أطفالُ غزة… براعم تنمو تحت الرِماد
بقلم عبير سمير مرعي
في قلبِ المُعاناة، وتحت ظلال الحِصارِ والدمارِ، يُولدُ الأملُ من جديدٍ على وجوهِ أطفالِ غزه. أولئك الصِغْارُ الّذين لم يعرفوا مِن العالمِ سِوى صوتِ الطائراتِ، ووميض القصفِ، ودُمُوعِ الأمهاتِ يخطّون بأحلامِهم الصغيرة قِصةِ صُمُودٍ لا تشبه سِواها.
أطفالُ غزة ليسوا مُجردِ أرقامٍ في نشراتِ الأخبارِ، بل أرواحٌ بريئةٌ تحمِلُ في عُيُونِها عُمقِ الحُلمِ مع قُسوةِ الواقِعِ. يذهبُون إلى المدارِس الّتي كثيرًا ما تتهدمُ، يلعبُون في الأزقة الضيقة الّتي لا تخلُو مِن الخطرِ، ويرسُمُون في دفاتِرِهِم شمسًا تشرُقُ فوق سماءِ السلامِ، لا الحربِ.
مع الجِراحِ، يُواصِلُون الضُحكِ ويُصِرُّون على الحياة.تجِدُ في أعيُنِهِم حكمةً تفُوقُ أعمارِهِم،وقُوة تنبعُ من تُرابِ الأرضِ الّتي عشقُوها قبل أن يدرِكوا معناها…
هُم رُسُلٌ براءةٌ، ومرايا تعكِسُ وجهُ الحقيقة القائلة إن الطُفولة تستحِقُ الأمان،والطُفلُ يستحِقُ أن يكبرُ بعيدًا عن الخوفِ.
أطفالُ غزة،همِ الأملُ الّذي لا ينكسِرُ، والنُورِ الّذي لا ينكسِرُ والنُورِ الّذي يتسللُ رغما عن كثافةِ الظلامِ. في قُلُوبِهِم تنمو بذُور التّحدِي،وفي أصواتِهم ترتفِعُ أهازِيجُ الحياةِ، وكأنهُم يقُولون للعالمِ:
“نحنُ هُنا….. نحلمُ، ونُحِبُ، وننتظِرُ غدًا أفضلُ”.
عبير مرعي