الأربعاء , أبريل 30 2025
الرئيسية / ابحاث ودراسات عليا / الثنائيات الضدية والصراع عند الشخصيات في ديوان الأطفال لسليمان العيسى ( دراسة في التحليل النفسي )

الثنائيات الضدية والصراع عند الشخصيات في ديوان الأطفال لسليمان العيسى ( دراسة في التحليل النفسي )

مخطط مهم للدراسات العليا بقلم زهراء السيد

الجامعة اللبنانية
كلية الآداب والعلوم الإنسانية
قسم اللغة العربية وآدابها
العمادة

الثنائيات الضدية والصراع عند الشخصيات
في ديوان الأطفال لسليمان العيسى
( دراسة في التحليل النفسي )

مشروع رسالة أعدّ لنيل شهادة
الماستر

في اللغة العربية وآدابها ( مسار أدبي)

إعداد: الطالبة زهراء خليل السيد
إشراف الدكتور أنور عبد الحميد الموسى
الرتبة : أستاذ مساعد

بيروت
العام الجامعي 2015-2016

التعريف بالموضوع ومسوّغات اختياره :
يخرج الطفل إلى هذه الحياة وهو صفحة بيضاء نقيّة لم تطبع عليها أيّ أفكار أو قيم أو مواهب. كما في قوله تعالى : ” والله أخرجكم من بطون أمّهاتكم لا تعلمون شيئاً “(1).
ثم بتأثير البيئة والظروف المحيطة بما فيها من مؤثرات جسمية وعقلية ووجدانية واجتماعية وتربوية , تتشكل ذات الطفل وتتفاعل وتتطور ممّا يبني شخصيته الفردية .
ومصطلح ” أدب الأطفال ” يعني الأدب الموّجه للصغار بالتعبير الإصطلاحي , فهو يتوجّه بصورة عامة إلى مرحلة الطفولة المحدّدة التي يُكتب لها , من دون أيّ اختلاف في روح الأدب نفسه . (2)
و” أدب الأطفال ” يشكّل مادة خصبة لبناء قوى الإبداع والإبتكار والموهبة لدى الطفل, ويفجّر الطاقات الكامنة لديه , تمهيداً لصياغة القدرة النقدية والتحليلية التي ينبغي أن يبدأ بالتسلّح بها وهو يواجه الحياة .
وتكمن أهمية أدب الأطفال في الوظائف المتعددة التي يؤدّيها منها :
الوظيفة الجمالية, والوظيفة النفسية والسلوكية , والوظيفة الاجتماعية والتربوية والتعليمية والترفيهية وغيرها .
لذلك, تُعدّ الكتابة للصغار من أصعب المهارات التي يتحلّى بها الكاتب, نظراً إلى المعايير التي تقوم عليها, ولكنّ الشاعر “سليمان العيسى” تمكّن من حسن استخدام تلك المعايير التي ساهمت في تطوير الوعي العاطفي للأطفال وتنمية مداركهم و خيالهم , ولا سيما في كتابه ” ديوان الأطفال ” الذي يحتوي على أناشيد تشكّل كنزاً ثميناً في تنشئة الطفل , واستطاع الشاعر من خلالها أن يختصر تجاربه الإنسانية والقومية والاجتماعية والأسرية بأسلوب غاية في الإحكام والدّقة والشفافية.
نذر الشاعر ” سليمان العيسى ” قلمه وإبداعه ووهب عطاءه للطفل العربي أينما كان. فامتطى صهوة الأناشيد, وراح يصول ويجول في حدائق الشعر بكل حرية معتمداً الأسلوب الرقيق والسهل ومستخدما أعذب الإيقاعات التي تدخل وجدان الطفل .
فابتكر أجمل الأناشيد التي جمعت بين الفضائل العظيمة والقيم الكبرى , فلم تكن كتاباته عبثية , إنما كانت ذات وظائف نفسية تظهر من خلال ما تقوم به من تحليل و ضبط لانفعالات الطفل ومشاعره, ظهرت من خلال تماهي الشاعر مع شخصيات قصائده وإبراز آرائه القومية وغيرها.
___________________________
1- سورة النحل, الآية 78
2- الموسى , أنور عبد الحميد , أدب الأطفال فنّ المستقبل , دار النهضة العربية ,بيروت, ط1, ص 9
ويلاحظ في هذا السياق, أنّ هناك موضوعات مهمة لم تعالجها الدراسات التي تناولت أعمال سليمان العيسى , منها موضوع ” الثنائيات الضدية في شعره والصراع عند الشخصيات ” ولا سيما في ديوان الأطفال .
وتكمن أهمية هذا الموضوع في كونه يعالج مسألة الثنائيات الضدية والصراع في دواخل الشخصيات في قصائد سليمان العيسى استناداً إلى المنهج التحليلي النفسي.
آية ذلك, أنّ أناشيد سليمان العيسى مفعمة بوظائف سلوكية ونفسية, تجعل الطفل العربي المهمَل يعي الفضائل العظيمة والقيم التي يجب أن يتحلّى بها الإنسان عموماً , فينعكس ذلك على نفسيته وفكره, فالشاعر يعي بأنّ نهضة الأمّة تبدأ من الاهتمام بالطفل فكرياً ووجدانياً, وأنّ المجتمع الذي يخاصم أطفاله لا يمكن له أن يصالح المستقبل .
لذلك اعتمد الشاعر أسلوب الأناشيد التي تُعدّ من أكثر أنواع الأدب سهولة وقرباً من وجدان الطفل.
انطلاقاً ممّا تقدّم, قد يكون من المجدي الغوص في خفايا الشخصية في الديوان وتسليط الضوء على بؤرة الصراع ومدى تماهي الشاعر مع الشخصيات , بحيث غمس قلمه في أصعب أنواع الفنون الأدبية التي تجعله مقيّداً بضوابط نفسية وتربوية واجتماعية لا يمكنه تجاوزها .
