حاوره أ. د. أنور الموسى
شاعر عاملي، ارتجالي. يتذكر أن أول قصيدة نظمها في الرابع الابتدائي، يذكر تماما عندما كان المعلم يشرح البحور الشعرية على اللوح، فيرتجل أبياتا مباشرة ويقول للمعلم: قطع البيت وزنه يا معلمي، فيتعجب الأستاذ ويقول له: لمن هذا البيت يا عجمي؟ فيقول له: هذا البيت لي وقد ارتجلته الآن وأنت تشرح بحر الخفيف!
وهو مع ذلك، شاعر ملتزم، يرفض التكريم المنافق، ويتقبل النقد الهادف. ألف قصيدة في سيارته القديمة، فعرض عليه سيارة حديثة، مقابل تسليم شركة الهوندا سيارته القديمة التي قال فيها الشعر، فرفض… كونه ينتمي إلى الأنفة والكبرياء.. لكنه ليس تكبرا، بل هو دليل عزة وكرامة.. نظم قصائده في الحياة كلها: الأم والوطن والشهيد والنبي والسيارة والصديق والغربة والتراب والطير والحبيبة.. ومؤخرا ألف نشيد جبل عامل.. ليكون نشيد مركز البحوث والدراسات العاملية…
فمن هو هذا الشاعر المقاوم؟ ومن أثر فيه؟ وما موقفه من الالتزام والنقد والأمسيات؟ وما جديده؟ وما البحر الجديد الذي أضافه؟ ولم تدرس أشعاره؟ أسئلة جمة أجاب عنها الشاعر الأستاذ خليل عجمي بصراحة.. في مقابلة يمكن وصفها بالتاريخية.. بحيث يمكن وصفها بالدراسة الشاملة عن تجربته الشعرية!
الشاعر خليل عجمي مع د أنور الموسى
من هو الشاعر خليل عجمي؟
ولد الشاعر خليل عجمي في بلدته الصامدة (معركة) في جنوب لبنان في 14…11 1954 من أم وأب شاعرين كانا يتبادلان العتابا في مواسم الحصاد أيام الزمن الجميل، فترعرع الشاعر في ظلهما وفي ذلك يقول:
عجمي أنا وأما لساني
عربي البيان والالتزام
ولي الفخر كله أن أمي
أرضعتني القريض قبل الفطام
وسقتني مع الحليب عليا
فغدا الصخر أحرفا في عظامي
ونمت عبقرية الشعر عندي كنمو العقول في الأجسام:
وترعرعت شاعرا عربيا
يتباهى على أبي تمام
والجدير بالذكر أن الشاعر عجمي تلقى دروسه الابتدائيه والمتوسطه في مدرسة القرية والثانوية في مدينة صور، والجامعيه في الجامعة اللبنانية في بيروت.
نظم الشعر منذ نعومة أظافره، وأول قصيدة نظمها كان في الصف الرابع ابتدائي، وهي بمدح النبي الأكرم( ص) وكان عمره آنذاك لا يتجاوز الثانية عشرة، وكان مطلع القصيدة:
يا نبي الله يا خير الأنام
يا حبيب القلب يا نور السلام
قد أتاك الوحي من رب السما
فجعلت الدين عنوان النظام
وهكذا بدأ برعم الشعر يتفتح شيئا فشيئا، إلى أن أصبح في المرحله المتوسطة، فتعلق أكثر فأكثر بهذه الموهبة السحرية.
وهو يذكر تماما عندما كان المعلم يشرح البحور الشعريه على اللوح، فيرتجل خليل أبياتا مباشرة ويقول للمعلم: قطع البيت وزنه يا معلمي، فيتعجب الأستاذ ويقول له: لمن هذا البيت يا عجمي؟ فيقول له: هذا البيت لي وقد ارتجلته الآن وأنت تشرح بحر الخفيف، والبيت هو الاتي:
رب كأس من الهوي احتسيها
ومذاقي يهوى المرورة فيها
+لم تسمي نفسك شاعر المقاومة؟
المعروف عن الشاعر خليل أنه فتح عينيه على المقاومة، فواكبها منذ انطلاقتها حتى اليوم، وهو شاعر المقاومه بامتياز، وقد أطلق عليه الشهيد محمد سعد لقب شاعر المقاومة بعد عودته من معتقل أنصار حاملا قطعة من قماش الشادر وعليها قصيدته الشهيرة … “رساله الى أمي من معتقل انصار… فدهش الشهيد القائد محمد سعد وقبله في جبينه وقال له …أشهد أنك شاعر المقاومة…
وهكذا أصبح الشاعر خليل عجمي شاعر المقاومة بلا منازع، كيف لا وقد نظم فيها أكثر من خمسة آلاف بيت من الشعر وله فيها أكثر من عشرين نشيدا مشهورا منها:
نحن بركان تفجر
الشعب اشتاق أبا صدري…بدم الشهيد تحرر الأوطان..ناديتها قالت أمل…طليت يا قائد أمل…. بدم الشهيد تحرر الأوطان …نصرك هز الدني…الله أكبر حتى امن الحجر …يا قدس إني قادم…لولا عمامتك التحرير ما كانا…قومي فلسطين الحبيبة وانشدي…قسما بالله الجبار…بسم الله الصمد الأعظم
وغيرها من الأناشيد الملتهبة التي كان يرددها المجاهدون في حربهم ضد جيش الاحتلال في الثمانينات، ةحيث شن العدو الصهيوني على بلدة معركة أكثر من أربعين هجوما ما بين عامي 1982 و1985.
