الأربعاء , أبريل 30 2025
الرئيسية / مقالات / ربّ ضارة نافعة

ربّ ضارة نافعة

بقلم رباب شمس الدين

رُبّ ضارة نافعة
سنة ٢٠٢٠
وكأنما كلُّ السنين الماضية كانت تلبس قناعًا وتعبت منه لتخلعه في هذه السنة..
انها سنة الغربلة..
فالطبيعة تثور وتنهض لتولد طبيعة جديدة ببعد جديد.. بُعد روحي يتلاءم مع تكويننا أو بالأحرى تكون ذبذباتنا متلائمةً مع ذبذباتها..
والأرض الأم .. هذا الكائن الحي.. تثور لتلقن أولادها درسًا جليلًا
هذا بشكل عام.. والشرح يطول..
أريد أن أتكلم قليلاً عن الغربلة على الصعيد الشخصي..
وكم تأملت كل ما حصل..
وكم تأملت كل من حولي البعيد البعيد منهم والقريب القريب
هناك من كنت افتخر بصداقته.. أصبحت أبحث عنه بين الأنقاض وأكاد لا أراه..
يتكلم عن الأخلاق والإنسانية كلما سنحت له فرصة.. ويستعين بالدين ليقنعك بنفسه.. هذا الذي كان مجرّد سرابٍ.. سقط..
وذاك الذي كان يتكلم عن الأخوة وتقديس الصداقة والمحبة و صداقة الأهل..( بناءً على أن أهلنا كانوا من أعز الأصدقاء…) هذا أيضًا سقط..
وتلك التي كلما كتبت قصيدة تنصر المرأة فيها وتتكلم باسم الإنسانية وتتكلم عن الحق والباطل.. عند أول اختبار لها أو عندما سنحت لها الفرصة لتصدّقَ أقوالها بالفعل… سقطت..
وذاك الذي يكتب ويكتب ويكتب عن كل شيء… لم ينطق بكلمة حق واحدة … !يختبئ وراء جدار من زجاج ظنًا منه أنه غير مرئي.. هذا أيضًا وقع في الهاوية.. في القعر..
وأولئك المغمضة قلوبهم .. وأعينهم مفتوحة على “المصلحة” الشخصية.. أراهم شراشيب معلقة في ذيل يجرهم إلى الأسفل ظناً منهم أنهم يرتفعون ويسْمون
ومن هؤلاء امرأةٌ تعزف على وتر الكره والغيرة والحقد ظنًا منها أنها تفوز بجيفة كانت قد رميت من فوح رائحتها النتنة…

وهناك من يعرفون أنهم منجرفون ولا يأبهون… طبعاً لمصالحهم الشخصية
وغيرهم وغيرهم…
أريد أن أقول لكم شيئاً يا أصدقائي.. أو بالأحرى، يا من كنت أظنكم أصدقائي..
أيها المثقفون… الفنانون… الرسامون… الشعراء
الفن صدق.. أخلاق… شفافية.. عطاء.. الفن رقي
الفنان الحقيقي يقف مع الحق ليكون متوازياً مع ما يكتبه
الشاعر الحقيقي لا ينفصل عن قصيدته
والرسام الحقيقي يُعجن بألوانه ليرسم لوحته بروحه
والموسيقي يعلو بموسيقاه لتصبح صلاةً وجدانية
أنتم يا أعزائي.. أنتم متطفّلون على الفن..
أما الشعراء الحقيقيون فقد نطقوا بالصدق… ووقفوا وقفة أخلاقية وإنسانية .. فالرجال يعرفون بالمواقف لا بالمحاباة والتلوّن والحياد
أشكرهم لأنهم جميلون
أشكرهم لأنهم حقيقيون
الشاعرة.. التي تنبض شعرًا بكل ما فيها.. عالية
النقية الغالية الشاعرة الإعلامية.. عالية
الشاعر العالي.. الحقيقي .. الإنسان بكل ما للكلمة من معنى … محلق أنت في فضاء الفكر النيّر..
الشاعر الجميل الصديق المجبول بالصدق .. عالٍ أنت..
الشاعرة الإنسانة.. التي تنصر المرأة وتتكلم عن مبادئ.. سنحت لها الفرصة وأثبتت القول بالفعل.. أشكرك لأنك كنت أنتِ بكلّك! أشكركِ على كلّك!
وغيرهم وغيرهم من بعيد تكلموا عن الحق وتصرفوا بأخلاقهم وفنهم ورقيّهم… أشكركم
وأشكر هذه السنة رغم قساوتها ولكنها علمتني الكثير الكثير..
نتألم لنتع