وتنبع أهمية الدراسة أيضاً, من كونها تسلّط الضوء على نتاج رائد من روّاد أدب الأطفال وفاق المنهج النفسي, حيث ظل حتى السنوات الأخيرة من حياته يكتب بروح الطفل وعقله في حين أنّ آخرين لم يعطوا لأدب الأطفال تلك العناية , لنحصل في نهاية الأمر على ديوان كامل من الشعر الذي يُعدّ متفرّداً من جهة الأسلوب والفكرة , ويتضمن أكثر من مئتي قصيدة امتلكت جميعها ميزات الكتابة الجديدة والمختلفة للطفل, وهي بلا شك تتسع للكثير من الدراسات السيكولوجية نظراً إلى قربها من واقع الطفل وأحلامه وأمانيه.
كذلك, فإنّ أدب الأطفال عند الشاعر سليمان العيسى عموماً , و ديوان الأطفال على وجه الخصوص يُعدّ وسيطاً تربوياً , يتيح الفرصة أمام الأطفال لمعرفة الإجابة عن أسئلتهم واستفساراتهم, ومحاولات الاستكشاف, واستخدام الخيال وحب الإستطلاع وإيجاد الدافع للإنجاز , من أجل مزيد من المعرفة لأنفسهم وبيئتهم , فينّمي بذلك سمات الإبداع لديهم.
وتبرز أهمية الموضوع , من خلال طبيعة العلاقة بين الأدب وعلم النفس, وتأكيد ما جاء به فرويد أنّ اللاوعي أساس الحياة النفسية , لأنّه يختزن جميع الدوافع المكبوتة والرغبات المقموعة منذ الطفولة, إذ تتسم بالنمو والاضطراب والانفعالات , وتحاول الظهور بأشكال شتّى إلى منطقة الشعور, فتتخذ أقنعة ورموزاً ملونة , أكثرها أهمية الحلم والإبداع شعراً أكان أم نثرا.
وما تهدف إليه الدراسة أيضاً, هو تزويد المكتبات العربية والجامعية, بدراسة تتناول أدب شاعر عربي مجيد , لم تُكشف بعد جوانبه النفسية .
واختياري لهذا الموضوع , كان نتيجة لحبّ شعر الأطفال بشكل خاص, و رغبة مني في سبر أغوار ” ديوان الأطفال” الذي بنظري يشتمل على الكثير من القيم والمعايير التربوية والتثقيفية التي من خلالها يتم بناء شخصية الطفل على النحو السليم.
أهداف الدراسة :
تهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على الثنائيات الضدية والصراعات التي رسمها الشاعر سليمان العيسى في قصائده , وإلى الكشف عن المكنونات النفسية التي كانت مصدراً للإبداع في نتاج الشاعر .
كذلك تقديم دراسة عن أديب من رواد أدب الأطفال , لم يتم التطرق إليها من قبل, ومعالجتها وفاق المنظور النفسي.
وممّا يضاعف من أهمية الدراسة , أنّ أدب الأطفال أصبح في عصرنا اليوم يشغل مكانة خاصة, نظراً إلى ما يقدّمه في مجال تربية الطفل وتنشئته وتعليمه تربوياً واجتماعياً ونفسيا وأخلاقيا..
وأناشيد الأطفال عند سليمان العيسى شكّلت جزءًا مهمّاً من ثقافة الطفل, ورافداً مميّزا للعملية التربوية , وهي جزء من أدب هادف له أسس ومعايير تسعى إلى تكوين شخصية متكاملة لطفل يستطيع أن يتحمّل أعباء الحياة ويواجه التحدّيات ويدرك علاقته بكل ما يحيط به في المجتمع والوطن ككلّ.
فالشاعر لم يقصد بكتاباته الأثر الفني فحسب, إنّما كتب الأناشيد :
لكي يحبّ الأطفال لغتهم
لكي يحبّوا وطنهم
لكي يحبّوا الناس و الزهر و الربيع و الحياة (1)
وانطلاقا من أهمية ما كتبه الشاعر العيسى, كان من الضروري كشف خبايا هذه الأناشيد وإبراز الوظائف السيكولوجية المخفية بين كلماتها .
الإشكالية :
تتمثّل الإشكالية في هذه الدراسة في محاولة الكشف عن الثنائيات الضدية وصراع الشخصيات في أناشيد العيسى في كتابه ديوان الأطفال .
فالشاعر من خلال هذه الأناشيد استطاع أن ينقل تجربته للصغار, وللكبار عبر الصغار, وتمكّن من المزج بين عالمين : العالم المحسوس القريب الذي يعيش الطفل فيه , وعالم الخيال والأحلام _________________________
1- العيسى ,سليمان, ديوان الأطفال, دمشق, دار الفكر, 1999, ص 10-1
البعيدة, فخيال الأطفال خصب وهو يشغل جزءًا كبيرا في حياتهم, لذلك لا يريد الشاعر أن يبقى بعيداً منه, فأطلق العنان لمخيلته من خلال الصراع والتماهي مع الشخصيات, متطرّقاً إلى إبراز ما يعاني منه الطفل العربي من إهمال وإحباط وغياب السلام الذي يحتاجه لبلورة حياته النفسية والاجتماعية .
