إعداد الطالبة ريتا شهوان
السرد العربي بين القديم والحديث
مقارنة بين مقامات الحريري ونصوص لـ” إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية” (أريج)
دراسة بنيوية إجتماعية
مخطط أطروحة أعد لنيل شهادة
تعريف الموضوع وتحديده
تدرس هذه الإطروحة قضايا السرد العربي منذ القديم، وصولا إلى العصر الحديث، وتقيم مقارنة بين فضاءات السرد العربي القديم في مقامات الحريري، وفضاءات السرد في نصوص “أريج”.
مقامات الحريري
تحمل المقامات ، التي حفظت جزء من التراث العربي الاسلامي و” تمثل وجه الإبداع الراقي في العربية أو الإبداع المعترف بأدبيته بين أدباء العربية الغابرين”، في طياتها مادة ثقافية أنتجتها الجماعة العربية في مسيرتها الحضارية، فالمقامات تطرح في خطابها مجموعة من القيم الإجتماعية العربية، ولهذا ستدرس هذه الإطروحة مقامات الحريري دراسة بنيوية تبيّن البنيّة الإجتماعيّة التي يختزنها السرد، كما تظهر البنيّة الإيقاعيّة ودورها الجمالي في المقامات، وتدرس الإطروحة التناص ودوره الوظيفي الإبلاغي في المقامات، كما تدرس هذه الاطروحة وظائف الرواي في مقامات الحريري، وتسعى إلى تبيان وظائفه، ودوره الوظيفي في تنظيم فضاء السرد. وسنعتمد في دراستنا المقامات على النظريات السردية الحديثة، لاسيما عند البنيويين كـ “بروب، وجيرار جينيت، وتودوروف،إلخ.
أريج
بحسب أريج – إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية- الصحافة هي صحافة توثّق بشكل منهجي وموضوعي كشف المستور والقيام بتغيير من أجل المنفعة العامة. يتمحور هذا النوع من الصحافة حول المصلحة العامة ” التي ترتبط أساسًا بحماية الديمقراطية والحكم الرشيد وحرية التعبير والحقوق الأساسية للمواطنين الذين يجب إطلاعهم على الأحداث التي تتصل بهم مباشرة أو بشكل غير مباشر، وكشف أو فضح الجرائم والفساد وسوء الإدارة والمخالفات الجسيمة” ، بالتالي ما يهم الرأي العام من قضايا المجتمع.
أضاءت أريج منذ نشأتها عبر أول دليل تدريبي في العالم العربي من خلال منهجية تتبعها شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية على أنه يمكن للموضوعات الإجتماعية أن تكون محور المقالات كنوع أدبي فـ” بإمكان الصحفي الاستقصائي العربي معالجة قضايا وظواهر اجتماعية مهمة” وفق يسرى فوده أحد معدّي الدليل. هكذا أصبحت نماذج التحقيقات الاستقصائية على شكل مقالات تنتجها أريج الأشهر في العالم العربي، بأبعادها الإصلاحية ولغتها الواقعية فيأتي العمل الأدبي تعبيرًا عن المجتمع.
تهدف هذه الإطروحة إلى تحليل المقالات القصصية في أريج بالاستناد إلى علم الأدب الإجتماعي. هذا العلم الذي يدرس “الأدب باعتباره ظاهرة اجتماعية”. وتبين الدراسة القضايا الاجتماعية التي تختزنها المقامات الحريرية، والمقالات القصصية، كما تبين الدراسة الأبعاد الاصلاحية فيهما، إنطلاقًا من اللغة التي تحاكي الواقع في النص، وتنقله كما هو بصورته الاجتماعية. ستحاول هذه الإطروحة تبيان الدلالات الإجتماعية مرتكزة على سيميائية القصّ، لأن كل مقامة من المقامات أو مقالة من مقالات أريج أتت على شكل قصة مبنية على قاعدة فرضية، وتضمن الفرضية إنك ستسلم قصة، وليس فقط كمية من المعلومات” يسردها الكاتب الذي ” يرفض الإعلامي قبول العالم كما هو. فهدف القصة إختراق وضع معين أو تعريته” بهدف إصلاحه فتتخطى القصة وجهة النظر فردية إذ ” دون انخراط شخصي وحماس من الإعلامي، لن تكتمل القصة أبداً” لتشكّل كما يسميها غولدمان “الرؤية إلى العالم” .
أهمية الموضوع
تتمحور أهمية الموضوع في كون المقارنة السردية التي تجري بين مقامات الحريري، والمقالات القصصية في “أريج” هي غير مسبوقة في دراسات السرديات العربية، وفي هذه الأطروحة ستتضح لنا القيم الإجتماعية التي تتطرق إليها السرد العربي القديم، والمتشابه مع تلك القيم التي تتطرق إليها السرد العربي الحديث، وكذلك ندرس أوجه الإختلاف بين تلك القيم التي وردت في السردين القديم والحديث، وهذا يقع في سياق الأدب المقارن إذ إننا نقارن بين أدب عبر عصرين العصر الذي تنتمي إليه مقامات الحريري أي العباسي والعصر الحديث، بمعنى آخر تتطابق منهجيات علم الأدب الإجتماعي واستمراريتها لتصل إلى علم النص الاجتماعي ومستوى سيميائية الخطاب السوسيولوجي “وهي البنى التي تتفاعل فيها القضايا الاجتماعية\ الاقتصادية، على مستوى اللغة، أي أن اللغة هي البنية الوسطية التي تقع بين النصّ والمجتمع” . بحيث لا يمكن تطوير مضمون وفهم فحوى منهجية أريج من دون العودة إلى علم الأدب الاجتماعي بكلّيته، كما العودة الى مقامات الحريري التي كانت تتكل على “التعايش” دون توثيق لنقل الواقع في اسلوب قصصي، فيتم تقييم المقالات القصصية لتحسينها عبر تحليل ما تم إنتاجه من قصص. إضافة إلى تحليل ووصف ما تجسده هذه المقالات من قضايا إجتماعية ومصالح جماعية على مستوى القصص هذه أو على مستوى الدلالة فيها مما يعزز طرح تساؤل بيار زيما بكيفية تجسيد هذه المقالات مضمون يعبر عن المصلحة العامة إقتصاديًا، إجتماعيًا الذي يصب ضمن أهداف منهجية أريج بتطوير السياسات العامة للدولة بالضغط عليها عبر الرأي العام والجمهور أو اقتراح تعديلات على القوانين.