وقد ختمها العدو الصهيوني بتفجير حسينية البلدة، حيث كان من نتائجها استشهاد القائدين الشهيدين محمد سعد وخليل جرادة وكوكبة من الأخوة المجاهدين.
وهكذا صدح الشاعر خليل عجمي بقصائده المقاومة المندده بالاحتلال على جميع الاراضي اللبنانيه الى ان تم اعتقاله سنة 1984 واقتيد الى معتقل أنصار.
+حدثنا عن المهرجانات التي شاركت فيها…
لقد شارك الشاعر عجمي بأكثر من مئتي مهرجان في كل أنحاء لبنان، خصوصا في القرى السبع التي واجهت الاحتلال بالحجارة والزيت المغلي والعصي، وعلى رأسها أم القرى بوابة التحرير (معركة. أم القرى).
في عام 1987 رفض الشاعر عجمي دعوة تلقاها من وزارة الاعلام والتلفزيون الليبي للمشاركة في مهرجان الفاتح، وضحى مقابل رفضه للدعوة بخمسين مليون ليره لبنانية كان سيأخذها سلفا، ولكنه رفض كل الأغراءات التزاما بالنهج العظيم نهج الامام السيد موسى الصدر، لأن موسى الصدر في رأيه هو خط أحمر لا يمكن تجاوزه،
وعمامته هي الشمس التي حجبوها عن سماء لبنان…
في عام 1988 شارك الشاعر خليل عجمي في المؤتمر الشعري التاسع الذي أقامته المستشارية الثقافية في الجامعة العربية، وقد نال المرتبه الأولى والتقدير العالي من بين أربعين شاعرا اشتركوا في المهرجان، وذلك بقصيدته الشهيره المكتوبة بماء الذهب في مقام الامام الخميني في إيران، ومطلعها:
نعم لعينيك جرح الليل يبتسم
يا من بفوزك فاز العرب والعجم
نعم، إنها القصيدة التي دخلت التاريخ من بابه الواسع، وأصبحت على كل لسان وشفة، في كل أنحاء العالم الإسلامي..
الشاعر خليل عجمي مع المرحومة أمه العام ١٩٨٠
كما شارك الشاعر خليل عجمي في البرنامج الشهير(الأولون) وكان ذلك عام 1993و1994 في فقرة الشعر الارتجالي مع الشاعرين العملاقين الشيخ عباس فتوني والاستاذ بشاره السبعلي، فتألق الشاعر عجمي وذاع صيته على الصعيد العربي، لأن البرنلمج استقطب الملايين من ذواقة الشعر العربي، ونظرا إلى سطوع هذا البرنامج على الفضائيات، قال معد البرنامج أمين خزعل إن شعراء (الأولون) الأستاذ خليل عجمي والشيخ عباس فتوني والاستاذ بشاره السبعلي، هم مثلث القرن العشرين في شعر التحدي والارتجال على غرار جرير والأخطل والفرزدق.
+أين نشرت نتاجك… وما البرامج التي قدمتها؟
نشر الشاعر خليل عجمي المئات من القصائد في الصحافة اللبنانيه والعربية، ولا يزال يحتفظ بأكثر من مئتي مجله وجريدة منها.
كما أن الشاعر عجمي قدم ثلاثة برامج إذاعية، وهي:
شعراؤنا في الميزان ..عرائس الشعراء…الشعر المقاوم،
وبرنامجين لتلفزيون النبأ الفضائي وقناة المهدي الفضائية، وواحة الشعراء على قناة النبأ الفضائية، وكان البرنامج ثلاثين حلقة، وبرنامج عاشورائي على قناة المهدي، وهو عباره عن ثلاثة عشر حلقة، ومقابلات عديدة على قناة الزهراء.
أضف إلى ذلك مقابلاته التلفزيونية التي تزيد على المئة مقابلة وجميعها موجوده على اليوتيوب.
https://youtu.be/FRgl-P01kOc
مجلة إشكاليات فكرية مجلة ثقافية معرفية