من هنا تُطرح الأسئلة الآتية : ما البواعث النفسية وراء هذه الصراعات ؟ ولمَ تتغلغل الثنائيات الضدية في قصائده ؟ وما هي الوظائف النفسية والسلوكية لهذه الثنائيات ؟ وهل أجاد الشاعر في مخاطبة ذهن الطفل والتأثير فيه ؟ وكيف حاول الشاعر التماهي مع الشخصيات ليحقق هدفه ؟ وإلى أي مدى تمكّن الشاعر من إظهار مشاعره ورغباته المكبوتة التي بلورها في الأناشيد؟ هذه الأسئلة وغيرها , تحاول الدراسة الإجابة عنها , من خلال المنهج التحليلي النفسي.
الفرضيات :
تحاول هذه الدراسة الكشف عن الثنائيات الضدية في ديوان الأطفال, وإبراز مكنونات الشاعر التي تشكلت نتيجة تأثره بالمجتمع الذي عاش فيه أسوأ الأيام, ما دفعه إلى الكتابة للصغار, وإظهار مدى معاناته ولجوئه إلى التماهي مع الشخصيات في قصائده , من هنا تطرح الفرضيات التالية :
• لعلّ الشاعر استخدم الثنائيات الضدية لإبراز حالته النفسية ومشاعره ومواقفه القومية .
• ربما أراد الشاعر تنبيه الكبار لمعرفة أسس التنشئة الصحيحة للصغار عبر تبيان الوظائف النفسية والسلوكية للأناشيد .
• قد تكون القيم التي بثّها في الديوان قيماً عربية موروثة اكتسبها من تكوينه القومي وهدف إلى إعادة إحيائها بقالب تربوي يقوم على الوظيفة السيكولوجية التي تنمّي شخصية الطفل وتحاكي عالمه .
• لعلّ لجوء الشاعر إلى التماهي مع الشخصيات, كان الوسيلة الأنسب للوصول إلى وجدان الأطفال وسبر أغوار نفسيته .
هذه الفرضيات وغيرها تسعى الدراسة إلى الإضاءة عليها وفاق المنهج التحليلي النفسي.
المنهج:
شكّلت الذات الإنسانية وما يصدر عنها من إنتاج أدبي, اتجاهاً رئيسا لدراسة النصوص الأدبية ونقدها , ونجد أنّ العنصر النفسي يبرز في النص الأدبي, فهو استجابة معينة لمؤثرات خاصة , وهو بهذا عمل صادر عن القوى النفسية, ومن طريق علم النفس نعرف أيضاً دلالة النص الأدبي على نفسية صاحبه.(1)
_________________________
1- المرسي, وجيه , الإتجاه النفسي في تعليم الأدب.نشرت في 29 مايو 2011,
Kenana online .com / users/ wgeehelmorssi/ posts
وهذه الدراسة تتطلب اعتماد منهج يتيح للكلمات والشخصيات أن تتكلّم , ففي ديوان الأطفال لا شيء يعرّفنا إلى ذات الشاعر سوى كلماته , وتؤكد هذه الدراسة أنّ الصورة الأدبية في الديوان ليست للزينة فقط, إنّما تحمل أبعاداً مضمرة ورموزاً تشير إلى خبايا نفسية , تلك الصورة الجميلة التي ستبقى مع الطفل طيلة حياته, التقطها الشاعر من واقع الأطفال تارةً , وتارة أخرى من أحلامهم وأمانيهم البعيدة.
فكان المنهج التحليلي النفسي هو الأنسب, لما يقوم به من تتبّع لحياة الأديب وإيجاد العلاقة بين هذه الحياة في أدق تفاصيلها وبين ما يبدعه من أدب, فهو يعتمد على التحليل وتهمّه الإشارات والألفاظ الموحية ليستطيع التوصّل من خلالها إلى العقد الدفينة وتفسير النص وفق هذه المكتشفات. (1)
كذلك يركّز هذا المنهج على أثر الطفولة في بلورة شخصية الفنّان, إذ لا يمكن تجريد السلوك في مراحل الحياة كافة عن تأثيرات الخبرات في مرحلة الطفولة , وتبرز نواتج هذه الخبرات في إبداعات الفنانيين والأدباء , ويكون اكتشاف صور هذه الخبرات التي تظهر رموزها في العمل الإبداعي واسطة لتحليل العمل وفهمه. (2)
ويرى فرويد أنّ التشابه بين الحلم والإنتاج الشعري يعود إلى كونهما ينبعان من مخزون اللاشعور, ومن الخيال و التخييل , وبما أنّ الحلم هو بالضرورة حامل لمعانٍ ودلالات عميقة , ومشاعر وتناقضات أو صراعات خفية , تتستر غالباً وراء مكنونات وتركيبات وأقنعة ظاهرة خارجية, تكون علاقتها بالداخل الخفي, كعلاقة الوعي والإدراك باللاوعي والتخييل أو الحلم, ولذا فإنّ منهج علم النفس التحليلي للأدب يهدف بالدرجة الأولى إلى إزالة هذه الأقنعة و تقصّي ما تخفيه وراءها . (3)
فالصراعات و الثنائيات الضدية التي تتضمنها قصائد سليمان العيسى, لها وظائف سيكولوجية ونفسية متعددة, من حيث علاقتها ببنية الشخصية لدى الطفل ( الهو, والأنا, والأنا الأعلى ), فضلاً عن العقد والكبت والدوافع .
كذلك فإنّ تلك الصراعات والثنائيات تخفف أحزان الطفل وتبعث في نفسه الطمأنينة , فضلاً عما تقدّمه من متعة للمتلقي في أثناء القراءة , تلك المتعة التي تنتقل إليه من المبدع .
__________________________
1- المرسي, وجيه , الإتجاه النفسي في تعليم الأدب.نشرت في 29 مايو 2011,
Kenana online .com / users/ wgeehelmorssi/ posts
2- الموسى, أنورعبد الحميد, علم النفس الأدبي, دار النهضة العربية,بيروت, ط1 ,2011 , ص 45 – 46
3- نعمة , رجاء , صراع المقهور مع السلطة , ص 14