أهمية الموضوع أيضًا في تشريح بنية النصوص القصصية، ليس من حيث الدلالة واللغة فقط، بل من حيث تحديد الادوار على قاعدة النموذج العاملي في الترسيمة العاملية لغريماس (Gremace (على مستوى سيميائية القصّ والخطاب السردي لاكتشاف طريقة استخدام التقنيات هذه لنقل الحقائق “فالحقيقة موجودة منذ وجود الأدب” .
أهداف الموضوع:
أهم هدف في دراسة المقامات وأريج هو الكشف عن مستويات استخدام في تشكيل نظام لغوي يشير إلى القضايا الوظيفية للغة خارج الوظيفة التواصلية اللغة كمضمون، ولهذا تركز الدراسة على المستوى الدلالي والمحور السردي والعلاقات ومحاورها. وتهدف هذه الإطروحة إلى معرفة كيفية تفاعل اللغة مع القضايا الاجتماعية والاقتصادية في مدوّنتي المقامات وأريج، والكشف عن الدلالات في سياقات متنوعة تؤدي إلى المعنى، إضافة إلى تبيان عمل هذه الدلالات وتفاعلها مع البنية السردية، كما تهدف إلى معرفة طريقة عمل الدلالات داخل البنية السردية من أجل التعمق في علم النص ضمن المدونتين والتركيز على القضايا الاجتماعية وربطها بالبنية القصصية، كما تعمل هذه الإطروحة على إيجاد أوجه التشابهة بين لغة المقامات ولغة أريج، وكذلك أوجه الاختلاف بين لغة أريج، ولغة مقامات الحريري التي تستعين بلغة غير يومية وصعبة وتحتاج الى مجلدات للشرح.
وتهدف هذه الإطروحة إلى إيجاد الربط بين البنية السردية والبنية الاجتماعية على المستوى المعجمي والمستوى دلالي لاكتشاف خصوصية اللغة، فنرى الاختلاف عن اللغة اليومية إذ أن المقالات الاستقصائية بقالب قصصي لا تقدم مادة يومية على عكس التغطية الصحافية اليومية “والتمييز الأساس بين الاستقصاء والتغطية اليومية هو أن الاستقصاء يشمل معلومات واتصالات، وأنواعاَ ونوعيّاتٍ مختلفةً من المعلومات أكثر من تغطية الأخبار العادية”.
ومن الإهداف التي تسعى الإطروحة إلى تحقيقها تبيان كيفية الربط بين النص والمجتمع لتقييم العمل على القضايا الاجتماعية الاقتصادية واستخراج الشخصية الفردية والجماعية ودراسة تجسيد الخطاب وتحديد علاقات السوسيولكتات بالخطاب الذي يظهر بالدور الوظيفي لكل شخصية في الخطاب وما تعبر مستوياتها المعجمية الدلالية والسردية وعلى ماذا يبنى لتوسع في بنية المقالة القصصية بين التعبير عن أيديولوجيا وعكس رؤيا وخلق عالم وتأسيس لحقائق إضافة الى العلاقات على مستوى الملفوظات لإخراج الاستقصاء من قالب “الشخصانية” كما أوجه الاختلاف والشبه من ناحية الخطاب مع خطاب مقامات الحريري.
مسوّغات اختيار الموضوع
أحد أسباب اختياري هو قناعتي بتشابه البعد الوظيفي لمقامات الحريري مع البعد الوظيفي لـ نصوص إعلاميون من أجل صحافة إستقصائية عربية” مع اختلاف الزمان والمكان بين النصين، كما وجدت العلاقة المتينة التي تربط علم الأدب الإجتماعي بين مقامات الحريري، وبين الصحافة الاستقصائية: مقالات لـ” إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية” (أريج)، ووجدت تشابه في الأبعاد الاصلاحية الاجتماعية في المقامات ونصوص أريج، أضف إلى ذلك إهتمامي بـ “أريج” والتنقيب والبحث حولها لتطوير منهجية أريج عبر علم الأدب الاجتماعي. فمنهجية أريج يمكن تطويرها عبر علم الأدب الاجتماعي، كمان كان السبب في إختياري هذا الموضوع هو الغوص في تفاصيل علم النص الاجتماعي بهدف إظهار القضايا الاجتماعية – الاقتصادية، وتعديل السياسات العامة بعد بلورتها أكثر فأكثر بالتقييم بغية التحسين.
مقالة الصحافة الاستقصائة المتبعة وفق دليل أريج بنيتها قائمة على السرد، وهذا ما يجعلها متشابهة مع المقامات، ونصوص التحقيقات في “أريج” تقترب من الإنتماء الى القصة أكثر من اتجاهها نحو وجهة مقالات الرأي، والتحليل بتعمق، والتوثيق، وتسطير المعلومات..إلخ. ولهذا كانت دراستهما تتوافق مع المنهج البنيوي الإجتماعي، وإعادة ربط الموضوعات القصصية بالواقع
تتشابه الموضوعات في المقامات والنصوص ولهذا كان على الدراسة العمل على سياقات الدلالة وبنيتها العميقة وربطها بسياقات اجتماعية موثقة، وتحديد ترسيمة غريماس العاملية يجب دراسة وتشريح نماذج من الـ 309 تحقيق أريجي واستخراج القضايا الاجتماعية منها بتبوبيها وفق قضايا كذلك الامر بالنسبة إلى المقامات.
