الثلاثاء , نوفمبر 4 2025
الرئيسية / الأدب المنتفض / فيروزيُّ الدمِ والروح…

فيروزيُّ الدمِ والروح…

كلمات في رحيل الفنان المبدع زياد رحباني بقلم د. انور الموسى 

فيروزيُّ الدمِ والروح…
امتطى بليغ الكلام… وترجّل!
بعثَ في الموسيقى روحًا طريّة…
سَخِرَ من سياسيٍّ… وتذمر…
لحَّنَ كلماتهُ لأروعِ صوتٍ صباحيٍّ… وتعطَّر…
يا ابن عاصي وفيروز الأمان..
كيفَ للصمتِ أن يسكتك؟
**
أزياد…
كنتَ للخرير… مياه…
تركتَ أرغفة الكلام يتيمة،
والضّحكةَ الهازئة مقطوعة الأفنان!
يا رافع المعنى من عبثِ الشجن،
يا ناثرَ النشيد في دهاليز بيروت،
أيّها الراحلُ نحو نوتةٍ سرمدية…
هل سَمعتَ في غيابك صمتَنا المريب؟
كان الحرفُ عندك عودًا،
واللحنُ موجَةً على وتر
سَكبَ الوجعَ عليه دمعته…
ونقشَ الحبَّ عليه نايًا لا يصدأ!
نمْ على كتفِ تراب حنون،
ودَعِ اللحن يعزفك في غيابنا…
حنينًا لا يُنسى،
وصوتًا… لا يُطفأ!
نبضك جمع من الحزنِ لحنًا،
ومن الشوارعِ صدى يتجوّل،
في زحمةِ الحربِ…
كنت تغنّي،
للناسِ خبزًا… وموجًا…
حرفُك سيف في خاصرةِ الزيفِ،
نبضك زمان عشق… لم يتململ،
ضحكتك مرّة… لكنها
أبلغُ من خُطَبِ الهجاء!
غنّيت لبيروتَ… حين تصدت،
رسمتها وردًا إذا الليل أثقل،
انت الطفلُ… في عينيك سكنت حكايا،
والمتمرّدُ… إذا الحلمُ تأجّل!
فيا من كتبتَ لوالدتك صمتًا يُغنّى،
وقلبت الغضبَ قصيدةً تُقبل،
نمْ قريرًا،
ففي قلب الصباح تعيشُ…
وفي لحننا تظلُّ… لا تُرحَّل.