فالمنهج النفسي استطاع أن يقدّم لنا شيئا عن سيكولوجية التذوق الفني, خصوصا حين اعتبر فرويد أنّ المبدع عليه أن يتجاوز تجربته الذاتية ليقدّم تجربة عامة , يجد فيها القارئ ما يحقق له المتعة من دون الشعور بالحياء أو الذنب, أي يجد رغباته وخيالاته مجسدة في تلك التجربة . (1)
وتستدعي هذه الدراسة استخدام المصطلحات والمفاهيم النفسية كالكبت والتماهي والتسامي وغيرها.
وتعرض آراء علماء النفس أمثال إدلر الذي يؤكّد في نظريته أنّ عوامل الكبت و العصاب لا تنحصر في رواسب الماضي, إنّما ترتبط بالنزعة الغائية التي توجّه المرء نحو غاية ما . (2) ويونغ الذي يؤكّد أهمية اللاشعور الجمعي الذي هو نتاج خبرة بشرية راكمتها الحياة الإنسانية خلال آلاف السنين.
كذلك لا بدّ من الإطلاع على نظرية بودوان الذي نبّه إلى دور الذاكرة والمكبوتات الطفولية في تفجير الصراع, وانعكاس ذلك على النتاج الشعري, أمّا مورون فلم يقف عند فرضيات التحليل النفسي ذاتها, إنّما تجاوزها إلى تنوير الآثار الأدبية وخلق قراءة جديدة لها, وفنّ القراءة التي يقوم عليها منهج النقد النفسي عنده .
والشاعر سليمان العيسى غطّى الكثير من نواحي الحياة, فهو لم يغفل البيئة بكلّ أنواعها ولا الحياة الاجتماعية المحيطة بالطفل ولا النضالات القومية التي قام بها الشعب العربي. والطفولة جزء من حياة الشاعر الإبداعية, لم تقف عند مرحلة التعبير بالكلمة, إنّما جاء هذا التعبير مكملاً بنضال ومعاناة ومعايشة له خلال عمر مديد وحياة مليئة استفادت من قطار الأطفال الذي جاب الوطن العربي من المحيط إلى الخليج. لذلك, كان لا بدّ من اعتماد المنهج التحليلي النفسي لأنه المرآة التي تعكس ما يدور في فلك الديوان من صراعات وخبايا نفسية مليئة بالانكسارات والمآسي .
ولا بدّ من الإشارة إلى دور الأسرة وعلاقاتها في تكوين شخصية الطفل, فالصراعات العاطفية والمآزم النفسية تنتقل للفرد بفضل التماهيات والإسقاطات المتبادلة بين الآباء والأبناء (3) , ولعلّ هذا ما تستعين به الدراسة متطرقة إلى نظريات ومفاهيم كلّ من فرويد وإدلر ويونغ وغيرهم.