البنية القصصية والخطاب الاجتماعي في النصوص المعتمدة(المقامات أو نصوص أريج) هي نصوص تعتمد على اللغة، وعلى سيميائية القصّ، وهذا ماحفزني على دراستها بحسب المنهج الإجتماعي في مجال الأدب، ولهذا يكون من المستحيل على طلاب الاعلام القيام بدراسة المضمون من ناحية علم النص الاجتماعي لاقتصار اختصاص الصحافة على الصحافة التقليدية كما لصعوبات في ادخال مساق الاستقصاء إلى اختصاص الإعلام وحصر رسائل الدكتوراه بمواضيع كمية حول الاستقصاء ، لذا غايتنا هي إدخال أول رسالة دكتوراه من باب المضمون واللغة العربية وآدابها إلى عالم الأكاديميا.
اشكالية البحث وفرضياته :
تبرز هذه الدراسة الأبعاد الاصلاحية الإجتماعية والاقتصادية عبر نصوص من التراث العربي القديم وظيفتها الاصلاح والتنوير، والثانية نصوص حديثة تحوي قصص، ووثائق، ومعلومات موثقة، وقاعدة بيانات، وأرقام، ومن خلال هذين البعدين (القديم والحديث) نلحظ التغييرات على السياسات العامة قديمًا وحديثًا، وتطرح الإشكالية الآتية: هل تمكنت مقامات الحريري من تأدية وظيفتها في الإصلاح الإجتماعي والإقتصادي، وكذلك هل تمكنت أريج بمنهجية استقصائها من تحقيق أبعاد أهدافها في إحداث تغيير اجتماعي واقتصادي من خلال سيميائية الخطاب السوسيولوجي وسيميائية القصّ ؟
وهكذا، ستحاول هذه الإطروحة الإجابة عن المسائل والقضايا التي يطرحها العنوان “علاقة علم الأدب الإجتماعي بالمقامات وبالصحافة الاستقصائية: مقالات لـ” إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية” (أريج) والابعاد الاصلاحية الاجتماعية في المدونتين، وكيفية تمكنهما من نقل الواقع باللغة المناسبة لعصر المدونة، وتتفرع من ذلك الإشكالية الكبرى، وهي هل تمكنت المقامات بمنهجها من تحقيق ما تصبو إليه، وهل تمكنت أريج بمنهجها من تحقيق أبعاد أهدافها في إحداث تغيير اجتماعي واقتصادي من خلال سيميائية الخطاب السوسيولوجي وسيميائية القصّ ؟
– يحمل الخطاب السوسيولوجي لدى اريج معلومات محتوى الوثائق، استنتاجات قاعدة بيانات، أرقام إحصائية، ومن دون هذا المضمون تفرغ هيكلية البنية القصصية الا من سيميائية القصّ المبنية على ترسيمة غريماس العاملية، والشخصيات وتفاعلهم حول القضايا المطروحة، ومن الدلالات الاجتماعية \ الاقتصادية، والسوسيولكت، فالتغيير الحاصل يكون عبر النصّ ولغته التي تتفرع منها الجملة الفعلية التي تختزل كل جملة معلومة، بعد تسطيرها أي ربط الوثيقة ببنية الجملة، هكذا سنحلل وفق بنيوية منهج وصفي كل ما ورد أعلاه.
من دون العلاقة الرابطة بين علم الأدب الاجتماعي والصحافة الاستقصائية المتبعة منهجية أريج لا يوجد لا قصة، لا قضايا اجتماعية، ومصلحة عامة، لا لغة لما تولده من علم اجتماع اللغة وتنوع الدلالات بين معناها المعجمي ، الانزياح اللغوي، والسوسيولكتات.
تستعين أريج باستمرارية مناهج علم الادب الاجتماعي، من منهج الوضعية، منهج الامبيريقية، الاتصال الجماهيري، الماركسية الذين يصبون في علم النص الاجتماعي المستفيد الاول من هذه الاستمرارية.
اهمية القصة في المقامات وبنيتها وعلاقة علم الادب الاجتماعي بمضمون المقامات.
اللغة في مقامات الحريري تقترب من الوظيفة الجمالية والشعرية وتبتعد عن الوظيفة التواصلية.
الفرضيات:
إنطلاقًا من الإشكالية التي أوردناه في الأعلى تتداعى أسئلة وتتفرع وهي على الشكل الآتي:
ما هي العلاقة بين العلم الأدب الاجتماعي والصحافة الاستقصائية المتبعة منهجية أريج ومقامات الحريري؟ كيف تستعين أريج بعلم الأدب الاجتماعي لتعبّر عن قضايا تهمّ الرأي العالم ؟
ما هي الطريقة التي تعمل بها الدلالات في سياقات اجتماعية \ الاقتصادية لدى أريج ومقامات الحريري؟
هل الوثائق وحدها تؤلف الخلفية الاجتماعية أم القضايا وأسلوب طرحها؟ ما دور سيميائية القصّ لجذب الجمهور؟ كيف تتم الخطوة الانتقالية من حماس شخصي لبناء قصة الى المنفعة الاجتماعية العامة؟ هل علم النص ألغى نظرية “رؤية العالم” عبر المقالات والمقامات القصصية؟ كيف تتفاعل القضايا الاجتماعية \ الاقتصادية على مستوى اللغة؟ ما نهج النص ليكون قريبًا من المجتمع: عبر السوسيولكتات أو الدلالات؟ أين تلتقي وأين تتعارض سيميائية القصّ و سيميائية الخطاب السوسيولوجي؟
المنهج المعتمد:
سترتكز الإطروحة على علاقة علم الأدب الاجتماعي ، أو بالانجليزية sociology of literature أو بالفرنسية sociologie de la literature أو “سوسيولوجيا الأدب” ، الذي “ورغم أن موضوع هذا العلم قديم، فإن تسميته بهذا المصطلح لم تصكّ الا في منتصف هذا القرن حيث تبلورت مناهجه المتنوعة” إذ ربطت مدام دو ستال الانتاج الأدبي بالمظاهر الاجتماعية في كتابها ” الأدب في علاقته بالمؤسسات الاجتماعية” عام 1800، والصحافة الاستقصائية متّبعة منهجية أريج الاستقصائية على منهج علم النص الاجتماعي .
