنا علينا أن نعي أننا أمام واقع مرهون بالفساد والنفاق، أمام واقع وضيع يهدد مكانة اللغة العربية وشموخها…

*مهدي حاشيم (أديب مقدسي)
يقول:
أولا المسؤولون والرؤساء العرب ليسوا من أصل عربي بحت، بما في معناه، قد ينتمي أحد الوالدين إلى الأجانب، وبالتالي لا يتكلمون العربية كما يجب…
ثانيا من أسباب ضعفهم بالضاد أنهم لا يتعلمونها كما يجب، أي لم يستكملوها… ولا تنسى أن بعضهم من أصل يهودي، وبعضهم من أصل أمريكي وآخرون… ثالثا تدل هذه الكارثة على أنهم أكثر من المستعربين_أي أجنبي على عربي_…

*فاطمة قبيسي
تقول(دراسات عليا)
تقول:
الرؤساء العرب هم أكثر الرؤساء الذين يقدمون الإساءة والمهانة لأوطانهم…
فضلا عن تمثيلهم لشريحة الطبقة الغنية، نلاحظ أنهم يعانون من مشاكل في اللغة، وامتلاكهم لمهارات اللغات الأجنبية بشكل كبير… بسبب أن أغلبية المسؤولين العرب هم أدوات الغرب، لا يهمهم هموم الشعب، فلا يكترثوا لهويتهم وتراثهم و لغتهم، ولو استطاعوا لباعوا الوطن، أو بايعونا للأعداء، مثل (فلان) عندما قبل التطبيع مع إسرائيل…
اللغة العربية هي هوية الدول العربية المسلمة، لا أتحدث طائفيا، لكن هي رمز الإسلام، رمز للقرآن، وكل زعماء العرب، نراهم في المظهر عربا، أخذوا من الحضارة العربية ما هو أسفلها، وأحقرها، حتى اللغة والأدب والقرآن… أصبحوا يهددون مراكزهم، لأنهم يعرفون مدى صحة الكلام الموجود فيهم ومدى أخطائهم وفشلهم في ادارة بلادهم…
إذا لاحظنا أن في عصور العباسية والاموية والأندلسية… العرب تركوا الأخلاق واهتموا بالدين، ثم تركوا الدين فلم يبق لهم سوى التنظير بالشعر ومدح شهواتهم، ومعاركهم، حتى اليوم تبدلت معالم الحضارة، لكن واقعنا العريي ليس قادرا على اختيار زعيم كجمال عبد الناصر، أو النظام العربي بات عقيما حتى في تربية أجياله…
لن أقول تعالوا نندم على ماضي العربي الأصيل او على الخلفاء الراشدين أو على سحر المعلقات… لم أشعر يوما ما أننا تقدمنا و لو بخطوة… العرب هم باعوا فلسطين والهوية، لن يبذلوا مجهودا للحفاظ على هويتهم الثقافية ولغتهم العربية، حتى وإن كان الشعب هو منبع الحضارة، طالما أن الزعيم هو من ينسف هذه الحضارة…
البلاد العربية ستتكلم في يوم من الأيام اللغات جميعها حتى السيرلانكية منها، وتنسى اللغة العربية، وتصير بمنزلة اللغة الثانية!
تدل هذه الكارثة والفضيحة يا سيدي الكريم على أن زعماءنا هم دمى متحركة تلعب بنا لصالح الغرب، وهذه الفضيحة تكشف عن لعبة سياسية كبيرة تتعدى تفكيرا دوليا، إنما هيمنة العولمة باستعمار خفي لكل عاداتنا وتقاليدنا وهويتنا وشعبنا…..

*فاطمة فرحات(ماجستير لغة)
تقول:
للأسف لم يبق من العرب سوى الاسم فقط، فمع الهيمنة الفكرية والعقلية نجح الغرب بالسيطرة على من تبقى من عرب بالاحتلال الثقافي الحاصل…. فأصبح حكماء العرب يخطؤون بلغتهم الأم غير آبهين بما لذلك من تأثير وخطر على هذه اللغة العظيمة التي لطالما أفنيت أعمار من أجل بقائها وتألقها، وهم بسفاهتهم يخطؤون، وأصبح الأطفال يسخرون منهم. إذ يجب عليهم التعلم كي لا ينشروا للجهل…

*كوثر علي (ناقدة)
تقول:
إن معظم المسؤولين والرؤساء العرب وصلوا إلى ما هم عليه من جراء نفوذهم ومحسوبياتهم، أو من خلال توارث تلك الكراسي من الأب الى الابن الى الحفيد وهكذا…فيمكن ان نلقي الضوء على نقطة مهمة الا وهي ان يكون ذلك الوريث أي المسؤول غير متمتع بمستوى تعليمي جيد، أو لم يكن مارا من امام باب مدرسة حتى، كما نقول في العامية… فكل هذا سينعكس سلبا على لغته الأم الرسمية ألا وهي العربية…

* إبراهيم عوكل (كاتب)
يقول:
نراهم يتكلمون اللغات الأعجمية بطلاقة، وإذا نطقوا بالعربية تلعثموا ونصبوا الفاعل ورفعوا المفعول به.
أرى أن سبب ما هم فيه وما فيه كثير من شباب الجيل الصاعد، هو النظرة الدونية إلى الناطق باللغة العربية، على اعتبار أنه لا يعرف لغات أخرى، وأن اللغة العربية هي دون مستوى اللغات الأخرى!