_________________________
1- فرويد, الهذيان و الأحلام في الفن ص 9
2- الموسى, أنور عبد الحميد , علم النفس الأدبي , دار النهضة العربية , بيروت, ص 72
3- الدروبي, سامي, علم النفس والأدب, دار المعارف, القاهرة, ط2, ص 220

نقد المدوّنة :
” ديوان الأطفال ” للشاعر سليمان العيسى, يُعدّ مدوّنة الدراسة, وصدر هذا الديوان عن دار الفكر في دمشق العام 1999, ويتألّف من 756 صفحة, ويُعدّ هذا الديوان متفرداً من جهة الأسلوب و الفكرة, ففيه أكثر من مئتي قصيدة امتلكت جميعها ميزات الكتابة الجديدة والمختلفة للأطفال. وقد جمع فيه الشاعر الكثير من الموضوعات على شكل أناشيد لقيت صدىً واسعاً لدى الكبار والصغار , واستقبلتها الكتب والمجلات والبرامج الإذاعية والتلفزيونية.
ويضمّ الديوان أيضاً , القصص والمقطوعات الحوارية التي ينطوي كلّ منها على فيض من القيم والموضوعات, وفيه يتوجّه الشاعر للصغار, لأنّهم أجيال المستقبل, يخاطبهم بأسلوبه لإزالة الآثار السلبية لمحيطهم, ويدفعهم إلى استخدام مواهبهم وتعزيز إمكاناتهم , والتغني بالقيم التي تعزّزها.
فالشاعر يحبّ الصغار كما أحب القومية العربية والثائر العربي والبعث العربي وكلّ ما يتعلق بالعرب مجداً وحضارة واستنهاضاً للماضي من أجل الحاضر. وفي مقدمة الديوان يتوجه الشاعر إلى الكبار ليدعوهم إلى تنشئة الصغار على الوجه السليم, لكي لا يعيشوا ما عاشه أجدادهم وآباؤهم من معاناة ومآسٍ وحزن , ولكي يتمكّن هؤلاء الكبار من غرس قيم حبّ الوطن وحبّ اللغة والحياة في قلب كل طفل عربي وفكره.
دعوا الطفل يغنّي
بل غنّوا معه أيّها الكبار
إنّ الكلمة الحلوة الجميلة التي نضعها على شفتيه هي أثمن هدية نقدّمها له
لكي يحبّ الأطفال لغتهم
لكي يحبّوا وطنهم
لكي يحبّوا الناس و الزهر و الربيع و الحياة
علّموهم الأناشيد الحلوة
اكتبوا لهم شعراً جميلاً (1)
وتشكّل الأناشيد القسم الأكبر من الديوان , وقد عبّر الشاعر فيها عن الكيفية التي يتمّ من خلالها إنماء الكائنات البشرية الصغيرة, بحيث تصبح راشدة فعّالة, ومساعدتها على استخدام قواها الذاتية وتنميتها باكتساب المعارف الضرورية وممارسة الهوايات والقيم الإيجابية وإقامة
_________________________
1- العيسى , سليمان , ديوان الأطفال , ص 10-11

العلاقات البنّاءة, والتوصّل في النهاية إلى فهم ذاتها وتقديرها وفهم العالم الذي يحيط بها, والتلاؤم معه .
ولإلقاء الضوء على ما يجسّده الديوان من قيم ومعارف ومشاعر وصراعات ومثل وآمال, وُزّعت الأناشيد على النحو التالي:
• العالم الشخصي للطفل, وهو قسم يضمّ الأناشيد التي تتحدث عن أسماء الأطفال ومنجزاتهم وهواياتهم .
• عالم المدرسة واللعب, بحيث يشكّل اللعب وسيلة للتعلّم إذا ما نظرنا إلى الناحية الإيجابية منه, خصوصاً في مرحلة الطفولة .
• عالم الطبيعة, بما تحويه من فصول , ونجوم وشمس وقمر وماء ونبات وحيوان .
• عالم الإنسان, بدءًا من الأسرة وانتهاءً بالمجتمع الإنساني الكبير.

هذه القصائد التي نظمها الشاعر سليمان العيسى, ليست أدباً للترفيه فحسب, إنّما تشتمل أيضاً على أبعاد أخرى, يهدف الشاعر من خلالها إلى المساهمة في وضع أساس يقوم عليه التكوين العقلي والعاطفي للأطفال , و كذلك الشباب, عبر تنمية مداركهم العقلية وخيالهم وتعزيز الشعور بالجمال لديهم.
واختياره لهذا النوع من الأدب, لم يكن وليد صدفة, بل كان إدراكاً منه بضرورة تحضير الجيل السليم عبر تنشئة صحيحة من أجل النهوض بالأمة , بحيث سخّر طاقاته اللغوية وتجاربه لإنتاج هذا النوع من الشعر الذي يلقى رواجاً ويترك أثراً جميلاً في نفوس الأطفال ووجدانهم.