يجمع باختين، احد أعلام هذا العلم، بين “خصوصية النص الادبي وتشكيله واكتماله الداخلي، وهو ما نادى به الشكليون، ولكنه يدرك أن هذه الخصوصية ليست نقيضاً للاجتماعية: لان هذه الاجتماعية كامنة في داخل هذه الخصوصية بالذات (…) يوضح أن اللغة باعتبارها دلائل مركبة في نسق معين، هي في الوقت نفسه أيديولوجيا، كما انها بالضرورة تجسيد مادي للتواصل الاجتماعي” متوسعًا بهذا الكلام في كتابه “الماركسية وفلسفة اللغة”.
هكذا سنعتمد في هذه الدراسة في القسم الأول منهج سيميائية الخطاب السوسيولوجي الذي يشمل على حد سواء منهجين يتكاملان وهما علم اجتماع النص وعلم لغة الاجتماع. أطلق بيير زيما مصطلح “علم اجتماع النص” في كتابه “نحو علم اجتماع للنص الادبي” باحثًا في النصوص عن “مسألة معرفة كيف تتجسد القضايا الاجتماعية والمصالح الجماعية في المستويات الدلالية والتركيبية والسردية للنص” أما منهج علم اجتماع اللغة فيشمل اسلوب اشتغال اللغة داخل النص من ناحية الوظيفة الاجتماعية والمستوى القاموسي والدلالي. هكذا نكون بين علم النص الاجتماعي الذي “يفترض قيام توازن بين الادبي والاجتماعي ” وعلم اللغة الاجتماعي في سياق اعتماد منهجًا يجمع بين النص واللغة “أي ان اللغة هي البنية الوسطية التي تقع بين النص والمجتمع، وهذا المجتمع هو نفسه نظام من الاشارات اللغوية وغير اللغوية” .
نعتمد في القسم الثاني من الإطروحة منهج سيميائية القصّ التي ” تهتم بمضمون الحكاية، بما يرويه النصّ وبتشكيلاته العميقة، وبالجوامع المشتركة بين النصوص الحكائية، من دون النظر الى نوعها: رواية او قصة” معتمدين على نظرية غريماس ويمكن توزيع سيميائية غريماس “السردية على ثلاث مستويات: التصويري وفيه بناء الدالّ الحسي، والسردي وفيه بناء الافعال، والموضوعاتي وفيه بناء العمق المعنوي التجريدي” .
ستكون الترسيمة العاملية لدى غريماس أحد الركائز على صعيد تحليل المستوى السردي، فقد صنّف غريماس الشخصيات بما تفعل وسماها “عامل” وليس بالضرورة أن يكون العامل شخصًا “ممثلا” اذ ميز بينهما:
Actant destinateur actant destinataire actant objet
العامل المرسل < ———- العامل الموضوع ———–< العامل المرسل إليه
العامل المساعد >———- العامل الذات > ————– العامل المعاكس
Actant opposant actant sujet actant adjuvant
هكذا ينظر الى الشخصيات وفق منطق العلاقة، القائمة اما على التواصل، الرغبة أو الصراع، فيما بينها:
“ـ العامل المرسل : وهو الذي يدفع البطل للقيام بمهمة أو عمل.
ـ العامل المرسل إليه : وهو الذي يتجه إليه العمل المنجز.
ـ العامل الذات : وهو بطل القصة ، يقوم بعمل للحصول على مرغوبه.
ـ العامل الموضوع : وهو الذي تتجه إليه رغبة الذات /البطل.
ـ العامل المساعد :وهو الذي يؤازر الذات في مهمتها
ـ العامل المعاكس : وهو الذي يمنع الذات من الحصول على رغبتها “.
اما على مستوى الموضوعات فسنعتمد على المربع السيميائي ونظرية الموجهات : بين جهة الفعل، جهة الضرورة والامكان، المعرفة، الكينونة والظهور إضافة الى المنظور الاستبدالي.
أ – يكون المربع على هذا الشكل :
يجب ان يفعل (الوجوب) يجب الا يفعل (التحريم)
لا يجب الا يفعل (الاباحة) لا يجب ان يفعل (الاختيار)
بين سيمائية القص وسيميائية الخطاب السوسيولوجي، القاسم المشترك انما هي السيميائية المعتبرة علم العلامات ومنها الاشارة المؤلفة من دال ومدلول فالدال هو المعنى والمدلول هو الشكل. هكذا ” تخبرنا السيميائية عن اشياء نعرفها، لكن بلغة لن نفهمها ابدًا” كل هذا في قالب لساني بنيوي .
وفي القسم الثالث سنعمل في حقل الدراسات النقدية أي في الأدب المقارنة علمًا ان مصطلح “الأدب المقارن” تتم اساءة فهمه، فهو ليس نتاجًا أدبيًا وبعض المراجع تعتبره مصطلحا ناقصا . إن عدم قدرة النقاد على تحديد “مفهوم ثابت للأدب المقارن قد دفع بهم إلى إثراء موضوع المقارنة الأدبية من خلال ابتكار نظريات حديثة ومتطورة” . عرف هذا المصطلح في فرنسا لأوّل مرة عام 1827 عبر “فيلمان”، وهو استاذ بجامعة السربون، وكان يستخدمه في محاضراته حتى اعتمد في المؤلفات والدراسات المقارنة.
