من القصائد إلى الـ”ستوري”: كيف تحولت اللغة العربية إلى ترند؟”

بقلم الطالبة سجى الرز

من القصائد إلى الـ”ستوري”: كيف تحولت اللغة العربية إلى ترند؟”
في زمن ليس ببعيد، كان الشعراء يكتبون قصائدهم على أوراق متقنة، ويستخدمون مفردات تفوق حدود المعجم العربي، لكن اليوم… أصبح الشعر مختصرًا في “الستوري” على إنستغرام! أصبحت الكلمات العربية تتساقط في منشورات سريعة، وكأنها حبات المطر على أسطح معدنية، تذهب بسرعة ولا تترك أثرًا. هل أصبحت لغتنا الأم مجرد ملصق على صورة أو جملة مختصرة في “التويتر”؟
اللغة العربية: “إلى أين؟”
اللغة العربية، مصدر فخرنا وعمقنا الثقافي، بدأت تتعرض للتهديد. تزاوج بين العربية والإنجليزية، اختصارات لم تكن موجودة في أي قاموس، وأحيانًا تهكّم على القواعد: “شو يعني يعني؟”!
في عالم التواصل الاجتماعي، أصبح الجميع يكتب بسرعة، وكأننا في سباق مع الزمن، والتدقيق الإملائي صار ترفًا نادرًا. هل أصبحت القواعد اللغوية “موضة قديمة”؟ وهل علينا أن نقبل هذا التحول الطفيف إلى لغة “الضحكات المختصرة”؟
الشعر بين “الهاشتاغ” و”الميم”
الشعر الذي كان يعكس عمق المشاعر ويُعد لسان الأمة، أصبح يتنقل الآن بين قصائد قصيرة لا تتجاوز 140 حرفًا! فهل من العدل أن نختصر قصيدة عمودية بـ”مقولة عن الحياة” أو “تغريدة فلسفية”؟ لم نعد بحاجة إلى قراءة قصيدة “المتنبي”، بل نبحث عن “شعارات” مألوفة في منشورات الأصدقاء على الفيسبوك.
هل نحن أمام أزمة حقيقية؟
بكل تأكيد، لكن لمعالجتها علينا أولا تدارك الأسباب،ط التي تتمثل بعوامل عديدة: السرعة، والتأثر بالمحتوى الأجنبي، واهتمام الشباب بالمحتوى السريع الذي لا يتطلب تفكيرًا طويلًا. ومع ذلك، يمكننا تحويل هذا التحدي إلى فرصة: لماذا لا ندمج بين الجمال الكلاسيكي والحداثة؟
يمكننا استخدام التكنولوجيا لتقديم الشعر بطريقة حديثة تجذب الأجيال الجديدة، سواء عبر مقاطع فيديو شعرية أو حتى مشاركات إبداعية في “الستوري” والـ”تيك توك”. فاللغة العربية قادرة على التكيف مع العصر، ولكنها بحاجة فقط إلى قليل من الإبداع والوعي لإعادة إحياء قوتها وجمالها، ليس فقط في الكتب، بل في كل زاوية من زوايا حياتنا الرقمية.
ولكن هل يمكن للغة العربية أن تستمر في المحافظة على هويتها الثقافية بينما تتأقلم مع العصر الرقمي أم أننا أمام تحدٍ قد يؤثر في جوهرها العميق؟