نقد المراجع:
لم يحظ ” ديوان الأطفال ” للشاعر سليمان العيسى بالدراسات النفسية للشخصية, على الرغم من أهمية ما يتضمنه من قصائد تنوعت بين القومية والتربوية والاجتماعية والتعليمية , باستثناء بعض الدراسات التي تناولت الحديث عن القيم في هذا الديوان, وبعضها الذي تطرق إلى قراءة الديوان بشكل عام. ومن تلك الدراسات :
• قراءة في ديوان الأطفال للشاعر سليمان العيسى , بقلم غسان كلاس الذي يرى أنّ الصورة عند العيسى تمتلك قدراً كبيراً من الدهشة, حيث لا تكلّف في نصوصه التي تستقرّ مباشرة في الذهن من دون عناء.
• سليمان العيسى , الشاعر الرؤيا والرؤية , بقلم محمد بن زيان.
وهذه الدراسات تنوّع الحديث فيها عن ديوان الأطفال, بين حديث عن المستويات التي استخدمها الشاعر في مخاطبة ذهنية الطفل وحديث آخر عن العناصر التي تتوافر في النشيد الذي يكتبه الشاعر للصغار من لفظة رشيقة, وصورة شعرية وفكرة نبيلة ووزن موسيقي, هذه العناصر التي يصعب جمعها في آن واحد, لكنّ الشاعر أبدع في جمعها .
لكن لم يكن من بين الدراسات ما ألقى الضوء على الثنائيات الضدية والصراعات في قصائد الديوان . لذا تأتي هذه الدراسة كي تسبر أغوار الشاعر من خلال ما كتبه قلمه من كلمات وما أرساه وجدانه من إحساس, وفاق منهج تحليلي نفسي .
ومن المراجع التي تعتمد عليها الدراسة هي :
• أدب الأطفال فنّ المستقبل, للدكتور أنور عبد الحميد الموسى, يقع الكتاب في 688 صفحة, وهو صادر عن دار النهضة العربية, ويتحدّث فيه الكاتب عن مفهوم أدب الأطفال وعلاقته بالثقافة , وتطور هذا الفن عالمياً و عربيا , كذلك توقف عند موضوع الطفل من منظور علم النفس التربوي والاجتماع , ووظائف هذا الأدب, مع الإشارة إلى الأجناس والأنواع الأدبية في أدب الأطفال, ليخلص إلى تبسيط هذا الأدب وعرض نماذج منه .
وكان هذا الكتاب مرجعاً مفيداً جداً للدراسة, لما يحويه من معلومات واسعة عن علاقة الطفل بالثقافة والمجتمع ورأي علم النفس في تكوين شخصية الطفل .
• علم النفس الأدبي, للدكتور أنور عبد الحميد الموسى, يقع الكتاب في 352 صفحة , وهو صادر عن دار النهضة العربية, يقوم على فكرة اعتبار علم النفس الأدبي بمنزلة منهج سيكولوجي في قراءة الأعماق, وفيه يعرض الكاتب نظريات مختلفة للعديد من علماء النفس.
• نص القارئ المختلف وسيميائية الخطاب النقدي, للدكتور نبيل أيوب, يقع الكتاب في 335 صفحة, وهو صادر عن مكتبة لبنان ناشرون, وفيه يتناول الكاتب مناهج النقد المتعددة, النفسي, والسوسيولوجي, والموضوعاتي, والوجودي, والتفكيكي.
• علم الاجتماع الأدبي , للدكتور أنور عبد الحميد الموسى, يقع الكتاب في 385 صفحة, وهو صادر عن دار النهضة العربية, يتحدث فيه الكاتب عن المنهج السوسيولوجي وتطوره وأبرز روّاده, ويحدّد ميادين علم الاجتماع الأدبي واتجاهاته.

مخطط البحث :
بناءً على ما سبق, وُزّعت مواد البحث على ثلاثة فصول بعد المقدمة.

المقدمة: تطرح أهمية الموضوع و أسباب اختياره و إشكاليته و منهجه…
الفصل الأول : الوظيفة السيكولوجية في أناشيد الأطفال لسليمان العيسى

أ‌- دور الأناشيد في التوفيق بين متطلبات الشخصية( الأنا والهو والأنا الأعلى )

1- مؤشرات مرحلة الكمون في أناشيد العيسى
2- حلّ المآزم الأوديبية والجنسية في أناشيد العيسى
ب‌- الوظائف العلاجية وحلّ المآزم النفسية في أناشيد الأطفال عند العيسى

1- البواعث النفسية وراء الصراعات عند الشخصيات
2- الوظيفة العلاجية ونزع التوتر النفسي في الأناشيد

الفصل الثاني: الثنائيات الضدية عند العيسى سبيل لحل المآزم النفسية
أ‌- مخاطبة ذهن الطفل والتأثير فيه

1- الوظائف السلوكية والنفسية في الأناشيد
2- وظيفة تحقيق الذات في بعض الأناشيد

ب‌- وظيفة تعزيز القيم في أناشيد العيسى و أثرها في تأجيج الصراعات

1- ثنائية الوضوح و الغموض , و ثنائية المحسوس و المعقول وأثرهما السيكولوجي
2- ثنائية الواقع والحلم , و ثنائية الحقيقة و الخيال و مركبات النقص

