الخميس , مايو 2 2024
الرئيسية / قراءة في كتاب / القصيدة الأنثى في ميزان التعويض والأنا في شعر حمزة عبود

القصيدة الأنثى في ميزان التعويض والأنا في شعر حمزة عبود

بقلم أ.د.أنور الموسى

القصيدة الانثى في ميزان التعويض والكبت والأنا في شعر حمزة عبود

 

حدث يحدث دائما..
عنوان مجموعة شعرية للشاعر حمزة عبود، صادرة عن دار غوايات، ومفعمة بالمؤشرات السيكولوجية ومفردات الكبت والقلق والاسقاط..

وتشير إلى اواليات دفاع ومكبوتات لم يستطع الشاعر البوح بها مباشرة بسبب سلطة الأنا الأعلى..فلجأ على ما يبدو الى اواليات التسامي والكبت… من دون أن نلغي نرجسيته الواضحة في شعره!
فتحت عنوان ما تبقى لي، يطالعنا الشاعر بقصيدة نثرية رمزية لا نتردد في وصف صاحبها بالحائر القلق المضطرب التائه.
يقول في ص٢٩:
لم يبق لي
سوى هذه الكلمات العابرة

….

فجلي ان الشاعر يجد في كلماته/اشعاره وسيلة للتعويض عن الاخفاقات التي حاصرته ومنيت بها بلاده التي ينخرها الفساد والجو المأساوي المكفهر اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا..
ويقول أيضا:
وانني ما زلت
وسط هذه الضوضاء
ارى واسمع كل ما يخطر لي
وما يقع من النسيان
فهذا الكلام يحيل الى نكوص الى مرحلة فمية، حيث بقيت آثار علاقته بالأم راسخة في لاوعيه الباطن..
فالنسيان عنده كالكبت، يشكل اوالية دفاعية تقيه من الوقوع في العصاب.. وكأني بالقصيدة كالانثى وسيلة لكشف المكبوت اي النسيان…وفي ذلك اشارة الى التسامي اي استبدال الجنس بالابداع…
ومع ذلك يحن الشاعر الى رحم الأم دائما، فهو الفردوس المفقود حيث السعادة الخالدة والراحة والطمأنينة…يقول:
وانني ساغادر كما جئت
بلا قصة
وانني لم أصل
وسوف اظل اسير شرودي
وحريتي!

وجلي أن انغلاق الشاعر على شروده يحيل الى نرجسية واضحة تذكر بنرسيس الذي انغلق على صورته وعشق وجهه..بيد ان حرية الشاعر التي يبتغيها بعيدة المنال كونه يعاني من قلق الانفصال عن الحبيبة الأم…
ولعل القصيدة هي التي تعالجه وتعيده الى الاصل والأم والذكريات والطفولة والحب..
ولعل الحاحه على ذكريات الطفولة والامس ثيمة راسخة في شعره…فتحت عنوان في المرة الأولى يقول:
كل ما كان يتوارى
البحر والسماء والله
الطيور…
الطريق الوعرة بين البيت والمدرسة
عيون الرقباء…ص٧

وهكذا تتزاحم الذكريات في شعره مع مفردات تشير الى النكوص والحنين والكبت والنسيان والعودة الى الاصل..بحيث تغدو الكتابة عنده وسيلة تعويض.. يقول: نحتاج الى خلوة..
والى هدنة قصيرة…
باختصار، شعر عبود ميدان خصب للتحليل النفسي بكل اتجاهاته…

شاهد أيضاً

قراءة في رواية نسوة في السبعين

بقلم الكاتبة مهى هسي تقول سمية الجرّاح في روايتها “حكايات نسوة في السبعين” في طبعتها …