يعرّف “فان تيغم” الأدب المقارن بأنه : “غاية الأدب المقارن هي أساسا دراسة الآداب اﻟﻤﺨتلفة في علاقاتها مع بعضها البعض” أما احد متّبعي “فان تيجم” وهو فرانسوا غويار francois guyard اقترح اسم “تاريخ العلاقات الدولية الأدبية” . هكذا توسع المفهوم مع مرور الزمن ومع التعمق بالأبحاث حول هذا المحور، ومنه، نشأت مدارس أبرزها المدرسة الفرنسية والمدرسة الأميركية اللتين تلتقيان عند نقطة مفهوم دراسة علاقة التأثر والتأثير، بين حدود التقليدي الذي كان به المفهوم عند التداول به مكتِسبًا مفهومًا علميًا محدِداً أن الدراسات المقارنة ليست في حقيقتها سوى وسيلة من وسائل دراسة التأثير والتأثر المتبادلين بين الأعمال الأدبية، والتأريخ للحركات الفنية في اطار أشمل وأوسع وهو إطار العالمية . مع تخطي هذا التعريف نجد أن هناك علاقة بين دراسات المقارنة والنقد الأدبي الحديث فاصبح يوصف الأدب المقارن عند الكلام عنه بـ” منهج بحث استقل بمكانة خاصة في الدراسات الحديثة للأدب” .
مختصر تلك الأفكار في تعريف د. عبده عبود ” الأدب المقارن، في أبسط مفاهيمه وتعريفاته، هو ذلك النوع من الدراسات الأدبية الذي يتمثل جوهره في إجراء مقارنات بين آداب قومية مختلفة، أي بين آداب كتبت بلغات متعددة. إذ أن تجاوز حدود الأدب المكتوب بلغة واحدة هو المسألة الوحيدة التي لا خلاف حولها بين المقارنين على اختلاف اتجاهاتهم ومدارسهم، أما المسائل الأخرى فيمكن اعتبارها كّلها خلافية”.
سندرس في هذا القسم علاقة التشابه والاختلاف منطلقين من مفهوم التأثير والتأثر المتنوع والمتشعب وله مظاهر مختلفة . تدل كلمة “تأثير” في سياق الدراسة المقارنة على “علاقة مباشرة، كما تدل على أن نصًا معينًا لم يكتب ما لم يكن صاحبه قد اطلع قبل كتابته على نص غيره. ومن الصعب جدًا إثبات مثل هذه العلاقة التي تنطوي على سببية واضحة المعالم”. هذا المصطلح من أكثر المصطلحات تداولًا في الأدب المقارن “وعادةً تلمح مصادر الأدب المقارن إلى عدم الخلط بينه وبين الشهرة أو النجاح أو الحظ دون أن تقدم شيئًا واضحًا يعاون على التمييز بين هذه المصطلحات”. شكسبير ، وغيره من الكتاب تاثروا باعمال سبقتهم فصاغوها في اعمال جديدة تتميز بالاصالة والعبقرية…. ” فالتأثير والتأثر – إن وجد – هو الاستعداد للتأثر” بالتالي التفاعل بين الآداب، يحصل عن طريق ” الكتب والمطبوعات وعن طريق رجال الأدب المعروفين (… ) هناك حقول تظهر فيها التأثيرات والتأثرات بشكل جلي وواضح (…) الانعزال يؤدي إلى جمود الأدب وتحجره في حين أن التبادل يقوي أواصر التفاهم” ، كل هذه العناصر التي تشكل محتوى كلمة تفاعل إنما تؤدي معنى عناصر الكوزموبوليتية الأدبية. البحث في علاقات التأثر والتأثير بين أدب وآخر معتمدة بشكل أساسي في المدرسة الفرنسية (المنهج الفرنسي)، وتهدف إلى دراسة ” التأثير والتأثر بين الآداب القومية المقارنة: كأن يحدد المرء ماذا أعطى الأدب الفرنسي للأدب الألماني من مؤثرات وماذا أخذ منه. أما المكسب العلمي أو المعرفي الذي يحققه الأدب المقارن نتيجة لدراسة علاقات التأثير والتأثر بين الآداب فهو ذو طبيعة تاريخية.
فعندما يدرس المقارنون ما تم بين الأدبين الفرنسي والألماني من تأثير وتأّثر، فإنهم يقدمون بذلك مساهمة في كتابة تاريخ هذين الأدبين. إن الغرض من دراسة علاقات التأثير والتأّثر هو إكمال كتابة تاريخ الآداب القومية”. مسألة دراسة التأثر والتأثير لا تحصل بشكل عشوائي، حتى لو كانت دراسة خارجية وتهدف إلى البحث عن نقاط الانتقال غير أن لها أسس ، إضافة إلى عدة المقارن وهي ثقافته وانفتاحه وإتقانه للغات التي يدرس ويقارن بها . إذ إن انواع هذا التأثير متعددة فـ”التأثير بالشخصية الفكرية والروحية أولًا ثم بصورتهم الواقعية أو الخيالية التي تستخرج من كتاباتهم (…) ومن الكتاب من كان تأثيرهم تقنيًا خالصًا فاقتدى بهم الآخرون في الأنواع الفنية التي أوجدوها من عدم (….) ومن الكتاب من يمد مقلديه من الأجانب بالموضوعات (…) وقد يكون تأثير الكاتب بالاجانب بأفكاره”.
ولا بد لمن يدرس مظاهر “التأثير” من مراعاة ما يلي :
” – الحذر قبل الجزم بوجود تأثير وتأثر
اختيار ادباء يمثلون خصائص ادب قومي ثم التعرف على مدى تأثرهم بأدب أجنبي وتأثيرهم به
الابتعاد عن العموميات
التقيد بقواعد الزمن ” .
