قراءة بقلم د. أنور عبد الحميد الموسى
«الضاد» الأم في مركبات النقص العربي واللاوعي الجمعي في ديوان «هياكل النرجس» للشاعر حسن مرتضى
قصيدة «نشال الصمت برحلة الإعراب» أنموذجا
(قراءة في قصيدة: «نشال الصمت برحلة الإعراب» للشاعر حسن مرتضى، من ديوان: هياكل النرجس، دار الحداثة، ط1، 2000…)
(.. والآن/من فضلك يا شابلن : إبدأ بإعراب كلمة ( فنهضنا )::::
ففففففففففففففففففففففففففففففففف)
فاء : ( فمٌ فاض بفنٍّ
وفريدٌ فطمته فريدة )…
وفريدة : أمٌ ٌُ حُرِمت من فاء العطف
كما حُرمت من عطف الأُم …
فتكون منها لغة الأُميين …
ومنذ تكوِّنها الأول
لم نعلم كم هي صارت
مؤمنةً بوجود الله
ومؤمنةً بوجود الشيطان
ومؤمنةً بوجود الأُمميين :
مساكين أبٍ
لا عاش ولا مات
ولم يولد بعد !!…
أبٌ : لا يؤمن إلا بالهوجاء
تهبُّ هبوب الأرياح ـ
تراباً ـ لحماً ـ ودماً ـ
وعظاماً أحجارا ــ
تتراكم صمتاً حجرياً
ليلاً ونهارا ــ ………
… وكما نحن الآن سكتنا …
…فتكاثرنا أصفاراً… أصفارا…
صفراً : يكبر منصوباً بالجر !!
وصفراً يكبر مرفوعاً بالجر !!
وصفراً يتفجر مجروشاً
في جرشٍ
تتجرجر برداً وسلاماً حٙباً للطير …
تٙنٙقّلنا جٙرجٙرٙةً — — — — — — —
في حالة تكسيرٍ دائمْ /!¡!¡!¡/
وتكبّرنا بالجفصين ———-:
صفراً يكبر كالتابوت =====
وصفراً يكبر كالبسكوت #####
أكاد أخالف جمجمتي /…
بصراحة :
لا أعرف شكل البسكوت !!!
فهل تسمح جمجمتي
أن تشرح كذبتها البيضاء ؟؟!!
وهل تاء التأنيث تٙوٙلّدٙ منها
جنسٌ آخر يُدعى :
(( تي ــ أن ــ تي ))؟؟!!
أصواتٌ خرساء … … …
تكاد تُفٙجِر صاعقها __ ..
نوبل … يا نوبل …
من فضلك أخبرني :
كيف تكوّن هذا البسكوت ؟؟!!..
يقولون: تكوّن من خمسة أحرفْ —
نُشِلٙتْ من بين حروف سبارتاكوس !!
–: بطلٌ مقتولٌ ———–
مفتولٌ كفتيلٍ منطفءٍ ——–
ليس له قبرٌ في اللغة العربية (—-)
كان يقود الثورةٙ بالفيلم
وكان الثوار جياعاً
يحتشدون بجمجمة الأرض
ويقتاتون النرجس والأعشابٙ البريّةٙ
ما يكفي تسكيتٙ الجوع………!!
تعجّبتُ لهذا الحشد الهائل
في الفيلم !!! :::::::::::::::
–: شعوب العالم لا تصلح إلاّ
( للكومبارس ؟؟!! )..
ما هذا الحشد على الشاشة ؟؟!!..
جمجمة الأرض كجمجمتي ؟!…
لا ينبت فيها غير الأعشاب ؟؟!!
أرى الأعشابٙ هنا
تنسج أثواب الأحجار
فلا أفكار ولا أشجار …
أرى لغةٙ الأعشاب كطبّاخٍ
يصنع أطباق الحلوى
ويرش بهارات الفلفل
فوق فُتاتِ النرجس !!!!!!!!!
أعجبني الحشد الهائل للكومبارس
وأذهلني التشخيص الرومنسيُّ :
لقد مر ّعلى الشاشة شخصٌ
يشبهني جلداً ملتصقاً بالعظم
مغٙطّى بالشاش وبالجفصين —
بلا لحمٍ !!
ويكاد من الميلان الرخوِ يكون
بلا عظمٍ !!!…
فهدرتُ عليه الدمعٙ المضحكٙ —
كدتُ أموتُ من الضحك…!
وبعد قليلٍ يصبح أكثر مني
شبهاً بي !!!…
هو ( شابلن ) !!!¡¡¡!!!_____
إرهابيٌّ كالخيط الأبيض _
مفتول العضلات اللغوية
يُعلن :
لا أتكلّم إلاّ صمتاً بالدارج والفصحى..
وغداً يشبه شخصاً آخر …
لكن الآخر لا يشبهني إلاّ
بالطول ( ¡ )وبالعرض ( –٠)
كأني صرتُ شعوباً تحت الأرض…
كأني في شبهي عبدٌ أبيض
معروضاً للبيع — على الشاشة :
غطيتُ بهِ هيكليٙ العظميّٙ////
شعوباً فوق الأرض
بلون الهنديِّ الأحمر …
وإذا بالخيط الأبيض ينفرْ ويُهدِِّدْ ؛
قال: أنا ألِفُ الأمر ..¡..
فأرعبني ! …
كدتُ أموتُ من الرعب ؛
فأسرعتُ وصرتُ أُبغبغ سطراً —
وأُبربر سطراً آخر …______
قلت : أنا لست أنا… ______
كنتُ أنا الغائب …
والغائب ليس أنا …______
بل هو رامز … _______
في رأس المتنبي …
والمتنبي مفقود
في بطن(لسان العرب)الموجود…
قال: أنا مثلك يا شابلن…
لكنّ أناي أنا ليست لي ؛
هي أُختُ لساني المعقود .!. :
كنتُ (( أبغبغ كالببراء ))
وصرتُ (( أُبربر كالببغاء )):
سأنشل من رأس رموزك
هذا الصمتٙ المزمن(…)#
نٙشٙلٙ البسكوتٙ من سبارتاكوس
ليبقى أبطال الفيلم عبيداً
وبلا رأسٍ … … …
داخٙ أبو الطيب
في رأس ابي الطيب …
قلت لهُ :
ما معنى هذا العمل الرمزيِّ
ألم يمُتِ المتنبي ؟؟!! ..
قال : بلى …
قلتُ:وكيف نمعنن هذا البسكوت؟؟.
قال : سكوتْ..
لم يتكلّمْ أحدٌ بغياب الباء …
(( وغاب عن الشاشة ))…
############## من ديوان :
هياكل النرجس