الفصل الثالث : الثنائيات الضدية والصراع في المظاهر الفنية والإبداعية في أناشيد العيسى
أ‌- الثنائيات الضدية والصراعات في المظاهر الإيقاعية وأثرها في التسامي

1- التكرار والموسيقى ودلالاتهما النفسية في أناشيد العيسى
2- مظاهر الطباق والسجع ووظائفها السيكولوجية في أناشيد العيسى

ب‌- الثنائيات الضدية والصراع في المظاهر اللغوية والبيانية ودلالاتها النفسية

1- الحقول المعجمية والألفاظ ودلالتها السيكولوجية
2- تنوع الصور الشعرية ودلالتها النفسية

الخاتمة: تلخّص ما توصّل إليه البحث من نتائج وتوصيات …
لائحة أولية بالمصادر و المراجع :
أ‌- المصادر العربية :

• القرآن الكريم
• العيسى, سليمان, ديوان الأطفال, دار الفكر , دمشق , ط1, 1999

ب‌- المراجع العربية:

• إسماعيل, عز الدين, التفسير النفسي للأدب, مصر, مط, دار المعارف, لا ,ط, 1963/ 1383
• أشتي, شوكت, القيم الإجتماعية في أدب الأطفال, دار النضال, مط تكنو برس, بيروت, ط1, 1999
• الحديدي, علي, في أدب الأطفال, القاهرة مكتبة الأنجلو المصرية, 1976
• الدروبي, سامي, علم النفس والأدب, دار المعارف, القاهرة, ط2, 1981
• الطفيلي, امتثال زين الدين, علم نفس النمو من الطفولة غلى الشيخوخة, دار المنهل اللبناني, بيروت, ط1, 2004
• العناني, حنان عبد الحميد, أدب الأطفال, دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع, عمان, الأردن, 1996
• الموسى, أنور عبد الحميد, أدب الأطفال فن المستقبل, دار النهضة العربية, بيروت, 2010
• الموسى, أنور عبد الحميد, علم النفس الأدبي ( منهج سيكولوجي في قراءة الأعماق) , دار النهضة العربية, بيروت, ط1 , 2011
• الموسى, أنور عبد الحميد, علم الإجتماع الأدبي, دار النهضة العربية, بيروت, ط1 , 2011
• أيوب, نبيل, نص القارئ المختلف وسيميائية الخطاب, مكتبة لبنان ناشرون, بيروت , ج2, 2011
• جعفر, عبد الرزاق, الطفل والشعر ” دراسة في أدب الأطفال”, دار الجيل , بيروت, 1992
• حقي, ألفت, علم نفس النمو, دار المعرفة الجامعية , الإسكندرية , 1992
• داوود, أنس, أدب الأطفال : في البدء كانت الأنشودة, دار المعارف, الإسكندرية, 1993
• سليم, مريم, أدب الأطفال وثقافته , دار النهضة , بيروت , ط1, 2001
• سويلم, أحمد, أطفالنا في عيون الشعراء, دار المعارف ( سلسلة إقرأ), القاهرة , ط1, 1987
• عباس, فيصل, الطفل : النمو النفسي والانفعالي للطفل, دار الفكر اللبناني , بيروت , ط1 , 1997
• كيوان, عبد العاصي, القيم الإنسانية في أدب الأطفال, مك. النهضة المصرية, القاهرة , ط1 , 2003

ج- المراجع المعرّبة :

• الفلسفي, محمد تقي, الطفل بين الوراثة و التربية , تر. فاضل الحسيني الميلاني , شبكة الفكر , ج1
• تاكر, نيكولاس , الطفل و الكتاب , دراسة أدبية نفسية, تر. مها حسن بحبوح, منشورات وزارة الثقافة في الجمهورية العربية السورية , دمشق , 1991
• فرويد , محاضرات جديدة في التحليل النفسي, تر. جورج طرابيشي, دار الطليعة , بيروت, ط2, 1998
• فرويد, سيغموند, الموجز في التحليل النفسي, تر. سامي محمود علي و عبد السلام القفاش, دار المعارف , مصر
• فرويد, سيغموند, الهذيان والأحلام في الفن, تر. جورج طرابيشي, دار الطليعة , بيروت , ط1, 1978
• فرويد وإدلر ويونغ, مدارس التحليل النفسي, تر. وجيه أسعد , المقدمة بقلم كوليت شيلان, منشورات وزارة الثقافة , دمشق , 1992
• لابلاش جان . وج ب بونتاليس, معجم مصطلحات التحليل النفسي, تر. مصطفى حجازي, الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع , لبنان , ط1 , 1985