كما يجب الأخذ بعين الإعتبار وجود التأثير العكسي، الذي يقوم؛ إما على نقل ما تأثر به بشكل معكوس أو وفق “آنة بليك” ” التأثير السلبي ظهور اتجاهات جديدة تجئ ردة فعل لآراء واتجاهات فنية محددة وكان الباحث في علم الاجتماع الأدبي روبير اسكاربيه يطلق على هذا النوع من التأثير “الخيانة الخالقة” ويفهم منه أن تولد ظاهرة من الفهم الخاطئ للعمل الأدبي”.
سنعتمد في دراستنا على المنهج النقدي أو الاتجاه الاميركي المدرســـة الأميركـية :
يصرح “هنري ريماك”، المؤسس الأول لهذه المدرسة التي ظهرت في النصف الثاني من القرن العشرين، أنه لا ينبغي النظر إلى الأدب المقارن على أنه نظام مستقل بذاته بل يجب النظر إليه على أنه حلقة وصل بين الموضوعات أو المجالات الخاصة بموضوع واحد؛ لذا فإنه من الممكن إجراء مقارنة بين اثنين أو أكثر من الآداب المختلفة وكذلك مقارنة الأدب بالمجالات الأخرى للمعرفة.
أما “رينيه ويلك” فحدد تعريفات الأدب المقارن بمعزل عن الحواجز السياسية، باعتبار أن المدرسة هذه ركزت على التطبيق دون أن تترك جانبًا الشق النظري من المدرسة الفرنسية بما يتعلق بالصلات التاريخية من غير أن يحصرها بذلك. غير أن النقاط المشتركة بالنظرة الفرنسية من وجهة النظر الأميركية لم تمنع من إخضاع كتاب فرنسوا جويار للمنهج الفرنسي للدراسة على يد ” كالفن وبراون” وأتت ملاحظاتهما واعتراضاتهما كالتالي:
“عندما يتحدث عن الحقول التفصيلية لمجالات البحث عنده يتخذ من الادب الفرنسي محورًا تدور حوله الآداب الاخرى تأثيرًا وتأثرًا (…) أي تاثير الأدب الفرنسي على أدب ما أو تأثره به ” وجهة النظر هذه لا تتلاءم مع فكرة “الأدب المقارن” المتلازم مع الطابع العالمي.
أما الاعتراض الثاني لـ”رينيه ويليك”، ووافق عليه كتاب فرنسيين مثل “ايتيامك”، هو أن “المنهج التاريخي يوجه قدرًا من الاهتمام الى الوسائط والعلاقات التاريخية بين ادب وآخر يفعل ذلك باعتباره جزءا من “تاريخ الادب” لكن هذا الاعتبار يدفع بعض المتحمسين لهذا الاتجاه الى الاهتمام بعنصر “التاريخ” اكثر من عنصر “الادب” . يفرق “رينيه ويليك” بين دراسة تاريخ الآداب دراسة مقارنة، وبين الدراسة المقارنة للآداب ففي جوهرها هي ” نظم الشكل” يضيفها الانسان الى لغته الطبيعية فان الدراسات المقارنة للآداب بدلًا من أن تحدد نفسها بدراسة “العلاقات” ينبغي أن تهتم بدراسة “القيم” وأن الدراسة المقارنة للقيم الأدبية يمكن أن تلعب دورًا ايجابياً في تطور هذه القيم بدلا من أن يقصروها على الرصد والملاحظة ”
اعتبر “تشاندلر” بفكرة أن الموضوع يحدد سير العمل إذ “إن مهمة الأدب المقارن الحقيقية يجب أن تقوم على دراسة موضوعات، نماذج، الأصول الدينية ، ولكنه لم يقف عند هذا الحد فاضاف اليه دراسة عصور الأدب وحركاته ومشكلاته الجمالية وقوانين نمو الأدب” أما “كلود بيشوا” فيلاحظ أن المدرسة هذه تعتمد مكونين: “اتكاء الأدب المقارن لما وراء الأطلنطي – أميركا – على مبدأين: المبدأ الأخلاقي، ويعكس موقف أمة كبيرة ومنفتحة على العالم. ومن ثم ، باعطاء كل ثقافة أجنبية ، ما تستحقه من عطف ديموقراطي، وواعية في نفس الوقت لجذورها الغربية. أما المبدأ الثقافي، فيسمح للأميركيين بأخذ بعد هذه البانوراما الواسعة، التي يمثلها القديم الى حدود القرن الـ 20 – وأن تحتفظ بالقيم الجمالية والإنسانية للأدب، بنوع من الغيرة حيث تشعر بها – القيم – كفتح روحي، ملاحقة تجريب المناهج والتأويلات”. بين الأخلاق التي تقوم على اعتبارات تاريخية باحترام الجنسيات وثقافات وتستدعي الانفتاح والمنحى الثقافي بالبحث عن هوية ثقافية تقوم المدرسة الاميركية على دراسة الأدب بشموليته دون حواجز سياسية.
هكذا ما عاد الاهتمام بمنهج الدراسة المقارنة حكرا على المدرسة الفرنسية، إذ سرعان ما ظهرت عناصر بحثية جديدة تدفعها دوافع قومية واهتمامات منهجية مغايرة، ولعل رينيه ويليك من أوائل مَنْ تحفظوا على اسس المنهج الفرنسي للأدب المقارن، وذلك في كتابه “نظرية الأدب”الذي شاركه فيه “أوستن وارين “، وكرر هذا التحفظ في بحثه “أزمة الأدب المقارن” الذي ألقاه في المؤتمر الثاني للرابطة الدولية للأدب المقارن في شابل هل عام 1958 .
يقول رينيه ويليك في بحثه ” أزمة الأدب المقارن “: “إن أخطر دلالة على الوضع المهتز الذي تمر به دراساتنا هي انها لم تتمكن إلى الآن من تحديد دائرة عملها ومنهجيتها، وأنا اعتقد ان برامج العمل التي نشرها “فان تيغم”، و”كاري”، و”غويار” قد فشلت في هذه المهمة الأساسية؛ فقد أثقلوا الأدب المقارن بمنهجية عفا عليها الزمن، ووضعوا عليه أحمال القرن التاسع عشر الميتة من ولع بالحقائق والعلوم النسبية التاريخية “. هكذا تبقى فكرة التأثر والتأثير قائمة بين المدرستين مع تحفظ “بليك” على عدم المبالغة بها في الأميركية.