د- المراجع الأجنبية :
• Anna Freud. Adolescence – psychoanalytic study of the child 1985
• Anna Freud. Le moi et les mècanismes de dèfense New York International university press . 1946 . Paru . 1936
• Bagache . Daniel .L. Unite de la psychologie. P.U.F. Paris 1949
• Barsky Robert, avec col, Dominique Fortier , Intorduction a lathèoric , Press de l’ universitè du Quèbec, 1997
• Erikson E . Idendiy and the life cycle . Pshchological issues . 1. International universities press . New York . 1959
• Fisher ,Robert . (2001), Teaching Children to Think , Nelson Thornes Ltd. United Kingdom
• Hegel,principles, de la philosophie du droit , Tr.A.Kaan , Paris, 1983, Ed.Gallimard
• Hegel,science de lalogique, Tr.Jan Kèlèvitch , paris, 1971, Aubier A- Logique de letere , B- logique de lessence, C- logique du concept
• Roback (A.A) : The psychology of literature : cf. present-day psychology . Ed Roback. Peter Owen . London 1958

هـ- الدراسات الإلكترونية :
• أبو عجامة, سامية, شعر الأطفال عند سليمان العيسى, جامعة محمد خضير, 2009
• الحوامدة, محمد فؤاد. و السعدي, عماد توفيق, فاعلية أناشيد الأطفال وأغانيهم في تنمية مهارات التعبير الشفوي , مجلد 42, ع 1 . 2015
• حوري, عائشة , أثر أغاني الأطفال في تكوين لغة الأطفال, جامعة حلب, كلية التربية 2007
• دكاك, أمل , قيم حقوق الطفل في أغاني الأطفال , جامعة دمشق , 2008

و- الدوريات :
• بغداد, مصطفى , حقوق ثقافة الطفل, مجلة دعوة الحق, العدد 233, 1983
• بركات, فاتن سليم, القيم في قصص الأطفال , كلية التربية, مجلة جامعة دمشق, المجلد 26, العدد 3, 2010
• حقي, ألفت, ثقافة الطفل, مجلة عالم الفكر, العدد 3, الكويت 1979

فهرس المفاهيم والمصطلحات:
إنّ طبيعة الموضوع المرتكز على البواعث النفسية تتطلب الإلمام بمنهج التحليل النفسي وببعض مصطلحاته, فضلاّ عن كلمات مفاتيح أخرى منها :
• أواليات الدفاع: وهي عبارة عن آلية الدفاع عن الذات, وهي رد فعل يستهدف الحفاظ على توازن الأنا, أي الدفاع عن التكامل النفسي .(1)
• الكبت : عملية نفسية لا واعية , تطرد بواسطتها نزوات معينة, وكل ما يرتبط بها من انفعالات و خبرات. أي أنها تطرد إلى اللاوعي أي تصوّر أو انفعال وإحساس لا يتلاءم مع الجهاز النفسي . (2)
• النكوص: أي الرجوع إلى سلوك أكثر بدائية, فهي عملية ارتداد إلى الوراء, والعودة إلى أساليب سابقة في التصرف مرتبطة بمرحلة من العمر قد تجاوزناها, وهو ما يرجع إلى الضغوطات التي يعاني منها الفرد في حالته الراهنة . (3)
• التسامي: من أواليات الدفاع ضد النزوات, إذ تسمح بتحريف الطاقة الجنسية أو العدوانية نحو أهداف سامية لها قيم إجتماعية أو رياضية أو فنية.. (4)
• التماهي : بوساطة هذه الأوالية, نتمثل بشكل غير واع, نموذجاً لكي نشبهه والتماهي مهم جدا من أجل تشكيل الشخصية ونموها, فهو يبدأ بداية مع الأهل, ثم يبحث الفرد عن نماذج أخرى. (5)
• الهو: منبع الطاقة الحيوية والنفسية التي يولد الفرد مزوّداً بها ويضم الغرائز والدوافع الفطرية : الجنسية والعدوانية ويسيطر على نشاطه مبدأ اللذة والألم. (6)
• الأنا: مركز الشعور والإدراك الحسي الخارجي والداخلي والعمليات العقلية, ويتكفل بالدفاع عن الشخصية .(7)
• الأنا الأعلى: هو آخر منظمات الجهاز النفسي تكوّناً, حيث يتمثل الطفل ويستبطن علاقته بالوالدين اللذين يعاقبانه عندما يتجاوز الحدود التي يرسمها الواقع, فالأنا الأعلى يعبّر عن الوعي الأخلاقي والإجتماعي للفرد.(8)

_________________________
1- الموسى, أنور عبد الحميد, علم النفس الأدبي, دار النهضة العربية , بيروت, ط 1, 2011, ص 115
2- م.ن.ص 115
3- م.ن.ص 115
4- م.ن. ص 116
5- م.ن.ص 116
6- م.ن ص 109
7- م.ن. ص 109-110
8- م.ن. ص 111

الاختصارات و الرموز :

ص: صفحة

ع: عدد

م.ن: مرجع نفسه

أ.د: الأستاذ الدتور

ط: طبعة
تح: تحقيق

هـ : هجري
تر: ترجمة

م: ميلادي P: page
مط: مطبعة
مك: مكتبة

م.س: مصدر سابق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.