إذاً سندرس من باب المقارنة اللغة الحجاجية بين أريج والمقامات، والتشابه بين الاثنين في السردية والراوي والوظائف الاقناعية ومعالجة القضايا الاجتماعية. كما التباين بين المقامات وأريج من ناحية اختلاف العصر وتاثير ذلك على تداول المفردات الحضارية الاجتماعية . اللغة الشعرية في المقامات والتقريرية في أريج.
نقد المدونة :
أريج
سنعتمد في هذه المدونة وهي عينة عن المقالات الاستقصائية من شبكة أريج 20 مقال مقسمين بين قضايا تعنى بشأن وقضايا المرأة والطفل من مشاكل الزواج، الهوية، وفي الشق الثاني قضايا لها علاقة بالمخدرات والجريمة المنظمة كما سندرس مقامات من مقامات الحريري:
قضايا المراة والطفل :
“زيجة البدل” في اليمن…قنبلة موقوتة تهدّد بتفكيك مئات الأسر: يعالج هذا التقرير قضية إجتماعية وهي زواج الشغار، وهو زواج يحدث منذ العصر الجاهلي في اليمن، ويعني أن يبادل رجل شقيقته او ابنة ، مع شقيقة او ابنة رجل آخر بالغصب، من دون مهر، مما يؤدي الى تفكك الأسر بالتبادل كذلك الأمر فيخلق أزمة اجتماعية في محيط هذه العائلات المفككة. يعرض الصحفي حالات متنوعة، وآراء متخصصين في المشكلة اضافة الى المشكلات الناشئة عنها فتظهر القصص المتنوعة من هذا الواقع ويجعل الشخصيات يتكلمون ويعبرون عن انفسهم.
مكتومو القيد في لبنان: آلاف لم يولدوا في وثائق الدولة … ولم يموتوا: تدور القصص حول اطفال مكتومي القيد ، اي اولاد لم يسجلهم اهلهم في الدوائر الرسمية في رقعة جغرافية فقيرة وهي النبعة في لبنان، فيتابع المحقق مسار حياتهم وصعوباتهم في الانخراط في المجتمع وايجاد وظائف فينحرفون.
الفقر والكبت وغياب التوعية الجنسية تساهم في زيادة الإستغلال الجنسي للأطفال في دمشق: الاستغلال الجنسي هي القضية التي يعالجها هذا المقال بقصص درامية. يحتاج على العمل على ناحية إظهار التجارب أكثر من الاحصائيات والدراسات.
حرمان المرأة السورية المتزوجة من غير سوري من منح جنسيتها لأولادها وزوجها: تدور القصص في هذه المقالة الاستقصائية حول اشخاص وعائلات ليس لديهم الجنسية السورية بحكم زواج من اجنبي وهي مشكلة اجتماعية نتيجة اختلاط الثقافات في الزيجات. فتعالج الاشكالية من الناحية القانونية والاجتماعية.
النساء العاملات في القطاع الخاص بين تغييب قانون العمل وغياب الاستقرار الوظيفي: تروي النساء عن معاناتهم في اعمالهم نتيجة التحرش الجنسي وغياب القانون الرادع. يعالج هذا التحقيق مشكلة اجتماعية بظل غياب الوعي على عمل المراة ، وغياب الثقافة للرجل.
حكايات مؤلمة لكرديات ينتهكن بـ”الختان”: تحقيق حول العنف الأسري وختان الفتيات في مجتمع عشائري ربط فكرة دينية غير صحيحة بفكرة اجتماعية لمنع “صحيًا” الفتيات من الرغبة الجنسية كي لا يرغبن جنسيًا فلا تقوم بالجنس خارج اطار الزواج. يسلط الضوء التحقيق على الشق القانوني، الانساني بعد زواج فتيات “مختونات” وحالات ادت الى طلاق، ويدخل عالم الإطفال من باب الانوثة.
عاملات منازل البحرين تعذبهن ثقوب القانون: تحقيق حول تعرّض عاملات المنازل لمختلف حالات العنف الجسدي والنفسي والمادي في البحرين، وتعذيب، وذلك لخلفيات اجتماعية، إثنية، وعرقية، إضافة الى طبقية كون هذه العاملات ادنى مستوى اجتماعي وغير قادرات على تحصيل حقهن نتيجة اما ثغرات في القانون ام عدم القدرة على التبليغ عن العنف. تحقيق متكامل من الشق القانوني والاجتماعي.
طالبات تونس إلى بيت الزوجية.. أو الحقول: يحمل هذا التحقيق قضية انقطاع الفتيات عن دروسهن في تونس، نتيجة اما جهل بالقانون الذي يفرض ضرورة التعليم، ام تخلف اجتماعي، فتوجه الفتاة الى الزواج المبكر ام العمل في الحقول لتوفير يد عاملة. هكذا يعالج مشكلات اجتماعية متعددة : الزواج المبكر. التوقف عن التعلم. تميز ضد المراة. وعدم متابعة وزارة التربية.
عرائس الأحلام الموؤودة.. قاصرات لزواج غير متكافئ: يعالج هذا التحقيق اشكالية زواج القاصرات في الاردن ، بين القانون وبين الواقع. ويسرد الاجراءات للزواج بالتالي التاثير على نمو الفتاة ، في ظل هذا الواقع .
حياة مؤجلة: تحقيق حول المحاكم المتعلقة بقضايا الطلاق في البحرين، ومعاناة النساء . مشاكل اجتماعية كثيرة ناشئة عن هذا الواقع ومؤثرة على حياة النساء كما الابناء .
تحرش جنسي واغتصاب للأطفال… دون عقاب: تحقيق حول قضايا اغتصاب اطفال وتحرش جنسي في دور الرعاية في تونس ، والاستفادة من ثغرات قانونية وضغط ورهاب الاطفال لتغيير اقوالهم.
“باعة العذريّة” في الأردن.. أطباء ضدّ القانون: يسرد هذا التحقيق رحلة بحث عن طبيب يرتق غشاء البكارة ، حفاظًا على حياة الفتاة من جرائم الشرف. يعالج هذا التحقيق التخلف الاجتماعي بالنظر الى المراة وتقييمها وفق بكارتها، اضافة الى مخالفة الطبيب القانون الذي يردع من اجراء كذا عمليات.
“مدرسون بالسخرة”: تحقيق على شكل قصة بطلها اسامة الذي عمل مدرسًا في مدارس تطوعية في سوريا لا يتقاضى منها الا أقل من مصروفه ، وينتقل السرد الى حال هذه المدارسة والاستاذة ، وكيف تعتاش هذه المدارس. التوثيق يجعل من المقالة القصصية الموثقة جدّ مشوّقة، فتساءل القارئ عن الخطوة القادمة في مغامرة البحث.
(الاغتصاب الزوجي) … جريمة يتجاهلها القانون وتبرر اجتماعياً : تحقيق يسرد اقاصيص نساء في مصر تعرضن لاغتصاب الزوج الذي لا يعتبره القانون عنفًا. فيجول المحقق على الجهات المعنية في قضايا نسائية محاولًا معالجة الموضوع من كل زواياه الانسانية والصحية والاجتماعية.
الموت في ثياب الملائكة: عيادات طبية غير مرخصة تقتل الاطفال والمرضى ، هذا ما تدور حوله هذه القصص المتناقلة بين هذه العيادات الذي يواجه معد التحقيق الجهات المسؤولة بهذه الاقاصاص والحقائق. قصص مؤلمة تظهر وجع الاهل نتيجة اهمال الدولة في اليمن وظروف الحرب.
قضايا مخدرات و دعارة :
مخدّر الهايدرو .. إعدام باسم القانون: يعالج هذا التحقيق كيفية انتشار وترويج مخدر الهايدرو الذي روجت له اسرائيل ودخل فلسطين وسمي بالمخدر القانوني فانتشر سريعًا. قصص كيف تغيرت حياة فلسطينيين نتيجة هذا المخدر، فشكل هذا المخدر الحبكة في قصص دمر الادمان حياة أسر.
صيدليات تفاقم ظاهرة تعاطي المخدرات في اليمن: يسرد هذا التحقيق كيف تنتشر المخدرات في الشوارع ، والصيدليات راويًا رحلة ادمان شباب، وكيف حصلوا على هذه المواد اما من الصيدلية ، ام من مافيات الشوارع والتأثير الاجتماعي على العائلات.
91 ملهى وبار في عمّان يعمل فيها زهاء 1800 عامل وعاملة: تحقيق حول مهنة الدعارة في البارات والملاهي الليلية، ودور رقابة الدولة فيها وثقافة تلك النساء حول الامراض الجنسية المعدية. تدور قصص النساء حول من يرضخن لممارسة هذه المهنة ومن لا يرضخ.
عماد يروي الفصل الاخير في حياة صديقه المدمن: انتشار المخدرات بين صفوف الطلبة في الجامعات في الاردن والشباب، وكيفية انتقال الادمان الى طلاب من مختلف الجنسيات. آفة اجتماعية تعالج ، ليس كونها جريمة منظمة تنتقل عبر البلاد بل من الزاوية الادمان وعلاقته بالاثار الاجتماعية من مرحلة العلاج الى الموت.
اغلب صيدليات دمشق تلتزم بعدم بيع الأدوية التي تحتوي مواد مخدرة بدون وصفة طبية: تحقيق على شكل قصة تسرد كيف تبيع بعض الصيدليات دواء تستعمل كمخدر برحلة بحثية في سوريا. حبكتها ايجاد بضع صيدليات تفعل ذلك. الاثر الاجتماعي على المجتمع هو ايجاد مخارج غير المخدرات البودرا لتحقيق ادمان المخدرات.
2-مقامات الحريري، دار بيروت للطباعة والنشر، توزيع دار الباز للنشر والتوزيع عباس احمد الباز ، 1978، 430 صفحة:
مجموعة من 50 قصة قصيرة تحمل آراء اجتماعية وعبر أخلاقية بمواضيع لها علاقة بالمال، الصداقة، الارتباط بالوطن يعبر عنها تارةً بقالب شعري ملئ بالزخرف الفني تارةً اخرى باسلوب نثري مسجّع غائصًا بالنفسيات ساردًا كيفية تفاعل مع الامتحانات التي يقوم بها الرواي لدراسة الأطباع حينًا ام شعور معين يود كشفه منقبًا عن أسباب تصرف وسلوك هذا أو ذاك ساردًا الاسباب التي يختلف فيها اثنين ، او ثلاث المتمثل بشخصية الراوي وابي زيد وشخصيات متناقضة كعجوز وفتاة صبية.
فالخمسين مقالة هي موضوعنا وهذه القصص عبارة عن لقاء بين شخصيتين خيالتين هما الراوي الحارث بن همّام والبطل أبو زيد السروجي، تجعل القارئ يفكر بعمق لسببين اولهما صعوبة اللغة ، وقصر العبارة لتؤدي المعنى، وعمق علم الكاتب نفسه. ترجمت المقامات الى عدة لغات منها العبرية.
تبدأ المقامات باولها حكاية ابي زيد الذي عكف عن الوعظ وتتالى بمواقف منها التقاضي ، والخصام، وقصص مع محيط البطل ابي زيد، اضافة لمواقف له . سندرس هذه المقامات تباعًا وهي عبارة عنم 430 صفحة.